حكاية المثل الشعبي: تروح فين يا صعلوك بين الملوك

حكاية المثل الشعبي: تروح فين يا صعلوك بين الملوك
حكاية المثل الشعبي: تروح فين يا صعلوك بين الملوك 
في الأمثال الشعبية حكايات كثيرة ترمز لكثير من المعاني والحكايات التاريخية مثل هذا المثل , و يعود أصل الحكاية هذه المقولة المصرية الشهيرة "تروح فين يا صعلوك بين الملوك" هو مثل شعبي ساخر نتداول الآن دون أن نعرف خلفيته التاريخية، رغم ارتباطه بحادثة تاريخية خطيرة أثرت في مصر لسنوات طويلة , مثل شعبي يحمل بين حروفه قصة موت أليمة لصاحبها، الذي حُرِّف اسمه فيما بعد ليصبح صعلوك.

لغز الملك الذي قتله قرد


 تعود أصوله إلى عهد المماليك، وطريقة الموت الغاشم الذي قتل بها صاحبنا ذلك في يوم من الأيام 
 المقصود بـ "الصعلوك" هو الشيخ المصري "زعلوك" , الشيخ إسماعيل زعلوك، ينحدر من أصول أكبر العائلات في دسوق، ويعمل موظف حسابات لدى أحد المماليك، وعرف بكبير مشايخ المنطقة، ويروى عنه أنه القائد الأول والمسئول عن معركة شبراخيت أمام الحملة الفرنسية , و كان يعمل موظف حسابات لدى أحد مماليك ضحايا مذبحة القلعة 1811، لسوء حظ الشيخ "زعلوك" أنه وقت وقوع المذبحة كان مصاحبًا لصاحب عمله المملوك ولقي مصير المملوك، إذا قتل خطأ في المذبحة 
  في اليوم المشئوم، الأول من مارس عام 1811، قاده حظه السيء، وقدره المحتوم إلى مرافقة رب عمله إلى الحفلة الكبيرة التي أقامها محمد علي باشا في القلعة، ودعا إليها المماليك في مصر في حيلته للتخلص منهم و الانفراد بحكم مصر وإبعادهم عن طريقه، كان الشيخ "زعلوك " متواجد في تلك الوليمة الاحتفال بخروج الجيش إلي الجزيرة العربية وبعد الاستمتاع بفقراتها، انغلق الباب عليه كالبقية، و وسط الزحام، أطلق عليه الرصاص مثلهم، ومات الشيخ زعلوك غفلة وسط مئات المماليك , بعد انتهاء المعركة وإبادة 470 مملوكًا في القلعة قام أمير لجنة حصر القتلى بتدوين أسماء الضحايا ليفاجأ بجثمان الشيخ زعلوك بينهم، في تداول المصريون القصة وكانوا يقولون "تروح فين يا زعلوك بين الملوك"، حتى رفع الأمر إلى محمد على الذي منح على الفور لورثة الشيخ "زعلوك" آلاف المواشي ومئات الأفدنة ناحية دسوق تعويضًا لمصابهم في الشيخ ، ثم حُرِّف المثل من "تروح فين يا زعلوك بين الملوك" إلى "تروح فين يا صعلوك بين الملوك".

حكاية المثل الشعبي " إللي اختشوا ماتوا "


 مع الفوضى التي عمت البلاد بعد المذبحة، وأقبل جنود محمد علي في الاستيلاء على أموال وممتلكات المماليك، كانت ممتلكات الشيخ زعلوك من ضمن ما تم الاستيلاء عليه، إلا أن الورثة حاربوا وافتعلوا المشاكل والفوضى لاستردادها، وحين علم محمد علي باشا الأمر، أمر بمنح ورثة الشيخ زعلوك تعويضا لفقيدهم الذي قتل خطأ في المذبحة، ومنحهم آلاف المواشي والأفدنة تقديرا منه لهم ومن هنا 
صارت تلك المقولة منتشرة بين العامة حيث تحولت كلمة زعلوك إلي كلمة صعلوك وصار المثل ( تروح فين يا صعلوك بين الملوك )


  
تابعونا علي جوجل نيوز
Labeled Posts Blogger Widget in Tab Style

Post a Comment

أحدث أقدم