الحجاب فرضٌ بنصوص قرآنيةٍ قطعيةِ الثبوتِ والدلالة |
فقد انتشرت في الآونة الأخيرة بعضُ
الأفكار والفتاوىٰ التي تدَّعي عدمَ فرضية الحجاب، ولا شك أن مثل هذه الأفكار
إنّما هي ادعاءاتٌ لا تمت للإسلام بصلة.
فالحجاب فرضٌ ثبت وجوبُه بنصوص قرآنيةٍ
قطعيةِ الثبوتِ والدلالة، وليس لأحدٍ أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يُقبل
من العامة أو غير المتخصصين - مهما كانت ثقافتهم- الخوض فيها.
ومن الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة التي نصت علىٰ أن الحجاب فرضٌ علىٰ كل النساء المسلمات، قول الله ﷻ:
وإن المتأمل بإنصافٍ لقضيةِ فرضِ
الحجابِ يجدُ أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزِّيُّ الإسلامي الذي ينبغي للمرأة أن
ترتديه، هو دعوة تتماشىٰ مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرًا من أوامر الدين؛
فالإسلام حين أباح للمرأة كشفَ الوجه والكفين، وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن
يحفظ عليها فطرتها، ويُبقي علىٰ أنوثتها، ومكانِها في قلب الرجل.
وكذلك التزامُ المرأة بالحجاب يساعدها
علىٰ أن يُعاملها المجتمع باعتبارها عقلًا ناجحًا، وفكرًا مثمرًا، وعاملَ بناءٍ في
تحقيق التقدم والرقي، وليس باعتبارها جسدًا وشهوةً، خاصةً أن الله ﷻ
قد أودع في المرأة جاذبيةً دافعةً وكافيةً لِلَفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق
بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها؛ كي لا تُعاملَ علىٰ اعتبار أنها جسدٌ أو
شهوةٌ.
إضافةً إلى أن الطبيعة تدعو الأنثىٰ أن
تتمنع علىٰ الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثرَ من حجاب ساتر، حتىٰ تظل دائمًا
مطلوبةً عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل
إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.
فإذا بلغت الفتاة مبلغ النساء وجب عليها ارتداء الحجاب، كما يجب عليها القيام بفرائض الإسلام وواجبات الدين. فإن الحجاب من جملة أوامر الشرع. ومن بلغت سن التكليف أصبحت مأمورة منهية، تثاب على فعل الأوامر، وتعاقب على فعل ما نهى الله عنه أو مخالفة أمره تعالى، والحجاب شعار المسلمات، وهو تجسيد لحياء المرأة، وأمارة على عفافها وحشمتها. ولما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء، وكان ذلك داعياً إلى نظر الرجال إليهن، وتشعب الفكرة فيهن، وكانت المرأة من نساء المؤمنين قبل نزول آية الأحزاب تبرز للحاجة فيتعرض لها بعض السفهاء يظن أنها أمة فتصيح به، فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
عند ذلك أنزل الله عز وجل على نبيه قوله: ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) [الأحزاب: 59] يأمره فيها بأن يلزم زوجاته ونساء المؤمنين بستر جميع أبدانهن إذا خرجن لحوائجهن، ليقع الفرق بينهن وبين الإماء فتعرف الحرائر بسترهن فيكف عن معارضتهن الشباب والسفهاء، وليعرفن بالحصانة والتقوى والعفاف فلا يؤذين بأعمال سافلة، ولا تنغص حياتهن بنظرات وقحة، فإن المؤمنة التقية يجب أن يدل مظهرها على مخبرها، وأن يبدو إيمانها وتقواها في ملبسها كما يبدو في أقوالها وأعمالها وأن يسطع الإيمان في كل تصرفاتها وأحوالها، فتعرف أنها من أهل القرآن بتنفيذها أوامره، فيحترمها المؤمنون ولا يؤذيها الفاسقون. . وفي السورة نفسها أنزل الله تعالى في شأن أمهات المؤمنين قوله: ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) [الأحزاب:53] فدخل في ذلك جميع نساء الأمة لعموم علة وجوب الحجاب، ولما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة، فلا يجوز لها كشف وجهها ولا كفيها فأولى غيرهما.
أما وجوبه على النساء اليوم فهو من باب أولى، فإذا كان الله تبارك وتعالى أوجب الحجاب على نساء النبي وهن بلا شك الخيرات الطاهرات المبرآت اللواتي اختارهن الله أزواجاً لنبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة معللاً ذلك بقوله: (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) وأوجبه على غيرهن من الصحابيات المهاجرات اللواتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يعصينه في معروف ، فما بالك بنساء هذا الزمن الذي كثر فيه أعوان الشيطان، وانتشر فيه الفسق وعم فيه الفجور واستبيحت فيه المحارم.
شيخ الأزهر يحسم الجدل حول ارتداء الحجاب وخلعه
ويحسم فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حكم ارتداء الحجاب وخلعه، وذلك من خلال فيديو سابق له قال فيه: «إن الحجاب بمعنى غطاء الرأس والشعر أمر لكل نساء المسلمين وذكر في القرآن الكريم، وأجمعت الأمة عليه».
وأضاف الإمام الأكبر: «تصوير المرأة التي لا ترتدي الحجاب أنها خارجة عن الإسلام أمر لا يجوز ولكن حكمها أنها عاصية، فهي كبقية المعاصي، وهذه المعصية ليست من الكبائر، فترك الحجاب مثلًا أقل من الكذب».
أحمد الطيب: النقاب ليس فرضاً ولا سنة
كما حسم الإمام الأكبر الجدل، حول «هل ارتداء النقاب فرض»، مؤكدا أنه ليس من الإسلام في شيء، قائلًا: «النقاب ليس فرضاً ولا سنة ولكنه ليس مكروهاً أو ممنوعاً».
واضاف شيخ الأزهر: «النقاب ليس فرضا، وليس سنة، وليس مستحباً، هو أمر مباح، لا أستطيع أن أقول لمن تلبسه أنت تزايدين على حدود الله، لأن الله أباحه، ولا أستطيع أن أقول لمن تلبسه أنت تفعلين أمراً شرعياً، فأنت مثابة عليه»، مشدداً على أن ارتداء المرأة للنقاب هو من باب الزينة قائلاً: «هو كما تلبس خاتم أو تخلع خاتم، يدخل في باب الزينة، وسأدلل على أنه من باب الزينة، فهو من باب العاديات، من باب المباحات، لا يتعلق به أمر، ولا يتعلق به نهي، لا يتعلق به ثواب، ولا يتعلق به عقاب».
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق