حقائق غريبة عن محاكمات مدينة " سايلم " ضد السحرة والمشعوذين |
كانت محاكمات مدينة (سايلم) للسحرة فترة مظلمة في التاريخ الأمريكي وهي تكملة لما كان يحدث في أوروبا في القرون المظلمة وحتى بداية القرن الثامن عشر لكن ذروتها كانت في القرن السادس حيث كانت تحث الكنيسة الكاثوليكية على حرق كل من يتبنى أفكار علمية ومنطقية بدعوة أنهم سحرة تابعون للشيطان نفسه ، الجميع كانوا يتملكهم شهوة الانتقام والقتل من خلال إيمانهم أنهم في حربة مقدسة مع الشر
من خلال تلك المحاكمات في تلك البلدة حيث تم اتهام حوالي مائتين شخص بممارسة السحر والشعوذة ما بين عام 1692 حتى عام 1693 وتم قتل العشرات من النساء وحتى بعض من الرجال أيضاً من قبل الدولة لمجرد أنهم اتهموا بالشعوذة حوالي عشرون شخص ، استمرت تلك المحاكمات بنفس الزخم لتبقى تلك المحاكمات حتى يومنا هذا حكاية تحذيرية ضد الهستيريا الجماعية التي تصيب المجتمع نتيجة الجهل وسطحية الأفكار المنتشرة عبر المجتمع ، وفشله في الالتزام بالإجراءات العدلية السليمة.
محاكمات (سايلم) ليست النموذج الوحيد للتمييز الظالم للمحاكم في هذه المدينة فقط، هذا لأنه بعد 150 سنة هزّت الولايات المتحدة فضيحة قضائية مرة أخرى، ونحن نتحدث عن المحاكمة التي أقامتها (سايلم) ضد الطماطم !! , نعم كانت هناك محاكمة ضد نبتة الطماطم وذلك نتيجة أن البعض كان يروج لفكرة أن كل ثمرة حمراء اللون غذاء شرير ينتمي إلى الشيطان , لكن ما سبب اعتقاد أهل بلدة ( سايلم ) بتلك الفكرة المجنونة ؟!! .... لكن قبل أن نفهم السبب في ذلك علينا معرفة قصة اكتشاف ثمرة الطماطم وكيف تعاملت معها الشعوب علي حسب ثقافتها وتقدمها في علوم الحضارة
هناك أدلة جينية على أن موطنها الأصلي هو بيرو بأمريكا الجنوبية. من هناك انتقلت بعض أنواعها إلى المكسيك حيث تم زرعها و استهلاكها من طرف أصحاب حضارات أمريكا الوسطى. و يـُعتقد بأن المستكشف الإسباني المدعو كورتس هو الذي قام بنقل الطماطم الصغيرة الصفراء إلى أوروبا بعد استيلائه على مدينة تينوشتيلان الأزتيكية (العاصمة الحالية مكسيكو سيتي)، سنة 1521، رغم اعتقاد البعض بأن كريستوف كلومبس مكتشف القارة الأمريكية كان السبـٌاق إلى ذلك سنة 1493
و لقد ظهرت أول كتابة أدبية حول البندورة سنة 1544 من طرف بييترو أندريا ماتيولي أحد الأطباء و علماء النبات الإيطاليين، الذي سماها "التفاح الذهبي". و لقد قام الأزتيك و الأقوام الآخرون في جنوب المكسيك، بزراعتها و استهلاكها في مطابخهم 500 سنة قبل الميلاد.
بعد الاحتلال الإسباني لأمريكا بدأ بتوزيع هذه النبتة في كل مستعمراتها الأخرى في كل من الكاريبي و الفلبين و الجنوب الشرقي لآسيا و كل أنحاء القارة بعد ذلك. ثـُم أتوا بها إلى أوروبا حيث تنمو بيسرِ و جودة في مناخ البحر المتوسط. و لقد تم اكتشاف كتاب حول الوصفات المهيأة بالطماطم، و الذي تم نشره بنابولي سنة 1692، رغم أن كاتبه استمد وصفاته من مصادر إسبانية
و في بعض المناطق الإيطالية مثل فلورانسا كانت البندورة مستعملة في تزيين الموائد قبل أن يتم استعمالها في المطبخ أواخر القرن السابع عشر وبداية الثامن عشر.
في عام 1820 اعتقد الجميع أن الطماطم الحمراء سامة، وبالفعل كان هناك العديد من الأوروبيين الأغنياء الذين لقوا حتفهم أثناء تناولهم لها، ولكن ذلك حدث بسبب تناولهم إياها على أطباق من معدن البيوتر، حيث يحرر التركيب الكيميائي للطماطم الرصاص الموجود في معدن البيوتر ما يسبب التسمم بالرصاص، وقد كان هناك مزارع شهم اسمه (روبرت جيبون جونسون) حيث كان عقيد بالجيش الأمريكي وكان يقوم بزراعة الطماطم بل كان يقوم بإقامة مسابقات لحث المزارعين لزراعة الطماطم
العقيد جونسون في واقع الأمر شخصية عنيدة قوية يؤمن بأن مقولة الطماطم طعام الشياطين ضد العقل والمنطق وأن من يروج لها من رجال الدين ليس سوى عبث وأن فكرة أن الموت مرتبط بتناول ثمرة الطماطم وحينما ايقن أن الطماطم ليست سامة طالما أنك لم تأكلها ملوثة بالرصاص، لكنه كان بحاجة إلى طريقة لإثبات ذلك لأهل (سايلم)
سار العقيد (جونسون) إلى مبنى المحكمة المحلية حاملاً سلة كبيرة من ”الطماطم المسموم“ ليقيم الحكم عليها، وسرعان ما تجمع حشد من الناس متحمسين لمشاهدة هذا الرجل وهو ينهي حياته بالتأكيد، لأن مشاهدة الناس يموتون كان أمراً ممتعاً تاريخياً
أحضر (جونسون) معه طبيباً مرموقاً وهو الدكتور (جيمس فان ميتر) تحسبا لأن يكون مخطئا، وقبل تناوله لها أمسك (جونسون) سلة الطماطم وقال: ”سيأتي الوقت الذي تكون فيه هذه الطماطم القرمزية الفاتنة الغنية بالفائدة لذة للعين ومتعة للفم، سواء كانت مقلية أو محمصة أو مشوية أو حتى تؤكل نيئة، وسوف تشكل أساس حقول كثيرة“، وهذا بالتأكيد أكثر خطاب ملحمي قيل قبل تناول الطماطم في أي وقت مضى، ثم أكل السلة بأكملها وكما يمكنك التخمين، لم يمت، وبعد فترة وجيزة، نمت زراعة الطماطم للمستوى العملاق الذي هي عليه اليوم
إرسال تعليق