تعزيز الثقة بالنفس

تعزيز الثقة بالنفس
تعزيز الثقة بالنفس


الثقة بالنفس هي ثقة الإنسان في صفاته وقدراته وتقييمه للأمور، عرّفها الدكتور أكرم رضا بأنها إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته، أي الإيمان بذاته، ويعرف الإنسان الواثق من نفسه في علم النفس بأنه الشخص الذي يحترم ويقدر ذاته، ويحب نفسه ولا يعرضها للأذى، ويثق بقدراته على اتخاذ القرارات الصائبة ويدرك كفاءاته، كما يتسم الشخص الواثق بنفسه بالاطمئنان والتفاؤل والقدرة على تحقيق الأهداف، وتقييم الأشخاص والعلاقات بشكل صحيح بناءً على نظرته لنفسه وتقديره لذاته، وتبدأ الثقة بالنفس بالتكون على مدار السنوات ابتداءً من الولادة حتى المرور بأول التجارب والانطباعات وتجارب الحياة في الدوائر الأسرية، والمدرسة، والجامعة، ومع المعلمين والأصدقاء.

عادة ما نصادف أشخاصا خجولين لدرجة كبيرة تمنعهم من إبراز مواهبهم وقدراتهم الشيء الذي يسبب لهم فقدان الثقة في أنفسهم، والشعور المفرط بالعجز والحساسية تجاه المواقف السلبية مما يدفع بهم لاعتزال المجتمع، وقد نلاحظ أنهم موهوبون ومبدعون في مجال ما لكنهم يسعون دائما للتحفظ على ذلك مخافة استهزاء الآخرين بهم ورفضهم لهم، لكننا لا نعلم ماهية هذا السلوك، وأسبابه ومظاهره كما لا ندرك كيفية التعامل مع من يعانون منه.

تسمى هذه الحالة النفسية باضطراب الشخصية الاجتنابية (Avoidant personality disorder). سميت كذلك لأن من يعانون منها يسعون جاهدين لاجتناب الاحتكاك بالآخرين مما يؤثر على حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، فقد تصل بهم درجة الخجل وفقدان الثقة بالنفس إلى تجنب العمل أو الدراسة أو ممارسة الرياضة بأحد القاعات وتفادي أي نشاط يحتاج لتفاعل وتعاطي مع الآخر.

من مظاهر هذا الاضطراب أن المصابين به يعيرون اهتماما كبيرا لرأي الآخرين وردود أفعالهم ويظهرون مواقف تجعلهم محط سخرية المحيطين بهم حيث أن الخجل والتردد وفقدان الثقة بالنفس يظهر بشكل ملحوظ على تعابير وجوههم مما يدفعهم للانعزال والوحدة لأنهم غالبا ما يعتبرون أنفسهم غير أكفاءٍ اجتماعيا أو غير جذابين شخصيا.


أهمية الثقة بالنفس

إقامة علاقة ايجابية. تخلص من الشعور بعدم الأمان. تعزيز القدرة على تحقيق الأهداف والأحلام والرغبات. تحسين القدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة المناسبة للشخص، وأداء الأعمال بشكل متقن. تطور الذات والقدرة الإنتاجية والعزيمة والإصرار. تمنح الشعور بالسعادة.

أسباب انعدام الثقة بالنفس

·       كثرة الانتقاد، وبشكل خاص في أول سبع سنوات في حياة الطفل. السخرية من الطفل سواءً من الأهل أو الأصدقاء أو المدرسين وحتى الأغراب.

·       التعرض للعقاب النفسي أو البدني؛ حيث يعزز العقاب الشعور بالذل والانكسار والخجل، كما يؤدي تكراره إلى زيادة البصمة السلبية حتى يصدق الشخص بأنه فاشل أو سيئ أو غبي أو قبيح.

·       الإهانة بشكل متكرر. الفقر والحرمان.

·       الفشل أو التأخر في التحصيل العلمي.

·       العادات والتقاليد والثقافة؛ فعلى سبيل المثال خروج الفرد عن عادات وتقاليد وثقافة مجتمعه ستعرضه للانتقاد والسخرية بشكل دائم، كما أن كره الشخص للون بشرته أو حجم ملامحه أو صفاته أو شعره أو جسمه تزيد انعدام ثقته بنفسه.

·       عدم الشعور بالأهمية.

·       الفشل في بعض المواقف في الماضي.

·        الإهمال.

·       الأوهام والخوف.

·       عدم التعرف على قدرات النفس وانخفاض تقدير الذات


كيفية تنظيم الوقت


·       التنشئة الاجتماعية

تؤثر البيئة التي نشأ فيها الطفل وكذلك مراحل الطفولة التي مرّ بها بشكل مباشر وكبير في مرونته، وتصرفاته، ومدى تطور ثقته بنفسه خلال مراحل حياته القادمة، إذ إنّ الأطفال الذين يتلقون تشجيعاً عند تعبيرهم عن آرائهم عادة ما يتمتعون بميزة الثقة بالنفس على عكس الأطفال الذين لم يتمّ إعطاؤهم الفرصة للتعبير عن احتياجاتهم.

 ينفق الآباء أحياناً الكثير من الأموال لمتابعة أولادهم الدراسية، وتوفير الأنشطة الخارجية اللامنهجية لتحقيق نجاحهم الشخصي، وفي حال لم يتمكن الطفل من تحقيق الإنجاز المرغوب، فإنّه يتعرض لضغط شديد من والديه، مما يقلل ثقته بنفسه، ويشعر بأنّه يهدر المال المنفق عليه، وفي حال كانت التربية تعتمد على فرض السيطرة على الأبناء، ورفض الاستماع إلى آرائهم ورغباتهم بحجة الرغبة في إنشاء جيل منضبط، فإنّ ذلك يؤدي إلى نشوء شخصية تتصف بالخوف، والإحباط، وعدم القدرة على التفكير، واتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى هدم ثقتهم بأنفسهم، وهناك دراسات تؤكد تأثير الجندر على الثقة بالنفس، وتُظهِر الدراسات أنّ النساء أكثر اهتماماً بشأن كيفية النظرة المتصوَّرة عنهم.

·       الجينات والطباع

بيّنت الدراسات أنّ الثقة بالنفس تعتمد على نواحٍ جينية وأخرى سلوكية، حيث إنّ التركيب الجيني للشخص له أثر على كمية المواد الكيميائية المعزِزَة للثقة بالنفس، فجزء كبير من عوامل بناء الثقة بالنفس مدمج في دماغ الإنسان منذ الولادة، وتؤثر بعض الاختلافات الجينية في هرمونات الجسم مثل هرمون السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) وهو ناقل عصبي مرتبط بالسعادة عند الإنسان، وهرمون أوكسايتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) والذي يُعرَف بهرمون العناق، وتجدر الإشارة إلى أنّ ما نسبته 25-50% من السمات الشخصية المتعلقة بالثقة تكون مُتَوارَثة، أمّا فيما يخص الجانب السلوكي المتعلق بالثقة بالنفس، فإنّ طباع الإنسان تؤثر في سلوكه، فقد يكون ذا طبيعة مترددة ويقظاً وهذا يميل إلى ما يُعرَف بالتثبيط السلوكي (بالإنجليزية: Behavioral Inhibition)، ويُعدّ هذا النوع من الطبع غير سيئء بشكل تام، إذ إنّ الحاجة إلى الحذر وعدم التهور تُعدّ ميزات مفيدة ومطلوبة في بعض المواقف.

·       المؤثرات الخارجية

هناك مواقف يعيشها الإنسان من خلال تفاعله مع الآخرين يكون لها دور في انخفاض مستوى الثقة بالنفس، ومنها ما يأتي:

v    توجيه عبارات لفظية سيئة للشخص من شأنها إحباط الثقة بالنفس.

v    التعرض للتنمر من الزملاء أو المسؤولين في العمل.

v    الدخول في علاقات شخصية سيئة.

v    العيش في ظروف صعبة؛ كالفقر، والمرض، والطلاق، والبطالة، وغيرها.

·       عدم تقدير الذات

قد يعاني الشخص أحياناً من مشكلة عدم الثقة بالنفس وذلك من خلال التوقعات التي يرسمها من تفكيره الذاتي والأفكار الخاطئة التي قد تكون زائفة، والميل إلى كثرة لوم النفس على أيّ خطأ، أو الفشل في تحقيق هدف ما أو احتياج أساسي، أو اليأس والاستسلام للاعتقاد بأنّه غير قادر على تحسين أيّ وضع لا يلائمه، إضافة إلى فكرة تقبّله لأيّ نقد سلبي موجّه لذاته على أنّه صحيح ودقيق، ومن الجدير بالذكر أنّ المسببات الفكرية السابقة لعدم الثقة بالنفس تؤدي إلى عدة نتائج منها: الشعور بالقلق، والاكتئاب، والخجل، وحدوث اضطرابات في الشخصية، مثل: اضطراب الشخصية النرجسية (بالإنجليزية: Narcissistic Personality Disorder)، واضطراب الشخصية الحدي (بالإنجليزية: Borderline Personality Disorder)، لذا يُنصَح الشخص بمحاولة إدراك الشخص لقيمته من تلقاء نفسه، وأنّها غير معتمدة على شيء أو أحد، وكسب احترام وتقدير الذات.

·       الفشل المهني

يوجد عدة أسباب مهنية تؤثر في مستوى الثقة بالنفس، منها: عدم تناسب الوظيفة التي يشغلها الشخص مع مستوى مهاراته، أو عجز الشخص عن إثبات مستواه ونجاحه في مكان عمله، أو تدني خبرته مقارنة بمن يعمل معهم، وعدم الراحة والتخوّف من فقدان الوظيفة، أو تعرّض الشخص لتقليل المستوى الوظيفي الذي يشغله، أو التعرض للفصل من العمل.

أسباب عدم الثقة بالنفس عند الأطفال

يمتلك الأطفال الصغار عادةً وبطبيعتهم نسباً مرتفعةً من الثقة بالنفس، ولكنّ هذه النسب تقل كلما زاد عمر الطفل وكلما اقترب من سن النضوج، وذلك قد يكون لأحد الأسباب التالية:

·       مقارنة الطفل مع الآخرين

 يلجأ الأطفال في عمر ما بين الست إلى الإحدى عشر سنةٍ إلى مقارنة النفس مع الآخرين لأسباب اجتماعية أو معرفية، الأمر الذي يمهد الطريق للطفل نحو أكبر نضال يمر به، وهو محاولة زيادة الشعور بالكفاءة وتجنب الشعور بالدونية.

·       الشعور بالنقص

بعد مقارنة الطفل لنفسه مع رفقائه واكتشافه لنقص أدائه في مجال ما، فمن المحتمل أن يؤثر ذلك على ثقته بنفسه وخاصةً إن كان النقص في مجال مهم بالنسبة له مثل المجال الأكاديمي، أما إذا كان النقص في مجال غير مهم بالنسبة له مثل المجال الرياضي، فمن غير المحتمل أن يؤثر على ثقته بنفسه.

·       زيادة التوقعات

ترتفع توقعات الأهل أو المعلمين من الطفل كلما كبر، ويزداد اهتمامهم بالنتائج أكثر من اهتمامهم بالجهد المبذول، ولذا فقد يستشعر الطفل مقارنة الأهل له مع رفقائه إضافةً لمقارنته لنفسه.

·       استشعار عدم الرضا

بعد أن يبدأ الطفل باستشعار مقارنة الآخرين له مع رفقائه وعند حصوله على علامات عدم الرضا، سيؤثر ذلك على ثقته بنفسه وخاصةً إن كان عدم الرضا صادراً من شخص محبب لديه، أما إن كان عدم الرضا صادراً من شخص غير محبب فعلى الأرجح لن ذلك يؤثر على الثقة بالنفس.

إشارات عدم الثقة بالنفس عند الأطفال

يجب تتبع الإشارات التالية عند الطفل لمعرفة ما إن كان يعاني من عدم الثقة بالنفس:

v    تجنب الطفل للأنشطة والتحديات، فذلك دليل على خوفه من الفشل أو بشعوره بحس من العجز.

v     استسلام الطفل بسرعة بعد بدئه لنشاط أو لعبة، فذلك دليل على الإحباط.

v    غش أو كذب الطفل عند شعوره بالخسارة أو ضعف الأداء.

v    قيام الطفل بتصرف منحدر مثل تقليده للأطفال أو قيامه بتصرفات سخيفة جداً.

v    تحول الطفل إلى شخص متحكم ومتسلط وغير مرن، فتلك طريقة لإخفاء شعوره بالإحباط أو عدم الكفاءة أو العجز.

v    خلق الطفل للأعذار أو التقليل من أهمية النشاطات، فتلك طريقة لإلقاء اللوم على الآخرين أو على القوى الخارجية.

v    تراجع أداء الطفل الأكاديمي، أو فقدانه لاهتمامه بالنشاطات الاعتيادية.

v    تراجع أدائه الاجتماعي، وقلة تواصله مع الأصدقاء. شعوره بتغيرات في المزاج، كإظهاره للحزن أو البكاء أو نوبات الغضب أو الإحباط أو حتّى الهدوء.

v    قيامه بتعليقات مذمة لنفسه.

v    استصعابه لتقبل المدح أو النقد.

v    زيادة اهتمامه وحساسيته لآراء الآخرين عنه

علامات عدم الثقة بالنفس

عادة ما ينشغل الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الاجتنابية بعيوبهم، كما أنهم لا يدخلون في علاقات مع الآخرين إلا إذا تأكدوا من أنهم لن يسخروا منهم فالخسارة والنبذ مؤلمان جدا بالنسبة لهم، ذلك أنهم يفضلون الوحدة على خسارة شخص يحبونه وغالبا ما تظهر عليهم العلامات التالية:

  •  الخجل والقلق الشديد تجاه المواقف الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.
  •  تأنيب الضمير الشديد وفرض العزلة على الذات.
  •  الإحساس بالعجز المستمر.
  •  انخفاض في تقدير الذات.
  •   فقدان الثقة بالنفس.
  •  الدخول في صراع مع النفس ونبذ الجسد أحيانا.
  •   البعد العاطفي المتعلق بالعلاقات الحميمة.
  •   في بعض الحالات المزمنة قد يعاني المصابون بهذا الاضطراب من رهاب الأماكن العامة.
  • تجنب الأنشطة الاجتماعية أو المهنية التي تنطوي على التواصل بين الأشخاص بسبب الخوف من الانتقاد أو الرفض.
  •   عدم التصالح مع الذات والتردد في اتخاذ القرارات.
  • الحساسية المفرطة تجاه النقد.

من أخطر أعراض عدم الثقة بالنفس على صاحبها إنكار ذاته وعدم احترامه لها، ولهذه الحالة علامات تدل على أنّ الشخص يُعاني من عدم الثقة بالنفس، ومنها ما يأتي:

·       علامات متعلّقة بالتواصل الاجتماعي

تتعدّد علامات عدم الثقة بالنفس المتعلّقة بالتواصل الاجتماعي، ومنها ما يأتي:

v    الانسحاب من حضور المناسبات واللقاءات الاجتماعية، وذلك باختلاق الأعذار لتجنّب مثل هذه الاجتماعات بسبب عدم ثقته بقدرته على التواصل بشكل لائق.

v    التعرّض للاستغلال في بعض الأحيان من قِبل بعض الأشخاص؛ وذلك بسبب عدم قدرة الأشخاص ذوي الشخصية الضعيفة على رفض ما يُطلب منهم.

v    التبرير الدائم لكلّ ما يقوم به الشخص من أقوال أو أفعال حتّى وإن لم يكن مُخطئاً، والاعتذار بشكل دائم، حيث يؤثّر ذلك التصرف على صاحبه سلباً ويُفقده احترامه لذاته.

v    الخوف من المشاركة في الحوار مع الآخرين، فغالباً ما يدخل الشخص في صراع نفسي مع ذاته قبل البدء بالحديث ويُراجع ما يودّ قوله في نفسه قبل النطق به.

v     عدم الثقة بصحة كلامه أو كلام من حوله، والمحاولة الدائمة من التحقق من صحته، وغالباً ما ينتهي كلامه بأسئلة للتأكّد من صحة ذلك، وبخصوص ذلك تُشير المدرّبة الشخصية (monique demonaco) إلى أن هذا التصرّف يُقلّل من احترام الشخص لنفسه، وأنّ إنهاء الكلام بأسئلة، مثل: "صحيح؟ أو أليس كذلك؟" يدل على عدم الثقة بالنفس، حيث تنصح قائلةً: " كن حاسماً في كلامك وتحدث بوضوح".

v     القلق الدائم من رأي الآخرين في الشخص، ومحاولة إرضائهم على حساب نفسه.

v     تقبّل اللوم الصادر عن الآخرين بشكل دائم بدلاً من الدفاع عن النفس.

v     رفض المديح والإطراء من الآخرين، ومقابلته بردود أفعال تنتقص من احترام الذات.

v     وضع النفس في موضع السخرية والاستهزاء بشكل متكرر وتبرير ذلك بالتمتّع بحسّ الفكاهة وروح الدعابة.

·       علامات متعلقة بشخصية الفرد

تتعدّد علامات عدم الثقة بالنفس المتعلّقة بشخصية الفرد، ومنها ما يأتي:

v    القلق الدائم من نتيجة أيّ تصرّف صادر عن الشخص.

v    إهمال الشخص لنفسه ولحاجاته الأساسية؛ لأنّه يظن أنّ لا فائدة من الاهتمام بنفسه.

v    عدم إيمان الشخص بقدرته على النجاح في مواجهة أيّ تحدٍّ يتعرّض له، ممّا يمنعه من المحاولة خوفاً من الفشل. شعور الشخص بأنّه من الأناس الأقل حظّاً في الحياة، وقبوله بالقليل، والشعور بالحرمان من قدرته على تحقيق النجاح.

v    التشاؤم والانتقادات المتكرّرة للمقرّبين من الشخص. التردد المبالغ فيه في اتخاذ القرارات، فقد يُغيّر الشخص قرارته عدّة مرّات حتّى وإن كانت بسيطة.

v     مقارنة الشخص نفسه مع الآخرين، والتقليل من قيمة نجاحاته وإنجازاته، وتركيزه دوماً على إنجازات الغير ونجاحهم.


كيف تحفز نفسك عندما تيأس


·       علامات جسدية متعلقة بعدم الثقة بالنفس

تتعدّد علامات عدم الثقة بالنفس المتعلّقة بالعلامات الجسدية، ومنها ما يأتي:

v    التعبير بلغة جسد دفاعية تجعل الآخرين ينفرون منه، تتمثّل بشبك الذراعين وإظهار تعابير وجه صارمة، حيث يدل ذلك على القلق وعدم الشعور بالراحة في المكان الذي يتواجد فيه الشخص.

v    تجنّب التواصل المباشر بالعيون؛ خوفاً من ملاحظة الآخرين للعيوب التي يتخيّلها عديم الثقة بالنفس أنّها موجودة فيه.

v     ارتخاء الجسم، وعدم انتصاب القامة أثناء الوقوف، فذلك يُظهر الشخص بمظهر الإنسان الذي لا يفتخر بنفسه.

علاج عدم الثقة بالنّفس عند  الأطفال

يعتبر اكتساب شعور الثّقة بالنّفس عند الأطفال أمراً تدريجياً، حيث يستطيع البعض اكتسابه بسهولةٍ، بينما يحتاج البعض الآخر للرّعاية والتّعامل السليم مع المواقف اليوميّة حتى يتمكن الطفل من اكتساب ثقته بنفسه، ويجب على الأهل القيام ببعض الأمور ليتمكن الطفل من الشعور بالسعادة والثقة بالنفس ونذكر منها ما يلي:

§       مُساعدة الطّفل على أداء المهام المطلوبة: إنّ مُساعدة الطفل منذ المراحل العُمريّة الأولى في أداء المهام المطلوبة منه يساعده على بناء ثقته بنفسه، فأداء أبسط المهمّات مثل حمل الكوب، ولبس الملابس، تُعتبر في نظره حدث عظيم، ويولد له الشعور بالسعادة.

§       مدح الطفل: يجب فعل ذلك بالطّريقة الصّحيحة والابتعاد عن المدح المُبالغ به، والثناء على المجهود المبذول لا على النتائج النهائية.

§       تمثيل قُدوة حسنة أمام الأطفال: عن طريق التّعلم بالقدوة، فالقيام بالأنشطة كغسل الأطباق مثلاً تُعطي انطباعاً للطّفل أنّه يجب بذل الجهد للحصول على النتيجة، والقيام بالأعمال الّتي تتطلّب مجهوداً ذهنيّاً، أو بدنيّاً دون التّملمُل، أو التّذمّر يجعل الطفل تابعاً لك في سلوك مُماثل.

§       الابتعاد عن النّقد اللّاذع: فإنّ الكلمات الّتي تصف أفعال الطفل وتوجّه النّقد إليه بطريقة لاذعة ومُسيئة لن تدفعه للأمام ولن تُشكّل دافعاً له للتّحسّن، كأن تقول لطفلك -أنت عديم الفائدة- فتنعكس هذه الكلمات على نظرة الطفل لنفسه، فيرى نفسه كذلك ويتصرّف على هذا الأساس.

§        التّركيز على نقاط القوة لدى الطّفل: عِلمُك بما يُسعد طفلك، والتركيز على المُهمّات الّتي يُتقنها وتجعله سعيداً، تساهم بشكلٍ كبير في بناء ثقته بنفسه.

علاج عدم الثقة بالنفس عند الكبار

يُعتبر انعدام الثقة بالنفس انطباعاً سلبياً عن الذات، كما أنّه يرتبط بمشاعر عدم الكفاءة وانعدام القيمة الذاتية، وقد يكون سببه كثرة انتقاد الآخرين للفرد وخاصة المُقرّبين منهم، ممّا يؤدّي إلى الشعور بالقلق، والحساسية الزائدة، والفشل الأكاديمي أو الوظيفي، ويُمكن علاج عدم الثقة بالنفس بعدّة طرق كالآتي:

·       التنظيم

يقود التنظيم الفرد إلى طريق النجاح، حيث يُكسبه احترام الآخرين من حوله، ويجعله أكثر ثقةً بنفسه من ذي قبل، فعندما يضع الفرد خطةً للأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، فإنه سيجد أنّ الشعور بالقلق والتوتر قد زال ممّا يُخفّف الضغوط النفسيّة التي يعيشها، وهناك العديد من الوسائل التي تُساعد الإنسان على تنظيم حياتهِ؛ كالأجهزة الإلكترونية الشخصية أو دفاتر الملاحظات وأدوات التخطيط اليومي التي تكون صغيرة الحجم ويُمكن الاحتفاظ بها في الجيب.

·       تقدير الذات

يُقصد بتقدير الذات حبّ الإنسان لنفسهِ وتقديرهِ لها، ويأتي ذلك من خلال المرور بسلسلةٍ طويلةٍ من التجارب والمواقف والأحداث الإيجابية والسلبيّة، فإن أثمرت هذه التجارب عن ضعفٍ في تقدير الذات أو في انعدام وضعف الثقةِ بالنفسِ، فإنّه من الممكن تجاوزها بالإصرار، والتحدّي، وأخذ الوقت لذلك الأمر، وعلى الإنسان أن يُدرك أنّ جميع الناس يتعرّضون للظروف نفسها التي عاشها هو بدرجةٍ أقل أو أكثر، فجميع الناس يشتركون في تعرّضهم لتغيّرات في طبيعة الحياة وصعوباتها، إلا أنّ من استطاع تحقيق النجاح منهم ونيل ما يُريد عددٌ قليلٌ، فالنجاح هو استثناء للقاعدة نتج عن تقدير هؤلاء الأشخاص لأنفسهم وثقتهم بالقدرات التي يمتلكونها، وينبع التقدير للذات من داخل الشخص، إذ إنّه يمنح الشخص قوةً تُحارب التراخي والخضوع، وتُحفّز السعي للنجاح الذي لا يُمكن لأحدٍ من البشر أن يحققه له، كما يُنصح باختيار كلماتٍ وعباراتٍ تحفيزيّة تُساعد الفرد على التشجيع ومواصلة العمل للوصول إلى النجاح، فهي أدوات تحفيز ذاتيّة، وهذه العبارات إمّا أن تكون اقتباساتٍ مفضّلة لدى الشخص يجدها مناسبةً له، أو شعارات بليغة حاضرة في ذهنهِ.

واحد من أهم طرق علاج عدم الثقة بالنفس ، أن تفكر دائماً أنك متساوٍ مع الآخرين، وأنك تستحق ما يستحقونه تماماً، وأن تعمل من أجل تحقيقه، أعلم أن الحياة غير عادلة أحياناً وتمنح فرصاً غير متساوية للجميع، لكن يجب أن تعلم أن لك حق كالآخرين لتسعي لتحقيق حلمك، استمتع بحياتك، واصنع فرقاً يجعل للحياة معنى.

·       عدم مقارنة النفس بالآخرين

يجب أن يحرص الشخص على تجنّب مقارنة نفسه بالآخرين، سواء كانت المقارنة بالمظهر، أو الظروف، أو الطباع الشخصية، حيث يُسبّب ذلك عدم الثقة بالنفس، وعدم الرضا عنها، والشعور بالتعاسة، كما أنّ رؤية الصور واليوميات الخاصة بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي تجعله يعتقد أنّهم أفضل منه ويستمتعون بحياتهم أكثر منه، لذا يجب التقليل من الوقت الذي يتمّ قضاؤه على وسائل التواصل لتقليل المقارنات وزيادة الثقة بالنفس. تكوين علاقات اجتماعية صحية ينصح بإحاطة النفس بالأشخاص الداعمين الذين يتمكّن الفرد من مشاركتهم مشاعره دون الرد على ذلك بانتقادات سخيفة، كما أنّ الشخص الداعم لمن حوله يتلقّى ردود فعل إيجابية من محيطه تُعزّز من ثقته بنفسه، لذلك يُنصح بالابتعاد عن الأشخاص كثيري الانتقاد والذين يُعززون المشاعر السلبية لدى الفرد وتقليل التواصل معهم قدر الإمكان.

·       التركيز على الإيجابيات

تتطلّب عملية تقوية الثقة بالنفس أن يتمّ التركيز على الجوانب الإيجابية التي يتمتّع بها الفرد؛ لتقليل شعوره بالسوء تجاه نفسه كنتيجة لاعتقاداته المُتمثّلة بفشله ممّا قد يمنعه من التقدّم في أمور أخرى، ويُمكن تطبيق العديد من الاستراتيجيات التي تُساعد في إنجاز هذه الخطوة منها تسجيل المُجاملات التي يتمّ الحصول عليها من الآخرين ومُراجعتها عند الشعور بانعدام الثقة بالنفس، بالإضافة إلى إمكانية عمل قائمة بالأمور التي يُحبّها الشخص في نفسه ويراها مُحفّزةً له مهما كانت بسيطة.

·       مواجهة المخاوف

الشكوك التي تراودك لا تعني بالضرورة أن يكون الأمر سيئاً، قد يكون الأمر مجرد تحذير لك لتنتبه أكثر إلى تلك التفاصيل التي لم تنتبه لها، فعند خوفك من أحد المقابلات ربما تكون بحاجة إلى جمع بعض المعلومات، أو إعادة تنظيمها لتحصل على النتيجة المرجوة.

يُنصح بالتعامُل بارتياح مع الخوف، وعدم الاعتقاد بأنّ الأشخاص الواثقين بأنفسهم لا يخافون، بل إنّهم يُتقنون التعامل مع مخاوفهم بشكل صحيح، فمواجهة الخوف يمنح شعوراً بالثقة والدعم، فالطفل الصغير الذي يتعلّم المشي يكون في بداية الأمر مرتبكاً وخائفاً من السقوط، وما إن يبدأ أول خطوةٍ له تُرسم ابتسامةٌ عريضة على وجهه وقد تغلّب على خوفه من السقوط، وسيبدأ بتكرار المحاولة مراراً.

·       الجاهزية للنجاح

يتمّ تنمية الثقة بالنفس من خلال التركيز على الأهداف والنجاحات المراد تحقيقها وتجاهل إمكانية الفشل، ومباشرة البدء بتحقيق أهدافٍ صغيرةٍ يُمكن الوصول إليها بسهولة، حيث تُنمّي هذه النجاحات الثقة بالنفس وتدفع لتحقيق الأهداف الأكبر فالأكبر، ومن الممكن تسجيل الأهداف التي تمّ تحقيقها في قائمة صغيرة للتذكير دائماً بأنّ النجاح ممكنٌ مرّةً أخرى.

عندما تستعد جيداً لما تنوي القيام به، قم بالتصرف دون تردد وخوف من أن يكون الأمر خاطئاً، فالتفكير المبالغ به يجعلك تفوت الكثير.

·       تطوير الذات

يجب العمل باستمرار على تطوير المرء لنفسه وإبقاء دماغه في نشاط دائم متجنِّباً الكسل، وذلك من خلال قراءة العديد من الكتب، والبقاء على اطلاع على أخبار العالم، وكتابة المذكرات، ولعب الألعاب الرياضية والعقلية؛ كالشطرنج والسودوكو، وتعزيز المفردات والمصطلحات الجديدة من لغةٍ ما يُراد تعلّمها، ثمّ تقييم المرء لنفسه باستمرار؛ لأنّ ذلك يُساعد على تطوير النفس وبالتالي تنمية الثقة.

·       لا تنتظر ظهور الفرص الكبيرة

قد تظن أن الثقة بالنفس أن تنتظر الفرص الكبيرة التي ستظهر أمامك، ولكن لا الواثقون من أنفسهم هم من يجعلون تلك الفرص الصغيرة أخرى كبيرة.

·       الثقة بالنفس لا تعني أنك شخص متكبر

يخشى بعض الناس من التحلي بالثقة بالنفس لأنهم يظنون أنها قد تقودهم إلى التكبر على الآخرين، ولكن هناك فرق كبير بين كونك واثقا من نفسك أو أنك شخص مغرور أو نرجسي، فثقتك بنفسك تجعلك أكثر تواضعاً، ولا تجعلك تعتقد أنك محور اهتمام الجميع.

·       لا تخشى الانتقادات

 الشخص الواثق من نفسه يكون لديه القدرة على الاستماع إلى انتقادات الآخرين دون أن تؤثر عليه، فبإمكانه تقبل رفض الآخرين له، كما أنه يستطيع أن يسمح للآخرين بتوضيح آرائهم به دون معاداتهم.

·       لا تخشى الفشل

 الثقة بالنفس بالتأكيد لا تعني أنك لن تفشل، ولا تعني أنك لن تتعرض للكثير من الضغوطات، ولكنك ستختبر الكثير من الأمور التي ستهيأك للتحدي القادم دون خوف.

·       الثقة بالنفس لا تعني الكمال

لا يمكن أن تحظي أعمالك بالكمال، واعتقادك هذا هو إشارة على ضعف ثقتك بنفسك، فإن كنت تظن أنك ستكون قادراً على اكتشاف كل شيء وتحقيق كل شيء بطريقة مثالية فأنت مخطئ حتماً.

·       لا تصدق الإعلانات

فالواثق من نفسه لا يصدق كل ما يراه داخل الإعلانات، فقد صممت بعض الإعلانات لتجعلك تشعر بالحاجة والنقص، فهدفها الوحيد هو الترويج لمنتجاتها، فقد تبدأ بعض الإعلانات بعرض مشكلات داخل جسدك مدعين أنك لم تلاحظها من قبل لتبدأ بالتفكير بالأمر، وربما تصدقهم وتقل ثقتك بنفسك.

·       لا تصدق كل ما تراه على شبكات التواصل الاجتماعي

يسهل علينا جميعاً أن نصدق ما نراه على مواقع التواصل الاجتماعي أن البعض قد يحظى بزواج مثالي، وآخر يحظى بوظيفة الأحلام، لكن عليك أن تعلم أن كلا من هؤلاء يحظى بأوقات سيئة أيضا كما تفعل أنت، ولكنهم يميلون إلى إظهار الجانب الرائع من حياتهم دون عرض الجانب الآخر.

·       جرب الكثير من الأشياء الجديدة

 ثقتك بنفسك تبدأ من رغبتك في خوض المزيد من التحديات وتجربة كثير من الأمور الجديدة، فالفشل والأخطاء التي تقوم بها ستساعد في بناء شخصيتك، وتقبل الفشل هو أحد أهم خطوات النجاح.

·       لا تفكر أنك محور اهتمامات الآخرين

عندما تتحلى بالثقة بالنفس، ستتوقف بالتفكير عن كونك محور اهتمامات الآخرين، بل ستتعلم أن للجميع أفكاره التي تشغله، حينها فقط ستتعلم أن تندمج دون الخوف من أي شيء.

·       لا تدع الآخرين يحددون أهدافك

لا أحد غيرك يستطيع أن يحدد ما هو مهم لك، فقد يكون حصولك على وظيفة أفضل، أو منزل أكبر أو حتى سيارة هو ما يراه الآخرون مناسبا لك، ولكن قد يختلف الأمر بالنسبة لك، ولكن ثقتك بنفسك ستجعلك تقول أن الأمر لا يناسبني وستسعى لتحقيق ما هو مهم لك.

نصائح لدعم الثقة بالنفس

يُمكن تحسين احترام الإنسان لذاته من خلال اتباع بعض النصائح الأخرى ومنها ما يأتي:

·       مراجعة الفرد لنفسه بشكلٍ متكرّرٍ في نهاية اليوم، ولما مرّ به من أحداث، وتحليل أفعاله التي قام بها المقبول منها والمرفوض، وعدم المبالغة في لوم النفس على أمرٍ مضى، وإنّما أخذ العبرة منه للأيام القادمة.

·       وضع جملة مُحفّزة في مكانٍ ما بحيث يراها الشخص بشكلٍ يومي، كأن يُعلّقها على المرآة مثلاً.

·       تخيّل الفرد للطريقة التي يطمح أن يتعامل بها مع الآخرين.

·       تذكّر الأوقات التي تحدّث فيها الفرد مع الناس وأبدع في شدّ انتباه الآخرين له، وإشعار نفسه بالفخر على ذلك.

·       عدم التصنّع، فحُبّ الشخص لنفسه يجعله محبوباً من قِبل الآخرين، إذ يقول فرانك مور كولبي: "إنّ احترام الذات هو أكثر المشاعر قيمةً"، وهذا القول يؤكّد أهمية أن تكون نظرة الفرد لنفسه نظرة تقديرٍ واستحسان كبير.

هكذا قد نكون قد استعرضنا كيفية معرفة أسباب وعلاج عدم الثقة بالنفس والتي يمكن أن يكون قد يعاني منها الكثير ويخشي أن يتحدث عنها لذلك إذا كان المقال قد اعجبك نتمني مشاركة الأصدقاء حتي تعم الفائدة. 

كيف أكون اجتماعياً وأكوِّن صداقات؟

( الكلمات المفتاحية )

تعزيز الثقة بالنفس تعزيز الثقة بالنفس عند البنات متى تهتز الثقة بالنفس كلمات لزيادة الثقة بالنفس تعزيز الثقة بالنفس عند الأطفال تمارين الثقة بالنفس الثقة بالنفس وقوة الشخصية تعزيز الثقة بالنفس في العمل علاج عدم الثقة بالنفس والخوف

Post a Comment

Previous Post Next Post