مرحلة ما بعد الطلاق |
وأول
ما تعاني منه المطلقة جراء الانفصال هو فقدان ثقتها بنفسها، وتجتاحها مشاعر
متناقضة تتراوح بين الشعور بالظلم والرغبة في الانتقام والاستسلام للاكتئاب، غير
أنها قليلا ما تفكر في البحث عن طريقة تستعيد بها حياتها الطبيعية وقد يكون الانفصال
عن الشريك أزمة تمثل كابوسا لكثيرين، وحتى الكوابيس تنتهي بمجرد الاستيقاظ، وإدراك
أن ما فات كان جزءا من حلم مزعج، لكن هذا لا ينفي أن هناك من يقع غريقا في بئر
أحزانه، وربما يشعر بالغدر أو الوحدة أو الحنين، فلماذا لا يتعافى بعض الناس من
ألم الانفصال؟
كذلك
ليس منطقيا ولا صحيا أن نطلب من المرأة المطلقة أن لا تحزن لكونها انفصلت عن شريك
الحياة، ولو فعلت فإنما هي تحاول أن تتظاهر بذلك أو تخفي حزنها عن الناس غير أنها
تمارسه بين جوانحها وهذا ما يشكّل خطرا على نفسيتها وصحتها.
المرأة تقرر الطلاق
ويعتقد
البعض أن النساء، اللواتي يصورن على أنهن قلب الأسرة والركن الأساسي المحافظ
عليها، أنهن أكثر ترددا في فسخ الزواج من الرجال، لكن الأرقام تقول غير ذلك.
ما
يقرب من 70% من حالات الطلاق من قبل النساء، وفقا لدراسة بحثية أجرتها
عام 2015 جمعية علم الاجتماع الأميركية (ASA) والتي
تشير إلى أن ثلثي حالات الطلاق تبدأ من النساء، ويقفز الرقم بنسبة تصل إلى 90% بين
النساء الحاصلات على تعليم جامعي.
أسباب الطلاق عند المرأة
- ينظر
إلى المرأة أنها مسؤولة في المقام الأول عن المهام المنزلية، رغم أنها في
كثير من الأحيان تعمل خارج المنزل بدوام كلي إضافة إلى رعاية الأطفال.
- تجد
بعض النساء في كثير من الأحيان أن أزواجهن لا يقدمون الدعم لهن حين يحققن
نجاحا في حياتهن المهنية، فإذا كانت لدى المرأة توقعات ومسؤوليات كبيرة في
حياتها المهنية، وتوقعات ومسؤوليات كبيرة في المنزل، ولم تحصل على دعم من
زوجها في التقدم الوظيفي، فقد لا تجد الزواج في مصلحتها.
- بعض
النساء يجدن أنهن يتحملن المزيد من المسؤوليات العاطفية، وقد يبدون نظام
الدعم العاطفي الوحيد لجميع أفراد الأسرة. وبمرور الوقت، يؤثر ذلك عليها
عقليا وجسديا، فدون الدعم العاطفي من الأزواج، تشعر الزوجات بالوحدة ودون
مصدر دعم داخل الزواج.
- النساء
أقل استعدادا لقبول العلاقات غير السعيدة من الرجال، أحيانا يتغاضى الرجال عن
علاقات الزواج غير السعيدة وربما يبحثون عن السعادة خارج زيجاتهم لجعل حياتهم
مقبولة، لكن النساء المعاصرات أكثر استقلالية مما يعتقده معظم الرجال، ولا
يرغبن في قبول العلاقات غير السعيدة، دون أمل في التغيير. وفي كثير من
الأحيان لا يدرك الرجال أنهم في علاقة فاشلة حتى تطلب زوجاتهم الطلاق.
العوامل الأكثر شيوعًا للتأثير على المدة التي يستغرقها تجاوز الطلاق
مدة الزواج
يقترح علماء النفس، أن الأمر يستغرق عامًا واحدًا في المتوسط
لكل خمس إلى سبع سنوات من الزواج للتغلب على الطلاق، ومن المنطقي أنه كلما طالت مدة
زواجك كلما استغرق الأمر وقتًا أطول للانتقال من الطلاق.
عنصر المفاجأة
إذا كنت لا ترى الطلاق قادمًا، فقد تكون صدمة كبيرة وتستغرق
وقتًا أطول للقبول والمضي قدمًا.
الأطفال
إذا كان هناك أطفال متورطون، فمن المرجح أن تستغرق وقتًا
طويلاً للتغلب على الطلاق، وهذا لأنك ستظل مضطرًا للتواصل مع الشريك السابق ورؤيته
ومشاركته، ومن المحتمل ألا تكون قادرًا على إخراج نفسك تمامًا من الموقف للشفاء، مما
يجعل هذا الشفاء يستغرق وقتًا أطول.
مستوى الدخل
يؤثر مستوى الدخل على الطلاق بشكل كبير، حيث أنه إذا كنت
مستقرًا ماليًا وتحقق دخلاً كافيًا لإعالة أسرتك بمفردك، فمن الأرجح أن تنتقل من الطلاق
بسرعة؛ وهذا لأن لديك الحرية المالية لإنشاء منزل جديد بالطريقة التي تريدها.
التأثيرات النفسية على المرأة المطلقة
التوقعات:
تفقد
المرأة الكثير.. كنمط الحياة، لتجد نفسها أمام قرارات صعبة، إنها الصدمة التى قد
تفقدِك توازنِك، رود فعلِك، فيصيبك التوتر والقلق المرضى، وينعكس ذلك على عملِك
وأولادك، ويستهلكك، مما يجعل المستقبل غامضًا، يتأرجح ما بين تحمل المسؤولية
مضاعفة فى كل شىء تقريبًا، أو انتظار ما سيكون.. زواج ثان أو السفر أو لا شىء.
اكتئاب ما بعد الطلاق،
حتى
لو طلبته المرأة، فإن الصدمة وتوابعها تزلزل الكيان، وقد تستمر الحالة لحوالى ثلاث
سنوات، قد تطلب فيها المشورة من الإخصائيين، حاولى تغيير روتينك القديم، تخلّ عن
البيئة القديمة التى ربما سمَمتك، حاولى أن تكونى إيجابية، وتبدئى عملًا جديدًا،
وزملاء وأصدقاء جدد. لا تزيدى الأمر سوءًا بالولْولة، وإذا تحتم أن تقيمى مع أهلك،
فلتكن لكِ استقلاليتك، وحرصِك على ألّا تعودى طفلة، لا تخافى من الجو الجديد،
ابدئى بالأمور السهلة، فلتتدربى يومًا بعد يوم، حتى تصلى إلى أصعب القرارات، لا
تخافى من لفظ (المُطلَّقة) المُرعب فى مجتمعاتنا.
الغضب علامة مرتبطة بالخوف،
خاصةً
إذا امتدّت فترة الطلاق فى المحاكم، لتواجهى الغموض، وعدم اليقين، والرغبة فى
التراجع، أو إذا أذاكِ الرجل، أو أذى أطفالكما، سيتضاعف الأمر، لكن يجب أن تحتفظى
بذهنٍ صاف واختيارات حكيمة، ولتعرفى غضبك، وتتحكمى فيه.
قد تحُسين بالذنب،
خاصة
إذا طلبت أنتِ الطلاق، ثم تحزنين لانهيار عش الزوجية، والحداد لفقدان التكوين
الأسرى.
فلتحزنى..
لأن
انفعالاتك ستكون عميقة وقاسية، لأنك إما ستحاربين، أو ستتجمدين، أو ستهربين إلى
مساحة من الألم واجترار الماضى بكل سوءاته وحسناته، ستجدين نفسك وحدك، بدءًا من
الوقوف مع فنى الغسالة، إلى تحمل مسؤولية الأولاد كاملة.
هنا
قد تتعرضين للضغط النفسى والأفكار السلبية، والتأرجح ما بين اللوم والتبرير،
وتأكيد أنك كنت على حق فى التخلص من زيجة سامة.
قد تدخلين فى دوامة انفعالات،
مثل
البكاء أو الضحك الهستيرى، فهناك كل يوم تحديات الحياة بكل لوعتها وميوعتها،
وبالطبع فى المجتمعات العربية ستكونين فى أعين الكثير من الأوغاد صيدًا سهلاً،
وستحتاجين إلى سنة على الأقل، لترممى الأنا وتقويها.
للمرأة حقها فى الزواج مرة ثانية،
ليس
هناك ما يسمى أن تضحى بعمرها وهى بعد فى الثلاثين - مثلاً - لكى تتزوج.. هناك حلول
كثيرة تحفظ للأولاد حقهم، لكن لا ترمِ بهم إلى والدتك لتربيهم، لكن اوزنى الأمور بميزان
حساس، لا تعملى ضد نفسك، فكم من أطفال انفصال أسرّوا إلىّ بأن زوج الأم كان أحنّ
من الأب.
التأقلم/ التكيف:
كثير
من الناس يمرون بالأزمة رغم قتامة الصورة، يوطدون أركان حياتهم ويستمرون فى الحياة
الجديدة بلا شريك، يتنافسون مع أنفسهم من أجل إثبات الذات والوقوف بكفاءة، كما أن
هناك كثيرات تهتز أعماقهن، ولا يتكيفن إلا بعد فترة، وهناك من ينفجرن ويتعقدن
ويدخلن فى علاقات غير مدروسة، وهناك من يُهزمن ويقعن فى دوامة الاكتئاب التى تتحول
إلى نمط يعشنه.
الحلول:
إن
المرأة تعانى فى مجتمع لا يفهمها، وتحتاج إلى وقت لكى تستجمع فيه أنفاسها، كما
تحتاج إلى تنشيط خلايا دماغها بممارسة الرياضة، وسماع الموسيقى، والقراءة، وإلى ضخ
أكبر كمية من الأوكسجين فى خلايا الجسم، لا تغرقى نفسك بالتعامل مع مشاكلك مرة
واحدة، قسّمى الأمور إلى مراحل، وحددى الأولويات واقتصاديات العيش بدخلٍ محدود.
البوح
ستخرجين
من الطلاق مشحونة بقوة التخلص من الخلافات، والتأرجح بين مواقف ومشاعر متباينة،
كثيرًا ما يكون الزوجان بلا مشكلة لكنهما يفقدان الحيوية والتناغم فيما بينهما،
فيبتعدان وتتسع الهوة بينهما، المرأة التى تتخلص من قيد المجاملة والاضطرار لإسعاد
زوجها وتزييف مشاعرها وتزوير إشباعها الجنسى، تصبح بلا عبء، تكون مرتاحة ومستقرة.
المراحل
هل
انفصل مؤقتًا أم «نتطلق وخلاص»، هل سيختبر كل منا نفسه بدون الآخر؟ قلبك دليلك،
أنت امرأة قوية ستشقين طريقك فى كل الأحوال، ويفضل أن يكون الأمر وديًا بعيدًا عن
المحاكم. وإذا كان لديك الأطفال فلقد كنت لهم البيت والرحم والرضاعة والتربية.
امضِ فى الحياة شجاعة وقوية مهما تكن التحديات.
شعور الضياع
يقول
المستشار الأسري الدكتور أحمد عبد الله إن الطلاق تجربة في الحياة لها ظلال وآثار
على بنية الشخصية، وعلى طريقة التفكير، وأحيانًا تمتد آثاره إلى منظومة القيم، وفي
كثير من الأحوال تترك هذه التجربة ندوبًا نفسية وانفعالية قد تستمر مدة ليست
بالقصيرة.
ولا
يدرك كثير من المطلقين والمطلقات كيفية التكيّف السليم مع آثار الانفصال، وفق
المستشار عبد الله، فغالبًا ما يواجهون ما سماه "صراع النسيان"، فتكون
رغبتهم الداخلية متمحورة حول "نسيان التجربة"، وهو ما لا تساعدهم
ذاكرتهم على تحقيقه.
ويوضح
أن المشاعر المترتبة على الطلاق تأتي من خصوصية المنظومة التي سبقته، أي الزواج،
عندما كانت الأسرة محور حياة الشخص، بكل ما في ذلك من تفاصيل كثيرة، فيأتي الطلاق
لينهي هذا الإطار النفسي والزمني والاعتباري الموضوع حول الإنسان، وكذلك يأتي شعور
الضياع لأن كثيرين يرون أن الطلاق "نوع من أنواع الفشل والإخفاق" في
الحياة.
الأعراض العاطفية والجسدية والعقلية التي تصاحب الانفصال
تفاعلات عاطفية
- أعراض القلق أو الاكتئاب.
- مشاعر
الرفض والشعور بالخيانة والغضب والغيرة والشعور بالذنب.
- تدني
احترام الذات.
- تقلب
المزاج.
تفاعلات جسدية
- الشعور بالخدر والكسل والارتجاف والغثيان.
- صعوبات
في التنفس.
- الأرق
وفقدان الشهية والوزن.
- متلازمة
القلب المنكسر، أي ضعف الاستجابة المناعية وألم القلب أو الصدر.
تفاعلات عقلية
- تزايد الأفكار السلبية.
- النسيان.
- ضعف
الأداء الأكاديمي أو العملي.
مراحل الانفصال
يرى
مقابلة أنه عند وقوع الطلاق تجب مراعاة أنه قد يكون أحد حالات الفقد التي يمرّ بها
الشخص، والتي عادة ما تكون وفق المراحل التالية، حسب نموذج "كوبلر روز"
(Kubler-Ross):
مرحلة الإنكار
هي أولى المراحل، ويشعر فيها الشخص بالصدمة والضياع،
خصوصًا إذا كان الانفصال سريعًا أو مفاجئًا، مع عدم تقبّل الواقع الجديد وتجنّب الحديث
عن الموضوع لاعتقاده الخاطئ بأنه بخير ولم يتأثر نفسيا.
مرحلة الغضب
يشعر فيها الشخص بالإحباط والاستياء من الانفصال،
ويظهر بعصبية وسرعة انفعال وتوتر، خصوصًا عند طرح الآخرين الموضوع مع محاولة إلقاء
اللوم على الطرف الآخر أو الظروف البيئية المحيطة.
مرحلة المساومة
يشعر فيها الشخص بوجود أمل لاستعادة العلاقة وإصلاحها،
يدفعه إلى الحديث عن الموضوع مع الآخرين وتقديم تنازلات ومحاولة التقرّب من الطرف الآخر.
مرحلة الحزن
يغلب على الشخص في هذه المرحلة تعكر المزاج والحساسية
العاطفية بسبب فقدان الأمل في استعادة العلاقة وإصلاحها، وذلك قد يدفعه إلى الانعزال
وتراجع التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
مرحلة التقبّل
وهي بداية عودة الشخص إلى حياته الطبيعية، واقتناعه
بأن الحياة مستمرة ولا تتوقف على شخص معين، مع إمكانية البداية من جديد دومًا.
ويُمضي
الشخص عادة في تجاوز هذه المراحل فترة زمنية تصل إلى 6 أشهر أو سنة، وفق أغلب المراجع
والمعايير الصحية العالمية. أما إذا استمرت أكثر من سنة فتصبح حالة مرضية تسمى
"الحزن المرضي".
مراحل الحزن السبع بعد الطلاق
الصدمة
تعد
الصدمة أول رد فعل فوري بعد الانفصال مباشرة، ويصبح الشخص غير قادر على التعامل مع
أي شيء فترة، ويغرق في الأفكار السلبية حول الوحدة والضعف وعدم الأمان. ويمكن أن
تستمر تلك المرحلة أياما أو أسابيع أو شهورا وسنوات.
الإنكار
بعد
الصدمة يأتي الإنكار، وهو رد فعل شائع، حيث يرفض الشخص قبول الواقع كأنه لم يحدث
فعلا. وخلال تلك المرحلة من الشائع الاتصال بالشخص الآخر أو المطاردة على وسائل
التواصل الاجتماعي أو إرسال الرسائل النصية بشكل مفرط لتجنب التعامل مع حسرة القلب.
العزلة
بمجرد
الخروج من مرحلة الإنكار يدخل الشخص في مرحلة العزلة، حيث يعيد الشخص عرض ذكريات
العلاقة مرارا وتكرارا في رأسه، في محاولة لمعرفة سبب انهيارها. وخلال تلك المرحلة
يبقي الشخص في حالة انسحاب وعزلة، ويتجنب التفاعل مع الآخرين، ويتفاعل فقط من خلال
ذكرياته.
الغضب
في
تلك المرحلة ينتقل الشخص من الكآبة إلى الغضب، وينصب الغضب على الطرف الآخر بسبب
مشاركته في الانفصال، أو ربما ينصب الغضب على الشخص تجاه نفسه ولومه لها.
الاكتئاب
بمجرد
أن تنتهي مرحلة الغضب يدخل الشخص في حالة اكتئاب، ويدرك في تلك المرحلة حجم
خسارته، وقد يقضي أياما عديدة في حالة يأس وحزن عميقة تشبه الاكتئاب الخفيف.
التقلب العاطفي
بعد
مرحلة الاكتئاب، من المحتمل أن يمر الشخص بمرحلة التقلب والتذبذب العاطفي، وتتضمن
تلك المرحلة مشاعر مختلطة بين الألم العاطفي الشديد والشعور بالذنب والشك في النفس
واليأس والشعور بالوحدة، وكذلك الشعور بالحيوية والأمل.
القبول
المرحلة
الأخيرة هي مرحلة القبول، وهي المرحلة التي يتصالح فيها الشخص تماما مع الواقع
ويقرر المضي قدما في النهاية.
كم من الوقت يستغرق الرجل لتجاوز الطلاق؟
لا
توجد إجابة قصيرة حقيقية لهذا السؤال، حيث تعتمد المدة التي يستغرقها الرجل
للتعافي من الطلاق على عدة عوامل، ولكن القاعدة العامة لمعظم علماء النفس والمعالجين
هي سنة واحدة من الشفاء والتعافي لكل خمس إلى سبع سنوات من الزواج.
ويعد
الحصول على الطلاق أصعب على الرجال منه على النساء بشكل عام حيث يميل الرجال إلى
التمسك بالزواج لفترة أطول وأصعب من نظرائهم من الإناث، ويميلون إلى النظر إلى
الطلاق بشكل أكثر سلبية من النساء في البداية، على الرغم من أن الرجال يميلون إلى
الزواج مرة أخرى بشكل أسرع من النساء.
التأثير النفسي لطلاق علي الرجل
فقدان الهوية
بالإضافة
إلى التعامل مع ضغوط نهاية العلاقة، يتعين على الرجال قضاء بعض الوقت في العثور
على أنفسهم ومعرفة من هم بمفردهم، حيث يُرجح أن يكون لدى الرجال عدد قليل من
المجموعات أو الأنشطة أكثر من النساء، ويرون أنفسهم عادةً على أنهم نصف شراكة.
عندما يجدون أنفسهم فجأة بمفردهم فإنهم لا يعرفون من هم بدون زوجاتهم.
لأن
العديد من الرجال يبنون هوياتهم حول وظائفهم وعائلاتهم، وفقدان أي منهما يمكن أن
يكون مدمرا.
شبكة دعم أصغر
غالبا
ما تكون علاقات الرجال مع أفراد الأسرة والأصدقاء أقل قوة من العلاقات التي تبنيها
النساء طوال حياتهن، ويعتمد الكثير من الرجال على زوجاتهم للحصول على الدعم
العاطفي.
بعد
الطلاق، يمكن أن يشعر الرجال بالغربة والوحدة، وقد يكون من الصعب على الرجال
الانفتاح على الناس، حتى الأصدقاء القدامى. وبسبب طبيعة الرجال فإنهم أقل قدرة على
التعبير عن الحزن فلا يحصلون على الدعم الكافي.
اللوم
يمكن
أن يحمل الطلاق وصمة عار لكلا الزوجين، حتى في الطلاق الودي يمكن أن يفترض الناس
أن العلاقة "فشلت"، وفي كثير من الحالات، يتحمل الرجال العبء الأكبر من
اللوم كصورة نمطية مكررة.
تدهور الصحة
وجدت
الدراسات البحثية، أن الرجال غالبًا ما يعانون من مشاكل صحية أكثر بعد الانفصال أو
الطلاق، سواء كان ذلك بسبب اكتساب العادات السيئة أو استئنافها، أو بسبب تفسير آخر
غير معروف لم يتم الاتفاق عليه في المجتمع النفسي والطبي، ولكن تظل الحقيقة أن
صحتهم تتدهور بعد الطلاق مباشرة.
لذلك
الرجال أكثر عرضة من النساء للانخراط في سلوكيات سلبية يمكن أن تسبب لهم مشاكل
صحية، خاصة أثناء وبعد الطلاق.
وقد
يأكلون أطعمة غير صحية، ويدخنون أكثر، أو يصبحون أقل نشاطا بدنيا. إضافة إلى ذلك،
قد يؤجلون مواعيد الطبيب أو يفشلون في فحص الأعراض الخطيرة المحتملة، مما قد يؤدي
إلى تفاقم الأمراض بمرور الوقت.
فقدان الأطفال
في
أغلب الأحيان، بعد الطلاق، ينتهي الأمر بحصول الأم على حضانة الأطفال. وذلك يعني
أن الرجال يرون أطفالهم فقط في جدول الحضانة وليس على أساس يومي كما كانوا يفعلون
عندما كانوا متزوجين.
ويشعر
الرجال كأنهم لم يعودوا جزءا من حياة الأطفال بعد الآن، ولا يحبذ بعض الرجال
الاتصال بأطفالهم لمعرفة ما يحدث.
من
ناحية أخرى، لا تزال النساء يلعبن دورا مهما في حياة الأطفال، وستشعر الأم بالرضا
والانشغال المستمر مع الأطفال وهو ما يجعلها تتخطى الأمر أسرع من الرجل.
ذلك
لا يعني أن المرأة أكثر قوة من الرجل في تلك الحالة، فالانفصال صعب على كل من
الرجال والنساء، لكن معظم النساء أكثر قدرة على التعامل مع مشاعرهن والمضي قدما
بعد الحزن أكثر من الرجال.
غالبًا
ما يكون الحصول على الطلاق أصعب بكثير على الرجال منه على النساء، حيث تظهر
الدراسات البحثية أن الرجال عادة ما يكونون أكثر سعادة في زيجاتهم من النساء، كما
أنهم يميلون إلى أن يكونوا من يواجهون الطلاق بشكل غير متوقع، في حين أن المزيد من
النساء يشرعن في الطلاق.
كما
أن للطلاق دلالات سلبية بالنسبة للرجال أكثر من النساء، حيث أنه من المرجح أن يكون
لدى الرجل المطلق صحة بدنية وعقلية أسوأ بعد الطلاق من زوجته، والرجال هم أيضا
أكثر عرضة لتطور مشاعر اليأس بعد الطلاق.
ما هي علامات ندم الزوجة بعد الطلاق
من
علامات ندم الزوجة بعد الطلاق ما يلي
شعورها بالذنب
الشعور
بالذنب من أهم علامات ندم الزوجة بعد الطلاق، وبخاصة إذا كان الخطأ يعتريها وإذا
كانت تلمس تقصيرها الشديد في الحفاظ على حياتها الزوجية، ولذلك تشعر الزوجة بالذنب
حيال ذلك التقصير، وقد يزيد من شعورها بالذنب علو مكانة طليقها وسعادته في الحياة
بدونها، ومع تدهور حالها للأسوأ بعد الطلاق.
توبيخ النفس
من
علامات ندم الزوجة بعد الطلاق توبيخها لنفسها ولومها اللاذع لها، وهو شعور مستمر
يهاجم الزوجة المقصرة بعد الطلاق وبخاصة بعد أن إستقرت حالتها وإستطاعت التفكير في
هدوء، وقامت بمراجعة حساباتها وتقييم نفسها في العلاقة.
تتبع أخبار الطليق
من
علامات ندم الزوجة بعد الطلاق تتبعها لأخبار طليقها وحرصها على معرفة أدق التفاصيل
عنه وذلك لأنها لا تستطيع التوقف عن التفكير فيه، ولا التوقف عن معرفة كل ما يدور
معه من أحداث من شدة ندمها عليه.
رغبتها في الرجوع إليه
التفكير
في إحياء العلاقة من علامات ندم الزوجة بعد الطلاق، لأنها تريد إصلاح ما أفسدته
بيدها وتريد إعادة بناء الكيان الذي ساهمت في هدمه، وهنا قد تتعرض الزوجة لنوبات
شديدة من القلق لأنها تفكر بجدية في الرجوع إلى زوجها وذلك دليل قوي على شعورها
بالندم بعد الطلاق والانفصال عنه.
وأخيرا،
وفي بعض الحالات قد يكون من الصعب على الزوجة التخلص من الشعور بالندم بعد الطلاق
وبخاصة وهو شعور قد يرافقها للأبد طالما أنها لا زالت تحيا في أجواء الماضي.
وهنا
يجب أن تعلم الزوجة التي يراودها الشعور بالندم بعد الطلاق أن عليها الاستفادة من
ذلك الشعور والعمل على تقويم نفسها والتخلص من مخلفات الماضي والنظر للأمام كي
تستطيع البداية من جديد مع زوج آخر أصبحت مهيأة للتعامل معه بصورة سليمة متخلصة من
كل عيوبها الخطيرة التي سبب لها شعورها بالندم على الطلاق.
لماذا
لا ينجو البعض من ألم ابتعاد الشريك؟
تقول
غونثر إن التخلي عن الناس إذا تكرر في العلاقات، فغالبًا ما يحكم عليهم الآخرون
بأنهم مسؤولون بطريقة ما عن عدم نجاح علاقاتهم، وهذا الأمر غير صحيح في كثير من الحالات،
فهؤلاء يحاولون بشتى السبل إنجاح علاقاتهم، وعند التخلي عنهم يقعون في حالة ارتباك
وحزن شديد.
ويرصد موقع "سيكولوجي توداي" (Psychology today) أكثر
الخصائص والسلوكات الشخصية شيوعًا التي شاركها مع الشخصيات التي لا تستطيع تجاوز
فقدان الشريك.
الشعور
بانعدام الأمان:
من
الطبيعي أن يشعر الناس بعدم الأمان عند تعرضهم للتهديد بفقدان شيء أو شخص يهمهم
بشدة، ربما يتطلب الأمر بعض الوقت لتجاوز المحنة، لكن بعض الناس يواجهون صعوبة في
إعادة التوازن عند تخلي شريك موثوق به عنهم. إنهم يشعرون بعجز ويأس ملحوظين، كما
لو أنهم لن يكونوا قادرين على الوثوق بالحب مرة أخرى. في بعض الأحيان، قد يكونون
غير قادرين على العمل، ويتغلب ألمهم على أي أمل في تحسنهم.
الشك والخوف:
إذا
شعر الناس أنهم قد توصلوا أخيرًا إلى "العلاقة المثالية"، ثم انسحب
شركاؤهم، فقد ييأسون من أنهم لن يجدوا أبدًا حبًا رائعًا مرة أخرى. ربما كان شركاء
العلاقة الذين عانوا هذه الأنواع من حالات التخلي في اتجاه واحد يحلمون دائمًا
بالحصول على شريك خاص وموثوق به ومحب. ومع ذلك، عند العثور على شخص يبدو مناسبًا
فقد يصبحون خائفين جدًّا من تكرار التجربة.
الخوف من الوحدة:
إذا
كان الشخص يخشى أن الحب لن يحدث أبدًا، فغالبًا ما يتسامح مع الإهمال أو الإساءة
أو السلوك المخادع لمجرد البقاء في أي علاقة.
وإذا
استمر الشريك في استثمار هذه المخاوف، فسينتج أحد أمرين: سيبدأ الشريك الآخر
الشعور بالذنب الشديد بحيث يتعذر عليه البقاء، أو سيبقى في العلاقة في حين يبحث في
الوقت نفسه في مكان آخر عن حبيب آخر.
الاعتماد
فقط على الشريك لتقدير الذات:
الخوف من الإخفاق
إيذاء النفس
ولكن
في الحقيقة، لا يبدو أن أي قدر من التحقير الذاتي أو الإذلال يخفف من آلامهم أو
يمنعهم من محاولة عكس مصيرهم.
التقييم الذاتي
يشرح
الدكتور عبد الله أن التكيّف مع هذه الآثار يبدأ بتغيير المعاني، فالطلاق ليس
فشلًا للإنسان بقدر ما هو عدم استمرار حياة "مزعجة مؤذية"، وفي كثير من
الأحيان يكون هذا التخلّص نجاحًا بحد ذاته.
ويشدد
على أهمية التقييم الذاتي التي يقوم بها الشخص المطلّق لنفسه ولما مر به، من دون
أن يكون الهدف جلد الذات. فالتقييم المنحصر بنقطتين: لماذا حدث ما حدث؟ وما دوري
في حدوثه؟ هو الذي سيجعل الإنسان أكثر بصيرة في ذاته وما يفعله. وتأتي بعد ذلك
مرحلة اكتساب المهارات المفقودة التي أدت إلى الانفصال.
ويرى
عبد الله أن المطلوب في مرحلة ما بعد الطلاق أن يجاهد الإنسان نفسه لتحويل تفكيره
من "لماذا أتعرض للمشكلات دومًا؟" إلى "ماذا أريد أن أفعل؟ وكيف
أحققه؟"؛ هذا التغيير في التفكير من أهم الخطوات التي تجعل الآثار السلبية
محصورة في إطارها الضيق.
ويردف
"لعل أهم ما أنصح به مَنْ مروا بتجربة الطلاق هو تغيير المحيط، محيط الأصدقاء
والمعارف الذين يفتحون الموضوع مرارًا وتكرارًا، وفي كل لقاء أو مناسبة يتحدثون عن
الطلاق ومرارته… وآخر الأخبار عن الشريك السابق وحياته الجديدة. لذا، من المهم جدا
التخلّص من هذه الطاقة السلبية، ليكون الإنسان قادرًا على ممارسة حياة إيجابية في
المستقبل".
كيفية تخطي ألم الانفصال
تقدم
مؤسسة "هيلب جايد" (Helpguide) عددا
من النصائح للتعامل مع الحزن بعد الانفصال وكيفية تخطيه، ومنها:
تقبل المشاعر
من
الطبيعي أن يشعر الشخص بالحزن والغضب والإرهاق والإحباط والارتباك، وقد تكون تلك
المشاعر شديدة. ومن الضروري تقبل تلك المشاعر وإدراك أنها ستقل بمرور الوقت.
الحصول على استراحة
من
المهم أن يمنح الشخص نفسه فترة للاستراحة من الحزن بأن يحاول ممارسة حياته
الطبيعية والذهاب للعمل حتى لو لم يكن قادرا على ممارسة ذلك بالطريقة التي اعتادها،
ويستغرق الأمر وقتا للشفاء.
المشاركة
يمكن
أن تساعد مشاركة المشاعر مع الأصدقاء والعائلة في تجاوز تلك الفترة، ويمكن أن يكون
الانضمام إلى مجموعة دعم أمرا صحيا لتبادل الخبرات عبر التحدث إلى الآخرين ومشاركة
التجارب المماثلة.
السماح بالحزن
من
المهم أن يسمح الشخص لنفسه بالحزن على فقدان العلاقة ولا يكبت مشاعره؛ فالحزن
ضروري لعملية الشفاء مهما استغرق من وقت، والألم الذي يسببه الحزن هو ما يساعد في
التخلي عن العلاقة القديمة والمضي قدما.
التذكير بالمستقبل
خلال
العلاقة يخلق الشخص العديد من الآمال والأحلام مع الطرف الآخر، وبعد الانفصال يحزن
الشخص على فقدان المستقبل الذي تخيله من قبل، ومن الضروري أن يذكر الشخص نفسه بأن
هناك دائما مستقبلا في وجود الطرف الآخر أو من دونه، وأن الآمال والأحلام الجديدة
ستحل في النهاية محل الأحلام القديمة.
التحدث مع متخصص
يعلق
البعض في حالة الحزن فترة طويلة، وفي تلك الحالة من الضروري طلب المساعدة من متخصص
للمساعدة في تخطي الحزن والمضي قدما.
يمكن
للأسرة والأصدقاء المساعدة، لكن تأكد من إدراكك لحدودهم أيضًا. قد تقرر أن
المساعدة المهنية من المعالجين ربما تكون أفضل، وتوفر منظورًا أكثر حيادية.
خذ بعض الوقت:
ربما
يكون من الأفضل عدم قمع مشاعرك أو كبحها، بخاصة بعد الانفصال مباشرة. ومع ذلك،
يمكن أن تكون المشاعر شديدة ومؤلمة، لذلك خذ وقتًا طويلًا، واذهب إلى مكان خاص،
وعبر عن مشاعرك الحزينة بالصراخ أو البكاء أو حتى الحديث مع النفس بعيدا عن ضغوط
الآخرين.
الاستماع
إلى الموسيقى الحزينة:
على
المدى القصير، قد يعزز الاستماع إلى الموسيقى الحزينة الذكريات المؤلمة أو يثيرها،
ولكنه أيضًا يجعل الحزن الذي تشعر به أمرًا طبيعيًا حتى تعرف أنك لست وحدك.
اقرأ كتبًا عن الانفصال:
الكلمات
الهادئة في كتب الانفصال التي تصف ما تمر به يمكن أن تكون مهدئًا لك بطريقة ما،
كما أنها تساعد على إعادة تشغيل المراكز المنطقية في دماغك، التي ربما تكون بسبب
حالتك العاطفية قد توقفت عن العمل مؤقتا. قد نحتاج أحيانا إلى حساب الأمور بالعقل
والمنطق وليس بالمشاعر فقط.
النوم والأكل والتمارين الرياضية:
التزم
بجدولك المعتاد للنوم وتناول الطعام، وأفرغ طاقة الغضب في صالة الألعاب الرياضية.
قد يكون من الصعب القيام بذلك في البداية، ولكن محاولة إجراء الحركات على الأقل
ستسرع من عملية الشفاء.
التعرف على أشخاص جدد:
هذه
الخطوة محفوفة بالمخاطر، لكنها وسيلة لاستعادة شعور المرء بقابلية العودة للحياة.
وأخيرا،
فإن الانفصال عن الشريك حدث شخصي كارثي، لكن المرء قابل للتعافي من العلاقات
المدمرة، فقد تختفي الغيوم في النهاية، ويمكن أن يؤدي الانفصال إلى النضج وإلى
معرفة أعمق بالذات وأيام أفضل قادمة.
تغيير طريقة التفكير
الطلاق
ليس نهاية العالم، واستمرار الحياة بدون زوج ليس أمرا مستحيلا أو صعبا، ومن أجل أن
تصل إلى هذه القناعة، على المطلقة أن تغير طريقة تفكيرها، وأن تستثمر وقتها في
ممارسة هواياتها، وكل ما يجلب لها السعادة ولكن في حدود الشرع.
إيجاد أهداف قريبة وبعيدة
من الضروري
جدا أن تجد المرأة المطلقة لنفسها أهدافا تسعى إلى تحقيقها على المستويين القريب
والبعيد، فالحياة بدون أهداف تجعل الإنسان ضائع بين الكثير من الخيارات، أما تحديد
هدف ينطلق إليه من شأنه أن يعزز ثقته بنفسه ويعطيه الأمل في الاستمرار في الحياة.
تنظيم الوقت
بعد الطلاق، تجد المرأة نفسها مجبرة على
تأدية دور الأم والأب في نفس الوقت، ما يؤثر سلبا على نفسيتها ويعزز قلقها من عدم
قدرتها على تحمل المسؤولية بمفردها.
لن
يشكل هذا الأمر أزمة لو عرفت المرأة كيف تنظم وقتها، وتتخلص من العادات السلبية
التي كانت تمارسها، كالتحدث لساعات طويلة في الهاتف، أو تتجاذب أطراف الحديث مع
جارة أو قريبة حول مشكلتها، أو النوم لساعات طويلة أو تضيع وقتا طويلا خارج البيت.
استعادة الثقة بالنفس
الطلاق عادة ما يجعل المرأة تفقد
ثقتها بنفسها، حيث تشعر أنها لم تكن زوجة صالحة، أو لم تتمكن من الحفاظ على بيتها،
أو أنها فشلت في احتواء زوجها وامتلاك مشاعره ما جعله ينهي حياته معها.
من
غير المفيد أن تعيش المطلقة بهذه المشاعر السلبية، لذلك عليها أن تجعل الطلاق
بداية لنهاية كل المواقف السيئة، وأن تقنع نفسها أن في الحياة الكثير من المفاجآت
السارة التي يمكنها أن تنسيها هذه النكسة.
اكتشاف النفس من جديد
قد
يضطر الأشخاص الذين كانوا متزوجين منذ فترة طويلة للتخلي عن الكثير من الأشياء
التي أحبوا القيام بها قبل الزواج، لأنها لم تكن ملائمة للعلاقة الزوجية، إلا أن
هذا هو الوقت المناسب لتذكر جميع الأنشطة التي كانوا يمارسونها قبل الزواج، خاصة
إذا كانت هذه أنشطة اجتماعية، حيث يمكنهم التعرف من خلالها على أشخاص جدد.
حكايات المطلقات
غرفة سرية
قالت
«علياء. أ» (35 عاماً) عن قصة الليلة الأخيرة في منزل الزوجية إنها كانت متزوجة
لأربع سنوات من رجل في الشكل فقط، مضيفة «زفت أمي خبر قدوم عريس كامل المواصفات،
وكان زفافي خياليا وكل طلباتي مجابة، والتقيت من كان زوجي اثناء الخطبة، وكان
رومانسيا وكريما جدا، ومرت السنة الاولى بسلام، والثانية كذلك، وانجبت طفلتي
الوحيدة».
وتكمل
علياء «كان زوجي السابق فيه كل الصفات التي تحلم بها اي فتاة، وكنت احسد نفسي
عليه، لكنني وبعد ان اكتشفت حقيقته ادركت انه لم يكن اكثر من ممثل»، مضيفة «كانت
لدى طليقي غرفة خاصة اشبه بغرف المكتب لا يحب ان يدخلها احد، واحترمت رغبته طوال
فترة زواجي به، الى ان جاء خبر سيئ في وقت وجوده في غرفته السرية، وكان يجب ان اخبره
به، وهنا كانت الصدمة». فعندما دخلت علياء الى غرفة زوجها السابق وجدته يرتدي
ملابسه الرجالية فوق أخرى نسائية، «ومن هول الصدمة التي انتابتني وانتابته حكيت له
الخبر بشكل عادي، وغادرت الغرفة مسرعة الى طفلتي التي حملتها ولذت بالفرار».
واختتمت
بقولها «هربت ونسيت كل الايام الجميلة، لانها كانت تمثيلاً في تمثيل، وشعرت بالحزن
الشديد، وأحسست أن كرامتي مهانة وأنوثتي ايضاً».
روح
قالت
«أمية. ض» التي تقيم في الإمارات منذ سنوات إن الفتاة تولد وتترعرع في منزل
والديها، وتجد الأشياء معدّة مسبقاً لها ولسواها من إخوتها، ومن الصعب أن تغيّر في
النظام الذي يحكم المنزل حتى في الديكور ونوع الأثاث، « وكان هذا وضعي، إلى أن
تزوجت وكان علي بنفسي أن أنشئ هذا النظام، أن أخلق مشهداً لحياتي، محاولة أن
يشبهني وأرتاح إليه، فكان العمل الدؤوب والبناء»، مؤكدة ان «المنزل ليس حجارة
وجدراناً وأركاناً بقدر ما هو روح تبثّ فيه ورائحة ولون خاصان به».
وتستذكر
ليلتها الأخيرة في منزل الزوجية «أذكر تماماً الليلة الأخيرة التي قضيتها في منزلي
الزوجي قبل الخروج النهائي من بابه والطلاق. كنت قد قررت الطلاق بعد تفكير، عميق،
لكنني لم أبح به حتى لأقرب صديقاتي»، موضحة انها لم تتمكن من جمعّ أغراضها الخاصة،
إلا مع الفجر الذي طلع، وهي لا تزال مستيقظة. لكن قرارها بالطلاق بدا لها في تلك
اللحظة بأنه لم يكن نهائياً، فعادت الى نفسها، ونزعت الفكرة من تفكيرها.
وأضافت
أن «الطلاق هو طلاق حتى من الأشياء، هو أن اتمكن من فكّ الارتباط بالأشياء حتى لو
كانت اشيائي وتعبي ورائحتي، علي أن ازيح الأشياء عن كاهلي». وتبين أمية انها لم
يعد يعني لها ديكور المنزل الذي جاهدت ليشبهها، وبذلت كل ما بوسعها في سبيله.
وكذلك لم تعد تكترث الى الألوان في اللوحات التي ألفت المكان الذي أرادته لها على الجدران،
«حتى قوارير العطور عليّ التخلص من ارتباطي بمكانها ومرآتي ايضا وكل شيء»، مضيفة
«في المرة غير الناجحة لمحاولتي كانت الأشياء والجهد والتعب المبذول في منزل بات
واهياً فجأة، تربطني وتشلّ حركتي. يكفي التفكير بأنني سأكسر عادات تعوّدت عليها
سبع سنوات من عمري خلال الزواج».
«المرأة
بطبعها تتعلق بالأشياء كما تتعلق بالأشخاص»، حسب أمية، التي اضافت ان «هذه التبعية
التي لا يستطيع علم المرأة ولا ثقافتها أحياناً من فك القيود فيها، فتعتقد بأنها
عاجزة عن أن تستفيق صباحا لتجد الأشياء حولها مختلفة، وقارورة العطر في غير مكانها
وأوراقها وألوانها قد وجدت مكاناً صغيرا لها في بيت آخر لم يعد بالنسبة إليها بعد
الزواج هو بيت الضيافة، هو منزل أهلها»، مشيرة الى انه من الصعب أن تعود تلك
الصغيرة التي تلعب في حديقة المنزل، لان ثمة شيئاً مختلفا مع عودتها الى. منزل
الاهل بوصفها مطلقة.
وقالت
أمية «لدى القرار النهائي، كنت مطمئنة البال، سعيدة لمعرفتي أن بوسعي فك الارتباط
مع أي شيء، حتى لو كان عزيزاً عليّ. كنت أعلم أنه ليس بوسعي حمل منزلي في الحقيبة،
اذ لملمت أغراضي، واستغنيت عن حمل الكثير منها، فالأوراق كان لابد من الحد منها
حتى لو كانت تضمّ ما حبلت به أفكاري من ترهات أو ما قد يكون مميزاً بينها وصادراً
عن القلب والعقل، عنّي كلّي».
وأكملت
«أوصلت الحقائب إلى سيارتي، وكان زوجي آنذاك مسافراً، وكان مقرراً وصوله. قلت
لنفسي من لم يفقه كيف يكون لمنزله رائحته التي لا يعكرها شيء، لن يفهم يوماً ما
معنى أن تترك امرأة منزلها وتمضي قبل أن تموت تماماً في داخلها وداخل جدرانه».
ووصفت
أمية حالتها بعد اتخاذها قرار الطلاق، «كنت فرحة، لأنني اتخذت قراري وحزمت أمري.
نسيت الأشياء التي ربطتني يوماً، وبات لي أفق لرسم جدران جديدة تكون لي وحدي».
نصر
لم
تكن الليلة الاخيرة بالنسبة الى «عتاب. ل» (30 عاماً) في بيت زوجها السابق ليلة
عادية، حسب تعبيرها، فالقرار الذي اتخذته كان بعد تفكير دام أكثر من ثلاث سنوات،
وكان الخوف من الآتي سيد الموقف، «كنت أجمع أشيائي بفرح خجول، وشعور بالنصر للمرة
الأولى، والفخر بنفسي وبقراري مع أنني كنت صغيرة السن نسبياً، حيث لم يتجاوز عمري
حينها 22 سنة، ولم أنم ليلتها، ليس خوفاً من المستقبل لأنه لحظتها لم يكن يعنيني،
أو يشغل بالي»، مضيفة عن تلك اللحظة الحرجة في حياتها «لم أفكر سوى في الخروج من
ذلك المكان. كان الشعور أقرب إلى الرعب من مواجهة عائلتي بهذا القرار، كونهم لم
يكونوا على دراية بالقرار الذي أقدمت على تنفيذه، فنحن في النهاية ننتمي الى مجتمع
شرقي مهما ادعى التطور ومناصرة المرأة، يبقى أكبر محاصر لحرية المرأة. وتلقائياً
تفرض قيود على المرأة المطلقة بغض النظر عن أسباب الطلاق أو دواعيه»، مشير.ه الى
ان المجتمع العربي لا يزال ينظر الى المطلقة بارتياب.
وصفت
عتاب التي كانت تقيم مع زوجها في باريس مشاعرها ليلة الفراق قائلة ان «اللعنة
الشرقية كانت تلاحقني مدة ثلاث سنوات، وهي التي اخرت اتخاذي قرار الطلاق». وآضافت
ان «ليلتي الاخيرة لم تكن مؤلمة بالمعنى الكامل للكلمة. كانت الذكريات هي المؤلمة.
والوصف الأصح للحالة، هو أسئلة كانت ترافقني طوال اليوم الأخير، مثل: ماذا سأفعل؟
ماذا سأقول؟ من أين سأبدأ؟ وهل سأستطيع ان أثق برجل آخر، أو حتى هل من الممكن أن
أتقبل العيش بشكل شبه طبيعي في مجتمع يتقبلني بوصفي انسانا، ويرفضني باعتباري
مطلقة في عز شبابها؟».
في
النهاية وصلت عتاب الى حل اراحها نسبياً «قررت ألا اجيب عن أي سؤال، لأنني مهما
فعلت لن يقتنع احد، ولن استطيع الاستمرار مع من كان زوجي، فاخترت الحرية، وقررت
الصمت».
اغلاق الباب
بعد
قصة حب كبيرة جمعت بينهما انتهت حياة «رولا. ع» (34 عاماً) بقصة لن تنساها، لأنها
«أشبه بقصص الأفلام»، على حد وصفها. وقالت «قررت الطلاق من زوجي قبيل وقوعه
بسنتين، فلم اكن جاهزة كي اواجه المجتمع باللقب الجديد الذي سيلحق باسمي. كما لم
اكن مستعدة تماما للاجابة عن اسئلة كثيرة تخيلتها»، موضحة انها عندما تزوجت كانت
في الـ20 من العمر، ولم تكمل دراستها الجامعية حينها، فقررت ان تكملها أولاً، كي
تحصل على الشهادة التي ستحميها وستقويها ، لذا اجلت قرار الانفصال.
بعد
حصولها على الشهادة، بدأت رولا البحث عن عمل كي لا تحتاج الى مال من احد، الى ان
جاء يوم تشاجرت فيه مع زوجها.
وعن
تلك الحادثة، قالت رولا «كان الشجار عنيفاً مملوءاً من قبله بالضرب والسباب
والاهانات التي لا توصف. وفي لحظة دفاع عن النفس خوفا من تواتر الاحداث، اتصلت
بشقيقتي الصغرى من هاتفي المتحرك كي تسمع اصوات الشجار. وما كان منها الا ان اتصلت
بالشرطة التي جاءت الى بيتي»، مضيفة «تلك كانت لحظة النهاية، اذ ذهب زوجي السابق
وتركني في المنزل المملوء بلمساتي وتفاصيل ايامي ورائحتي ايضاً».
جمعت
رولا أشياءها، ونظرت الى طفليها، وكانا صغيرين جدا، وقالت لهما «لن استمر في هذا
البيت لأجلكما، كي لا تتربيان وسط مشاهد ستؤثر في استمراريتكما». وفي تلك اللحظة
الصعبة، تركت كل شيء، «واقفلت الباب ورائي وتنفست الصعداء، وشعرت نفسي طفلة تريد
ان تركض وتلعب، فصوت الباب ووقعه كان بمثابة اسدال الستار في النهاية التي اردتها».
وعن
سبب طلاقها ، قالت «ناداني باسم غير اسمي، فعرفت انه عاشق لأخرى. وكان عليّ ان
ادافع عن كرامتي وانوثتي، فخططت للانفصال».
خروج
وجدت
«زينب. م» نفسها تحمل لقب مطلقة وهي لم تتجاوز حينها 19 عاما، وقالت عن ليلتها
الاخيرة في بيت الزوجية «لن انسى تلك الليلة ابداً، اذ طلب زوجي السابق ان اجلس
معه لنتفاهم على بضعة امور. وكان زواجنا قد استمر حينها لمدة ثلاث سنوات، واعترف
لي بأنه يعشق النساء، لكنه لا يملك المال الكافي كي يواعدهن في فنادق او شقق
مفروشة، وطلب مني بكل جرأة ان اتحمل حضور عشيقاته الى المنزل»، لم تجبه زينب
لحظتها بالكلام، وقررت ان يكون جوابها فعلاً «ذهبت الى غرفتي وسمعت جرس الباب يدق،
واذ بها فتاة تدخل بيتي، وتجالس زوجي امام عيني، فالتفت إلي وقال تستطيعين الذهاب
الى غرفتك فلا حاجة لي بك الليلة». قصدت زينب غرفتها، وجمعت اغراضها، لانها في تلك
اللحظة قررت الخروج من البيت من دون رجعة، «وجدت نفسي أحمل ذكرياتي معه، فقررت ألا
آخذ شيئا، وتسللت الى سيارتي وكان الوقت متأخرا، وخشيت من الذهاب الى منزل عائلتي،
فقررت ان اظل في سيارتي الى الصباح».
وأضافت
انها بعد الطلاق «لم يقف اهلي الى جانبي، لكنني لم اهتم، وقررت ان ادخل معهداً
للسكرتاريا، واعمل في مؤسسة محترمة، والجميع يكنون لي التقدير. وقريبا سأزف الى
رجل آخر اخترته بنفسي دون فرض من احد».
نصائح أخيرة للمطلقات
تُعَد
العناية بالحاجات العاطفية والجسدية مسألة أساسية في مرحلة ما بعد الطلاق، وينصح
الخبراء المطلقين باتباع الخطوات التالية للبدء من جديد، وفق موقع "هيلث لاين"
- قبول
الخسارة: لا
يتزوج الناس عمومًا لأنهم يفترضون أنهم سيطلقون في النهاية، فقد يكون فسخ
زواجك صدمة تنقلك إلى مراحل أخرى، وصولًا إلى القبول. ولكن القبول لا يحدث
بين عشية وضحاها، فلا تقلق إذا كنت بحاجة إلى بعض الوقت، ما يهم هو معاملة
نفسك بلطف عندما تتصالح مع خسارتك.
- امنح
مساحة لمشاعرك: في
موازاة القبول، يأتي التحقق من صحة الذات، إذ تواجه عقب الطلاق مشاعر متعددة
يمكن أن تؤدي إلى صراع داخلي، وفي هذه الأثناء يمكن لممارسات مثل التأمل أن
تعزز الوعي الذاتي وتساعدك في إعطاء مشاعرك المساحة الكافية.
- حافظ
على الهدوء ومارس التواصل الحازم: قد
تشعر بالضيق والغضب، وليس لديك سوى الازدراء تجاه الشريك السابق. ومع ذلك،
عندما تضطر إلى البقاء على اتصال معه، يمكن أن يساعدك في فصل هذه المشاعر
موقتًا أن تضع -مثلا- حدودًا للتواصل: هل ستتصل أم سترسل رسالة نصية؟ وعدد
المرات، وأيضًا حصر محادثاتك على الأساسيات مثل رعاية الأطفال أو أي ترتيبات
مالية وضعتها.
( الكلمات المفتاحية )
Post a Comment