لعنة الجبل الفصل الثامن

لعنة الجبل الفصل الثامن
لعنة الجبل الفصل الثامن


 
بعد قليل بدأ همام يشعر أنه يستعيد وعيه حيث شعر أن عينيه تلتقط بعض الضوء الساطع مثل الضوء الشمس كأنه كان نائماْ في العراء ثم استيقظ على سطوع الشمس، وأن ما كان يحدث ليس إلا حلم فقط، وأن كل ما شاهدة عبارة عن أوهام أو تخيلات بداخله فقط
.

بدأ همام يحاول أن يقف على قدميه مرة أخري فوجد الملكة خنتكاوس تقف أمامه، وهي تبتسم له ففزع فزعاْ شديداْ حتى كاد أن يهرب من المكان بسرعة متجهاً نحو مدخل الكهف فوجدها أمامه قائلة :
لا تخف يا همام أنا لن أوذيك فقط تمهل، وأنتظر قليلاً فلن تغادر المكان قبل أن أسمح لك بذلك.
همام بدأ يستعيد بعض من الهدوء حتى يعي ماذا يحدث له داخل الكهف، وهل هذا الضوء عبارة عن روح خنتكاوس.
أجابته الملكة قائلة :
نعم أنا روح خنتكاوس يا همام كما تظن أنت.
همام : وكيف عرفتي أنني أفكر في ذلك؟
الملكة : لا تنسي يا همام أن أستطيع أن أفعل أشياء كثيرة، وأعرف ماذا يدور في عقلك فلا تخف يا همام.
بدأ همام يشعر بالأمان والهدوء لأنها لو أرادت أن تفعل شيئاً لفعلته دون أن تنتظر شيئاً، وهنا بدأ همام ينظر إليها بتأمل حيث تتطلع إلى ملامحها الجميلة حيث الشعر الأسود الناعم الذي يتدلى خلف ظهرها كأنه كتلك الليلة التي لم يسطع القمر في سمائها والبشرة البيضاء كأنها خُلقت من ضوء الشمس حتى لا تستطيع النظر إليها لفترة طويلة والعيون ذو اللون الأخضر مثل الزمرد المتلألئ تحت ضوء الشمس.

شعر همام أن خنتكاوس كانت امرأة رائعة الجمال تسِحرُ من يقترب منها من الرجال فهو يراها فقط روح من الضوء، وقد سحرته بجمالها فمبالي من عاش بجوارها.
ابتسمت خنتكاوس ونظرت إليه فتذكر همام أنها تستطيع أن تقرأ أفكاره ولابد أنها فهمت ما كان يدور في ذهنه فأحمر وجهة، ونكس رأسه من الخجل.
خنتكاوس : أشكرك يا همام على ما فعلته فأنا كنت أعلم منذ وقت طويل أنك شاب ذكي، وسوف تقوم بتصحيح ما فعله أجدادك معي منذ وقت طويل.
همام : سيدتي تلك اللعنة مرت علي أجيال في القرية حتى الآن يعيشون في رعب وخوف، ولا يعلمون كيف   يمكن أن يفعلوا الصواب، ولكن الحظ كان بجوارٍ في تلك اللحظة.
خنتكاوس : لقد فعلت شيئاً عظيماً لي، وأريد أن أكافئك يا همام ....... أخبرني بماذا تريد؟
صمت همام ولم يتفوه بشيء بل ظل صامتاً.
خنتكاوس : أخبرني يا همام ماذا تريد؟ هل تريد مجوهرات أو مال أو سلطة؟
فقط أخبرني يا همام
همام : سيدتي شكر لكي أنا لا أريد أي شيء من تلك الأشياء فأنا لا أطمع في الدنيا، وكل ما ابتغاه العيش بهدوء مرة أخري، وتعود الحياة طبيعية إلى قريتنا.
خنتكاوس : عجيب أمرك يا همام فأنا أستطيع أمنحك قوة وسحر لا يقاومه أحد، وترفض كل ذلك!!!!!!!
همام : فقط لي طلب واحد يثير فضولي، وأتمني أن تخبريني به حتى لا أعيش طوال حياتي أفكر فيه.
خنتكاوس : وما هو يا همام؟
همام : لماذا اخترت هذا الجبل لتسكني فيه في حياتك وبعد موتك؟
خنتكاوس : إنها قصة طويلة يا همام، وإذا أردت أن أحكيها لك فلك هذا يا همام.
ابتسم همام لها ابتسامة بسيطة حيث كان التوتر والقلق ما زالوا يسيطرون عليه فأمدت يدها نحوه قائلة :
المسها يا همام
همام شعر بالخوف بل تراجع للخلف خوفً من أن يلمس ذلك الضوء العجيب السحري فربما يحدث مكروهاً له.
ابتسمت خنتكاوس له قائلة :
لا تخف يا همام فقط المس يدي إذا كنت تريد أن تعلم الكثير عن حياتي وحكايتي.

كان همام متردداً في البداية، ولكنه عندما لمس ضوء يدها بأطراف أصابعه حيث وجد أن كل شيء حوله قد اختفيا فالمعبد والجدران، وكل شيء تبدل حيث أنه بدأ يشعر أنه يعود بالزمن للخلف بسرعة هائلة كان كل شيء يتغير، ويتبدل حوله بطريقة ما فلم يشعر بما يحدث له حتى توقف الزمن بهم في صحراء جرداء فكأنه يشاهد فيلم سينمائي مثلما تلك الأفلام التي كان يشاهدها مع مستر جيمس في دار السينما بالأقصر لكن مع الفارق ما بين كان يشاهده في دار السينما وما يعيش بداخله مع خنتكاوس الآن.
كان يشعر همام، وهو يلمس أصابع خنتكاوس أنه يشاهد فيلماً ما معاً لكن مع الفارق أن هذه المّرة مع جميلة الجميلات خنتكاوس وليس جيمس وأن ما يشاهده مثل الواقع، وليس باللون الأبيض والأسود بل يشعر أنه موجود بداخله بجوار كل ما يحدث فالأشخاص الذين يظهرون من حولهم، ولكنهم لا يشعرون به ولا بخنتكاوس فما يشعر به ويشاهده لن يصدقه أحد حتى أنه أيضاً لا يصدق ما يراه، وهو برفقة خنتكاوس
نظرت إليه خنتكاوس قائلة:
من تلك الصحراء تبدأ الحكاية التي عاشت منذ آلاف السنين حتى الآن يا همام تلك الصحراء كانت البداية لقصة لم يعلم أبطالها أنها سوف تبقي مثل تلك الجبال صامدة، ولا يعلم عنها شيء إلا من عاشوها أو عاصروها فقط

لعنة الجبل الفصل السابع

 

أرض كنعان

كان شيئاً عجيباً وغريب بالنسبة إلى همام حيث وجد نفسه داخل الأحداث يشاهدها كأنه جزء منها فلم يكن يتصور أن يحدث له شيء مثل هذا فعندما شاهد لأول مرة فيلماْ سينمائياْ كان يشعر أنه مثل السحر فكيف يحدث ذلك حين شاهد أُناس يتحركون خلال ضوء على حائط، ولكن تلك المّرة بفعل سحر عظيم لكي يستطيع أن يري ما حدث منذ آلاف السنين أمام عينيه يتابعه حيث بدأت خنتكاوس بسرد قصتها قائلة :
في صحراء كنعان كانت أمي تعيش مع جدي بجوار بئر من المياه العذبة، وكانت شديدة الجمال كما تراها أمامك، وكان جدي ساحر عظيماْ ولكنه فضل أن يترك كل شيء، ويعيش في الصحراء مع أبنائه وأمي حيث يستطيع أن يتأمل، ويعيش بعيداْ عن كل الصراعات التي كانت تحدث من حوله حيث كان يشعر أن ما يملكه من قدرة كساحر عظيم نقمة، وليس شيء جيد حتى أنا أمي تعلمت منه الكثير من كل تلك العلوم، وسخر لها ممالك عظيمة من ممالك الجن لتكون طوع يديها، وفي ذات يوم عسكر جيش ضخم من جيوش الفرعون بالقرب من تلك البئر لكي يستريح، ويجمع بعض الماء ليواصل رحلته في تلك الصحراء حيث شاهد أبي الذي كان قائد شاب لذلك الجيش أمي بجوار ذلك  البئر حيث أنها امتلكت قلبه من أول لحظة بسببها جمالها الرائع وعيونها التي لا يقاومها أحد كذلك أحبته أمي لأنه كان طيب القلب رقيق   الإحساس فشعرت أنها سوف تعيش معه في سلام وحب.
تكمل الملكة حديثها وهي تستخدم سحرها لكي تُجسد كل تلك الأحداث لهمام لكي يتابعها وهوا يلمس ضوئها لكي يستطيع رؤية كل ذلك قائلة له :
في بادئ الأمر لم يكن جدي يقبل أن تتركه أمي ولكنة عندما شعر أنها ترغب في ذلك لم يتردد أن يزوجها لذلك القائد ولم يكن أبي يعلم أنها ساحرة عظيمة ولكن أثناء حروبه كان ينتصر ويشاهد أشياء عجيبة تحدث أثناء المعارك فكان يخبر أمي بها فتضحك لأنها كانت تساعده وتسخر جيوش من الجن لكي يساعدوه في حروبه حتي صار قائد عظيم وانتشر صيتة في جميع أنحاء البلاد حتي سمع عنة الفرعون نفسة بانتصارات ذلك الشاب
كان والدي يشعر أن أمي هي أيقونة حظة وسبب سعادته فكان لا يفارقها أبداْ ومرت حياتهم في سعادة وحب وأنجبتني أمي وأصبح أبي قائد جيش الفرعون العظيم والمُقرب من الفرعون وبلاطة الملكي
قاطعها همام قائلاْ :
كل هذا حدث ولم تخبر والدتك أبيك بأنها ساحرة وأنها كانت تساعده لكي يحقق النصر في كل معاركة؟
بالفعل لم تفعل ذلك خوفاْ أن والدي عندما يعلم ذلك يتغير حبة لها أو يعلم أحد
بقدراتها وخاصتاْ في البلاد الملكي فأمي كانت ترغب أن تعيش مع والدي حياة هادئة
بعيداْ عن الصراعات التي كانت تحدث بين الكهنة والسحرة من أجل إرضاء الفرعون لذلك عندما علمتني أمي السحر وسخرت لي الكثير من الجان ليكونوا جنداْ مسخرة لي أقسمت لها أن لا أخبر أبي بذلك أو أي شخص أخر حتي أعيش في سلام وهدوء
همام : وهل حدث ذلك بالفعل؟
خنتكاوس : نعم في بادئ الأمر تكتمت علي سر أمي ولم أبوح بذلك السر لأحد حتي جاء اليوم الذي أراد أبي أن أكون كاهنة في قدس الأقداس للألة أمون وكان ذلك نقطة تحول بالنسبة لي
همام : كيف أيها الملكة؟
خنتكاوس : كنا داخل المعبد نتعلم الكثير عن الحياة ما بعد الموت والطقوس الدينية المرتبطة بعبادة الألة أمون والكثير من العلوم مثل علوم التحنيط والسحر ولكي تكون كاهن عظيم لابد أن تمتلك القدرة علي إقناع الفرعون والعامة أيضاْ
همام : وكيف يحدث ذلك أيتها الملكة؟

اعلان تجاري 4
خنتكاوس : كان ذلك من خلال إظهار قدرات غير طبيعية من الحكمة والتفكير المنطقي وتقديم النصيحة للفرعون في أمور كثيرة وقد تجلت قدراتي في ذلك حتي أنني كنت أسحر العامة ليؤمنوا أن الفرعون هوا إبن الألة وهذا كان يسعد الفرعون كثيراْ حتي أنني أصبحت الكاهنة الوحيدة التي كانت صغيرة السن والمقربة لكل الأمراء والأميرات في ذلك الوقت بل كان الفرعون يطلب مباركتي له قبل الخروج في أي قتال أو محاربة الأعداء وهذا سبب لي الكثير من المشاكل لي مع الكهنة القدامى ومن يتوددون إلي الفرعون لأنهم شعروا بخطورتي عليهم وعلي حب الفرعون لهم ولكن كل هذا لم يكن مؤثر بالنسبة لي
همام : كيف أيتها الملكة؟
خنتكاوس : كنت أعلم قدراتي وأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيء سوي المؤامرات والمكايد لإزاحتي من طريقهم ولكن الفرعون لم يكن يصدق أي شيء من كل ذلك بل كان كل يوم يمر كنت أشعر أنني الملكة علي كل تلك البلاد بسبب سيطرتي الكاملة علي الفرعون والبلاط الملكي أيضا.

أم همام

لم يشعر همام بالوقت وهو في رفقة الملكة خنتكاوس حيث مرت عدة أيام ولم يشعر أن أيام كاملة قد مرت عليه فكان يشعر أنها عدة دقائق أو القليل من الساعات قد مرت عليه داخل الكهف مع خنتكاوس ولكن الوضع في القرية كان مختلفاْ تماماْ وخاصتاْ في منزل همام.

ففي صباح اليوم الذي تلي صعود همام إلي الجبل دخلت والدة همام إلي غرفته لكي تطمئن عليه ولكنها لم تجده بالغرفة وجدت أن مخدعه مرتب مما يدل علي أن همام لم ينام في غرفته في تلك الليلة فشعرت بالقلق ولكنها حاولت أن تتمهل في الظن وقالت في نفسها ربما ذهب لصديقه خالد ولم يعود حتي الآن.

كان الانتظار يقتلها والشيطان يوسوس لها بالكثير حتي أنها ذهبت إلي غرفة الجد لتبحث عن التماثيل فلم تجدها فشعرت بالذعر فربما تلك الملكة أو الروح قد سحرته وصعد الجبل لها وتذكرت كلمات المرأة العجوز عندما أخبرت همام وهو صغير عن تلك الملكة التي تعيش في أعلي الجبل.

شعرت الأم بالمرارة الشديدة عندما تذكرت زوجها الذي اختطفته تلك الملكة من أحضانها بنفس الطريقة فالآن سوف تفقد ولدها الوحيد مثل ما فقدت زوجها من قبل.

أسرعت الأم خارج منزلها وهي تتخبط في المارة في الطرقات حيث كانت تهرول نحو بيت خالد لكي تسأله عن همام حتي أنها كانت تطرق منزل خالد بشدة حتي خرج خالد لها وهو مفزوع قائلاْ :

خيراْ يا أم همام ماذا حدث؟

أم همام : أين همام ي اخالد؟

خالد : لم أشاهده منذ فترة طويلة يا عمتي

سقطت أم همام علي الأرض تبكي وتلطم خديها وتصرخ حيث تجمع الكثير من أهل القرية حولها قائلة :

لقد ضاع همام أيضاْ يا خالد لقد سحرته الملكة وصعد الجبل ....... ضاع همام مني يا خالد

خالد : أهدأي يا عمتي سوف أبحث عنه في كل مكان ولن أعود بدونه

انطلق خالد نحو منزل الشيخ عثمان ليخبره بما حدث وكيف يمكن أن يصعدوا إلي الجبل ليبحثوا عن همام.

شعر الشيخ عثمان بالحزن حيث نكس رأسه ولم ينطق بكلمة بل صمت حزيناْ علي همام

نظر خالد له متعجباْ قائلاْ :

لماذا أنت صامت يا شيخ عثمان؟

هل سنترك همام يموت أيضاْ مثل أبيه؟

الشيخ عثمان : ليس في يدي شيء  يا بني فنحن لا نستطيع مواجهة تلك الملكة ويكفينا ما حدث في القرية بسبب لعنتها لأهل القرية

خالد : يا شيخ عثمان لن أسكت ولن أترك صديقي يموت وتأكله الذئاب في أعلي الجبل أنا سوف أصعد ولن أعود بدون همام يا شيخ عثمان فلن أعيش مثل النساء بل سأموت مثل الرجال يا شيخ عثمان

خرج خالد حيث جري نحو المسجد وصعد أعلي مئذنة المسجد ثم نادي علي أهل القرية من الرجال لكي يتجمعوا حول المسجد وبالفعل بدأ أهل القرية يتجمعون وينظرون إلي خالد ويتساءلون ماذا حدث لكي ينادي عليهم خالد بهذه الطريقة.

عندما شعر خالد بأن معظم شباب ورجال القرية قد تجمعوا حول المسجد خطب فيهم قائلاْ :

اليوم قد اختفي همام في الجبل مثل ما حدث مع أبيه من قبل ومع الكثير من أباءنا وأعمامنا وتركناهم في الجبل يموتون وتأكلهم الكلاب والذئاب ونحن جالسون في منازلنا مثل النساء نبكي عليهم ولا نفعل شيء بسبب أننا نؤمن بأن هنالك لعنة علي تلك

القرية وكلما حدث شيء سيء نقول أن هذا حدث بسبب اللعنة وبسبب الملكة التي تسكن هذا الجبل أما اليوم فلن نسكت ولن نضع رؤوسنا في الرمال فأنا ذاهب لأبحث عن همام في هذا الجبل ولن أخشي تلك اللعنة أو حتي الملكة ذاتها فأنا لا أريد أن أعيش مثل النساء بل أريد أن أموت مثل الرجال فمن يشعر أنه رجل ويريد أن يذهب معي ويصعد إلي الجبل للبحث عن همام فسوف أنتظره عند مدخل الجبل الآن

هبط خالد من فوق المئذنة متجهاْ إلي منزلة حيث أخرج البندقية واتجه نحو أم همام التي افترشت منتصف الطريق تبكي وتصرخ علي فقدان همام قائلاْ :

لا تبكي يا أماه فأنا صاعد إلي هذا الجبل ولن أعود بغير همام ثقي بالله أننا سوف نعود معاْ أو نموت معاْ في أعلي هذا الجبل

أسرع خالد نحو الجبل حيث انتظر من سيأتي من الرجال والشباب معه لكي يصعد إلي الجبل للبحث عن همام كان يشعر أن الكثير من الشباب والرجال لن يأتوا بسبب الخوف الذي تربي داخل عقولهم من اللعنة وسحر الملكة لهم فالكل يخشي حتي الاقتراب من الجبل فما بالك بالصعود إلي الجبل ذاته فهم لا يعلمون ماذا في انتظارهم داخل هذا الجبل هل الذئاب أم الخوف الذي يسيطر عليهم تلك هي المشكلة التي تواجه خالد الآن.

                                                                      انتهت

                                                            بقلم الكاتب الدكتور

                                                              محمد عبدالتواب

( الكلمات المفتاحية )

لعنة الجبل خنتكاوس محمد عبدالتواب روايات رومانسية قصص وروايات كتب للقراءة افضل الكتب للقراءة افضل كتب للقراءة روايات خيالية
لعنة الجبل الفصل السادس

Post a Comment

Previous Post Next Post