طاهر بك المصري ساحر أم خارق للطبيعة

طاهر بك المصري ساحر أم خارق للطبيعة
طاهر بك المصري ساحر أم خارق للطبيعة

طاهر بك المصري يطلق عليه أشهر ساحر مصري في التاريخ المعاصر لكن هل كان بالفعل ساحر أم كما كان خارق للطبيعة حيث وصف ما فعله أنه التحكم في الروح والجسد ومعرفة أبعاد أخري في عقل الانسان هكذا ابهر طاهر بك المصري الجميع وكان حديث ملوك الشرق والغرب بما فعله من تجارب لا يصدقها العقل وقد ذكرها الصحفي بول برنتون في كتابه الشهير والذي سوق نتحدث عن طاهر بك المصري بالتفصيل من خلال هذا المقال.

بعد رحلات طويلة قام بها بول برنتون عبر الهند سعيا وراء الحقائق الروحية الغامضة .. قام برحلة أخرى إلى مصر .. كصحفي بصورة معلنة .. بينما هو في الحقيقة مدفوع بالسعي لاكتشاف الفلسفات القديمة والأنظمة التي حكمت مصر .. وعن أصحاب الأعمال الإعجازية والكهنة ورجال الدين .. فلمصر التي تمثل الشرق الأدنى أكثر من الشرق الأقصى حقيقة ثقافية مختلفة ويرتبط المضمون الغامض في مصر القديمة بالمجموعة المختلفة من الآلهة الرمزية ...

وفي مصر التقى برنتون بطاهر بك .. من أشهر الدراويش ... وهو لم يكن .. كالحالة في الهند .. رجلا فقيرا يرفض العيش في الرفاهية المادية في العالم ويعتمد على ما يقدمه له الآخرون من طعام .. بل على العكس .. فقد كان رجلاً ثريا معروفاً وسط الدوائر الملكية وكان يسكن شقة حديثة بها كل الكماليات في أحد الأحياء الأوروبية في القاهرة .. وقد بدت إنجازاته السحرية هائلة .. فقد ولد في عام ۱۸۹۷ في مدينة طنطا بدلتا النيل ... توفيت أمه وهو لايزال طفلا .. كان والده قبطيا . وبسبب بعض المشاكل السياسية تركت الأسرة القاهرة وتوجهت إلى تركيا حيث أقامت في مدينة القسطنطينية .. وتلقى الشاب تعليما جيدا ودرس الطب وأصبح مؤهلا ليكون طبيب وافتتح عيادة في اليونان .. وهناك قام بما اعتبره أعظم إنجازاته حين سمح لنفسه بأن يُدفن حيا لمدة لا تقل عن ٢٨ يوما رغم معارضة بعض رجال الدين الذين رأوا في تلك التجربة تناقضا الأديان .. ولكن الحكومة أقرت التجربة على أساس أن طاهرا بك كان طبيبا له حق أن يدفن نفسه كما يشاء ...

وبعدها قام بزيارات لكل من سيبيريا وبلغاريا وإيطاليا .. وفي إيطاليا سمح لمجموعة من العلماء المشهورين باختبار قدرته ووضعوه في نعش وضعوه في حمام سباحة .. ولكن بعض نصف ساعة تدخلت قوات البوليس. وأوقفوا التجربة .. بعدها وفي فرنسا تم تكرار التجربة واستمرت لمدة ٢٤ ساعة .. وقال طاهر بك إنه سعد لدخول هذه التجربة لأن بعض المنتقدين زعموا أن الدراويش الهنود الذين مروا بهذه التجربة بالدفن أحياء كانوا يصنعون قنوات هواء سرية محفورة في الأرض لتمكنهم من استمرار التنفس .. ولهذا السبب فإن طاهراً بك قام بتجربته تحت الماء بحيث يمكن للعلماء والمنتقدين أن يلاحظوا كل شيء ويراقبوه .

وقد ذاعت شهرة الرجل في الآفاق فدعاه كل من الملك فؤاد ملك مصر والملك كارول ملك رومانيا والملك فيكتور إيما نويل ملك إيطاليا .

وكانت رغبة برنتون أن يشهد بنفسه بعض هذه التجارب تحت ظروف يمكن التحكم فيها وليس أن يسمع فقط للتفاصيل .. وكالعادة استطاع برنتون إقناع مضيفه بأداء التجربة .. كان طاهر بك نفسه قصيراً ذا ملامح متميزة .. ووجه مريح ... كان سلوكه لطيفا وبسيطا .. كما كان مضيافاً كريما .. وكان يتحدث بصوت خفيض وبتواضع شديد حتى إن أحدا لم يكن يمكنه تخيل أن يكون هذا هو الرجل صاحب القوى الخارقة .. وكان يدخن بشراهة ...

وفي شقته قال طاهر بك بخصوص قدراته الخارقة يجب أن نبدأ بالاعتراف داخل أنفسنا بالإمكانات الهائلة التي نمتلكها جميعا .. وحتى نفعل ذلك فعلينا أن نظل مرتبطين بالقيود غير الضرورية التي تحول بيننا وبين ممارسة قدراتنا الروحية الهائلة والقوى المادية.. ويعتقد الناس الذين يرون الظاهرة التي أقوم بها أنها نوع من السحر أو الشعوذة ... أو شيء خارق للطبيعة تماماً .. وفي الحالتين فهم مخطئون .. فهم لم يفهموا حقيقة أن هذه اشياء علمية تماما تستجيب لقوانين الطبيعة الروحية التي لا تفهم بصورة كاملة. ...

ومن أجل القيام بالتجربة التي جرت في شقة طاهرة بك جمع برنتون مجموعة صغيرة من الأطباء لكي يشاهدوا سلسلة التجارب التي قام بها طاهر بسهولة وبساطة غير عادية ...

ولسوء الحظ فإن برنتون لم يذكر أسماء أو شخصيات هؤلاء الشهود .. ارتدى طاهر بك جلبابا أبيض ورداء على الرأس مربوطا بخيوط من اللونين الذهبي والأزرق .. بينما علق على سلسلة تنتهى بنجمة خماسية الشكل ذهبية .. ووقف وقد وضع يديه على صدره منتظراً لحظة البداية . صدره

شبح قطار زانيتي الغامض 1911

 

وعلى منضدة في الحجرة كانت هناك بعض الأشياء التي فحصها الحاضرون .. فقد كان عليها بعض الخناجر الصغيرة والمسامير والإبر وقطع الزجاج .. وعلى منضدة أخرى كان هناك لوح خشبي مملوء أيضاً بالمسامير .. وقطعة من صخرة ثقيلة

وميزان ومطرقة .. وأرنب ودجاجة مربوطان من القدمين وموضوعان في سلة .. كان هناك أيضاً نعش طويل .. وصندوق أكبر وأطول . وكومة من الرمل الأحمر .. ومجموعة من المناشف الصغيرة ...

ومع طاهر بك كان هناك شابان مساعدان له .. وبدأت التجربة كما يلى : لمس الدرويش قفاه بيده وضغط بقوة بأصابعه .. بينما قام بيده الأخرى بالضغط على جبهته .. وبعد ذلك بدأ يتنفس بقوة ويمتص الهواء بقوة .. وفي خلال دقيقة أغلقت عيناه .. ثم أصدر صرخة معينة ودخل في حالة أقرب إلى الإغماء حتى إنه سقط مثل رجل ميت ولولا أن مساعديه أمسكا به بين أذرعهما .. وأصبح جسده متجمدا كقطعة من الخشب ، وقام المساعدان بتعرية الجزء الأعلى من جسده ووضعاه فوق المنضدة الطويلة .. وفي هذه اللحظة قام أحد الأطباء بقياس ضربات القلب وفوجئ بأنها تصل إلى ۱۳۰ وهو ضعف الرقم الطبيعي .. ثم جاء المساعدان بقطعة الصخر الجرانيت التي يبلغ وزنها نحو ٩٠ كيلو جراماً ... ووضعاها على بطن طاهر بك العارية .. وقاما بالضرب عليها بالمطرقة بقوة بينما الجسم لا يزال متصلبا كقطعة من الحديد حتى انشطرت الصخرة إلى قطعتين .. سقطتا على الأرض.. ثم ساعد الشابان الدرويش بالنزول والوقوف على قدميه وكان يبدو غائبا عن الوعى لا يدرك ما حدث ولا يشعر بأي ألم ...

وبعد ذلك وضع طاهر بك على اللوح الخشبي المغطى بالمسامير وقطع الزجاج .. ووقف أحد مساعديه فوق صدره والآخر فوق بطنه .. وكان كل منهما يقفز إلى أعلى وينزل ... وعندما فحص الأطباء ظهر طاهر بك فوجئوا بأن ظهره لا يحوى أي علامة بشيء غير عادى .. ولم تظهر نقطة دم واحدة من المسامير وقطع الزجاج .. وعند قياس النبض بلغ ١٣٢.

سمح ولم يسترح طاهر بك أكثر من دقيقتين حين خضع لاختبارات أخرى فقد طلب الأطباء أن يخرقوا فكيه بدبوسين صغيرين ... وقام أحدهما بالفعل بإدخال الدبوس من الخارج إلى داخل الفك ... وكان طاهر بك مستيقظا ومدركا لما يحدث ولكنه لم يبد عليه أي ألم .. بل حتى عندما الطبيب آخر بوضع خنجر في زوره وإدخاله في الحنجرة من الخارج .. لم يشعر الدرويش بأي الم بعد أن دخل الخنجر لمسافة سنتيمتر على الأقل من اللحم .. ولهذا فإن الأطباء فحصوا عينيه جيدا لمعرفة ما إذا كان قد استخدم أي نوع من المخدر .. ولكن كل شيء كان يبدو طبيعيا ..

وساعده الشابان على الوقوف على قدميه حيث كان يفتح عينيه ببطء ، وكأنه خارج من حلم .. وظلت عيناه على هذه الحال لمدة نصف ساعة حتى بدأ يفيق ويعود إلى الطبيعة حين بذل جهدا عنيفا لاستنشاق الهواء وفتح فمه بدرجة كبيرة حتى إن الحاضرين بدا لهم أنهم رأوا لسانه، يدخل إلى زوره .. وبعد أن تنفس للحظات استخدم أصبعه لإعادة اللسان إلى مكانه

وكان الشيء الذي أدهش الأطباء أكثر عدم وجود دم على الإطلاق على جلد طاهر بك .. وقد أجروا تجربة بعمل قطع في وجهه بقطع من الزجاج وكذلك بسكين في كتفيه وصدره .. ولكن كانت النتيجة جروحا بلا دماء .. وسأل أحد الأطباء طاهرا بك عما إذا كان يستطيع أن يخرج دماء من الجروح .. وعلى الفور بدأ الدم يتدفق حتى غطى صدره .. وعند نقطة معينة توقف الدم بمجرد استخدام قوة الإرادة .. وخلال دقائق قليلة كانت الجروح قد شفيت تماماً .

وكانت التجربة الأخرى المرور بشعلة من النار المتقدة على أحد قدمي طاهر بك حتى كانت تسمع أصوات طقطقة لحم القدم

بسبب النار بينما لا يبدو على وجهه أي تغير أو الم.. وهنا أجرى أحد الأطباء اختباراً آخر لمعرفة ما إذا كان الدرويش قد تناول أي مخدر .. وثبت عدم وجود أي شيء غير عادي ..

بعد ذلك قام طاهر بك بتجربة قدرته على السيطرة على الحيوانات بتنويم كل من الأرنب والدجاجة مغناطيسيا بالضغط على عصب في رقبة كل منهما والمرور بيديه على نفس العصب عدة مرات .. بعدها كان كل من الأرنب والدجاجة لا يتحركان من المكان الذي يضعهما فيه طاهر بك ..

.. وفي النهاية كان موعد أهم تجربة وهي الدفن حيا .. وقد أجريت هذه التجربة تحت شروط مشددة بعد السماح بأدنى قدر من الشك في صدقها .

فبعد فحص دقيق لأرضية الشقة جاء المساعدان بالنعش ووضعاه في وسط الحجرة .. التي كانت أرضيتها مصنوعة من بلاطات الموزايكو .. وتم التأكد من عدم وجود أي إمكانية لدخول الهواء إلى النعش .. وبعدها دخل طاهر بك في حالة الإغماء الكلى كما فعل في التجارب السابقة .. ثم قام الأطباء بفحصه ليجدوا أن التنفس قد توقف تماما وكذلك دقات القلب .. ووضع الجسد في النعش وتم إغلاق الفم بقطعة قطن كبيرة ثم غطى النعش بالرمال الحمراء حتى آخره ...

وجلس الأطباء الذين حضروا التجربة في اندهاش وتعجب من أنهم قد سيطروا على كل شيء وفحصوا كل شيء .. وإذا عاد هذا الرجل للحياة فإنها ستكون قدرات خارقة للطبيعة من وجهة نظرهم وكان الاتفاق أن يستمر طاهر بك في هذه لمدة ساعة ونصف .. وقبل انقضاء هذه المدة بدقائق قام المساعدان بإخراج

متصلبا تماماً. الجسد من النعش .. كان لون الجلد أقرب إلى اللون الرمادي وكان ... وبعد دقائق وفى الوقت المحدد بدأ يتنفس ببطه وتتحرك جفون عينيه .. وبعد ۱۰ دقائق تماما عاد تماما لطبيعته وجلس على مقعد وأخذ يتحدث عن تجربته الغريبة ...

قال : ولقد كانت إغفاءتي كاملة حتى إنني لا أذكر شيئاً بالمرة عما حدث لي بعد أن أغلقت عيني .. وحتى استيقظت في اللحظة التي حددتها لنفسي ..

بعدها بأيام قام برنتون بزيارة لشقة طاهر بك هذه المرة لإجراء حوار معه ومناقشته حول هذه التجربة .. قال طاهر بك إن البعض يظنون خطأ أنهم عندما يضعون المسامير في فكي فإن كل ما أفعله هو إجبار إرادتي على مقاومة الألم .. وإذا كان هذا صحيحاً فلماذا لا تظهر أي جروح على جسدي بعد كل هذا الوخز ؟ .. الحقيقة أنهم لم يستطيعوا بعد الفكاك من أسلوبهم الذي اعتادوه في التفكير .. ولم يتصورا حقيقة تفسيراتي لما يحدث. إن ما يحدث يعود إلى اثنين من الأسرار .. الأول بعض المراكز العصبية ... هو الضغط على

والثاني القدرة على الدخول في حالة إغماء أشبه بالغيبوبة ... ويمكن لأى شخص مناسب ومستعد للدخول في تدريب طويل قمت به حتى استطيع على نفسى لأداء ما أقوم به.. وبدون هذا فإنني لا أدعى أن لدى الشجاعة على تحمل الألم .. فلست مثل هؤلاء الهنود الذين يتطوعون لتحمل الألم والمعاناة .. كل ما أشاركهم فيه هو قدرتي على الحياة الروحية ...

ويضيف طاهر بك إن السيطرة على المراكز العصبية والدخول بقوة في غيبوبة تجعل اللحم البشرى لا يتأثر بالألم مهما كان

وهذا يأتي بالتجربة والتدريبات .. وعن قدرته على ابتلاع لسانه حتى يمنع أي حشرات أو جراثيم من دخول جوفه قال طاهر بك إن هذا أيضا يأتي بالتدريب وأن والده كان يحرك له لسانه وهو لا يزال رضيعا .. أما عن تحديد فترة الذهاب في غيبوبة طويلة ... والاستيقاظ فهو يقول إن الإنسان أي إنسان يمكنه أن يحدد موعد استيقاظه في الصباح قبل النوم ليلاً .. وينجح في ذلك لأن العقل الباطن لا ينام أبداً ...

وعندما سأل برنتون طاهرا بك عما يتذكره في لحظات الدفن حيا .. أي ما يحدث للروح قال طاهر بك إنه لا يمكن أن يقول شيئاً لأنه لا يريد أن يبدو إنساناً يعرف أسرار ما وراء الحياة ... إن هناك أعماقا غامضة لم نستطع اقتحامها بعد .. إن الأمر هو انني عندما أذهب في إغفائي أصبح في حالة ذلك الذي يسير وهو نائم .. وعندما أعود إلى الحياة الطبيعية لا أتذكر أي شيء ..

وأضاف قائلاً : وإن علينا أن نقبل الحقائق كما هي .. أو كما نجدها ...

وبرغم أن الحوار استمر لفترة فإنه تركز أساسا على المظاهر التاريخية لعملية دفن البشر أحياء ، وتأثيراتها على الجسد على المدى القصير .. ولكن بالنسبة لبرنتون فقد كان اللقاء مع طاهر بك واحداً من أهم وأعظم أعماله في سعيه وراء الحقيقة. 

( الكلمات المفتاحية )

طاهر بك الساحر المصرى الساحر المصري طاهر بك الطبيب المصري طاهر بك طاهر بك الخارق الساحر طاهر بك طاهر بك الدرويش المصرى الساحر المصري الذي لا يموت الساحرطاهر بك الساحر الغامض المصرى
شبح الطابق العلوي الحلقة الأولي

Post a Comment

أحدث أقدم