من المراهقة إلي النضج

من المراهقة إلي النضج
من المراهقة إلي النضج


 
النضج الفكري هو الوصول بالعقل البشري لمرحلة يكون فيها قادرا على فهم واستيعاب أمور الحياة وقضاياها المركبة والمتعددة الأبعاد بشكل واع، ووفق مقاييس صحيحة وسليمة، بإعمال النظر العقلي وإتباع طرق الاستدلال الصائبة، مما يعني أنه مع غياب النضج في التفكير تكون السطحية والرعونة في الفهم والتفاهة والضحالة على مستوى الإنتاج العقلي، وبوجوده يكون السداد في الرأي وتحضر الحنكة والنباهة في التصرف والتدبير، ويبقى هذا النوع من النضج رهين بما يمر به الشخص ولا يمكنه أن يأتي من فراغ، بل لا بد من المرور بتجارب الحياة بما فيها من مصاعب شديدة وتحديات معقدة ومواقف مأساوية، لأن لها الدور الأساس في تطوير آليات التفكير والانتقال به إلى مرحلة النضج
.

 

الإنسان العاقل كيفما كان مستواه المعرفي ومركزه المهني ومكانته الاجتماعية، فإنه حامل لأفكار مؤثرة بشكل مباشر في حياته بصفة عامة، وعلى قراراته التي يتخذها والأحكام التي تصدر منه بصفة خاصة، وأن يكون الفرد ذاتا مفكرة لا يعني بالضرورة أنه ممتلك لفلسفة معينة يسير على هداها، فقد لا يتوفر عليها إلا أنه يظل بالرغم من ذلك قادرا على القيام بسلسلة من الأنشطة الذهنية، لكن بصيرته تكون قاصرة على رؤية الأمور بكليتها، الأمر الذي يجعله يعيش بتفكير ضيق رغم شساعة العالم؛ لكونه سائر في ضوء منطق قاصر وإدراك معتل، فبقدر سلامة الرؤية لما هو قائم ولكل ما يحيط بالمرء بقدر ما يكون تفكيره ناضجا.

 

ترتبط درجة نضج فكر الإنسان بمخزونه المعرفي ومهاراته العليا التي كلما زادت فعاليتها إلا وزاد معها إدراك المرء لحقيقة الأمور، كما يرتبط نضج تفكيره أيضا بمدى تصالحه مع ذاته المفكرة رغم كل ما فيها من عيوب ونقائص، وكلما كان قابلا لتغيير تصوراته وآرائه ليصبح شخصا سوي التفكير إلا وكان أقدر على استيعاب الأمور بشكل صائب وفهمها بدقة، وهذا ما يسمح ببروز شخصية مستقلة غير تابعة لغيرها تتفاعل مع المجتمع بصورة طبيعية تؤثر وتتأثر بالآخرين دون أن تتيح لهم الفرصة للسيطرة عليها، فالإنسان الناضج في تفكيره يتفاعل بشكل إيجابي مع محيطه، وفي نفس الوقت لا يسمح لأحد بأن يتحكم في تفكيره أو أن يقوم بهذه العملية الذهنية في مكانه.

ولا بد من الإشارة إلى أن النضح الفكري لا كفاية ولا سقف له مادامت الآراء تتبدل والمفاهيم تتجدد والقناعات تتغير، والتوفر على بعض النقائص أمر حتمي؛ إذ أنه من غير الممكن امتلاك تفكير ناضج نضوجا كليا يجعل المرء يحيط بكل شيء استيعابا وفهما، لذا فتناولنا لهذا الموضوع ليس بغرض الدعوة إلى تحقيق ما هو معجز، وإنما لإنارة القارئ كي يدرك ما يلزمه لبلوغ القدر المطلوب من النضج الفكري، خصوصا وأن هذا العالم المادي جعل معظم البشر معطوبين فكريا، ومن خلال استعراض مؤشرات هذا النوع من النضج ومقاييسه المعيارية ستكون هناك إمكانية ليُقيِّم المرء نفسه ويقوِّمها بالمقارنة القياسية معها، ومن ثم يسعى كي يحققها في حياته قدر الإمكان، فتصحح بذلك طرائق تفكيره وتسترد عافيته الذهنية الكاملة بعد إدراكه التام لماهية النضج الفكري.

 

وبطبيعة الحال فلكل شيء مؤشرات ودلائل، لا يمكنك أن تتيقن من وجودها إلا بتوافر العلامات الدالة عليه أو عدد مهم منها، ولهذا فإن المرء لا يدرك حقا بأنه صاحب تفكير ناضج عندما يجهل ما يدل على وصوله لذلك النوع من النضج، وزعمه بأن تفكيره يمتلك مقومات النضج قد يكون في الحقيقة مجرد توهم، فكيف يمكن له أن يعرف مقدار نضج تفكيره؟ ومتى يتيقن حقا من أن فكره بلغ ذروة النضج؟ ببساطة من خلال مجموعة من المؤشرات والمعايير القياسية التي تدل على التفكير الناضج، وتحديدها بالتدقيق يلزمه وضع اقتراح نموذجي يقوم على ثلاث أسس متداخلة تتفاعل مع بعضها في منظومة متكاملة، فإذا كانت المرجعية الفكرية للشخص قوامها مبني على الباطل، فضمنيا نظرته إلى ذاته ستكون سلبية مهما حاول إظهارها في أبهى حلة، وبالتالي فإن ذلك سيؤثر سلبا على تعامله مع الآخرين وتفاعله مع المحيط الخارجي، والعكس صحيح، فانطلاقا من هذا الثالوث يمكن معرفة درجة النضج الفكري الحاصل حسب وضعية كل أساس على حدة.

الشخصية

 الشخصية عبارة عن مجموعة من الصفات والعادات التي يتميّز بها كل شخص عن غيره، وتظهر سماتها بشكل واضح من خلال طريقة كلام الإنسان، وتصرفاته، وردود فعله وغيرها، وما يشار إليه أن الإنسان لا يولد بالفطرة حاملاً هذه الصفات فحسب، بل تمرّ شخصيته بمراحل عديدة تساهم في تكوين هذه الصفات، كما تساهم في تشكيل شخصية ناضجة سواء بشكل إيجابيّ أو سلبيّ، وفي هذا المقال سنعرفكم على مراحل نضج الشخصية.

مراحل نضج الشخصية

مرحلة الثقة

 تتمثل هذه المرحلة في أول سنتين من عمر الطفل، حيث يبدأ الطفل فيها بتكوين الإحساس بالأمان والثقة، ويكون ذلك عندما يشعر بأنّ الأيدي من حوله تحيطه برحاب ومحبة، وحضن الأم يرعاه ويحيطه برعاية وحنان، إمّا إذا فقد الطفل هذه المعاملة، ولم يشعر بروح القبول والمحبة من حوله، فسيولد ذلك لديه شعوراً بفقدان الثقة في مجتمعه بأكمله.

مرحلة الاستقلال

 تبدأ هذه المرحلة من عمر الثالثة إلى الخامسة من عمر الطفل، ويبدأ فيها الطفل بالاستقلال عن أمّه حيث يبدأ مرحلة الفطام في غذائه، والمشي، والكلام، والتسنين، كما يتحرك إلى الشرفة، ويزور الجيران، ويرى الآخرين في الشارع، ويذهب للحضانة، وما يشار إليه أن جميع هذه العوامل تساهم في إكساب الطفل صفة الاستقلال الشخصي، كما أنها فرصة لاكتساب المعرفة والمفردات، وفرصة للنموّ والتطوّر العقلي.

مرحلة الإنجاز

تكون هذه المرحلة من عمر السادسة إلى التاسعة من عمر الطفل، حيث يبدأ الطفل فيها بالتعلم في المدرسة، النجاح في العديد من الامتحانات، وإنجاز العديد من الواجبات التعليمية، كما أنه ينال التشجيع والثناء، إذ يصفق له الجميع عندما ينطق بالأبجدية الإنجليزية أو العربية، أو الأناشيد، أو الأرقام، أو عندما يأخذ علامات ودرجات ممتازة في الواجبات والامتحانات، فذلك يلعب دوراً كبيراً في زيادة ثقة الطفل بنفسه، في حين عدم اهتمام الأهل بإنجازات الطفل يسبب الفشل والإحباط له، كما يترك بصمة خطيرة في حياته المستقبلية، هذا عدا عن تأثيرها السلبي على صفاته الشخصية.

مرحلة الإيمان

تكون هذه المرحلة من عمر العاشرة إلى الرابعة عشر من عمر الطفل، حيث يستقرّ جسم الطفل قليلاً، ويبدأ ببناء عضلاته، كما يصبح يمتلك نشاط وطاقة حركية كبيرة، ويبدأ ذهنه بالحفظ، والتفكير، والدراسة، والتلقي، وبذلك تعدّ هذه المرحلة مرحلة المحفوظات، والصداقات، والبطولات، والاستطلاع، وبالتالي يجب استغلال هذه المرحلة لغرس القيم الدينيّة داخله، كما يجب علينا الإجابة بكلّ وضوح وصراحة عن تساؤلات الطفل، وبأسلوب منطقي وعلمي وديني، فهذا من شأنه تكوين معتقدات ايمانية ودينية ترافقه طول العمر.

 مرحلة تحقيق الذات

تكون هذه المرحلة من عمر الخامسة عشر إلى الثامنة عشر، حيث يشعر الفرد بأنه لم يعد صغيراً أو طفلاً، وبالتالي ينبغي أن يعامل مثل معاملة الكبار، حيث نما جسده بشكل سريع، واكتسب الصفات الخارجية والداخلية التي تؤهّله لمرحلة الرجولة، أو تؤهل الفتاة للنضج، كما بدأ يشعر بالميول الجنسي، ويجتاز العديد من الانفعالات النفسية، والتي تتمحور ما بين الانبساط والانطواء، أو السعادة والتعاسة، أو الإحجام والتقدّم، كما يعاني من اضطراب نفسي نتيجة ميوله لفترة الطفولة الجميلة، وفي ذات الوقت شوقه لمرحلة النضج والرجولة، وما يشار إليه أنه قد يشعر بتأنيب الضمير بسبب العديد من الممارسات الخاطئة بالحواس، والفعل، والفكر.

مرحلة الصداقة الوثيقة

هذه المرحلة من عمر التاسعة عشر إلى الرابعة والعشرين، وتتمثل هذه المرحلة بمرحلة الجامعة، حيث يبدأ الشخص فيها بتكوين الأصداقاء بشكل دائم ووثيق، كما يدخل في مرحلة اختيار سريع للشخص الذي يرغب بأن يكون شريك حياته، كما يبدأ بتكوين العلاقات العاطفية مع الطرف أو الجنس الآخر، وما يشار إليه أن علماء النفس يطلقون على هذه المرحلة اسم الجنسية الغيرية العامة أي مرحلة اكتشاف الجنس الآخر والتعرف عليه، كما أنّه بعد فترة ينتقل الفرد لمرحلة الجنسية الغيرية الأحادية، والتي يتمكن فيها الفرد من الاختيار النهائي لشريك الحياة.

مرحلة الخصوبة

تمتد هذه المرحلة من عمر الخامسة والعشرين إلى الأربعين، وتعرف بأنها مرحلة العطاء في الإنجازات العملية، والزواج، وإنجاب الأبناء وتربيتهم، والصلاة، والقيادة، والترجمة، والرعاية والافتقاد، وتكوين العلاقات، وغيرها، إذ إنّها مرحلة العطاء أو الوهب المستمر، وهي تمثل جوهر رحلة الفرد، حيث يتصف فيها عطاؤه بالتجديد، والتدفّق، والوفرة، والحيوية؛ وذلك بسبب امتلاك الإمكانيات المميّزة والطاقة الكافية.

مرحلة التماسك

حيث تتماسك فيها الشخصية بشكل يكاد يكون نهائي، كما تكتسب ملامحها وشكلها الثابت، وخصائصها التي تميّزها، إذ يتمثل ذلك في القيادة، والحكمة، والكفاءة، والخبرة وغيرها، وما يشار إليه أنّ هذه المرحلة تمتد من عمر الأربعين سنة فما فوق.

دور الوالدين في نضج الابناء

من المهم جداً أن يفهم المراهقون أن الفشل والنجاح مهمان لنموهم وتطورهم الشخصي، لأنهما يساعدانهم على تطوير شخصية ناضجة ومستقرة.

ولكن بحسب علماء النفس ، يمكن التخفيف من حدة “السنوات الجامحة” التي يعيشها المراهقون من خلال تأمين تواصل فعال بينهم وبين الأهل.

إذا كنتم تتساءلون عما يجب أن تتحدثوا معهم بشأنه وعن النصائح التي يجب أن تقدموها إليهم قبل أن يتوصلوا إلى استنتاجات بأنفسهم، إليكم بعض التوصيات التي يقدمها علماء النفس الذين قاموا بتحضير قائمة كاملة بالمواضيع التي يجب مناقشتها مع أولادكم المراهقين.

يحتاج المراهقون في مرحلة المراهقة الصعبة إلى حرية اتخاذ القرار

إن أهم ما يجب أن تقدموه لأطفالكم هو حرية اتخاذ القرارات.

هذا لا يعني أنه يجب عليكم ألا تسيطروا بالمرة على طفلكم وألا ترشدوه إلى الطريق الصحيح، ولكن من المهم جداً أن يفهم أن عليه التعلم من تجاربه الخاصة.

نتيجة لذلك، اسمحوا له أن يختار بناءً على عمره وشخصيته، لأنها الطريقة الوحيدة التي تساعده على أن يصبح مستقلاً.

لا تدعوا طفلكم يلومكم، على سبيل المثال، لإجباره على الالتحاق بجامعة بدت وكأنها الخيار الأفضل بالنسبة إليكم.

يجب على الأهل أن يشرحوا لولدهم حسنات وسيئات كل خيار ولكن عليه أن يتخذ هو القرار النهائي بنفسه.

يحتاج المراهق لأن يجد ذاته
من الأفضل أن تعرفوا مع من يتسكع ولدكم ومن هم أصدقاؤه وكيف يؤثرون عليه.
اشرحوا له أن كل شخص مميز بطريقته الخاصة وأنه ليس مضطراً على سبيل المثال أن يمارس هواية الفوتبول (كرة القدم) فقط لأن صديقه موهوب بها.
أصروا عليه كي يجد “ذاته” وكي يفهم ما يحبه وما لا يرضيه. باختصار، أخبروه أن يبذل قصارى جهده في ما يحب.

اسمحوا لولدكم المراهق في مرحلة المراهقة الصعبة أن يكون أفضل نسخة من ذاته
علموه أن يكون أفضل نسخة من ذاته. يتعلق الأمر بمنحه الثقة بذاته، عدم مقارنته بالآخرين، وعدم تقدير ذاته مقارنة بصفات غيره.

يجب على المراهقين أن يتعلموا كيفية التعاطف مع غيرهم حاولوا أن تشرحوا له أن الناس سيؤذونه بالتأكيد، ولكن لا يجب أن يقترب منهم والخوف يعلوه.
سيشعر بخيبة الأمل وسيذرف الكثير من الدموع، ولكن من المهم جداً أن يؤمن بذاته وألا يتخلى عن أهدافه.
من أجل أن يتحلى بهذه العقلية، هو يحتاج إلى دعم عائلته. لذا، حاولوا أن تشرحوا لطفلكم أنه مهما حصل، ستظلون بقربه على الدوام.

علموا المراهق كيفية إدارة مشاعره والتحكم بها
حاولوا أن تشرحوا له أنه من غير السليم أن يختزن في داخله مشاعر سيئة كالغضب والمرارة.
حفزوه دائماً على التحدث عن مشاعره.
ليس عليه أن يثق بكم، ولكن من المهم جداً أن يتقبل مشاعره ويواجهها. إذا تعلم كيف يسامح غيره، يصبح قادراً على خوض حياة أكثر سعادة.

عيش المراهقون حالة انتقال من سن الطفولة إلى البلوغ. ومع ذلك، لا يعتبر النمو والتقدم بالعمر أمراً سهلاً.
تجلب فترة المراهقة في حد ذاتها الكثير من الشكوك والإغراءات، ويصبح الوالدان القدوة الأهم في هذه المرحلة. لذا، يحاول الولد الذي يعتبر أن والديه يتصرفان بسلطة مطلقة، الهروب من قوقعته.

عليكم أن تدعموا أولادكم من دون تحفظ.
ضعوا في طريقهم المزيد من التحديات وشجعوهم على أن يؤمنوا بحدسهم.
اسمحوا لهم أن يكتسبوا الخبرات وعلموهم أن التجارب الفاشلة هي أساس التطور الشخصي.

أنتم بحاجة للتحلي بالكثير من الصبر، الحب، والدعم، لأنه بهذه الطريقة تساعدون ولدكم المراهق على أن يتحدى كل ما تضعه “سنواته الصاخبة” من مشاكل في طريقه.

إذا كنتم تتساءلون عما يجب أن تتحدثوا معهم بشأنه وعن النصائح التي يجب أن تقدموها إليهم قبل أن يتوصلوا إلى استنتاجات بأنفسهم، إليكم بعض التوصيات التي يقدمها علماء النفس الذين قاموا بتحضير قائمة كاملة بالمواضيع التي يجب مناقشتها مع أولادكم المراهقين.

علموه أن يكون لديه توقعات واقعية
علموه كيف يتخلص من التوقعات المفرطة وكيف ينظر إلى واقعه وأصدقائه وبيئته بكل واقعية.
تعتبر هذه من أثمن الدروس التي قد يتعلمها.

هو ليس بحاجة إلى أن يثير إعجاب الجميع . علموه أنه لا يمكن أن ينال حب الجميع.
يرغب المراهقون بأن ينخرطوا في المجتمع ويحظوا بالقبول منه.
عليكم أن تقدروا هذه الجهود، ولكن من المهم أن تشرحوا لطفلكم أنه لا يجب أن يعتمد سلوكيات متطرفة لأجل ذلك ولا أن يتخلى عن رغباته الخاصة.
علموه أن يقول “كلا” في وجه كل ما يتعارض مع طبيعته وشخصيته.

ارشدوه، ولكن لا تعيشوا حياته نيابة عنه
يجب عليكم أن ترشدوا ولدكم المراهق، ولكن لا أن تعيشوا حياته بدلاً عنه. قدموا له فرصة ممارسة رياضة أو نشاط ما، حتى وإن لم يكن موهوباً فيها. حاولوا ألا تمنحوه الكثير من وقت الفراغ حتى لا يشعر وكأنه يختنق.

أرشدوه نحو حياة سليمة وعادات صحية ..بهذه الطريقة، سيهتم بجسده وروحه للأبد وسيعلّم أولاده أن يفعلوا كذلك.
علموا أولادكم أن يحبوا جسدهم، وهذا أصعب جزء من عملية الأبوّة.
الفتيات حساسات بشكل خاص تجاه مظهرهن الجسدي. لذا، إذا كانت فتاتكم تزن بضع أرطال زائدة، علموها طريقة فقدانها بطرق سليمة.

كيف تكتشف شغفك

 

بعض النصائح الثمينة الإضافية التي يقدمها علماء النفس لأهل الولد المراهق ليتجاوز ودهم مرحلة المراهقة الصعبة
بغض النظر عن مدى سخافة أو عدم أهمية مشاكلهم بالنسبة إليكم، هي كبيرة وصعبة جداً بالنسبة إليهم.
نتيجة لذلك، لا تسخروا منهم أبداً ولا تأنبوهم.
استمعوا إليهم جيداً وساعدوهم على حل مشاكلهم وتصرفوا كما لو أنها الأكثر أهمية بالنسبة إليكم.
يترافق مع عملية التربية الكثير من الإحباط. لذلك، لا تكتفوا بتأمين راحتهم وحياة خالية من الهموم لهم.. حاولوا أن تجعلوهم يفهمون التزاماتكم ومسؤولياتكم، ولكن أظهروا لهم أن لقلة الاحترام عواقب وخيمة.
ينصحكم علماء النفس بأن تتفقوا مع الأولاد على عقاب التصرفات السيئة التي يقومون بها.
شجعوهم وضعوا تحديات جديدة أمامهم وعلموهم كيف يثقون بحدسهم وقلبهم.
شجعوهم على مساعدة الآخرين ووهب كل ما لا يحتاجون إليه لغيرهم ومحاولة جمع الذكريات واللحظات الحلوة بدلاً من الأمور المادية.
إن كل تجارب الحياة ثمينة وليس فقط تلك التي اتسمت بالنجاح.
التجارب الفاشلة هي أساس التطور الشخصي والنمو. من المهم جداً أن يفهم الولد ذلك قبل أن يكبر، لأنه بهذه الطريقة، سينمّي شخصية ناضجة ومستقرة.

خطوات بناء الشخصية الناضجة

طبيعة الخلفية الفكرية

التفكير البشري ينبع من خلفية فكرية ولا يكون بمعزل عنها، وإن بدا بسيطا في ظاهره إلا أنه يظل مرتبطا ارتباطا وثيقا بمرجعه الذي انبثق منه، ومن خلال هذه الخلفية يمكن تحديد مستوى النضج الفكري؛ بناءً على ما يحمل العقل من تصورات حول مجموعة من المفاهيم والمواضيع على اختلافها وتنوع حمولاتها، وحسب طبيعة الخلفية الفكرية تكون إنتاجية الأفكار حول مختلف الأمور والقضايا.

 

عندما يكون التفكير وفق خلفية لها تركيبة بنيوية لا تعطي اعتبارا لما هو براغماتي تصبح له حمولة فكرية على مستوى عال من النضج، لأن منطلقاته تتشكل من مرجعية لها نزعة إنسانية أساسها الفضيلة، ونقول بأن طبيعة الخلفية الفكرية مهمة لأنها تحدد نوعية المناعة الذهنية، والتي كلما كانت سليمة إلا واشتدت قوتها المنيعة التي تحُول دون الانسياق وراء الأفكار الباطلة بغرض كسب مطمع شخصي.

يلامس التفكير عمق النضج عندما يكون قائما على مرجعية فكرية لا متعالية، ومن هذا المنطلق فإن قبول جميع المرجعيات وعدم اعتبار مرجعية تفكيرية واحدة على أنها مدار عظمة، والامتناع عن إظهار فكر ما في صورة مثالية يتفاضل فيها نمطه عن غيره، دليل من الدلائل القوية على أن هذه طبيعة المرجعية التي تجعل التفكير يبلغ مبلغا كبيرا من النضح، بحيث يمكن اعتبارها كنموذج فكري خصب لما فيها من خصائص مثمرة يزدهر ويرقى بها الفكر.

نظرة الإنسان لذاته

يُعرف الشخص الناضج بنظرته لذاته وكل ما تحويه، لهذا تجده يعتقد يقينا بأن الآراء والأفكار قابلة للتغيير، فهو صاحب تفكير منفتح، يرفض ربط نفسه بفكرة معينة أو رأي معين يقيد به عقله؛ ولذلك يتحفظ كثيرا فيما يتعلق بالانتساب إلى التيارات الفكرية مادامت أنها تفرض على المنتمين إليها أفكارا معينة مع إلباسها لباس القدسية، فعقله لا يمكنه أن يحيا في وسط تعتبر أفكاره وتصوراته كلها حقائق ثابتة لا نقاش فيها.

 

بنضوج تفكير الإنسان تصبح نظرته إلى ذاته متزنة بحيث يرى نفسه على حقيقتها بما فيها من نقائص وعيوب، ويُحمِّلها المسؤولية التامة عن كل ما يصدرها منها، بعيدا عن أية محاولة لتجميل الذات خارجيا لكي تبدو في صورة مثالية، بمعنى أن الإنسان الناضج فكريا لا يحتاج للتكلف والتصنع مادام أن ذاته في الأصل لا تنجذب لِما يمكنه أن يكون زائفا وغير حقيقي، فنظرته لذاته أحادية ليس لها معنى متغير ومتعدد؛ إذ لا ازدواجية في الحقيقة عنده.

 

تكون للإنسان الناضج فكريا رؤية فاحصة وناقدة تنبع من الداخل، والتي تتجاوز الانتصار للذات إلى توجيه النقد البناء لها، وما ذلك إلا انعكاس لِما في ذهنه ونتاج لكل ما مر به، ويرى الشخص الناضج ذاته من خلال تمظهرات سلوكه وانطباعاته، والتي من خلالها يتصور نفسه ويقيمها في ضوء ما هو صائب؛ بانتقادها وإخضاعها لتقييم موضوعي يهدف إلى تصويب الرؤية، وإصلاح الأمور السلبية فيها، وتحسينها لكي يرقى بها إلى الأفضل.

تعامل الفرد مع الآخرين وتفاعله مع المحيط الخارجي

يعي صاحب التفكير الناضج أنه لا يستطيع أن يعيش داخل بيئة اجتماعية من دون التعامل مع الآخرين، لذا فهو يحاول جاهدا أن يكون تعامله مطبوعا بنوع من المرونة المعقلنة، فنجده يركز على الأفكار والأحداث والمواقف من دون الانحصار في تصيد أخطاء الآخرين، ومِثل ما يؤمن بحريته يؤمن أيضا بحرية غيره؛ فلا يتدخل في الخصوصيات والأمور الشخصية التي تتعلق بالآخرين، إلى جانب ذلك فهو يرفض فرض أفكاره وآرائه عليهم، كما أنه يتعامل معهم بمنطق إنساني صرف لا سعي فيه إلى إرضائهم، ويبدي احترامه لهم جميعا على تنوعهم واختلاف مرجعياتهم.

 

يقبل الإنسان الناضج فكريا ولو على مضض الانخراط الحيوي في الحياة التي وجد نفسه فيها وإن كانت غير عادلة في بعض الأحيان، لكن تفاعله يكون إيجابيا مع محيطه الخارجي في نطاق العلاقة المشتركة بينهما، وفقا لما لديه من قيم إنسانية حقة ومفاهيم وتصورات ذهنية، ولا يجعل تفاعله يكون من منطلق واحد قائم على الدوافع والمطامع والأهداف المادية، وهذا التفاعل يتطلب التوفر على نظرة شاملة وقراءة واعية ومستبصر للواقع، من هنا يمكن القول بأن الشخص الذي يمتلك تفكيرا ناضجا ينخرط بشكل فعال مع قضايا محيطه الخارجي ويعتبر نفسه جزءا منها، إذ لا يمكنه أن يعزل نفسه عنها لأنها من صميم اهتماماته ذات الأولوية والمكانة المركزية.

 

إنْ تواجدت معظم المؤشرات والمقاييس المعيارية التي ذكرنا في تفكير شخص ما، فيتبين بالملموس على أنه إنسان له تفكير ناضج بصورة كبيرة، في حين أنه إذا تم تشخيص الذات المفكرة أو بمعنى آخر تم فحص تفكير ما من الداخل بأمانة ودون تزيف، ووجد ثمة تباين صارخ بين ما يحتويه وما تم التنصيص عليه في المؤشرات القياسية المذكورة سلفا، بعبارة أخرى لو ظهر نقص كثير في هذه الأسس التي يقوم عليها النضج الفكري، فاعلم أن هذا في حد ذاته أول دليل من دلائل التي تبين حرصك على بلوغ ذلك النضج، والأمر ليس صعبا أو شاقا بل يتطلب فقط التوفر على رغبة داخلية نحو امتلاك رصيد كافي من تلك المؤشرات ليمكن لك القول بأن شخصا ما له تفكير ناضج.

علاج فقدان الشغف بالمذاكرة والدراسة

( الكلمات المفتاحية )

من المراهقة إلي النضج سن النضج العقلي للرجل متى ينضج عقل المرأة متى يكتمل نمو المراهق ماذا يحدث في سن المراهقة المراهقة في علم النفس مشكلات مرحلة المراهقة صفات المراهقين خصائص مرحلة المراهقة

1 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم