سر إنهيار حضارة المايا الغامضة |
المايا هي حضارة امتدت في جزء كبير من منطقة وسط أمريكا التي تعرف حاليًا بجواتيمالا وبليز وهندوراس والسلفادور وفي نطاق خمس ولايات جنوبية في المكسيك وهي: كامبيتشي وتشياباس وكينتانا رو وتاباسكو ويوكاتان. تأسست في البداية خلال فترة ما قبل الكلاسيكية، حوالي 2000 ق.م إلى 250 م، وفقًا للتسلسل الزمني لوسط أمريكا، وصل العديد من مدن المايا إلى أعلى مستوى لها من التطور خلال الفترة الكلاسيكية، تقريبًا في الفترة من 250 م حتى 900 م، وبلغت أوجها عام 700 ق.م، واستمرّت خلال ما بعد الكلاسيكية حتى وصول الغزو الإسباني إلى الأمريكيتين.
وخلال هذا الوقت، كان هناك مئات اللهجات في تلك المنطقة التي اشتق منها في الوقت الحالي حوالي 44 لغة ماياوية مختلفة، كما عرفت حضارة المايا اللغة الكتابية والتطور في مجال الفن والهندسة المعمارية والرياضيات والفلك في عصر ما قبل كولومبوس.
ينقسم تاريخ حضارة مايا القديمة إلى ثلاث فترات رئيسية، وهي مرحلة ما قبل الكلاسيكية؛ الكلاسيكية؛ وما بعد الكلاسيكية. وقد سبقت تلك الفترات الثلاث بما يُسمى العصر القديم، والذي شهد أول المستوطنات والتطور المبكر في مجال الزراعة. ويرى علماء العصر الحديث أن تلك الفترات تمثل الانقسامات العشوائية للتسلسل الزمني لحضارة المايا، بدلًا من الإشارة للتطور الثقافي وفترات السقوط والتدهور. ويمكن أن يتابين التعريف الدقيق لتواريخ بداية ونهاية حقبة معينة في بعض الأحيان بنسبة تصل لقرن من الزمان
وازدهرت شعوب أمريكا الوسطى
والجنوبية حتى عام 800 ميلادي، حيث بنوا الأهرامات والمعابد المذهلة. وبحلول الوقت
الذي وجد فيه الغزاة الإسبان المواد المتبقية في القرن السادس عشر، كانت كروم
العنب مزدهرة في مدن الحجر الجيري المهجورة.
وانتشرت
نظريات عدة تفسر الانحدار الشديد للإمبراطورية، بما في ذلك غزو القوى الأجنبية
والحرب والمرض وانهيار التجارة، حسبما نقل «روسيا
اليوم» عن صحيفة «ديلي
ميل» البريطانية.
والآن،
وجد الباحثون أدلة قوية على أن فترة طويلة من الجفاف أدت لحدوث آثار مدمرة على
حضارة المايا الشاسعة، وذلك بعد دراسة عينات المياه في بحيرة Chichancanab بالمكسيك، حيث استقرت شعوب
المايا.
وقاس
الباحثون نظائر المياه في معدن الجبس الذي يمكن أن يتشكل في البحيرات خلال أوقات
الجفاف. وعندما تتكون أشكال الجبس، تندمج جزيئات الماء مباشرة في هيكلها البلوري،
ويسجل الماء النظائر المختلفة التي كانت موجودة في مياه البحيرة القديمة وقت
تكوينها.
وقال
طالب الدكتوراه في قسم علوم الأرض بجامعة كامبريدج، والمعد الرئيسي للورقة
البحثية، نيك إيفانز: «في
فترات الجفاف، يتبخر المزيد من مياه البحيرات، ونظرا لأن النظائر الأخف تتبخر بشكل
أسرع، يصبح الماء أثقل».
ويمكن
القول إن نسبة أعلى من النظائر الأثقل، مثل الأوكسيجين -18 والهيدروجين -2، ستشير
إلى ظروف الجفاف.
وأوضح
إيفانز قائلا: «من خلال رسم نسبة من
النظائر المختلفة الموجودة داخل كل طبقة من الجبس، تمكن الباحثون من بناء نموذج
لتقدير التغيرات السابقة في هطول الأمطار والرطوبة النسبية، على مدى فترة انهيار
المايا».
واستنادا
إلى هذه القياسات، وجد الباحثون أن نسبة هطول الأمطار السنوية انخفضت بنسبة تتراوح
بين 41 و54%، خلال فترة انهيار حضارة المايا، مع انخفاض هطول الأمطار بنسبة 70% في
أوقات الذروة.
وأشار
إيفانز إلى أن «دور تغير المناخ في
انهيار حضارة المايا مثير للجدل إلى حد ما، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن السجلات السابقة
تقتصر على إعادة البناء النوعي، على سبيل المثال ما إذا كانت الظروف أكثر رطوبة أم
جفافا».
وتعد
هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تقدم تقديرات قوية إحصائيا لمستويات الأمطار
والرطوبة، أثناء انهيار الحضارة.
يذكر
أن حضارة المايا تنقسم إلى 4 فترات رئيسية: Preclassic وClassic وterminal Classic وPostclassic. وتميزت
الفترة الكلاسيكية ببناء العمارة الضخمة والتطور الفكري والفني ونمو المدن الكبرى.
ولكن
خلال القرن التاسع، حدث انهيار سياسي كبير في منطقة المايا الوسطى، حيث تم التخلي
عن مدن الحجر الجيري الشهيرة وتوقفت السلالات. ووقع الانهيار السياسي حوالي عام
ألف ميلادي، حيث تميز بانهيار البناء الضخم والنقوش الهيروغليفية في بعض مراكز Puuc وChichén Itzá،
خلال الفترة التي تتراوح بين عامي 1025 و1050 م.
وحدث
الانهيار الكامل والزوال على مدار 200 إلى 300 سنة.
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق