التعامل مع الأب المتسلط

الأب المتسلط وكيفية التعامل معه من المواضيع التي يبحث الكثير عن كيفية التعامل مع الأب المتسلط وخاصة المراهقين أو الشباب وهو موضوع شائك لأنه يتعلق ببر الوالدين في الإسلام والمشاكل النفسية التي من الجائز أن الأب بعاني منها مثل النرجسية أو جنون العظمي أو حتي انفصام الشخصية لذلك سوف نتحدث حول ذلك الأمر من كل الوجوه والمواضيع المتعلقة به من خلال هذا المقال القيم.

معنى التسلط الأسري

التسلط الأسري هو أن يقوم أحد الأبوين بفرض آرائه وقراراته على باقي أفراد أسرته، فيقوم بوضع القواعد الصارمة، ثم يجبر أفراد الأسرة على الالتزام بها واتباعها، دون أن يناقشه أحد.
ومن تسول له نفسه بالاعتراض على قراراته، سوف يعرض نفسه لعقاب لا يخطر على بال أحد من إهانة وتنكيل، بالإضافة إلى التقريع فالأب هو الوحيد من بيده مقاليد الأمور، وفي مقابل هذه السيطرة لا يقوم هذا الأب بتقديم الرعاية الكافية والاهتمام بأبنائه، فكل ما يعرفه هو التسلط في سيطرته على أبنائه، وفرض آرائه، بالإضافة إلى انتقاده إلى الآخرين، وعلى من يحيطون به السمع والطاعة لقراراته وأوامره.
ومن نتيجة هذا التسلط، أنه قد يصيب الأبناء ببعض الاضطرابات النفسية، التي منها ضعف شخصياتهم مع فقد ثقتهم بأنفسهم؛ مما يجعلهم مترددين في اتخاذ قراراتهم ومهمشين من جانب كل من يحيطون بهم، كما يكون لديهم شعور بعدم تقديرهم لذاتهم، بالإضافة إلى عجزهم عن اتخاذ القرارات الخاصة بهم.
ويكون الجو الأسري جوا يختفي منه كل الأجواء التي تدل على الرحمة والدفء، حيث يكون الجو الشائع هو جو التسلط والهيمنة

التسلط على الآخرين

لا شك في أن الشخص الذي يقوم بممارسة التسلط على أبنائه يقوم بممارسة السيطرة والهيمنة على الآخرين، حيث يعد هو بالنسبة له هو أسلوب حياة.
فكم مرة في حياتنا قد التقينا أناساً يتميزون بفرض سيطرتهم على الآخرين، حيث يرى الشخص المتسلط نفسه دائما أنه على حق دائم، وأن الآخرين دائما من وجهة نظره مخطئون، وغالبا ما يكون هذا الشخص سليط اللسان بانتقاد الآخرين المحيطين به في كل مكان.

أسباب تسلط الأب

هناك الكثير من الأسباب التي تجعل الأب متسلطا على أبنائه، ومن أبرز هذه الأسباب:

اعتقاد الآباء أن أبناءهم لا يملكون الخبرة الكافية التي تسمح لهم باتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم، أو تجعلهم يتولون أمورهم الخاصة بهم.
قد يكون نتيجة إصابته بأحد أمراض الشخصية؛ مما يجعله دائماً التسلط على الآخرين، وليس على أبنائه فقط.
خوف الأب على أبنائه من الفشل في الحياة، ولذلك يقوم باتخاذ القرار نيابة عن أبنائه، وما علي سوى التنفيذ لها.

علامات تدين الأب المتسلط

هناك من الأبناء من يعجز عن التمييز بين الاهتمام الزائد عن الحد من الأب، وبين التسلط الذي يقوم الأب بممارسته على أبنائه، ولذلك سوف نعرض في السطور التالية بعض العلامات التي تشير إلى تسلط الأب:

يكون متطلباً وغير مستجيب: حيث تجد هذا الأب يضع القواعد الكثيرة، ثم يأمر أبناءه باتباعها دون مناقشة منهم له، فهو المحرك لأبنائه كيف يشاء، كما أنه يدير حياتهم، ويأخذ القرارات الخاصة بهم دون إعطائهم أي عاطفة، أو أقل حد من الاهتمام.
الجمود العاطفي: يتميز هذا الأب بجمود عواطفه التي يظهر وكأنه بارد المشاعر، بالإضافة إلى أنه قاسي القلب، ويكون منعزلا فهو لا يحب صراخ الأطفال ولعبهم بصوت عال، ومع ذلك فإن هذا الأب يقدر قيمة الانضباط، أما الضحك والاستمتاع بالحياة، فإن هذا الشيء غير موجود تماما في قاموس حياته، كما أنه لا يحب الاستماع إلى أبنائه عندما يريدون التحدث معهم.
اللجوء إلى العقاب البدني: لا يوجد أي مشكلة عند هذا الأب في أن يلجأ إلى استخدام العقاب البدني في حالة إذا ما خلف الأبناء أوامره، كما أن رد فعله يكون سريعا ويتميز بالقساوة.
لا خيار للأبناء: لا يقوم هذا الأب بإعطاء أبنائه الحرية في اتخاذ القرارات الخاصة بهم، ويقوم بدلا عن الحرية بإعطائهم بعض القواعد التي يجب عليهم اتباعها والالتزام بها، كما أنه لا يقبل التفاوض معه بشأنها.
التسرع عند سوء السلوك: إن هذا الأب لا يمتلك مهارات كافية تمكنه من التعامل مع الأبناء عند إقبالهم على فعل سلوكيات غير مقبولة، مما يجعله يعاقبهم في الحال، كما أن هذا الأب لا يملك مهارة التحاور مع أبنائه الذي تعد هي شيء ضرورياً لتقويم سلوكهم.
سوء الظن: دائما هذا الأب عند سوء الظن، فنجده لا يثق في القرارات التي يتخذها أبناؤه، ولذلك نجده دائما يقوم باتخاذ القرارات نيابة عن أبنائه، وذلك من أجل الضمان الكافي في عدم وقوعهم في الأخطاء.
لا تفاوض: حيث إن هذا الأب لا يعطي لأبنائه حرية في الإدلاء بآرائهم، كما أنه يرى الأمور إما بيضاء أو سوداء، فليس هناك حلول وسطية بين هذه الأمور.
الحرب: دائما ما يقوم هذا الأب بانتقاد أبنائه حتى على أتفه الأمور، فغالبا ما يشعرهم بالتأنيب والخزي لعدم اتباعهم لأوامره، ولذلك نجد هؤلاء الأبناء دائما يتعرضون إلى اللوم والتأنيب من جانب والدهم، ظنا منه أن هذا الشعور الدائم لأبنائه، سوف يشجعهم على تقديم أفضل ما لديهم، ويحسن من شخصيتهم

تأثير الأب المتسلط في أبنائه

يؤدي سلوك هذا الأب الدائم على أبنائه إلى ما يأتي:

يقوم الأبناء بربط حب أباءهم بأسلوب الطاعة العمياء.
يقوم الأبناء بالتصرف العدواني مع الجميع خارج المنزل.
يعانون من بعض الاضطرابات، مثل: شعورهم بالخجل الشديد، والخوف من الآخرين.
لا يستطيعون مواجهة المواقف الاجتماعية التي يواجهونها.
معاناة الأبناء من القلق والاكتئاب.
عدم قدرة الأبناء على اتخاذ قرارات مصيرية، بالإضافة إلى عدم قدرتهم على تحمل المسؤولية.

كيف تتعامل مع الاب المتسلط؟

محاولة مواجهة صفة التسلط لدى الأب :

يجب علينا مواجهه الأب مباشره بالأمر حتى لا يتطور بالتسلط عليك أيضا، يجب أن نطور من المواجهة عن طريق التحدث في الأمر مباشره ولكن يجب أن يكون التعبير شامل جميع الأمور الخطأ التي تحدث سواء كانت التسلط أو غيرها من الأمور التي تسبب المشاكل بينك وبين والدك ، فهذا يجعل بينك وبين والدك جزء من التقبل فيما بعد ، والمواجهة في حد ذاتها شئ جيد وخصوصا في أول الأمر قبل أن يتطور.

الطريقة الصحيحة للمواجهة :

يجب أن نخطط أولا للمواجهه لكي تنجح ولا تؤدي للمشكلات فمثلا تحدث معه في وقت يمكن أن يكون عقله خالي من التفكير فيه و يكون قد تخلص من ضغوطات عمله وتفكيره الدائم في العمل ، وحينها فقط سيتقبل المواجهة وسيتفهم الأمر لا محال لأنه أيضا يعلم أن التسلط من العادات السيئة والتي تجعل الناس تبتعد وتنفر منه.

نقدم لك عزيزي القارئ بعض النصائح التي تعين الأبناء على التعامل الجيد مع مثل هذا الأب:

تخلي عن رغبتك في إرضاء المتسلط: يعد هذا الأمر تحديا صعبا في حالة هذا الأب، حيث إن هذا الشيء سوف يعرضك للإصابة بالضغط العصبي، ومهما بذلت من مجهود لا يكفي لإرضائه من وجهة نظره، ولكن عليك أن تقوم بالسعي من أجل إرضاء والدك، حتى يكون فخوراً بك ولا يخيب رجائي فيك.
تول زمام الأمور، كلما استطعت ذلك: فيجب عليك أن تقوم باتخاذ قراراتك، وتحمل المسؤولية متى أتيحت لك الفرصة بذلك، فاعمل على استغلالها.
لا تلجأ إلى الغضب: حيث إن الغضب لا يغير من الواقع شيئا، بل يعرضك للعقاب من والدك.
استقل ماديا: حيث إن ظنون الأب تجاه أبنائه أن يحكم عليه ويجعلهم في قبضته نظرا لاعتمادهم المادي عليه، فإذا أردت التحرر من قيود هذا الأب استقل ماديا عنه.
تعلم متى تتعرض للابتزاز العاطفي: فيجب عليك اكتشاف الفترة التي يتم تعرضك للابتزاز العاطفي، وكيفية التعامل معها بشكل صحي، حيث إن الأب قد يتلاعب بمشاعرك، ويقوم بتهديدك بالمعاقبة في حالة عدم تنفيذك لأوامره، وأن يعرف جيدا نقاط ضعفك ونقاط قوتك.
اصنع خطة: حيث إن هذه الخطة سوف تفيدك في الحالات الآتية:
سوف تعلمك كيفية الاستجابة بهدوء تجاه والديك المتسلط.
تعلمك كيف ترد بعلاقة عندما يتفاقم الأمر بينكما.
قم بعقد لقاء مع صديقك المقرب عندما تخرج الأمور عن السيطرة بينك وبين والدك.

ماذا لو لم يتقبل والدك حديثك ؟

لا تغضب من هذا الأمر فمعظم الآباء لن تتقبل النقد من أول مره تواجهه فيها ، فيمكن أن تختار الوقت المناسب والكلام المناسب وتواجهه حينها ولكن عندما يوجد فرصه للتقبل ولتقبل النقد يجب اتباع عده شروط ، اتركه وشأنه لعده أيام وعاود الكلام في موضوع التسلط معه ، حينها يمكن أن يتقبل الموضوع من باب انك ولده وتريده أب متميز وأيضا كلنا نريد آبائنا افضل الناس وهو أيضا سيتقبل هذا ولكن تذكر اختيار الوقت المناسب .

ماذا افعل مع أبي إذا كان يتسلط على ؟

يجب أن يرجع الأب في المواقف التي يتعامل بها معك، فمثلا عند إتباع ما سردنا عليكم، من الطبيعي أن يتغير الأب قليلا تجاه ولده أو يقلل من التسلط عليه ، غالبا يكون الأمر عقده نفسيه لدى الأب حيث كان والده أيضا يتسلط.

وسيصبح عندك انت أيضا تسلط إن لم تسارع بتغيير الأمر معه ، فيجب أن تعيد الحوار مع والدك وأن تعطيه الفرصة في التغير إلى الأفضل.

ويجب أيضا أن يتركك أن تبدى رأيك بحريه معك ، يجب عليك أن تفهمه وتسمعه دون أن تقاطعه بشيء ، يجب عليه هو أيضا أن يتفهمك ويضرب لك من أمثله الحياه ويعلمك ويحرص عليك ، يجب أن تقنعه بطريقه ما ، وإذ لم يقتنع تحدث معه وشاركه رأيك بكل بهدوء.

ويجب عليك أن تترك له حريه الاختيار ، وهو يعلم بعد ذلك أنه سيتحمل مسألية ما يفعل ، وسيعلم أيضا أن التسلط تصرف لا ينبغي أن يكون في الأب حتى لا يتطبع الابن بنفس طبع الأب وهو تصرف خاطئ كليا يجب أن نوازن ونفرق بين الحديث معه في أمور التسلط وفى المشاكل بينك وبينه.

علاج التفكير الزائد

التعامل مع الأب المتسلط من الناحية الدينية

فإن جفاء الأب وقسوة قلبه وسوء معاملته لأهل بيته، نوع من الابتلاء، وهو خلاف ما جُبِل عليه الأب من العطف والحنان على أهل البيت، ولا سيما الأولاد، والإناث منهم على وجه الخصوص.

وينبغي مقابلة ذلك بالصبر ابتغاء مرضاة الله -سبحانه-؛ ففي الصبر على البلاء كثير من خير الدنيا والآخرة،

ومن حقه بره والإحسان إليه مهما أساء، ومما يدخل في بره والإحسان إليه الدعاء له بالهداية وصلاح الحال،

وأما الدعاء عليه، أو تمني موته فلا يجوز، وهو نوع من العقوق، فالواجب عليك التوبة من ذلك. وإن ضاق صدرك بسبب تصرفاته، فانصرفي عنه حتى يذهب عنك هذا الغضب، اتقاء لسوء تصرفك معه في هذه الحالة، فهذا من الأدب عند الغضب؛ كما ذكر أهل العلم.

وليس لأبيكم الحق في منعكم من التواصل مع الأقارب وخاصة إن كانوا من ذوي الرحم؛ لأن قطيعة الرحم محرمة وكبيرة من كبائر الذنوب، ووسائل الصلة كثيرة، فصلوا أقاربكم بما يتيسر من الاتصال الهاتفي ونحو ذلك،

وما تكسبين من مال فهو حق خالص لك، ولا يحق لأبيك أن يأخذ منه إلا بشروط ،.

وقد أحسنت بمساعدتك لأبيك بجزء من مالك، ونوصيك بتحري الحكمة والعمل على مداراة أبيك، واتقاء غضبه قدر الإمكان.

ومن حق أمك على أبيك أن ينفق عليها ويوفر لها ضروريات الحياة، وإذا منعها شيئا من حقها جاز لها أن تأخذ من ماله بقدر نفقتها، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى.

ونختم بالتأكيد على الاجتهاد في سبيل إصلاح حال الأب، بالدعاء له كما أسلفنا، وكذلك بالاستعانة عليه بمن يغلب على الظن أنه يقبل نصحه من أصدقائه وأقربائه، والأخيار والفضلاء من الناس.

المهمة الأخيرة :

عليك الاهتمام به ومصارحته ، عليك أن تجعله أمام الأمر الواقع ، عليك أن تقنعه أنه سيخسر كل شئ جميل في هذه الدنيا بسبب تسلطه هذا ، حينها سيقتنع لا محال لأنه سيرى كل الناس تواجهه ، وسيرى ابنه أيضا يواجهه بتسلطه ، فسيعمل على تغير تسلطه هذا.

وسيصبح رجل جيدا ، حتى ينال إعجاب ابنه الذي سعى في تغيره لإنه يريده الأب الأفضل ، فكل منا يريد أن يرى والده الأفضل ، وكل أب يريد أن يكون متميز أمام ابنه ، عليك الاهتمام بالأمر جيدا ولا تيأس فلا يتغير كل شئ من أول مره.

عليك فقط الاهتمام بالأمر جيدا والسعي فيه ، وسترى أن والدك تغير من نفسه ، وسيصبح لك تأثير في ذلك ، الأمر بسيط جدا ولكن توكل على الله واستمر بالدعاء له والهداية ، وسترى بنفسك الفرق.

علاج فقدان الشغف بالحياة

_{( الكلمات المفتاحية )}

التعامل مع الأب المتسلط صفات الأب المتسلط عقاب الأب الظالم عند الله الأب المتسلط الظالم والدي يتحكم في حياتي متى يخسر الأب أبنائه تحكم الأب في الابن الأب المؤذي نفسيا والدي لا يحترمني

Articles and Tales