|
أسرار بردية هرمس وعقيدة السحر في مصر القديمة |
من برديات تحوتي "هرمس" في الحرز الخاص بأسرار الكون تفسير الكثير من نواحي السحر ووسائله فارتكزت العقيدة في السحر أن لكل من الحرف والاسم والنطق طاقة سحرية لها فاعليتها فمنها قوي الخير وقوي الشر , فالسحر وعناصره وطقوسه تعتمد علي الهبات المقدسة الثلاثة التي تهب الساحر قوته الخارقة وقد ذكر ماسبيرو أن معابد السحر أو مدارسه تعود إلي ما قبل الأسرات مثل جامعة "أون" وكان علي الطالب الذي منحته الإله "تحوت" القوي الخارقة التي سوف يستخدمها في الخير بأن يجتاز الاختبار أمام الفرعون لكي يسمح له بممارسة السحر ويطلق عليه لقب "شرحب" وربما هذا يمنحنا انطباعا أن ليس من السهل أن ينال أي شخص هذا العلم الممتزج ما بين الطب والسحر لكي يمارسه في المعابد وأمام الكهنة والعامة إلا عندما يجتاز هذا الاختبار العسير أمام الفرعون نفسه.
ففي الدولة القديمة وما جاء من قصص السحر التي تحدثت عن عهد الملك خوفو يؤكد لنا أن علم السحر والعلوم التطبيقية كان لها ما يشبه الجامعات التي تتخصص في مجال مُعين منه ومن أشهر المدارس أو الجامعات للسحر والتي كانت ملحقة في المعابد في الحضارة المصرية القديمة هي أون وابيدوس وخنت مين وسايس وطيبة و سيوه.
وتعتبر مصر المهد الأول الذي خرجت منه طقوس تلقين الأسرار أو طقوس التنشئة التي هي عبارة عن طقوس غامضة الغرض منها تهيئة المرشحين للكهانة لهذا المنصب وقد أثرت مصر علي بلاد اليونان والإغريق في هذا المجال.
وكان الأساس في طقوس التنشئة أن يتعرض هؤلاء المرشحون إلي مجموعة من الاختبارات القاسية التي لا يتحملها الكثيرون والتي تتضمن نمطاً خاصاً من التعاليم والأسرار , كان المُرشح خلال فترة الاختبار يقضي وقته في كهف رطب مُظلم أو نفق تحت الأرض علي عدة مراحل حيث يؤدي به هذا النفق إلي ممر ضيق وهو يحمل بيده مشعلاً ويُصادف بوابة موصده ثم مخلوقات مُزيفة لتبث الرعب بداخله ليقاس مدي قدرته علي التحمل وتُعرض عليه فرصة التراجع للمرة الأخيرة ثم يجتاز خط النار ويسبح في جدول تحت الأرض حتي يصل إلي بوابة أخري تُفتح له وتنبعث منها رياح عاتية تطفئ المشعل الذي بيده ثم يُرمي في حفرة وعندما يصل مرحلة الإرهاق تُفتح بوابة من العاج ويجد نفسه في معبد الإلهة إيزيس حيث يكون في استقباله الرهبان وهذا يعني أنه اجتاز الاختبارات بدقة ثم يقوم بتلقي دروس الكهنوت. بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
إرسال تعليق