هل الحبّ للنساء والجنس للرجال ؟ |
هل الحبّ للنساء والجنس للرجال ؟
إنّ التنكر لعاطفية المرأة من أجل الدفاع عن
حقوقها وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل هو في الحقيقة ظلم كبير لشخصية المرأة،
كما ظلم الرجل سابقا، ربّما ستنزعج إحدى النسويات من هذا القول كيف يمكن للرجل أن
يكون ضحية في مجتمع يدين بأخلاق الذكورة.
لقد عانى الرجل كثيرا من
الظلم الاجتماعي والثقافي وذلك بحصره في صورة العقلاني والشجاع والقوي. تمّ ترسيخ
هذه الصورة في الوعي الجمعي، مما جعل الرجل يخجل كثيرا من عاطفته ومتنكرا لها،
يتحاشى الحديث عنها أو اكتشافها، فلا وقت له للمشاعر والعواطف أو للتعبيرعنها.
إنّه في حقيقة الأمر سجين الذكورة مثله مثل الأنثى.
في عرف الثقافة الذكورية
تعتبر عاطفة الرجل بمثابة العار فهي تزيحه من دائرة الفحولة وإن صرّح بها فإنّه
يخلع نهائيا من مركزه الاستعلائي لينضم إلى الجماعات الموصومة. فاجتناب العاطفة هي
خطوة أولى في ترسيخ صورة الذكورة المتفوقة، لذلك كثيرا ما ألجمت الأمهات مشاعر
أطفالهن في البكاء أو التعبير عن مشاعرهم بقولهن : أنت رجل والرجل لا يفعل هذا.
في إطار تعزيز هذه الصورة ”
العاطفة للمرأة والعقل للرجل”،
تمّ إعادة توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة في المخيال الجمعي، فالرجل يحبّ المرأة
من أجل ممارسة الجنس والمرأة تحبّ الرجل، ومن ثمة يأتي الجنس في مرتبة ثانية..
لذلك
تجد هذه الحكمة التي تقول : بينما يشعر الرجل بالإحباط من المرأة لعدم رغبتها
بالجنس، تشعر المرأة بالإحباط من الرجل لأنّه يريد دائما الجنس ، رواجا كبيرا في
صفوف الرجال والنساء على حدّ السواء.
إرسال تعليق