الإسلام والمشكلات الأسرية

الإسلام والمشكلات الأسرية
الإسلام والمشكلات الأسرية


 
المشاكل الأسريَّة تعني وجود نوع من العلاقات المضطربة بين أفراد الأسرة والتي بدورها تُؤدّي إلى حدوث التوتُّرات، سواء أكانت هذه المشاكل ناتجة عن سوء سلوك أحد أفراد الأسرة أو الطرفين الرئيسيين فيها، وتؤدي كثرة الشجار والاختلاف بين الأبوين، أو بين الأبناء، أو بين الأبناء والأبوين إلى جعل الأسرة في حالة اضطراب، ويفقد الأبناء هيبة الأسرة واحترامها والانتماء لها
.

لطالما كان الإسلام مصدراً لكل التشريعات والقوانين التي تحكم كافة تفاصيل حياتنا اليومية بما فيها القضايا الأسرية والمشكلات الزوجية.
ومن هذا المنطلق شرع الله عز وجل الزواج على أن يكون مبنياً على المودة والرحمة والاحترام المتبادل بين الزوجين مما يكون له الأثر البالغ في تكوين حياة مستقرة فيما بعد بين الزوجين ويؤلف بين قلبيهما ولم يغفل الدين الإسلامي حالات وقوع مشكلات بين الزوجين فأمرنا بالتغافل والتجاوز يقول تعالى:(( وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ )) [البقرة : 237].
كما أمرنا الله عز وجل لبناء حياة أسرية مستقرة بالقيام بسلسلة من الواجبات تجاه الأسرة، على الزوج واجب القوامة والإنفاق كما أمر الزوجة بطاعة الزوج واحترامه فتكون له سكناً ويكون لها سنداً فيدوم الود بينهما والحب حتى في حال وقوع خلافات طارئة لا تعكر صفو حياتهم، وذلك لا لشيء سوى أنهما قد اتبعا تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف في بناء حياة أساسها المودة والرحمة والتفاهم لتكون له قرة عين ويكون لها خير شريك في الحياة.

 

أسباب المشاكل الأسريَّة

تظهر في معظم الأُسَر أشكالاً عديدةً من المشاكل الأسريَّة؛ سواء كانت بين الأبوين أو بين الأبناء، ومن الأسباب الرئيسيّة في وجود المشاكل بين الأبوين هي عدم فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة من حيث اختلاف الرَّغبات، وطريقة التفكير، والاهتمامات فيما بينهم. وهذا الاختلاف في محلّه، حيث إنَّ العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تقوم على الاختلاف لا على التشابه، وإنّ التركيب العُضويّ والنَّفسيّ عند الرجل مختلف عنده عن المرأة، وإنّ نقص الخبرة والوعي لدى الأبوين بهذه الأمور تؤدي إلى الخلاف بينهم وبالتالي ينعكس سلباً على الأسرة. ومن الأسباب الأخرى للمشاكل الأسريَّة:

 التغير الاجتماعي

 يحدث العديد من التغيرات الاجتماعية في المحيط الخارجي للأسرة وتتأثر به، بحيث يتبنى الأبناء قيماً وأفكار متحررة جديدة غير تلك القيم والعادات تقليدية التي يتبنها الآباء ممّا يؤدي إلى حدوث الفجوة والصراع بين الأبناء والآباء.

الجهل بخصائص نموّ مراحل العمر المختلفة

 حيث إنّ لكلّ مرحلة عمرية خصائصها ومتطلبات التعامل معها، فعدم الوعيّ بهذه الخصائص وكيفية التعامل بكلّ مرحلة سيؤدي لحدوث المشكلات وسينعكس على سلوك أفراد الأسرة.

 التباين الفكري والعاطفي

حيث إنّ التغيّر في مشاعر الزوجين بعد الزواج من حبّ وسعادة، واختلاف الخلفية الفكرية والثقافية لدى الزوجين يؤدي إلى حدوث خلاف حول طرق تربية الأبناء واتخاذ القرار ومعاملة الآخرين.

 الضغوطات الاقتصادية

 يُعدُّ نقص الموارد المادّيّة للأسرة عائقاً في تحقيق تماسكها وتلبية احتياجاتها المختلفة، وأيضاً فإنّ وجود الموارد المادّيّة العالية وعدم التخطيط المتوازن لها ينتج عنه خلاف ومشاكل أسرية. ثأثير الأقارب والرفاق فإنّ التأثير السَّلبي للأفراد من البيئة الداخليّة يُسبّب المشاكل، سواء من خلال تدخلهم بشؤون أفراد الأسرة أو من خلال تحريض طرف على الآخر.
كيف تحافظ على الصلاة في وقتها؟

 

تصنيف المشاكل الأسريَّة

 هناك العديد من التصنيفات للمشاكل الأسريَّة، ومنها ما يأتي:

المشاكل النَّفسية والانفعالية

 وتعود للتَّباين في حالات أفراد الأسرة المزاجيَّة والعصبيَّة، وطرق انفعالهم اتجاه الظروف المحيطة.

 المشاكل الثقافية

وهي نتيجة اختلاف الأبوين في العادات والتقاليد تبعاً لاختلاف طريقة نشأة وتربية كلٍّ منهما.

 المشاكل الاقتصادية

وهي بسبب تدهور الوضع المالي للأسرة، سواءً بسبب عوامل داخليّة أو خارجيّة. المشاكل الصّحية مثل الأمراض المزمنة أو الأمراض العارضة التي تواجه أحد أفراد الأسرة.

المشاكل الاجتماعية

 بسبب علاقة الأسرة بأقارب الوالدين وعلاقة الوالدين ببعضهم. مشاكل الأدوار الاجتماعية  وذلك بسبب عدم وضوح دور كلّ فرد داخل الأسرة، وتعدُّد الأدوار وتصارعها، ممّا يؤدي إلى وجود خلاف داخل الأسرة.



أبرز المشاكل الزوجية


هناك بعض المشكلات الزوجية التي يمكن أن تواجه الزوجين في حياتهما المشتركة، وفيما يأتي ذكر لبعض المقترحات بهدف حلها وهي كالآتي:

مشكلة ضعف التواصل بين الزوجين

 قد تنتج بسبب الانشغال بالتلفاز أو متابعة الألعاب الرياضية وغيرها من النشاطات والانشغالات المتعلقة بالأطفال أو الأسرة بشكل عام، ويمكن حل مثل هذه المشكلة من تحديد موعد خاص بين الزوجين للتواصل معاً، كما يجب استخدام لغة الجسد بطريقة صحيحة عند التعامل مع الطرف لإظهار الاهتمام الكلي بما يقوله، حيث يجب أن يشعر الآخر بحسن الإنصات له، كما يمكن التأكيد على ما يقوله من خلال بعض الاستفسارات البسيطة بهدف التفاعل معه.

 المشكلات المالية

حيث إنّ المشكلات المالية هي من أكبر العقبات التي قد تواجه الزوجين، ويمكن مواجهتها عن طريق تحديد الوضع المالي في محاولة للعيش في نمط واقعي يتناسب مع الإمكانيات المتاحة، ويمكن بالتالي تخصيص وقت مناسب لكل من الزوجين لمناقشة الأمور المالية معاً، كما يجب أن يكون كل منهما صادقاً بشأن الدخل والديون بهدف بناء ميزانية مشتركة ومتوازنة.

مشكلة الثقة

 حيث تشكل الثقة القاعدة الأساسية في العلاقة بين الزوجين، ويمكن خلقها عن طريق التمسك بالثبات في العلاقة من قبل الطرفين وتجنب الكذب، والتعامل بعدل وإنصاف مع الطرف الآخر، وعدم المبالغة في ردة الفعل، وتجنب الغيرة الشديدة.

الحب قبل الزواج حلال أم حرام

 

المشكلات الأسرية المتعلقة بالأطفال

يوجد خمسة مبادئ أساسية تساهم في حلّ المشكلات في الحياة الأسرية وخاصةً التحديات التي تتعلق بالأطفال، وهي كالآتي:

 البحث عن أسباب المشكلة، حيث يجب التعرف على مصدر المشاعر السلبية في حياة الطفل مثل النّقد المتكرر أو الإحباط.

وضع المشكلة أمام الطفل من أجل أن يبذل بعض الجهد لفهم أسبابها.

مساعدة الطفل على تجميع أفكاره وتشجيعه على إيجاد حلٍ للمشكلة.

 إيجاد خطة، حيث إنّ الطفل يستجيب دوماً عندما يخبره أحد الوالدين بأنّ لديه خطة. التعبير عن التقدير والثناء على الجهد والنجاح، حيث إنّ هذه الطريقة تُعدّ مبدأ أساسياً لحلّ المشكلات مع الأطفال بنجاح.

حل النزاع بين أفراد الأسرة

توجد العديد من الطرق لحل مشاكل النزاع الأسري، وهي كما يأتي:

 وضع القواعد الأساسية لحلّ المشكلة ومناقشتها.

 عمل عصفٍ ذهني لحل المشكلة، والسماح للجميع بعرض اقتراحاتهم المختلفة للحلول المحتملة.

 تقييم مخاطر وفوائد وسلبيات وإيجابيات كلّ حلّ محتمل.

 التوصل للحلّ عن طريق التفاوض كفريق. تحديد دور كلّ فرد من العائلة في تطبيق الحل.

 

حل المشكلات الأسرية بين الزوجين

 تحديد قضايا الخلاف

 يُشكّل النظر في القضايا المسبّبة للخلافات ما بين الزوجين ووضعها في قائمة من الخطوات الأساسيّة لحلّ هذه المشاكل، حيث يتبع هذه الخطوة أن يتمّ النظر في كلّ مشكلة على حدة، ومحاولة التوصّل للحلّ المناسب لها بطريقة ترضي الطرفين، والانتقال بعدها لغيرها من المشاكل بالتتابع، أمّا في حال كانت قائمة الخلافات طويلة ولا نهاية لها؛ أي أنَّ الزوجين يختلفان على كلِّ شيء، فلا بدّ من النظر للأسلوب الذي يتحدّثان فيه مع بعضهما البعض، وتحسينه إن لزم الأمر.

 عدم ترك المشاكل دون حل

تحتلّ عملية التواصل ما بين الزوجين أهميّة كبيرة، خاصةً عند حلّ المشاكل، إذ يُمكن النظر في العديد من الاقتراحات التي قد تساعد على حلّ المشكلة، واختيار ما يُناسب الطرفين، ويمكن تحديد ذلك من خلال طرح الأسئلة حول الطريقة الأمثل للوصول لحلّ مُرضٍ؛ وعندها يُمكن اللجوء للمعالجة النفسية الزوجيّة، أو التحدّث مع مدرّب مختصّ بالعلاقات، أو الاطّلاع على الكتب المختصة بذلك، أو من خلال الانضمام للدورات التي تُقدَّم عبر الإنترنت والتي تُعنى بالعلاقة الزوجيّة.

 الهدوء وتجنّب الانفعال

 يُؤدّي الغضب العارم أثناء الخلافات بين الزوجين لاشتعال الخلاف، لذا لا بدّ من أخذ استراحة والخروج من المكان وتحديد موعد لاحق لاستئناف الشِجار، وقد يكون الخيار الأفضل التوجه للنوم، ممّا يسمح بالتخلّص من الأفكار السلبيّة، وإعادة تقييم الوضع، والتوجه بعدها للاعتذار والاعتراف بالذنب، ومحاولة التخفيف عن نفس الطرف الآخر والتعاطف معه.

التعبير عن المخاوف بشكل بنّاء

 ينبغي على كلّ من الزوجين التعبير عن مخاوفهم بشكل بنّاء ومنطقيّ، حيث تُعدّ طريقة بسيطة وسهلة يمكن القيام بها خاصة في المحادثات الحساسة والشائكة التي قد تحصل بينهما.

التركيز على الحل لا على المشكلة

يحتاج الأزواج لتيسير طريقة حياتهم سوية التركيز على الحلّ لا على المشكلة، مع الحرص في ذلك على التأكّد من أنّ سير الحوار إيجابيّ، وأنّ أيّ إشكالية يمكن تخطيها طالما أنّ كلا الزوجين يفكران بالحل لا بالمشكلة والمعضلات التي يصعب حلها، ليعيشا حياة سعيدة رخية.

تحديد وقت للنقاش

ينبغي أن يواجه الزوجان بعضهما البعض، مع الالتزام بالهدوء، والسعي للتخلّص من الوضع الحرج الذي يمرّان بها بطريقة سلسة إيجابية، ومحاولة الاتّصال بالعينين، لإظهار الاهتمام بحديث الآخر، والمساعدة على الشعور بالترابط والانسجام مع بعضهما.

الانتكاسة في الدين أسباب وعلاج

 

التمرّن على الاستماع الجيّد

إنّ الاستماع الجيّد ليس كل الحلّ كما يروّج البعض، إلّا أنه حتماً أحد الوسائل الرائعة المستخدمة لحلّ المشاكل الزوجية، وممّا لا شكّ فيه أن الأزواج يحتاجون إلى مهارات تواصل عالية للتفاهم فيما بينهم والوصول لحلول مشتركة والتعامل مع ضغوطات الحياة ومتطلّباتها.

إلا أنّه أثناء الخلافات يلجأ العديد من الأزواج الى التمسّك بالرأي وتكرار الكلام دون الاستماع للطرف الثاني وهذا حتماً ليس حلّاً للمشاكل، حيث ينبغي على الأزواج التمرّن أكثر على مهارات الاستماع لسماع رأي الطرف الآخر جيّداً قُبيل البدء بالحديث وإبداء الرأي أو الرد المناسب.

التعامل مع المشاكل بنضج

 إنّ السخرية والاستهزاء والعبوس والتصرّفات العنيفة في التعامل مع التحدّيات ليست إلّا تصرفات طفولية لا مكان لها في العلاقات الزوجية الناجحة، فالعلاقات الناجحة تتسم بالنضج والهدوء في التعامل مع المشاكل، حيث يمكن للأزواج الاعتبار بأنّ هذه المشاكل هي وسيلة لإظهار التعامل الناضج وتوضيحه لأطفالهم للاقتداء بآبائهم وأمهاتهم، وهذا يتضمّن أيضاً احتواء الطرف الآخر ومحاولة تقبّل بعض سلبياته لضمان سير العلاقة الزوجية بطريقة صحيّة وسليمة.

اتخاذ القرارات بشكل تعاوني

 إنّ عملية اتخاذ القرارات بشكل فردي ليست الوسيلة الأمثل، حيث إنّ عملية نقاش المشاكل والمخاوف بين الزوجين ثمّ العمل للتوّصل إلى مجموعة من الحلول للوصول بالنهاية إلى حلّ متفق عليه من قبل الزوجين سويّاً هو الخيار الأمثل لاتخاذ القرار بين الزوجين، حيث إنّ الحياة الزوجية مليئة بالأمور التي تتطلب التوصّل إلى القرارات وتتكرر هذه العملية طوال الحياة الزوجية لذلك فالتوصّل إلى طرق صناعة القرار التعاونية من أهم عناصر العلاقة الزوجية الناجحة.

منح الشريك الأولوية

يجب على كلا الزوجين للحفاظ على علاقتهما بأن يمنح كلّ منهما للآخر الأولوية في حياته، وذلك من خلال محاولة فعل الأشياء التي اعتاد كلّ منهما على فعلها في بداية العلاقة، بالإضافة لإظهار التقدير والاحترام من قبل كل منهما اتجاه الآخر، ومحاولة إكمال بعضهما البعض، والاتّصال اليوميّ بينهما لإظهار مدى اهتمامهما المستمر بالعلاقة، كما يمكنهما القيام بتخطيط بعض الوقت لمشاركته معاً، فذلك من شأنه أن يظهر لكلّ طرف أهميته عند الطرف الآخر، ويساعد على حفظ السعادة بينهما.

التسامح مع الطرف الآخر

يجب على كلا الزوجين أن يتعلّم كيف يسامح ويغفر أخطاء شريكه، بمعنى أن على كلّ منهما أن يفهم ويعي ويبذل قصارى جهده في العلاقة، وعند حدوث خطأ ما منه، فيمكنهما استخدام هذا الخطأ للتعرّف على الأفضل بالنسبة لهما، ومن ثمّ التصرّف بطريقة أفضل لاحقاً، فالغفران والسماح يعني أنّ كلاً منهما يلتزم بالتخلي عن ما سببه الطرف الآخر له من أذى في الماضي للسماح بفرص وإمكانيات جديدة للمستقبل، وللمحاولة في إنجاح الحياة الزوجيّة.

 

التعبير عن نقاط الاهتمام بشكل بنّاء

تحتلّ الطريقة التي يبدأ بها الحديث ما بين الزوجين على أهمية في تحوّل مجرى الحديث، حيث يُشير المختصّون في العلاقات لوجود كلمات وجمل استفتاحية تمنع تحوّل الحديث لمشكلة ما بين الزوجين، وخاصة في المواضيع والنقاشات الحساسة، لذا يُنصح بإيلاء الاهتمام باختيار العبارات الافتتاحية بصورة ملائمة، كأن يبدأ الكلام بـِ (أود) أو (أشعر) أو (ما هي أفكارك أو شعورك حيال ذلك؟)، وغيرها.

التعبير عن المشاعر بصدق

يتطلّب حل المشاكل الزوجيّة أن يمتلك كلا الزوجين المساحة الكافية والأمان اللذين يمكنّان من التعبير عن المشاعر المتعلقة بالطرف الآخر، وخاصة مشاعر عدم الرضا أو الاستياء من بعض السلوكيات التي يمارسها أحد الطّرفين، حيث يُعتبر إخفاء هذه المشاعر أحد المسببات الكامنة خلف نشوء الخلافات والمشاكل الزّوجية، لذا يُنصح بالتدرب على تقبّل هذه المشاعر من الشّريك، والاعتراف بها حتّى تكون هناك مساحة آمنة بين الزوجين، إلى جانب وجود الصدق في العلاقة.

التوقّف عن إلقاء اللّوم

 يُعدّ إلقاء اللّوم على الشريك بصورة مُستمرة في كافّة النقاشات والمشاكل التي يتم التعرّض لها غير مُجدٍ عند العمل على حل هذه المشاكل، كما أن ذلك يُمكن أن يكون سبباً لإبقاء كلّ من الطرفين في المشاكل، وتعتبر الطريقة الصحيحة للوصول لحل مناسب هي بدء كلا الطّرفين بتحمل المسؤولية الكاملة المتعلقة بمواقفه الخاصة، أو الأمور التي يقوم بها.

العمل على ما يمكن إصلاحه في حل العلاقات بين الزوجين يجب على كلا الشريكين تجنّب محاولة إجبار الطرف الآخر على تغيير نفسه أو التصرّف بطريقة لا يرغبها، وبدلاً من ذلك يجب التركيز على أن يصلح كل طرف نفسه وتصرفاته وسلوكه، فتغيير كل شخص لسلوكه أسهل بالتأكيد من محاولة تغيير الآخرين، وبذلك يمكن أن يُبنى الزواج على التفاهم والمحبة وتقبّل الزوج للآخر وتحسين صورته باستمرار.

تجنّب الصراخ في الحياة الزوجية

سيكون هناك من الحوارات والنقاشات التي قد يختلّف فيها الزوجان بكلّ تأكيد، لكن من المهم على كلا الطرفين تجنُّب الصراخ ورفع الصوت، فالصراخ في النقاش لن يفيد في إيصال أيّ رسالة مفيدة للطرف الآخر أو إقناعه بتغيير رأيه في موضوع ما، بل على العكس فاستمرار النقاش بهذه الطريقة السلبية وتعمّد رفع الصوت سيضر العلاقة الزوجية بكل تأكيد.

الامتنان

 ينبغي على كلّ من الزوجين أن يُشعر الآخر بأنّه مُمتن له على كلّ شيء يفعله من أجله، وعدم اعتبار الاهتمام والتفاصيل الصغيرة التي تدل على الحُب كأمر مُسلّم به، ويكون الامتنان من خلال قول شكراً لتحضير فنجان القهوة مثلاً، أو الاحتفال بعيد زواجهما السنوي، أو مدح مذاق الطعام، أو ملاحظة قصة الشعر الجديدة أو الملابس الجديدة والثناء عليها، حيث إنّ إيلاء الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة يُعطي نوعاً من التقدير للعلاقة، وهذا مهم جداً؛ لأنّ الإهمال أحد عوامل زيادة الخلافات الزوجية.

كيف يكون البر بالوالدين

 

تحكم الزوجين في ردة أفعالهم

يُنصَح الزوجان عند مناقشة أمر ما بالتحكّم في ردة أفعالهم من خلال تهدئة أنفسهم، مع أخذ قسط من الراحة، لتجميع أفكارهم، وللتحقّق من عواطفهم، مع الأخذ بعين الاعتبار تجنّب التعبير عن مشاعرهم تجاه بعضهم وقت حدوث المشكلة، لأنّ ذلك يزيد حجمها، ويشار إلى صعوبة تحكم الإنسان في سلوك الآخر، لذلك إنّ تجنب أو رفض التعامل مع المشاكل لا يعمل على حلّها، بل يعمل على ازديادها.

تجنب النقاش أثناء الغضب

 يُستحسن عند مواجهة مشكلة أسريّة أن تتمّ مُناقشتها بعد التخلُّص من الغضب أو الشعور بالانزعاج، وذلك لأنّ الانتظار حتى يهدأ جميع الأطراف يسمح للشخص بالتعامل مع المشكلة بشكل منطقي وبتروِ، بدلاً من الاندفاع بشكل عاطفي، وقد يكون التراجع عن مناقشة الأمر أحياناً فرصةً جيّدةً للتفكير بتمعُّن قبل التعامل مع المشكلة، كما أنّ الاقتراب من الشخص الغاضب، يزيد من حدّة التوتر، وبالتالي يصعُب حلّ المُشكلة.

تقبل أخطاء الآخرين

 يُعتبر تقبّل أخطاء أفراد العائلة من أهمّ الأسُس التي تُساعد على حلّ المشاكل الأسريّة بسلاسة، ويكون ذلك من خلال مُحاولة فهم تصرّفاتهم والدافع من ورائها، حيث يُمكن أن تكون هذه التصرفات مُجرّد انعكاس، ورد فعل على سلوكيّات الشخص نفسه، ممّا قد يُسهم في الحدّ من مُختلف المُشكلات الأسرية حتّى لو كانت قديمةً، كما يتضمّن ذلك تقبُّل الأخطاء الشخصيّة حتّى تتمّ معالجتها بالشكل الصحيح.

طلب الاستشارة

 يمكن للزوجين في حالة رغبتهم الحقيقية في استمرار العلاقة الزوجية وحل المشكلات أن يُقْدموا على طلب النصيحة والمشورة من الآخرين القادرين على تقديمها وذلك في حال استعصى على الطرفين حل خلافاتهم بأنفسهم.

 

الإسلام والمشاكل الأسرية

 

يحرص الإسلام على بناء الاسرة على أسس متينة تضمن لها البقاء والاستمرار والتماسك، غير أنّ الأمر لا يخلو من إمكانية حدوث خلافات وصراعات ومشكلات بين الزوج وزوجته. هنا يتدخل الإسلام بنظام فريد للمواجهة والعلاج بعد أن اتخذ مجموعة من الإجراءات الوقائية. فالإسلام يتخذ إجراءات وقائية Protective Procedures، تحول دون وقوع المشكلات أصلاً، لكن الله يعلم طباع البشر لأنّه سبحانه خالقها، ولهذا وضع مجموعة من الإجراءات الإرشادية Extension Procedures لإرشاد أعضاء الجماعة لمواجهة المشكلات قبل وعند ظهورها، ثمّ بعد هذا يتخذ مجموعة من الإجراءات العلاجية Curative Procedures.

·       ويعلم سبحانه أنّ القلوب معرضة للتحول والاتجاهات تتغير، فقد يحل الشقاق محل التفاهم لأي سبب من الأسباب. وهنا يبدأ القرآن بالتحذير من الانقياد للنزعات الطارئة التي يمكن أن توجد الشقاق والخلاف. يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (النساء/ 19). في معاملتها بدون سبب معقول، وهو هنا يرشدنا إلى أن نزعات الكراهية قد تكون مؤقتة وطارئة، وقد يكره الإنسان شيئاً ولا يدري أنّ الله يجعل فيه خيراً كثيراً.

·        وإذا كان القرآن الكريم يوجه النصح للرجال فإنّه يرشد النساء إلى ضرورة التزام الصلاح والقنوت وطاعة الله فيما أمر بشأن حقوق الزوج وصيانتها وحفظها، وإطاعة أمر الزوج والاحتفاظ بالأسرار الزوجية والمنزلية...، وهذا النوع من الزوجات ليس للأزواج عليهن سلطان (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء/ 34)، أما اللائي يخرجن عن حدودهنّ ولا يطعن الله ويخشى منهن النشوز فهنا يبدأ العلاج الاجتماعي والنفسي تجنباً لإمكانية تفكك الأسرة وانحلالها. وهناك خطوات قرآنية للعلاج تتمثل في المستويات التالية:

·        1- النصح والإرشاد عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة.

·       2- إذا لم يجد هذا العلاج الأوّل، يقوم الزوج بهجر زوجته في المضجع، وفي هذا إيلام نفسي عنيف للزوجة يدركه النساء.

·        3- فإذا لم يجد الهجر، يقوم الزوج بتأديبها بالإيلام الجسمي المادي عن طريق الضرب، وهذا هو آخر وسيلة يملكها الرجل لعلاج زوجته التي يخاف نشوزها وهو عقاب لا يلجأ إليه الزوج إلا عند الضرورة. هذا العلاج القرآني الكريم يصلح لكل العصور ولا يتعارض مع كرامة المرأة، ويتفق مع الطبيعة النفسية للمرأة، يتفق في تدرجه مع درجة النشوز والانحراف، فإذا أجدى النصح اللفظي انتهى الأمر، فإذا لم يجد لجأ الزوج إلى الأسلوب الثاني، وهو لا يلجأ للأسلوب الثالث – الإيلام الجسمي – إلا عندما تفشل الوسائل السابقة. وحتى في عملية الضرب وضع الإسلام الحنيف لها شروطاً يجعل منها وسيلة للتأديب والعقاب وليس للانتقام أو الإيذاء العنيف. هذا العلاج الذاتي الداخلي أجدى وأكرم من اللجوء – في كل صغيرة وكبيرة – إلى المحاكم وإذاعة الأسرار الأسرية مما يعقد المشكلة ويجعلها تستعصي على العلاج.

علاج الاكتئاب في الإسلام

 

·        يقول تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) (النساء/ 34). د- يرشدنا القرآن إلى الأسلوب الأمثل في مواجهة إمكانية نشوز الزوجة، فإنّه قد أرشد الزوجات إلى أمثل الأساليب لعلاج إمكانية نشوز الزوج. قال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (النساء/ 128).

·       فالزوجة التي تلاحظ إعراض زوجها عنها أو تخاف نشوزه، عليها أن تعمل على إرضائه واستمالته إليها من خلال وسائل الترضية المشروعة التي لا تمس ديناً ولا خلقاً. ومن خلال الكلام الطيب والابتسامة المشرقة وإرضاء مطالبه المشروعة. وما يهمنا هنا ان مواجهة الخلافات هنا تتم داخل الجماعة الداخلية In Group وهي جماعة الأسرة الصغيرة ذاتها طالما أنّ المشكلة لم تتجاوز مجرد الخوف من النشوز، وملاحظة الإعراض، فالزوجان هما المكلفان بحل المشكلات دون اللجوء للتحكيم الخارجي في أي شكل من الأشكال.

·        

في حالة تفاقم الخلاف والصراع بين الزوجين، ولم يستطيعا بجهودهما الذاتية حل المشكلات الداخلية، يوجهنا الإسلام إلى ضبط النفس حتى لا يسرف أحد الطرفين في إيذاء الطرف الآخر – حفاظاً على حق العشرة السابقة – لعل الله يجعل بعد عسر يسراً. وهنا يبدأ دور الجماعة الإسلامية – متمثلة أوّلاً في أسرة الزوج والزوجة – فمن واجب المسلمين إصلاح ذات بينهم يقول تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَات اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء/ 114). ويقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) (الحجرات/ 10). وحفاظاً على تماسك الأسرة وهي الوحدة الأساسية للحياة الاجتماعية، وحماية لها من التفكك وما يترتب على التفكك كمشكلة من مشكلات مترتبةً عليها كتشرد الأطفال وضياع مستقبلهم، أو الانحرافات الجنسية وتفكك الحياة والعلاقات بين الأسر، وإحلال علاقات الصراع بدلاً من التآخي والتعاون... إلخ، فإنّه يجب على القادرين من المسلمين محاولة إصلاح ذات بين الزوجين من أجل إزالة أسباب الخلاف وإعادة العلاقات بينهما إلى ما كانت عليه. وهذه هي خطوة التحكيم. وحرصاً من الإسلام على عدم إذاعة أسرار الأسرة ونشر أسباب الخلافات بين الناس، فإنّه استوجب من الأقارب – أقارب الزوجة وأقارب الزوج – (في شكل مجلس عائلي صغير) محاولة الإصلاح والقيام بعملية التحكيم بين الزوجين (وهي إحدى العمليات الاجتماعية Social Processes في علم الاجتماع الحديث) يقول تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) (النساء/ 35).

·       ومن عظمة القرآن أنّه جعل الخطاب هنا للمؤمنين جميعاً – لأنّ المجتمع الإسلامي هو مجتمع الحب الحرص على مصالح الآخرين والتعاون –. ولما كان أمر التحكيم لا يمكن أن يقوم به جميع المسلمين، فإن بعض المفسرين ذهب إلى أنّه موجه إلى من يمثل الأُمّة أو الحاكم – ومساعديه – ذلك أنّ الحاكم المسلم مكلف بملاحظة أحوال الناس والعناية بها ومحاولة إصلاحها. وذكر آخرون أنّه خطاب عام يدخل فيه الزوجان وأقاربهما فإذا استطاع الأقارب القيام بمهمة الإصلاح كان بها وإلا لكان الواجب إبلاغ الأمر إلى الحاكم. وهنا المسؤولية شركة بين جماعة المسلمين والحاكم، فالعضو في المجتمع الإسلامي مكلف بأن يلعب دوراً إيجابياً بناءاً في حياة بقية الأعضاء، فهو إيجابي مشارك، وهذه هي ما يطلق عليها المشتغلون بقضايا التنمية البشرية "المواطنة المشاركة" Participant Citizenship ولكن بالمفهوم الإسلامي البناء الذي ينبثق من عقيدة محددة. والله من وراء القصد دائماً في عملية الإصلاح (إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا)، وهذا توجيه إلهي كريم بضرورة إخلاص النية وتحري العدل والصبر في التحكيم من أجل الإصلاح، ويشير الله سبحانه وتعالى في نهاية الآية أنّ الله كان عليماً خبيراً فهو يعلم خائفة الأعين وما تخفي الصدور، وفي هذا حفز ودفع للمحكمين إلى إخلاص النية والصدق في الإصلاح، والحفاظ على تماسك الأسرة وتجنب الانفصال. وهذه هي الوسيلة الرابعة في محاولات الإصلاح – وهي محاولة من الخارج بعد أن فشلت المحاولات الذاتية.

 

وفي حال استحالة الحياة بينهما وطغت الخلافات على حياتهما بتقصير أحد الطرفين أو كليهما شرع الله الطلاق
ومن المشكلات التي يستحيل بسببها العشرة بين الزوجين: عدم الإنفاق من الزوج على الأسرة وتهربه المتعمد من القيام بواجب الإنفاق كما أمره الله عز وجل على زوجته وأبنائه، وكذلك السب والضرب الذي من شأنه أن يعكر صفو العشرة ويهدم المودة بين الزوجين، فضلاً على عدم طاعة الزوجة لزوجها وهجر أحدهما لفراش الآخر دون وجه حق ودون سبب مقنع، مما يكون له أبلغ الأثر في بناء حواجز من العزلة النفسية والجفاء بين الزوجين أو بسبب خيانة أحدهما ثقة الأخر سواء كانت الخيانة بالكلام والمحادثات المحرمة او بالخيانة في فراش الزوجية والذي بدورة يجعل استمرار الحياة الزوجية بينهما أمراً شديد الصعوبة والتحقيق، ولهذا أمرنا الله عز وجل بدرء كل أسباب الخيانة والهجر بين الزوجين وفي حال استحالة العشرة بين الزوجين لأي سبب من الأسباب السابقة وجب على الزوج التسريح بإحسان وعدم التعسف في استغلال حقة في قرار الطلاق وأن يعمل جهده على أن يكون إنهاء الحياة الزوجية بالمعروف والاحترام تقديراً لما كان بينهما من سنوات العشرة وتقديراً للرباط المقدس الذي كان بينهما.

ونظراً لذلك فقد شرع الله عز وجل مراحل عدة يفترض أن يلجأ اليها الزوجان قبل التفكير في الطلاق أو طرحه كحل أخير كالنقاش بين الزوجين أو اللجوء لأهل الخبرة والحكمة من المختصين في المشكلات الزوجية والتوجيه الأسري أو بطلب تدخل طرف محايد من أهله وأهلها فكانت كل تلك الحلول ماهي إلا دروع حماية من الوقوع في فخ الطلاق والتفكك الأسري، وحتى في حال وقوع الطلاق لا سمح الله لأي سبب من الأسباب جعل الطلاق ثلاثاً الأمر الذي يتيح لهم فرصة التراجع عن قرار الطلاق، وعلق الطلاق بعدة شروط كأن يقع في طهر لم يجامعها فيه وإن كانت ذات حمل ينتظر حتى تضع حملها، وكل هذه الإجراءات ماهي إلا خطوات للتأني بحال لم يكن أحد الزوجين أو كلاهما غير مدرك بما فيه الكفاية لتداعيات الطلاق وخطورة هذا القرار على تشتت الأسرة وتمزيق كيان المجتمع ككل ولا سيما أن الأسرة هي نسيج هذا المجتمع وأساسه.

أما في حال وقوع الطلاق بعد اللجوء لكل تلك الحلول الودية سالفة الذكر شرع الدين الإسلامي حزمة من الحقوق والواجبات بحيث لا يقع الأبناء ضحية لهذا القرار فشرع حق الإنفاق على الأب وتوفير المسكن والمأكل والمشرب كما أمر الأم وشدد عليها في مسألة حق الرؤية الشرعية للأبناء واستمرار تواصلهم مع الوالد بحيث تظل أواصر الاسرة متماسكة وتظل صلة الرحم مبنية وقوية لا تنفك.

Post a Comment

Previous Post Next Post