حقيقة أسطورة الرصد في مقابر مصر القديمة

حقيقة أسطورة الرصد في مقابر مصر القديمة
حقيقة أسطورة الرصد في مقابر مصر القديمة

ترجع أسطورة الرصد ( الجني حارس المقبرة ) وبأشكاله المختلفة ,إلى براعة المصريين القدماء الذين برعوا في تصوير مختلف آلهة الحراسة على جدران المقابر , خوفاً من يد اللصوص , فأحياناً نجد كل من الآلهة ( إيزيس – نفتيس – سلكت – نيت ) وهى تحيط بأجنحتها حول التابوت , وأحياناً أخرى على شكل رأس حمار – قطه – خروف – إله برأس أسد - أنثى فرس النهر , ويعتقد أنه من شاهد ذلك وقرأ أسطورة الحماية ( اللعنة ) خيل له فكرة الرصد( الجني ),


و"الرصد" هو جنّي تم تسخيره عن طريق السحر لحراسة آثار قدماء المصريين وكنوزهم، ووظيفته هي أن يمنع اللصوص من الوصول إلى الكنوز ونهبها، وبمقدوره أن يؤذيهم أو يصيبهم بلعنة تدمّر حياتهم، أو تتسبب في موتهم، وهذا وفق المعتقدات الأكثر شيوعاً في الأوساط الشعبية.

 

بالطبع، هذا "الرصد" يخيف عامة الناس، وحتى يتمكنوا من الحصول على الكنوز المدفونة في باطن الأرض، فهم بحاجة لـ"شيخ" يجيد التعامل معه، ويحدد لهم ما هو مطلوب لفك السحر. وهذا "الشيخ" هو أيضاً من يقرر إن كان هناك كنز مدفون في مكان ما أم لا.

 

وعلى رغم أن عملية "النبش" أو البحث عن الآثار بعيداً من أعين الدولة مجرّمة قانونياً منذ عقود مضت، وقد فرضت الدولة عقوبات مشددة ضد مرتكبيها، أخيراً، إلا أن الخطاب الديني العتيق، والذي لا تزال بعض التيارات الإسلامية تتبناه، خصوصاً في الأقاليم والمناطق الريفية والفقيرة، يعتبر تلك الكنوز حلالاً، ويطلق عليها اسم "ركاز"، و"الركاز" وفق "التعريف الشرعي" هو "كل مال علم أنه من دفن أهل الجاهلية (أي ما قبل الإسلام)".

الجنّي حارس المقبرة الفرعونية

ويؤكد "أبو رحمة"، وهو اسم مستعار لأحد "الشيوخ" الذين يعملون في مجال البحث عن الآثار واستخراجها أن "الرصد" موجود، وأن "الطريقة الأفضل للتعامل معه، هي تلاوة القرآن الكريم".

 

يقول "أبو رحمة"  "إن الجن مذكور في القرآن، والسحر كذلك، ونحن كمسلمين نؤمن بهما، لذا فالأمر لا ريب فيه، وهذا الجني (الرصد) يساعدنا على معرفة المناطق التي بها كنوز فرعونية، من خلال علامات أو إشارات يتلقاها بعض الأشخاص الذين تتوافق طبيعتهم (هوائية، مائية، نارية) مع طبيعة الجنّي".

ويستعين المصريون الباحثون عن الكنوز بالمشعوذين السودانيين والمغاربة الذين يطلق عليهم المشايخ حيث يتفنن هؤلاء المشايخ في ابتزاز المصريين الذين يعتقدون في وجود كنوز أثرية أسفل مساكنهم فيطلبون منهم مبالغ طائلة مقابل إتمام عملية الرصد أو الحارس المسحور واستخراج الكنز المزعوم. والرصد الفرعوني بحسب المعتقدات والموروثات الشعبية المصرية هو جان يتم الإتيان به عن طريق السحر ليشرب من دم طير أو حيوان ويتشكل بعد ذلك على صورته ويعيش الرصد أو هذا الجني ما بين ألف إلى 3 آلاف عام أما الأثريون وعلماء المصريات فينفون تماماً وجود ما يسمى بالرصد أو حتى لعنة الفراعنة. وتعتبر عادة التنقيب عن الكنوز في القرى المصرية بالصعيد عادة قديمة تشتد مع الفقر والعوز في الأوساط غير المتعلمة حيث ينشط المشعوذون الذين يطلبون أحيانا قرابين آدمية للرصد "حارس الكنز". و كلمة " رصد " هي مفرد "أرصاد" ومعروفة منذ عهد الفراعنة وتوجد رموز لها في الكتابات المصرية القديمة وقد كتب عنها أيضا كبار علماء الفلك. وعرف المصريون القدماء بوجود الأرصاد "حراس الجن" وأنهم لذلك كانوا يدفنون الذهب في المقابر بجانب الجثث لأن سلطة الرصد لا تمتد للمقابر وبالتالي أمكن الكشف بسهولة عن الآثار المصرية القديمة ومنها مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة بذهبها والتي اكتشفها عالم الآثار "كارتر" عام 1922 . و الرصد أو "حارس الجن" يسعى دائما وراء الذهب وهو معدن مرتبط بالشمس بينما الفضة مرتبطة بالقمر في حين أن كوكب المريخ يرتبط بمعدن الحديد. ويرى الفلكي المصري العالمي الدكتور سيد علي أن الإنسان لو دفن على سبيل المثال خاتما من الذهب في الأرض فلن يجد في نفس المكان بعد مرور 24 ساعة لأن الجن سيكون قد رصده وزحزحه من مكانه وكلما ظل الخاتم مدفونا مدة أكثر من الزمن تزحزح أكثر عن مكانه. 

وفسر ذلك بنظرية "عامر الجن والتي تؤكد أن أي مكان مسكون بالجن بل إن الإنسان نفسه له قرين منهم فهو عالم غير منظور لكنه يعيش معهم". وقال إن كل الكلمات المكتوبة على الآثار الفرعونية بما فيها الهرم الأكبر ووادي الملوك والملكات في الأقصر وحوائط المعابد، عبارة عن طلاسم سحرية حتى أن هناك اعتقادا بأن الجن ساعد الفراعنة في بناء الأهرامات فالأحجار موضوعة بطريقة هندسية لا يمكن أن يصل إليها الإنسان في تلك العصور القديمة. إلا أن الفلكي سيد علي لا يرى أصلا من الحقيقة لفك الرصد بالقرابين الآدمية ويؤكد أن "المشعوذين هم الذين ينشرون هذه الخرافات ويصدقهم بعض العامة بسبب الجهل فلا حقيقة لما يشاع عن أن الرصد يتم صرفه من المكان بتقديم ذبيحة آدمية كقربان له". وأضاف " يتم إبطال الرصد بواسطة متخصصين يعتمدون في ذلك على أسرار في الكتب السماوية يعرفونها".

 

ولقد ذكر اثنين من الخبراء في مجال الآثار، وأكدا أن البعثات العلمية لا تعرف "الرصد"، ولم يعترض طريقها يوماً ما، لكن "أبو رحمة" تساءل متعجباً "كيف سيعرفون مكان الكنوز المدفونة دون الإشارات التي نتلقاها من الجني الحارس"، ويؤكد أنه "لا يمكن استخراج آثار الفراعنة إلا بعد فك السحر الذي يحميها".

 

بعض المقابر والكنوز المصرية القديمة دُفنت قبل سبعة آلاف عام، وما هو متداول أن عمر الجني "يراوح ما بين 1000-1500 عام"، لكن الشيخ يقول أمراً مغايراً وغريباً.

 

ويقول "أبو رحمة": "يتم تسخير عائلات من الجن لحراسة المقابر والكنوز الفرعونية، ويولد الجن داخل المقبرة، ويستمرون في حراستها جيلاً بعد جيل، كما أن هناك بعض أنواع الجن التي تصل إلى عمر الشيخوخة، ثم تعود إلى الشباب مرة أخرى، وهذه هي أخطر الأنواع التي نواجهها، إذ تجتمع فيها صفتا الخبرة والشباب".

وقد أكد ذلك وقوع بعض الحوادث كسقوط حائط على رؤوس بعض الأطفال بعد اكتشاف مئات التماثيل في بدايات القرن الماضي للإله سخمت داخل معبد موت بالكرنك وهى على شكل أنثى برأس لبوة , وقد رفض العمال استكمال العمل ونسخت حولها عدد من القصص والأساطير , إلا أن ليجران مهندس الكرنك آنذاك أخبرهم على استكمال العمل من خلال اختراعه أسطورة أنه يستطيع فك الطلاسم .

لماذا دخلت القوات الروسية إلى أراضي جارتها الأوكرانية، وماذا يريد بوتين؟

 

ترويج للخرافات

لفكّ "الرصد" تكاليف مالية كبيرة جداً، كما أن "الركاز" له قسمة محددة، وكلاهما فيه نصيب وافر لـ"الشيوخ" الذين يكون معظمهم أئمة مساجد، أو دعاة ملتحين يثق الناس في "علمهم"، كما يثقون في أنهم قادرون على التعامل مع الجني الحارس الذي قد "يسبب لهم المتاعب" أو يتسبب في "قتلهم".

 

ويقول الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار المصرية في جامعة القاهرة لـ"النهار العربي": "فكرة الجني الحارس شائعة في العقل الجمعي هنا، لديهم قناعة بأن ثمة عوامل ميتافيزيقية تحرس المقابر المصرية القديمة، وتمنع من نهبها".

 

ويضيف بدران الذي يعمل في بعثات رسمية للتنقيب عن الآثار منذ أكثر من 17 عاماً: "ليس في علم الآثار مثل هذه الأمور، إنها مجرد طرق يستخدمها النصابون لجني الأموال من ضحاياهم. يقنعونهم بأن لديهم كنزاً أسفل منزلهم أو المجاور لمنطقة أثرية، وقد يتجاوز الأمر طلبات مالية إلى أشياء غير معقولة، مثل التضحية بطفل حتى يتم فك الرصد، وهذه كارثة".

 

ويشير بدران إلى أن "هؤلاء يبحثون بطرق بدائية للغاية، إنهم يحفرون رأسياً ولأعماق كبيرة، وفي نسبة غير قليلة من الحالات تنهار الحفرة على من بداخلها فيلقى حتفه، لأنهم لا يستطيعون إبلاغ الجهات المختصة لإنقاذهم، فهم يقومون بجريمة، وفجأة يختفي النصّاب ولا يستطيعون الإبلاغ عنه كذلك".

 

الطرق التي تستخدمها البعثات العلمية تعتمد على التقنيات المتطورة، وليست إشارات يرصدها "الشيوخ" نتيجة تداخل الجني الحارس مع أهل المكان، ويقول الأستاذ الجامعي: "نحن نستخدم تقنيات حديثة مثل تقنيةAPR  وأجهزة تكشف عما في باطن الأرض، لو كان ما يقوله هؤلاء الدجالون صحيحاً، لاعتمدنا عليها وأرحنا أنفسنا".

وقد  ذكر أحد الأثريين أنها خرافات ليس لها أساس من الصحة , فالحفائر منظمه عن طريق البعثات العاملة بالاشتراك مع هيئة الآثار المصرية , ويذكر على لسان أحد حاضري فتح مقبرة توت عنخ آمون  , أنه قال أن أعضاء البعثة اخترعوا أسطورة لعنة الفراعنة , والتي تولد من خلالها عدة أساطير من أجل إبعاد لصوص المقابر , فقد استمر العمل 7سنوات بالإضافة إلى أن هذا الشخص نام بجوار التابوت , ولم يحدث له شيء .

 

ويؤكد اثرى آخر أنه شخصياً عاصر اكتشاف خبيئة معبد الأقصر 1989, والتي أسفرت عن وجود 24 تمثالا لملوك مصر العظماء , ولم يحدث لهم شيء , ولم يظهر رصد كما يدعون , وأسطورة اللعنة كانت موجودة منذ عصور الفراعنة , فمعظم المقابر الملكية كانت تمر على معبد اسمه الوادي , وكانت معروفه لذلك سرقت المقابر آنذاك , ومع بداية الأسرة 18 تم الفصل بين الوادي ومقابر الملوك حتى تحتفظ بالأساسات الجنائزية , وقد دل على ذلك ما تركه المهندس "إنينى" داخل مقبرة تحتمس الأول بوادي الملوك , حيث قال أنني اشرفت على حفر قبر جلالته دون أن يرى أو يسمع أحد , ولكن يبدو أن هذه السرية لم تكتمل حيث أن العمال الذين قاموا بإنشاء المقبرة , هم الذين سرقوا المقبرة , وذلك خلال فتره الاضمحلال قديماً هذا وقد تمت اكتشافات بمحض الصدفة , ولم يحدث أن خرج رصد أو جنى

بقلم الكاتب الدكتور

محمد عبدالتواب

 

سرطان الكبد: الأعراض والأسباب

( الكلمات المفتاحية )

حقيقة أسطورة الرصد في مقابر مصر القديمة اخطر انواع الرصد كيفية التعامل مع رصد المقابر الفرعونية فتح مقبرة فرعونية بالقران مخاطر فتح المقابر الفرعونية أنواع الرصد الفرعوني شواهد المقابر الفرعونية أنواع حراس المقابر الفرعونية شيوخ لفتح المقابر الفرعونية

Post a Comment

Previous Post Next Post