لغز الغرفة المخيفة |
في واقع الأمر كنت أشعر أن جدي هذا مثل الرحالة الذي يرتحل من
مكان لآخر لكي يجد به حكاية جديدة تتذكرها والدتي لكي تخبرني بها
ففي تلك الليلة التي كنت أتبادل الحديث مع والدتي روت لي تلك الحكاية الغريبة حيث تعود أحداثها إلى أواخر الخمسينيات في القرن الماضي ارتحل جدي إلي مدينة أخري أثناء عمله بالبوليس إلي مدينة تُدعي شبراخيت, في تلك الفترة كانت عائلته أصبحت كبيرة لكثرة الأطفال بها, فكان في ذلك الوقت لم تكن الكهرباء منتشرة في ربوع مصر فكان من عادة أهل هذا الزمان استخدام حجرة في المنزل لتخزين الحبوب والغلال ومنتجات الألبان حيث أنها في الغالب تكون رطبة إلي حداً ما وكان أهل المنزل يطلقون عليها غرفة ( الخزين )
رويت جدتي إلي جدي ما يحدث في داخل تلك الغرفة فلم يقتنع جدي بحديثها وأصر أن يكتشف ما بداخل تلك الغرفة, قرر أن يقضي ليلة في تلك الغرفة لكي يراقب ماذا يحدث بداخلها وأنا أعتقد أنها شجاعة منقطعة النظير لا أستطيع أن أجاريه فيه أو أقوم بمثل ما فعل .
بالفعل ذهب جدي إلي تلك الغرفة وقضى ليلته فيها وفي الصباح انتظروا خروجه من الغرفة لكي يذهب إلى عمله فلم يخرج فتوجست جدتي خيفة عليه ربما يكون قد حدث مكروهاً ما له داخل تلك الغرفة , جمعت أطفالها ومن معها ممن يساعدوها في المنزل وفتحت باب الغرفة وكانت المفاجأة , وجدوا جدي معلقاً من قدمه في السقف وأنه نائم نوماً غريباً فأيقظوه فوجد نفسه معلقاً دون أن يدري ماذا حدث له وكيف حدث هذا
لم يكن أحد يفهم أو يعلم السبب في حدوث تلك الأمور الغريبة داخل تلك الغرفة ولكن الجميع كان يتجنب الحديث عنها وبالطبع لا يستطيع أحد الدخول إليها سوي في النهار وليس في الظلام خوفاً أن يحدث شيء بداخلها .... فمثل تلك الأشياء كانت تحدث كثيراً في الماضي ولا يهتم بتفاصيلها أحد ولكنهم كانوا يتعايشون معها فقط دون أن يبحث أحد عما يحدث حتي لا يتم فتح أبواب لا يستطيع أحد أن نغلقها بعد ذلك
انتهت
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
إرسال تعليق