حكاية المثل الشعبي: آخر خدمة الغز علقة

حكاية المثل الشعبي: آخر خدمة الغز علقة
حكاية المثل الشعبي: آخر خدمة الغز علقة
في أدبنا الشعبي والتراث الفلكلوري تحمل الأمثال الشعبية بين ثناياها أكثر من مجرد حكايات اجتماعية حدثت وانتهت في العصور القديمة، فعلى قدر ما توثقه من قصص يومية لأسلافنا وأجدادنا القدامى، توثق أيضًا قصص تاريخية، طافت وجالت تفاصيلها عبر الزمن، حتي رست في زماننا هذا بـ"حكمة" تداولت على ألسن جميع الشعوب العربية
 وبالفعل هذا المثل الشعبي له دلالة وعلامة على "نكران الجميل" بالرغم أن المحتوي التاريخي يحتوي علي فكرة القهر والمهانة لعامة الشعب ، وبالإضافة لذلك سلوك الأناس التي تقابل عمل الخير بـ"الشر"، قصة هذا المثل "تاريخية" أكثر من كونها قصة اجتماعية من قديم الزمن، فكلمة "الغز" هي لفظ عامي مصري اشتقه المصريون من لفظ الغزاة، وهم ما يقصد بهم "المماليك"
 وهنا نجد أن هنالك روايتان لأصل هذا المثل الشعبي

حكاية المثل الشعبي " رجعت ريما لعادتها القديمة "

  الرواية الأولي 

  تعود إلى عصر المماليك هي أن "الغز" جاءت اختصارًا لكلمة "الأوغوز" وهما جماعة تركية تنحدر من المماليك، وكانت تلك القبيلة تساند المماليك وتعاونهم في الخراب، فإذا ما حلوا بقرية أخرجوا أهلها و أجبروهم على العمل لديهم و خدمتهم , المماليك والقبائل المساندة لهم كانوا لا يستعمرون قرية من قري البلاد إلا وعاثوا فيها فسادًا وحل الخراب والهلاك على أهلها بسبب ما يفعلون، فكانوا يتحاملون بشكل كبير على أهل القرى جميعًا سواء نساء أو رجال او شيوخ كبار السن، ولم يسلم منهم الأطفال صغار السن , كان "المماليك" إذا دخلوا قرية نهبوها وأخرجوا أهلها للعمل لديهم وخدمتهم بالسخرة دون مقابل، وبجانب كل هذه الأفعال المشينة يسرقوهم وينهبون خيراتهم ويأخذون أموال الغلابة والفلاحين، ويأخذون الغلال عنوة من أصحابها، ويجبرون بقية أهل البلد على العمل لديهم بالقهر ودون أجر ويعاملوهم بشكل سيء للغاية و عندما يفرغ "المماليك" من أفعالهم والهلاك والخراب، الذين يتسببون به لأهالي القرية بأجمعها، ويصبحوا في حالة تأكد أن لا يوجد هناك شيء أخر لم يستولوا عليه من هذه القرية، وأن لا يوجد أى خير آخر من وراءها يمكن أن ينهبوه، كانوا يهموا بالرحيل منها، ولكن "المماليك" لا تخرج بطريقة عادية أو طبيعية من هؤلاء القرى وإنما يختتمون أفعالهم المشينة، ويقوموا بضرب الرجال العاملين معهم كنوع من التجبر وفرض السطوة، فصار المصريون من يومها يقولون "آخرة خدمة الغُز علقة"

حكاية المثل الشعبي "ما إحنا دافنينه سوا"


 الرواية الثانية

 وهي "الغز" تعني "الغزاة"، وكانوا المصريون يتعرضون للنهب والسرقة وتدمير القرى وجردها من خيراتها على يد الغزاة من المحتل في ذلك الوقت الذي خرج فيه المثل , هذا إلى جانب معاملتهم السيئة للمصريين، وإجبارهم على العمل بالقهر والقوة دون أن يحصلوا على أجر، وبعد أن تتم عملية التدمير والنهب للقرى يهمون بالرحيل، يهدون الناس علقة موت وجروح عميقة، ليهتدي الناس في النهاية إلى جملة "آخر خدمة الغز علقة"
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب

 


  
Labeled Posts Blogger Widget in Tab Style

Post a Comment

أحدث أقدم