من الفشل إلي النجاح |
مع
أنفاسنا الأولى في هذه الحياة بدأ صراعنا مع الفشل، فعند إبحارنا في تلافيف الماضي
وتلابيب الطفولة نسترجع خطواتنا الأولى التي انتهت بعثرات وعبثا حاولنا تفادي
السقوط، كان التّحدّي الأول بالنسبة لنا هو خطوتنا الأولى نحو شيء شدّ انتباهنا أو
شخص نريد الاقتراب منه وكلمة بحثنا عن مخارجها فصدرت بلكنة أضحكت من كان حولنا،
ارتفع بعدها سقف التّطلّعات شيئا فشيئا من خطوة واحدة إلى خطوات ومن كلمة إلى
كلمات.
وصفت
الكاتبة الأمريكية من أصل كوبي أنيس نين الحياة بعبارات جميلة أخذنا منها
:"الحياة عملية تحول علينا أن نمر عبرها بمجموعة من الحالات وعندما يفشل
الناس يرغبون بانتقاء حالة وينغلقون على أنفسهم داخلها. وهذا نوع من الموت"،
وفي الواقع كثيراً ما تواجهنا مصائب وكوارث في الحياة، ورغم ذلك نسعى على الدوام
أن نكون إيجابين وأن لا ندخل القوقعة، حتى عندما تبدو الأمور أسوأ ما يمكن أن يحدث
لنا و لمن حولنا. وكلنا يعرف الشعور المحبط الذي يصيبنا عندما لا نستطيع بلوغ
هدفنا، أو لا نحصل على ما أردناه بشدة.
في
مرحلة الطفولة اصطدمت الكثير من تجاربنا بالفشل لكن هذا لم يمنعنا من إعادة
المحاولة مرّات ومرّات مع الاستفادة من أخطائنا والعمل على تصحيحها، تلك الدرّاجة
التي ركبتَها رغم سقوطك المتكرر منها ورغم كل النّدبات التي رسمتْها في مختلف
أنحاء جسدك، ذلك القلم الذي كلّما أخذته رفض الانصياع وراح يجول يمنة ويسرة غير
محترم لمقياس الرسم وضوابط الكتابة، شيئا فشيئا فقدنا تلك الشجاعة والإقدام وإعادة
المحاولة رغم الإخفاق وحلّ مكانهم الخوف من الفشل والتراجع للوراء في أبسط
التّحدّيات.
لا
يجب أن نحوّل الفشل من معلّم نتعلّم منه ومعه إلى حاجز يقف بيننا وبين طموحاتنا
وأهدافنا، فالدّروس التي نتعلّمها من الفشل تمهّد طريقنا نحو مراحل متقدّمة
وتكسبنا مناعة لمجابهة أصعب التّحدّيات، فخطوات الفشل ترسم طريقك نحو النّجاح وإن
واصلت المسير فستظهر معالم الطريق حتى وإن بدا لك عكس ذلك، يقول توماس
أديسون:" العديد من حالات الفشل في الحياة هم الناس الذين لم يدركوا مدى
قربهم من النجاح عندما تخلو"
ولا
تنسى القراءة يا صديقي فما وَجَدَ الإنسان نفسه إلا بها، وما عَرِِفَ الناس
والأشخاص الآخرين إلا بالتجارب والمعاملة، وذلك اليوم الذي ترتفع به سوية عقلك
ستجد نفسك بعيداً جداً عن الكثير من الأشخاص ليس من باب الكِبر وإنما لأنك عرفت
أنهم غير مناسبين لك، وغير داعمين، وغير محفرين، ربما هم أشخاصاً مختلفين تماماً
عنك.
ولذلك
تأنى باختيار أصدقائك وبيئتك المحيطة حتى لا تكون عامل ضعف وضرر بالنسبة لك تندم
عليه. وتذكر وأنت تبحثُ عن ذاتك أيضاً أن تسامح الآخرين وتعفو كي لا يصبح لديك
جيشاً من الأعداء، ولكن إياكَ أن تنسى أولئك الأشخاص الذين لم يقفوا معك ولم
يساندوك يوم كنت بحاجة إليهم، وشَمِتوا بك يوم مررت بمرحلة تشبه الفشل، ولكنها
مرحلة تقودك من يدك إلى طريق النجاح والفخر.
لحظات
الفشل من أشد اللحظات إيلاما ومرارة، لحظات قاسية ومن شدة قساوتها أننا نثقل فيها
على أنفسنا ونحمّلها مالا تطيق، لكن في النهاية تلك اللحظات الصعبة سترتقي بنا إلى
المستوى التالي من مستويات الحياة. يقول جون تشارلز سالاك:" لا يصل الناس الى
حديقة النجاح، دون أن يمرّوا بمحطّات الّتعب والفشل واليأس، وصاحب الارادة القوية
لا يطيل الوقوف في هذه المحطات"، فالفشل عبارة عن سلّم لن ترى النجاح إلا من
خلاله، تعرف من خلاله أماكن عثراتك فتصلحها وأماكن سقطاتك فتتجنّبها ومواطن قوّتك
فتدعمها.
كما
أن الأمر لا يتعلق بالفشل بحد ذاته بل بنظرتنا له، فإذا نظرت للفشل باعتباره تجربة
أظهرت لك مواطن ضعفك فستنمو وتتطور من خلاله، وإذا نظرت للفشل باعتباره حاجزا
يفصلك عن طموحاتك وأحلامك فسيشكل عائقا أمامك فكل واحد منّا معرّض للفشل ولا
يمكننا أن نمنع حدوثه وأفضل طريقة لتفاديه هي أن تفشل بشكل أفضل.
جميل
هو الفشل التي يجعلنا نعيد التفكير في كل شيء في حياتنا، يجعلنا نغوص في التّفاصيل
ونتعمّق في التّنقيب والتّحليل فيما مضى وما سيأتي، حتى في أمور كانت بالنسبة لنا
من المسلّمات، هذا الشعور يجعلنا نخوض غمار الحياة بشغف إلى هدف يجعلنا ننظر إلى
أنفسنا بعين الرضا وفي أحسن الأحوال الفخر.
كما
يساعد على تجاوز مرحلة الفشل والإحباط اليقين الجازم والإدراك التّام أن ما قدّره
الله سيكون، وأن الخير فيما اختاره الله لك، قال جلّ ثناؤه: "وَعَسَى
أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا
وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" البقرة:
216. يقول الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: " هذا عام في الأمور كلها
فقد يحب المرء شيئا وليس له فيه خيرة ولا مصلحة فالله أعلم مِن خلقه بعواقب
الأمور، وأخبر بما فيه صلاح الدنيا والدين، فاستجيبوا له، وانقادوا لأمره".
فقد
تتعلّق بشيء حدّ التّعلق وتتمسّك به بالغ التّمسّك وعندما لا تحصل عليه تتألّم
غاية التّألّم، تمرّ السنوات فتظهر لك حكمة الله في منعه عنك ورحمته بك بصرفك عنه
فتحمده على لطفه وتشكره على عطائه وكرمه، قال سبحانه: "..
فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ
اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" النساء:
19. فقد تأتي المنح في ثوب المحن وقد يُكتب الخير فيما كنت تظنّه شرّا.
والآن
انهض وانفض الغُبار عن عيناك وعن كتفيك وأخرج إلى الحياة ثانيةً كما خرجت أول مرة
من رحم أمك، وجبَّر نفسك بنفسك بكلماتك بنجاحاتك بإبداعك أو بأي شيء ولا تيأس
أبدا، فهناك مسافة شعرة بين الأمل وفقدانه، لذلك لنحافظ عليها ولنحميها من التلف
بالمآسي والآلام.
لنهتم
بها ونُسرحها بالحب والسعادة حتى وإن كانت وحيدة ولنغسلها ببلسم القوة دائماً
وكُلما كُسرت ألصق نفسك بابتسامةٍ عريضة وأنظر إلى من هم اسواء منك حالاً. ولا
تسمح للآخرين بإحباطك وإلبَاسكَ ثوب من الخيبة.
ومهما
قست الأيام تذكر أن هناك رب كريم عليم بصير بحالِ عباده لا يردُ عبداً قد طلبه حتى
وإن تأخرت الاستجابة، وستدرك بعد ذلك أنك نضجت وأصبحت أقوى وانتهيت من المنحدرات
والمنعطفات في المسير وتعلمت الكثير من الدروس التي لن تنساها ابداً.
من نجح بعد الفشل؟
بدأت
العديد من قصص النجاح البارزة بالفشل: فقد أفلس هنري فورد قبل تأسيس شركة فورد
للسيارات. اختبر توماس إديسون وزملاؤه آلاف المواد قبل صنع المصباح الكهربائي ذي
الفتيل الكربوني ؛ تلقت الكاتبة جي كي رولينغ JK
Rowling اثني عشر رفضًا قبل نشر أول رواية لها وهي
رواية هاري بوتر الفنتازيّة التي فازت من خلالها بالعديد من الجوائِز، وبيعَ
أكثر من 400 مليون نسخة من منها، وأدُرِجَت ضمن قائمة أكثر الكُتب مبيعاً في
التاريخ، وبُنيَت عليها سلسلة من الأفلام التي بدورها صارت ضمن قائمة أعلى الأفلام
دخلاً في العالم.
كتب
هانس أندرسن قصّته الشهيرة البطّة القبيحة، وفي أحداث القصّة تمّت معاملة هذه
البطه على أنّها فاشلة وأصبحت هي نفسها ترى نفسها كذلك، وكان سبب هذا كلّه عدم
القدرة على فهم الاختلاف، والتعامل مع الأمور من منطلقات آنيّة ومُحدَّدة في وقت
وسياق واحد، كذلك عدم قدرة هذه البطة على إظهار مهاراتها إلا بعد أن نظرت
لانعكاسها في البحيرة صدفةً، ووجدت أنّها جميلة، واختلافها لا يجب أن يكون مدعاةً
للركون للفشل.
مُدرِّس
بيتهوفن الذي كان يعلّمه الموسيقى، أخبره يوماً أنّه ليست لديه موهبة وليس كُفئاً
ليكون مؤلّفاً موسيقيّاً، لكنّه ثابر وعمل حتّى أصبح اسمه خالداً في التأليف
الموسيقيّ.
يتحدّث
بيل جيتس أحد أثرى أثرياء العالم عن العديد من التجارب الفاشلة والإخفاقات التي
تحوّلت لاحقاً إلى إنجازات كبيرة في عالم الكمبيوتر؛ حيث ذهبت سنوات عديدة في
محاولة إنشاء قاعدة للبيانات تُسمّى أوميغا باءت بالفشل؛ ولكن نتج عنها إنشاء أشهر
قاعدة بيانات لاحقاً، كما تمّ استثمار الملايين وقضاء ساعات طويلة في مشروع لتشغيل
مُشترَك مع شركة أخرى لم يتمّ استكماله، لكن نتج عنه لاحقاً أشهر نظام تشغيل،
ويذكر أيضاً أنّ محاولة فاشلةً لإنشاء جدول إلكترونيّ لم تُحقق إلا تقدماً بسيطاً
أسهمت في إنجاز برنامج رسوميّ إلكترونيّ مُتقدّم .
يتحدّث
سويشيرو هوندا مؤسّس شركة هوندا موتور عن فشله، ونشأته في كنف عائلة فقيرة،
وفاجعةٍ أصابته وهي موت عدد من أقاربه بسبب المجاعة، إضافةً إلى مواجهته العديد من
العثرات، مثل: انفجار مصنعه، ثمّ دماره مجدداً بسبب زلزال، لكنّه صنع من الفشل
والمصاعب منحةً أوصلته؛ ليُحقّق نجاحاتٍ كبيرةً.
أسباب الفشل
هناك
عدّة أسباب تؤدّي إلى الفشل، وهي كما يأتي:
· عدم قدرة الفرد على فهم الآخرين، وعدم امتلاك
المهارات المناسبة للتعامل والانسجام معهم.
· طريقة التفكير السلبيّة، وردود الفعل السلبيّة
تجاه ما تتمّ مواجهته في الحياة.
· عدم مناسبة الظروف وطبيعة العمل لمستوى
المهارات والقدرات.
· فقدان التركيز. اللامبالاة وعدم الالتزام.
· التعلّق بالماضي وعدم القدرة على التعامل مع
الواقع الحاضر، وعدم الرّغبة في إحداث تغيّرات جديدة.
· عدم إعطاء الوقت الكافي لإنجاز الأهداف،
وامتلاك عقليّة مختصرة تحاول اتّخاذ أقصر الطُّرق للإنجاز.
· الاكتفاء بالموهبة والاعتماد الكليّ عليها،
دون البحث عمّا يُعزّز هذه الموهبة ويُطوّرها.
· الاعتماد على معلومات منقوصة أو غير كافية،
واستخدامها لاتّخاذ القرارات.
· غياب الأهداف، وعدم معرفة الشّخص ما يُريد،
وإلامَ يسعى.
· محاولة الوصول إلى المثالية وتحقيق الكمال المستحيل.
· وجود مخاوف داخلية تؤثر على إدراك النجاح والوصول
إليه، والخوف من فقدان المحبة والدعم من الآخرين.
·
الخوف من التغيير الذي يحصل بشكل تابع للنجاح.
·
عدم
الثبات
حيث
أن هنالك العديد من الناس الذين يتعرضون للفشل ليس بسبب افتقارهم للموهبة أو المعرفة،
ولكنهم يفتقرون للمثابرة والرغبة في الاستمرار في بذل الجهود نفسها في كل مرة.
·
تقديم
الأعذار
حيث
أن أغلب الناس لا ينجحون في مهامهم من المرة الأولى وحينها يقومون بالبحث عن الأعذار
المختلفة، بدلاً من محاولة وضع الجهد المناسب والتعلم من الأخطاء.
·
فصل
الأخطاء السابقة عن التجارب الحالية
حيث
يقوم بعض الأشخاص بفصل تجربة الماضي عن نفس التجربة في الوقت الحاضر بشكل كلي، والمطلوب
حقاً للحصول على النجاح هو التعلم من الماضي، وتحديد المشكلة الحقيقية والتفكير في
الإجراءات المناسبة لتحويل الفشل إلى نجاح.
·
عدم
الانضباط
يعتقد
بعض الأشخاص أنه من الممكن تحقيق إنجاز ما بدون العمل على ضبط النفس والتضحية والبعد
عن مشتتات الانتباه، وعدم الحرص على التركيز.
·
ضعف
احترام الذات
حيث
يعد ضعف تقدير الذات وانفاص القيمة الذاتية من أكثر الأمور التي يمكن أن تسبب الفشل.
·
اتخاذ
الموقف القدري
حيث
أن بعض الناس يرفضون تحمل المسؤولية عن واقعهم في الحياة، ويقومون بالعادة بنسب النجاح
والفشل لحظهم وقدرهم في الحياة.
أسباب عدم تحقيق النجاح
يوجد
بعض الأشياء التي ممكن أن تعيق تحقيق النجاح في الحياة ومنها:
· نقص في تقدير قيمة الوقت، وعدم معرفة كيفية
استغلاله بالشكل المناسب لتحقيق النجاح.
· عدم القيام بالأشياء التي تتماشى مع تحقيق
الأهداف المرجوة.
· وضع قيود ذاتية وعدم الإيمان بالقدرات،
والتقليل من المهارات الشخصية.
·
الاستمرار في وضع الأعذار والمبررات المختلفة
لتبرير عدم المحاولة في تحقيق النجاح. الافتقار للذكاء الاجتماعي، وعدم معرفة
الطرق المناسبة للتعامل مع الآخرين بشكل لائق.
· المماطلة وتأجيل القيام بالمهام المطلوبة.
· عدم القيام بالإجراءات والأشياء التي تساعد في
تحقيق النجاح. عدم القدرة على مواجهة الشدائد، وتجنب مواجهة العقبات المختلفة.
كيف تحول الفشل إلى نجاح
·
التعلم
من الفشل
يمكن
للفرد تحويل فشله إلى نجاح من خلال تعلمه من الفشل الذي وقع فيه، كون الفشل يعتبر
فرصة للتعلم والاستمرار، في حين أن النجاح يؤدي إلى الرضا عن الذات والتوقف عن
العمل أحياناً، ويشير العديد من العلماء إلى أنه لا بد من السماح للنفس بارتكاب الأخطاء
دون الشعور بتأنيب الضمير المبالغ فيه، وإدراك أن الحياة عبارة عن عملية تعلُّم،
يستطيع من خلالها الفرد تحويل الفشل إلى نجاحات كبيرة، ومن الجدير بالذكر أنه لا
بد من مكافأة الذات حتى في حالة الفشل للتقليل من الإخفاقات التي سيتم الشعور بها
مستقبلاً، ويمكن الاحتفال أو تقبل الفشل من خلال التوقف عن التفكير بأفكار سلبية،
تؤثر على العواطف والمشاعر بشكل سلبي، وتشجيع النفس باستخدام العبارات التشجيعية،
وتذكير الذات أنها على بعد خطوة من النجاح.
·
تقبّل
الأخطاء
من أهم
خطوات تجاوز الفشل في الحياة هي التعلم من أي خطأ قد يقع فيه المرء، فهذا يساعد على
تطوير الشخصية من الناحية العملية والاجتماعية أيضاً، ومن الجدير بالذكر أنه من المهم
عدم لوم الذات وانتقادها بشكل مبالغ فيه فليس هناك شخص كامل والجميع يمكن أن يرتكب
الأخطاء.
يمكن
تحويل الفشل إلى نجاح من خلال تحديد قائمة تساعد على تقبل الأخطاء التي أدت للفشل
والتعلم منها، وتضمن القائمة النقاط الآتية:
تحمل مسؤولية الأخطاء.
تذكير
الذات أنه لا يمكن تصحيح الخطأ بالخطأ.
يمكن
النمو والتغيير في حالة رؤية طريقة للتحسين.
فهم
أسباب حدوث الخطأ وتفاديها مستقبلاً.
·
تقبّل
الشعور بالقصور:
يؤدي
الفشل في كثير من الأحيان إلى الشعور بالعجز أو القصور، والطريقة التي تتعامل بها
مع هذه المشاعر يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في قدرتك على التعافي من الأخطاء. وفي
دراسة نشرت في مجلة أبحاث المستهلك، وجد الباحثون أن المحاولة للتعويض عن مشاعر
العجز يمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، فعلى سبيل المثال: شراء السلع الفاخرة في
محاولة لإظهار النجاح، ليس مفيداً.
كما
وجد الباحثون أن الأشخاص الذين حاولوا التعويض عن شعورهم بالقصور، يقضون وقتهم
بالتفكير في أخطائهم القديمة، ما يؤدي إلى تراجع ثقتهم بنفسهم وقدرتهم في التحكم
بمشاعرهم.
بدلاً
من محاولة الهروب من شعورك بالقصور عن طريق شراء ساعة باهظة الثمن عندما تفشل
بالحصول على ترقية، تقبّل هذا الشعور وامض قدماً ولا تنظر إلى الوراء.
· الاعتراف بنقاط القوة لديك:
إضافة
إلى الاعتراف بنقاط الضعف لديك، والتي تحتاج إلى تطوير وتحسين، استخدم الفشل كفرصة
لإظهار نقاط قوتك. فكّر بقدراتك ومواهبك وخبراتك، واعترف بفضلها عليك وكيف جعلتك
شخصاً أفضل اليوم. تذكر نقاط قوتك يساعدك على التطلع نحو المستقبل بأمل وعزم.
·
التفكير
بشكل إيجابي
التفكير
بإيجابية هو من أهم الأمور التي يجب القيام بها من أجل تجاوز تجارب الفشل في الحياة
الشخصية أو الحياة العملية، ومن الجدير بالذكر أنّ التفكير الإيجابي يكون من خلال التركيز
على الجانب المشرق في أي حال أو في أي مشكلة، وتقدير أي جهد تقوم به النفس فهذا يعد
حافز قوي لتجاوز المشاكل والمضي قدماً في العمل.
غالباً
ما يؤثر الحديث مع النفس والحوار الداخلي على كيفية التفاعل والتصرف في الحياة،
فكما أن للحديث السلبي مع الذات أثر سيء على تحقيق النجاح، فإن الحديث الإيجابي له
أثر جيد جداً على التحفيز الداخلى ودفع الشخص نحو النجاح وتخطي الفشل، لذا على
الشخص الانتباه للصوت الداخلي باستمرار حيث إن له أثراً كبيراً عليه.
·
اعتبار
السيناريو الأسوأ
يجب
على الشخص القيام بتحديد أسوأ سيناريو ممكن حدوثه في الحياة، وأن يعرف أن حصول شيء
سيء فلن تكون نهاية العالم بل على العكس فقد يكون الفشل هو بداية النجاح؛ لأنه
يشكل تحفيزاً لاتخاذ قرار بتغيير الاستراتيجية الشخصية وإيجاد أسباب الفشل من أجل
تعديل الأخطاء، وخلق نقطة حديثة للانطلاق نحو شيء جديد.
·
الحصول
على الدعم
عندما
يقوم الشخص بعمل شيء ما لوحده فإنه قد يتعثر بين العديد من الأسئلة والشكوك
والانخراط في حالة من عدم اليقين، حيث يعد الخوف من الفشل من أكبر معوقات النجاح،
لذا فإن أفضل ما يقوم به المرء هو طلب الدعم سواء من الشريك التجاري أو المدرب أو
الصديق أو مجموعة من جهات الدعم المحلية، حيث أن الحصول على الدعم يعزز ثقة
الإنسان بنفسه، ويساعده في الحصول على النصائح المفيدة والمختلفة، والتفكير
بموضوعية والحصول على المساعدة وتقليل الشعور من الخوف من الفشل بسبب الوحدة، حيث
إن الخوف منه ليس شيئاً سيئاً بل قد يدفعه للعمل بجد من أجل النجاح والتغلب عليه
· التعلم من تجارب الآخرين
·
التخطيط
للأمور غير المتوقعة
· إعادة النظر إلى نفسك
· راجع المعلومات التي توصلت لها
· إعادة التركيز
بمجرد
أن يكون لديك خطة جديدة أو على الأقل فكرة عن الطريقة التي تريد المضي قدمًا بها
فإن أهم شيء يمكنك القيام به للتغلب على الشعور بالفشل هو تبني مسارك الجديد
وزيادة تركيزك. ولا تستطيع قضاء المزيد من الوقت في تقدير نفسك أو إعادة الاصغاء
لمن يتأسف على وضعك وفشلك السابق، لقد آن لك الوقوف على قدميك ثانية
· حان الآن دورك
نصائح يمكن أن تساعد في تحويل الفشل إلى نجاح
- واجه
الخوف وجهاً لوجه. من المهم أن تضع أهدافك وغاياتك فوق أي مخاوف. ...
- خذ
استراحة. حتى لو لم تنجح الأمور، فهذه ليست النهاية. ...
- استمر
في تحديد الأهداف بعزيمة من جديد، يمكن الاستسلام للفشل أن يشل قدراتك.
- حافظ
على تركيزك وحماسك.
- اعلم
أن عدو النجاح هو الخوف من الفشل
- الإيمان
بالله، وأنّ الفشل هو تمحيص واختبار منه؛ ليرى صبر الفرد والرّضا بقضاء الله الذي
يحفّزه للعمل والبذل والمحاولة، والسعي لتخطّي مشاعر القلق وخيبة الأمل.
- التّعامل
بإيجابيّة، والقدرة على التحكم بالانفعالات؛ فعند التعامل بإيجابيّة، وضبط النفس
والانفعالات تجاه ما تتمّ مواجهته من تجارب ومصاعب؛ يمنع ذلك الاستسلام للظروف،
ويقوّي المناعة تجاه الفشل، ويفيد في استخلاص التجربة منه.
- تفهّم
الفشل دون جعله يستحوذ على التفكير المُسبّب للشعور باليأس، وتحويله إلى حافز
للنجاحات، وملهم للتجارب الجديدة التي تكون نسبة الخطأ فيها قليلة.
- عدم
تحميل الآخرين أسباب الفشل وجعلهم شمّاعةً للركون إليها، وعدم تعليق أسباب الفشل
على الآخرين، فهذا ممّا يجعل من الفشل تجربةً غير مفيدةٍ ولا مُلهِمةٍ، بينما
يجب أن تكون حافزاً لمزيد من التجارب التي تحمل فرصاً للنجاح.
- تحليل
مُسبِّبات الفشل بشفافية، وتدارك هذه الأسباب في أيّ تجارب جديدة.
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق