التخلص من إدمان الهاتف |
يصبح
قضاء الكثير من الوقت في الاتصال بهاتفك مشكلة فقط عندما يمتص الكثير من وقتك ،
مما يجعلك تتجاهل
علاقاتك وجهًا
لوجه ، أو مدرستك ، أو هواياتك ، أو أشياء أخرى مهمة في حياتك. إذا وجدت نفسك
تتجاهل الأصدقاء أثناء تناول الغداء لقراءة تحديثات
Facebook أو التحقق الإجباري من هاتفك أثناء القيادة أو
أثناء المحاضرات المدرسية ، فقد حان الوقت لإعادة تقييم استخدام هاتفك الذكي
وتحقيق توازن أكثر صحة في حياتك،
ما هو إدمان الهاتف من الأساس؟
جميعنا
نعلم ماذا تعني كلمة إدمان، فهي تصف دائماً نوع ما من السلوك الاندفاعي والاستخدام
المُفرط لبعض الأشياء التي قد تؤثر بشكل سلبي على حياة الشخص والأشخاص القريبين
منه، فعلى سبيل المثال تعاطي المخدرات يعتبر إدمان، ممارسة القمار في النوادي
الليلية بمثابة إدمان ولكن هل يعتبر الاستخدام المُفرط للهاتف بمثابة إدمان فهذا
هو السؤال.
فقدان السيطرة
وعند
الحديث عن إدمان الهواتف الذكية، فإن فقدان السيطرة يعتبر من الأمور المهمة، حيث
لا يتمكن المرء من التحكم في سلوكيات استعمال الهاتف الذكي، فيستعمله في المواقف
غير المناسبة، مثلا عند تناول طعام العشاء في مطعم مع الأصدقاء، أو عندما يكون
المرء متعبا ويحتاج إلى النوم، ولكن لا يمكنه التوقف عن استعمال الهاتف الذكي.
ويمكن
ملاحظة الإدمان المحتمل للهواتف الذكية عندما يكون هناك تحول كبير في الأولويات،
وذلك عندما تتراجع مهام العمل أو الهوايات وتصبح أقل أهمية من استعمال الهاتف
الذكي. وتتضح المشكلة أيضا عندما تظهر العواقب السلبية لاستعمال الهاتف الذكي، ومع
ذلك يستمر المرء في استعمال جهازه الجوال بشكل مفرط، وخاصة إذا ابتعد الأصدقاء عنه
أو كانت لديه مشكلات في المدرسة.
وأشار
ألدرينك المتخصص في إدمان الهواتف الذكية، إلى أن مدة استعمال الهاتف الذكي ليست
مؤشرا على إدمانه، وأضاف أن هناك كثيرين يستعملون الهاتف الذكي لمدة 5 ساعات يوميا
خارج السياق المهني، لكن هناك شيئا آخر أكثر أهمية: "إذا لم يُستعمَل الهاتف
الذكي للمتعة أو التسلية، بل للهروب من الوحدة أو الإحباط، فإنه عندئذ يصبح مشكلة".
صعوبة إكمال المهام
هل
تجد الغسيل يتراكم والقليل من الطعام في المنزل لتناول العشاء لأنك كنت مشغولًا
بالدردشة عبر الإنترنت أو إرسال الرسائل النصية أو ممارسة ألعاب الفيديو؟ ربما تجد
نفسك تعمل لوقت متأخر كثيرًا لأنك لا تستطيع إكمال عملك في الوقت المحدد.
العزلة
عن العائلة والأصدقاء
هل
تعاني حياتك الاجتماعية بسبب كل الوقت الذي تقضيه على هاتفك أو أي جهاز آخر؟ إذا
كنت في اجتماع أو تدردش مع الأصدقاء ، فهل تفقد ما يقال لأنك تتحقق من هاتفك؟ هل
أعرب الأصدقاء والعائلة عن قلقهم بشأن مقدار الوقت الذي تقضيه على هاتفك؟
إخفاء
استخدام هاتفك الذكي
هل
تتسلل إلى مكان
هادئ لاستخدام هاتفك؟ هل تخفي استخدام هاتفك الذكي أو تكذب على عائلتك بشأن مقدار
الوقت الذي تقضيه على الإنترنت؟ هل تغضب أو تنزعج إذا انقطع وقتك على الإنترنت؟
وجود خوف من الضياع
هل
تكره الشعور بالخروج من الحلقة أو تعتقد أنك تفقد أخبارًا أو معلومات مهمة إذا لم
تتحقق من هاتفك بانتظام؟ هل تحتاج إلى التحقق بشكل إلزامي من وسائل التواصل
الاجتماعي لأنك قلق من أن الآخرين يقضون وقتًا أفضل ، أو يعيشون حياة أكثر إثارة
منك؟ هل تستيقظ ليلا لتفحص هاتفك؟
الشعور بالرهبة أو القلق أو الذعر
تشعر
بالرهبة أو القلق أو الذعر إذا تركت هاتفك
الذكي في
المنزل أو نفدت طاقة البطارية أو تعطل نظام التشغيل، أو هل تشعر بالاهتزازات
الوهمية، هل تعتقد أن هاتفك قد اهتز ولكن عند التحقق ، لا توجد رسائل أو تحديثات
جديدة؟
علامات تشير إلى أنك أصبحت تعاني من إدمان الهاتف
- عدم
القدرة على مقاومة استخدام الهاتف الذكي طوال الوقت.
- الشعور
بالقلق والتوتر بعد استخدام الهاتف لفترة من الوقت.
- استخدام
الهاتف على مدار الساعة بداعِ وبدون داعي.
- الشعور
بالرغبة في التخلص من الهاتف بسبب الاستخدام المٌفرط.
- العديد
من المحاولات الفاشلة في التخلص من الهاتف لبعض الوقت.
- التأثير
سلبياً على حياة الشخص الاجتماعية والعملية ومشاكل نفسية أو صحية.
هذه
الأعراض السابق ذكرها هي ما تؤكد على أنك أصبحت تعاني من إدمان الهاتف، بالإضافة
إلى ذلك فلقد تطرقت الدراسات والأبحاث العالمية إلى ذكر كم المخاطر التي قد تعود
على الإنسان من جراء الاستخدام المفرط للهاتف وهي تتمثل في الآتي:
- يعرض
حياة الشخص للخطر (مثل استخدام الهاتف أثناء عبور الشارع أو أثناء قيادة
السيارة).
- يجعلك
غير قادر على تكوين صداقات جديدة أو يتسبب في مشاكل أُسرية مع شريكك في
الحياة.
- يجعلك
غير قادر على إنجاز أعمالك اليومية بشكل طبيعي.
- يتسبب
في إضاعة وقتك.
ماذا يحدث لدماغك وجسمك إذا توقفت عن استخدام الهاتف الذكي؟
يضر عينيك
عيون
الإنسان حساسة للغاية ويمكن أن تتلف بسبب الإضاءة الزرقاء للهاتف الخلوي إذا لم
يتم استخدامها بشكل مناسب، يمكن أن تؤدي شاشة الهاتف الخلوي إلى تلف مستقبلات
الضوء والصداع وعدم وضوح الرؤية وحتى جفاف العين.
إذا
كنت تعاني من أي من الأعراض، فمن المحتمل أن يكون هاتفك المحمول مسئولاً عنها امنح
عينيك استراحة ، وركز على شيء يبقى على بعد 20 مترًا منك واحصل على فحص دوري
لتقليل الضرر.
يؤدي إلى متلازمة النفق الرسغى والتهاب المعصم بسبب صور السيلفي
إذا
كنت تستخدم هاتفك الذكي لمدة 5-6 ساعات يوميًا، فقد تعاني من هذه الأمراض في
المستقبل، تشير الدراسات إلى أن كلاً من النفق الرسغي والتهاب معصم السيلفي يمثلان
مشكلة متنامية بين المراهقين.
يمكن أن تؤدي هذه المتلازمات إلى مشاكل مثل ألم الرسغ والخدر والإحساس بالوخز والدبابيس والإبر.
إذا
كنت تعاني من أي من الأعراض، فقم بمقابلة طبيبك وتقليل وقت الشاشة آلام الظهر
وآلام الرقبة مشكلتان مرتبطتان بالاستخدام المفرط للهواتف المحمولة.
قد يسبب تشققات في الجلد
هناك
العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الهواتف المحمولة هي موطن لأنواع مختلفة من
الجراثيم والبكتيريا يمكن أن تنتقل هذه العوامل الممرضة إلى جلدك وتؤدي إلى مشاكل
الجلد والصحية الأخرى.
عندما
تمسك الهاتف بالقرب من أذنيك أو خدك، تنتقل الجراثيم إلى بشرتك ويمكن أن تؤدي إلى
ظهور عيوب في الجلد وظهور حب الشباب.
حتى
الشيخوخة المبكرة هي علامة على الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة. لتقليل
المخاطر، قم بتنظيف هاتفك بانتظام باستخدام مناديل مبللة بالكحول.
يمكن أن يعطل نمط نومك
لكي
يعمل جسمك بشكل طبيعي وصحي ، تحتاج إلى الحصول على 7-8 ساعات من النوم بانتظام
ولكن بسبب الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة في وقت متأخر من الليل، يواجه الكثير
من الناس مشكلة الأرق. إما أنهم يغفو أثناء النظر إلى شاشة هاتفهم الخلوي أو
يستمرون في التقليب والتحول بعد وقت نومهم يجعلك نمط النوم غير المنتظم غريب
الأطوار، ومتقلب المزاج، بل ويؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
يمكن أن يجعلك تشعر بالتوتر
هناك
طريقتان تجعلك الهواتف المحمولة تشعر بمزيد من التوتر أولاً بسبب الأرق وثانيًا
بسبب الاستهلاك المفرط للمعلومات من الإنترنت.
سواء
كنت تقوم بالتمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الإنترنت ، يمكن أن يجعلك
كلاهما تشعر بالإرهاق بمرور الوقت ويزيد من مستوى الكورتيزول "هرمون
التوتر" يمكن أن يؤدي إدمان الهواتف المحمولة أيضًا إلى القلق والاكتئاب
والاندفاع.
ماذا في الدراسة العلمية الجديدة؟
- قد تشعر بالرّهاب من عدم استخدام هاتفك في البداية، وتشير دراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من إدمان الهواتف الذكيّة يمكن أن يصابوا بمزيد من الاكتئاب والغضب. ومع ذلك، حاول أن تتخيل أنك نسيت هاتفك في المنزل عندما تكون بالخارج بالفعل. حينها ستشعر بالقلق. هذه الحالة تسمى نوموفوبيا. في الأساس، إنها حالة نفسيّة تحدث عندما يخشى الناس الانفصال عن هواتفهم المحمولة. قد يواجهك الخوف من النوم عند إيقاف تشغيل جهازك أيضاً. والأعراض هي:
- قد تعاني آثار الانسحاب و أعراضها تغيرات في الحالة المزاجيّة والسلوك.
- تبدأ في تقدير بساطة الحياة بوجود التكنولوجيا الحديثة في اللحظة التي تكون فيها غير متصل بهاتفك، قد تبدأ في تحليل الأشياء وترى الراحة في الأشياء الصغيرة التي منحتها لنا التكنولوجيا.
- تبدأ في الشعور بالارتياح بعد التغلب على الانسحاب المرتبط بالإدمان، تنتظرك المكافأة. ستحظى بفرصة للتركيز على الأشياء التي تهمك حقاً، وستضفي قراءة الكتب والصحف متعة كبيرة على حياتك.
- تبدأ في النوم بشكل أفضل، كون أدمغتنا حسّاسة للغاية للضوء، والضوء الأزرق من الهواتف الذكيّة يؤخر إنتاج الميلاتونين. نتيجة لذلك، يمكن أن يؤدّي نقص الميلاتونين إلى صعوبة في النوم. عندما تبتعد عن الهاتف، يمكن أن يعود نومك إلى طبيعته. كما لوحظ أن عدم استخدام الهواتف الذكية في غرفة النوم يزيد من السعادة وجودة الحياة، حيث تتحسن حالتك المزاجية ويبدأ العالم في التألق بألوان جديدة.
- عقلك حرّ في التفكير مرة أخرى. فالعالم الحديث فوضوي ويتضمّن الكثير من المعلومات كل يوم، وعندما تحصل عليها باستمرار وبكميّات كبيرة، حتى لو كانت أخباراً إيجابيّة، فإنك تعتاد عليها وتتوقف عن ترك عقلك للتفكير بحريّة. يبدأ الشعور بالحرية عندما تفكر في شيء ما أثناء الوقوف في الطابور أو في المترو بدلاً من التحديق في الهاتف الذكي. تصبح أكثر انفتاحاً على استكشاف نفسك والأشخاص من حولك.
- قد تشعر بالسعادة لاستعادة هاتفك. فقد فضّل بعض الأشخاص الذين خضعوا لتجربة العيش بدون هاتف العودة إليه.
أفضل الطرق العملية للتخلص من إدمان الهواتف
- تحديد الهدف
من التحسن
ربما
لا ترغب في تقليل استخدام هاتفك لأن الجهاز يبدو أكثر تسلية ومجزية من الأنشطة
الأخرى التي يمكن أن تقوم بها.
وقالت
الدكتورة سميتا داس، رئيس مجلس الطب النفسي للإدمان التابع للجمعية الأمريكية للطب
النفسي وأستاذ الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ستانفورد، إن إدراك القيمة
في الحد من استخدام الهاتف يعد جزءًا مهمًا من تطوير "الدافع الجوهري لإجراء
تغيير" والحفاظ عليه.
وإذا
كنت تفكر في ما هو مهم بالنسبة لك، فإن العواقب الاجتماعية، أو الصحية، أو
المتعلقة بالصحة النفسية "تبدأ في أن تكون لها أهمية أكبر في دماغنا مقارنة
بالمتعة قصيرة المدى التي قد تأتي من، على سبيل المثال، مشاهدة مقطع فيديو أو
التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي"، حسبما ذكرته داس.
- نبذ الخوف
من فوات الشيء
اقترحت
داس أنه إذا كنت ترغب في تقليل استخدام هاتفك ولكنك تواجه القليل من الخوف من فوات
الشيء "فومو"، فقد حان الوقت للتشكيك في دقة ومنطق مخاوفك. "هل أنا
أفقد أن شيئًا فظيعًا سيصيبني، أم سيُنظر إلي على أنني منبوذ اجتماعيًا؟"
ما
نتيجة عدم معرفة ما يفعله شخص ما على الفور؟ هل أنت قلق من أنك لن تتذكر أعياد ميلاد
أحبائك إذا لم تكن على موقع "فيسبوك" باستمرار؟
واجه
هذه المخاوف بتذكير نفسك بطرق أخرى للتواصل مع الأشخاص الذين تهتم
لأمرهم بالفعل. ويمكن أن يشمل تحسين جودة وقتك على الإنترنت أيضًا تقليص
قائمة الأشخاص الذين تتابعهم إلى الأشخاص الذين تعرفهم شخصيًا فقط.
- اختيار
الأنشطة الصحية
قالت
بوفكا إن أفضل طريقة لتغيير السلوك هي استبدال نشاط بآخر مختلف.
إذا
كنت تشعر بالحاجة إلى تصفح الإنترنت بدون هدف، ففكر في ثلاثة أشياء يمكنك
القيام بها إلى جانب استخدام هاتفك، مثل قراءة كتاب كنت ترغب في قراءته، أو ممارسة
الرياضة أو القيام بشيء موجود ضمن قائمة مهامك اليومية،
حسبما اقترحته بوفكا.
- كديس
الهاتف
إذا
كان تناول الطعام في الخارج دون أن يحدق أصدقاؤك في هواتفهم أمر مستحيل، فتأكد من
أنهم منفتحون على بعض القواعد. ويحظر بعض الأصدقاء استخدام الهاتف خلال
تجمعهم في الخارج أو يقومون بوضع هواتفهم جانبًا.
- التوجّه
إلى الآخرين للمساعدة
وإذا
لم تنجح أي من هذه النصائح الأولية، فاطلب المساعدة من الآخرين مثل الأصدقاء
أو أفراد الأسرة أو المهنيين الصحيين، وفقًا لما ذكرته بوفكا.
ضع حدود زمنية معينة لاستخدام الهاتف
- اترك
هاتفك بعيداً عنك في الليل
- حدد الأسباب المحفزة التي تدفعك لاستخدام
الهاتف في كل مرة
- الحد
من الإشعارات الواردة
- اعتمد على العلاج السلوكي المعرفي
في
النهاية نكون قد تعرضنا لمشكلة كبيرة تواجه الجميع سواء المراهقين والأطفال وهو
إدمان الهواتف والتي تسبب الكثير من المشاكل الذهنية والصحية وكيفية التخلص منها
بعدة طرق لكن المهم ان يكون هناك دافع داخلي قوي لكي نتعلم ونطبق طرق التخلص من
إدمان الهواتف التي تسبب الكثير من الضرر لنا.
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق