جسر أوفرتون الغامض و شبح السيدة البيضاء |
إسكتلندا
: اسكتلندا أنها بلا شك موطن الكثير من الأساطير والخرافات والوحوش على مر التاريخ
, الجميع هناك يؤمن بأن بلادهم هي أرض السحر والقوى الخارقة والوحوش وأرض الفايكنج
العظام , إنها أرض الألغاز الغامضة مثل ذلك اللغز الذي ظهرت بوادر وظواهره الغريبة
في بداية الخمسينيات من القرن الماضي في شمال مقاطعة (جلاسكو) بالقرب من مدينة
(دمبارتون) في بقعة نائية تسمى (أوفرتون) , يقبع هناك قصر يشبه قصور القرون الوسطى
بطرازه الفيكتوري والذي يحمل بين طياته مشاعر غامضة حينما تشاهده لأول مرة , إنه
قصر (أوفرتون) صاحب الصيت والتاريخ غامض منذ أكثر من مائة عام , منبع كل الأساطير
الشعبية التي يرويها أهالي (أوفرتون).
جسر
أوفرتون : عندما تمضي مخترقاً غابات منطقة أوفرتون النائية عبر ذلك الطريق الضيق
الترابي تري من بعيد ذلك الجسر الفيكتوري المُزخرف والذي يمنحك رهبة وخفقان قلب
يزداد كلما اقتربت منه , تشعر أن هنالك شيء ما ينتظرك في منتصف الجسر لا تراه في
واقع الأمر , إنه ذلك الجسر الذي بُني في عام 1895 حيث أنه مجرد امتداد للطريق
المؤدي إلي قصر (أوفرتون) والذي يعود إلى القرن التاسع عشر حيث بناه رجل
أعمال ثري يدعى (جيمس وايت) , لكن مع الاقتراب من ذلك الجسر يمكنك أن تلاحظ أن
هنالك ثلاثة مداخل لهذا الجسر الممتد على نهر صغير يدعى نهر(أوفرتون برن)
حيث يبغ طول الجسر حوالي 50 قدماً ,عند الوقوف في المنتصف بالقرب من تلك الحواجز
الجرانيتية السوداء بالجسر تشعر أنك تنسى أن المساحة الواقعة أسفل هذا الجسر تقع
في مضيق عميق يملئها الكثير من الصخور الحادة التي تقبع في جوف وادي عميق أسفل
الجسر .
شبح
السيدة البيضاء : يتناسب موقع هذا الجسر الهادئ والخصب والغامض مع وصف ما أسماه
الشرك الكلتي (المشهور باسم الوثنية الكلتية) بـ”المكان
الرفيع”، وهو بقعة ساحرة تتداخل
فيها السماء والأرض تدفعك بطريقة ما إلي الخضوع لفكرة التنويم مغناطيسي
الجزئي , بلا أدني شك أن غالبية أهالي مدينة (دمبارتون) يؤمنون
بالخرافات للغاية وأن أرض أوفرتون بالفعل مليئة بالأشباح ربما يعود بعضها إلى
القرون الوسطى , فبعض السكان المحليين بالفعل نشأوا وهم يسمعون دوماً قصصًا عن
(سيدة أوفرتون البيضاء) وهي أرملة (جون وايت) الحزينة نجل جيمس حيث عاشت تلك
السيدة حياة حزينة بمفردها في هذا القصر ما بين حالة حزن وعُزلة لأكثر من 30 عامًا
بعد وفاة زوجها في عام 1908, لم تكن ترغب كثيراً أن تغادر قصرها أو يتقرب منها أحد
, بل كانت هوايتها الوحيدة أن تمضي برفقة أحزانها بين تلك الأشجار حول القصر حيث
يتابعها أهالي أوفرتون بدون أن يخترقوا عُزلتها , هكذا كان شبحها يختبئ بداخل
قصرها وجسرها منذ ذلك الحين. لقد شاهدها الكثير عبر النوافذ وهي أيضاً تتجول في
الأرض .
انتحار
الكلاب الغامض : في الخمسين عامًا الأخيرة في حادثة هي الأغرب حيث أقدم أكثر من 50
كلبًا على الانتحار من فوق الجسر بدون أي سبب يذكر حيث لقوا حتفهم بحسب جريدة
(ديلي ميل) بينما قام خمسة كلاب آخرين في الآونة الأخيرة باللحاق بركاب إخوتهم،
العجيب أن جميعهم يقفزون من جهة واحدة على يمين الجسر بدون أي سبب مقنع وأن
الكلاب المُنتحرة جميعها تقع تحت فصيلة الكلاب طويلة الأنف من (اللابلادور و
الكولي والريتريفر) , وقد نقلت تقارير إخبارية عن بعض سكان المنطقة أن هنالك نحو
600 حيوان بما فيها 50 كلبا على الأقل قد أقدموا على الانتحار من فوق جسر
(أوفرتون) البالغ ارتفاعه حوالي 15 مترا .
هنالك أيضاً العديد من المشاهدات الغريبة التي سجلها البعض مثل سكان القصر الحالي وهو بوب هيل حيث إنه هو وزوجته قد شاهدوا عدة كلاب كانت تقفز فجأة بدون مقدمات من فوق ذلك الجسر منذ أن انتقلا إلى ذلك القصر الذي يطلق عليه الآن قصر (أوفرتون) منذ أكثر من 17 عامًا , ذكرت أيضاً سيدة تدعي (إيما دنلوب) بأنها قد لاحظت أن كلبها جينجر أثناء عبوره الجسر لم يحاول مطلقًا القفز، لكنه كان يتوقف أحيانًا أو يتردد في المضي قُدماً نحو الجسر, وحينما يعبر الجسر ينظر إلى الوراء بعمق ومحدقاً نحو شيء ما على هذا الجسر الذي بدى فارغًا من أي شيء مُلفت للنظر, كل تلك المشاهدات والظواهر الغريبة تدعم فكرة الأهالي بأن المكان تسكنه روحًا ما لأنه ليست الكلاب فقط من تتأثر، ففي عام 1994 أقدم والد على إلقاء طفله الرضيع من فوق الجسر لاعتقاده أنه يجسد روح الشيطان ثم لحقه بمحاولة انتحار لكنه فشل.
نظريات
تفسر تلك الظواهر الغريبة : تلك الظواهر الغريبة وأساطير الأهالي المحليين دفعت
الكثير من المهتمين بذلك الأمر بدراستها ومحالة تفسيرها سواء بطريقة علمية أو من
خلال تبني فكرة تواجد أشباح في تلك البقعة لذلك سوف نستعرض جميع تلك النظريات
لمحاولة معرفة حقيقة انتحار تلك الكلاب من فوق ذلك الجسر .
نظرية بوب هيل : يعتقد القس (بوب هيل) وهو من ولاية تكساس أن الزيادة في معدلات قفز الحيوانات إلى حتفها من خلال ذلك الجسر يعود إلى تلك الروائح الموجودة أسفل الجسر , وقد صرح بوب هيل في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز "إن الكلاب تشم رائحة الفراء وعناقيد الصنوبر أو غيرها من روائح الثدييات وتسارع إلى القفز للحاق بالرائحة أو مصدرها" , وبرغم نظرية هيل الذي انتقل إلى المنطقة مع زوجته منذ 20 عاما فإن كثيرين مازالوا غير مقتنعين بها، فيما مازال آخرون مقتنعين تماماَ بأن هنالك أشباحاً هي المسؤولة عن ظاهرة انتحار الحيوانات من فوق جسر أوفرتون , وقد اعترف هيل بأن أراضي أوفرتون هي بالفعل أكثر روحانية من الأجزاء الأخرى وتابع حديثه قائلاً “إسكتلندا هي مكان يوجد فيه الكثير من الأشياء الخارقة للطبيعة، وهذا شائع جدًا في حياة الناس”
نظرية
سيكستون : وجد «سيكستون» ربما
قد يكون منطقيًا حدوث ذلك حيث وجد الكثير من أعشاشً الفئران والسناجب، وحيوانات أخرى،
قد تشكل وجبة جيدة للكلاب، في جسد الجسر نفسه بالأسفل، وأن ذلك قد يكون ما يثير حواس
الكلاب في تلك المنطقة.
نظرية ديفيد ساندز : في عام 2010، حقق عالم السلوك الحيواني ديفيد ساندز في هذه الظاهرة واستبعد إمكانية أن الحيوانات كانت تقتل نفسها عمدًا. وتوصلت تجاربه على الجسر إلى أن الكلاب وخاصة السلالات ذات الأنف الطويل تم انجذابها إلى رائحة الثدييات بالأسفل وقد افترض الدكتور ساندز أن منظور الكلاب المحدود وجهلها بأن المسار يتغير من مستوى سطح الأرض إلى جسر يمتد عبر مضيق عميق و الروائح التي تنبعث عبر الهواء ربما تغري الكلاب بالقفز ورغم هذا اعترف بأن الجسر كان له “شعورًا غريبًا” .
بعض
السكان يجدون أن افتراضه جدير بالتصديق في حين أن آخرين لا يزالوا يعتبرون أن
القفز لا يمكن تعليله متسائلين عن سبب عدم حدوث هذه الظاهرة بنفس المعدل في جسور
أخرى في بريطانيا حيث تتجول الثدييات بالأسفل بدون أدني شك .
Post a Comment