لماذا أخاف من المستقبل ؟ |
هل الزواج رزق مقدر ومكتوب؟ أبلغ من العمر خمس وثلاثون سنة ولم أتزوج. أشعر بالقلق والخوف من الوحدة في المستقبل، ماذا أفعل؟
المطلقة وفرصة الزواج الثاني والخوف من المستقبل والوحدة والرغبة في الأمومة والزواج الثاني ونظرة المجتمع للمطلقة كلها عناوين كثيرة لنفس المشكلة والتي تعاني منها المطلقة حيث تجد نفسها وحيدة في مواجهة نظر المجتمع لها ورغبتها في بداية جديدة ومحاولاتها في إيجاد تلك الفرصة التي تتضاءل كلما مضي العمر بها لذلك اقدر مشاعر القلق التي تسكن جوف كل مطلقة من ضياع فرصة الزواج وخاصة في مجتمعاتنا الشرقية والتي تقل فيها فرص الزواج كلما
تقدم بنا العٌمر أو لدي المطلقة أطفال ومسؤوليات ولكن دعيني أوضح لك بعض قناعاتي حول تلك المعضلة التي تصادف
النساء وقتنا الحالي في نقاط محددة بالرغم أنني لدي قناعة كاملة أن حل تلك المعضلة في رحمة الله بالنساء المطلقات وهذا لن يحدث بدون معرفة الطريق إلي الله ليرزق كل امرأة بزوج صالح.
- من
الناحية الاقتصادية صارت الأمور أكثر صعوبة عن ذي قبل بسبب قلة الوظائف
المعروضة للشباب ونظرتنا أو تقييمنا لقدرات الشباب ومتطلبات الزواج مما دفع
الكثير من الشباب عن العزوف عن الزواج لأسباب خارجة عن إرادتهم وبالتالي
تناقص حالات الزواج وزيادة نسبة العنوسة بمعنى أن هنالك أسباب لا يد للفتاة
فيها وبالتالي سوف تجدي الكثير منهن بدون زواج
- لدي
يقين تام بأن المرأة يجب أن تكون مستقلة ولها أهداف وكيان مستقل ناجح يجعلها
قادرة علي مواجهة الحياة ومشاكلها حتى لو لم تتزوج لأن الزواج رزق في نهاية
الأمر
- نتيجة
الضغط من مجتمعاتنا حول عدم الزواج يدفع الفتاة بالزواج بأول طارق علي أبواب
منزلها حتي لا يلصق بها لفظ عانس فتقع في مصائب نتيجة لعدم معرفة هذا الزوج
معرفة جيدة مما ينتج عن ذلك الطلاق وأطفال تعاني ويلات هذا الطلاق لذلك فلقب
عانس أفضل بكثير من لقب مطلقة بعد عام أو أكثر
- عليك
الحرص في علاقاتك ومظهرك واحتفظي بابتسامتك وبشخصية مرحة متواضعة عطوفة على
الجميع وشاركي في العمل التطوعي لأن الأعمال التطوعية تجذب الأشخاص أصحاب
فكرة الرحمة والتعاون فربما تجدي من يقدر مشاعرك ويكون صالح
- عليك
بالصدقة مع نية الزواج بزوج صالح يقدرك ويحترمك مع الاستغفار كثيراً وترديد
ذلك الدعاء ( حسبنا الله اللهم إني أسألك من فضلك إني إليك راغبون ) وأنا
بجوارك ادعمك أختي الكريمة.
أشعر بفراغ نفسي و أريد أن أحصل على
المدح و الاحترام و الثناء و كذلك أريد الانتقام ممن أساءوا لي قديما ، ولا أستطيع
القيام بأي نشاط سوى التمدد على سريري و البكاء فقدت حتى الرغبة في الأكل والشرب ؟
ما هو الحل ؟
فكرة الانتقام أو المدح أو كل
فكرة مبنية علي عواطف ومشاعر هي التي تؤدي إلي الفشل وعدم خلق فرص نجاح وكما
تعلمت تلك الحكمة من الشعب الألماني وهي ( اترك الماضي خلف ظهرك وامضي إلي الأمام
) , تلك العبارة تحررنا من فكرة العبودية لأحزاننا و أفكارنا السلبية ونظرتنا مما
يحيط بنا من مشاعر وأشخاص لأن الشخص الذي يرغب في النجاح عليه يثق في ذاته فقط , الكثير
منا في تلك الأيام يعاني من كل تلك الأفكار التي تتمثل في فكرة الاكتئاب والفشل في
تحقيق هدف معين أو الشعور بعدم القيمة أو مواقف عاطفية فاشلة أو عدة صدمات متكررة
وخاصة في فئة الشباب التي هي في مقتبل العمر لأن غالبيتهم مازالوا في مرحلة المراهقة
أو لديهم فيض من المشاعر المتأججة التي تسيطر
على تفكيرهم بالسلب في أغلب الأحيان لذلك عليك أن تعلم أن من سوف يساعدك هو أنت وليس
أحد آخر لكن كيف اطبق هذا في الحياة ؟ .. في خطوات بسيطة وتذكر أنني بجوارك دائماً
وسوف أقدم لك المشورة .. في بادئ عليك أن تمسك ورقة وقلم وتقوم بالإجابة على تلك التساؤلات
من حيث تقييم نفسك وامنح نفسك درجة تقييم مثلاً من 10 درجات
·
هل أنت
تثق في نفسك وما هي المواقف التي تبرهن على ذلك ؟
·
هل
لديك القدرة أن تبوح بما في داخلك لشخص ما ومن هذا الشخص ؟
·
هل تحب
العزلة والحديث مع نفسك أكثر من الحديث مع الأصدقاء ؟
·
كيف
ينظر إليك أصدقائك وما المبرر لذلك ؟
·
هل أنت
مثقف أم مجرد شخص سطحي لا أكثر ؟
·
هل
لديك شيء مميز تستطيع أن تبدع فيه ؟
·
ما هي
نقاط ضعفك وقوتك ؟ .. اذكرها في نقاط محددة
·
هل
فكرت يوم أن يكون لك أهداف محددة في حياتك ؟
·
هل كان
في حياتي قصص نجاح اذكرها وكيف كان شعورك آنذاك ؟
·
هل
تمتلك العزيمة بأن تقاوم كل الضغوطات وتنجح من جديد حدد نسبة معينة ؟
عندما تكتب كل الإجابات يا صديقي
اقرأها بتروي كأنك تقرأ عن شخص آخر لتكتشف من أنت .. ستجد أن بداخلك طاقة تجعلك
تستعيد توازنك وقدرتك علي التفكير من جديد .
في تلك اللحظة حدد مشكلتك بدقة
هل هي مشكلة عاطفية أم مشكلة خجل أم مشكلة فشل في هدف ما أم مشكلة احساس بالوحدة
أم احساس عدم اهتمام من حولك بك أم مشكلة زوجية .. في تلك الخطوة يجب تحديد مشكلتك
بدقة لكي تستوعب فكرة تحليلها بنفسك ووضع استراتيجية الخروج منها بنجاح .. تعلم
كيف تنظر إلي مشكلتك بمنظور شخص آخر بدون تدخل عواطفك ومشاعرك التي تمنحك تلك
الطاقة السلبية .
عند تلك النقطة سوف تجد تغير في
طريقة رؤيتك لمشكلتك لأنك ببساطة سوف تنظر إليها بمنطق العقل المهم أن نفصل
تفكيرنا عن مشاعرنا.
كم من الأيام تصبر الزوجة على فراق زوجها وعدم إتيانها؟؟؟؟
في نطاق الدين سأل سيدنا عُمر
ابنته حينما سمع امرأة تشكو فراق زوجها بأبيات شعر فأخبرته ب 6 أشهر وأمر بعودة
المجاهدين الذين صار لهم أكثر من 6 أشهر , وقد سُأل سيدنا علي فقال أن رجل يضاجع
زوجته مرة واحدة على الأقل كل شهر , لكن من الناحية العلمية والطبية فكل امرأة لها
رغبة في العلاقة الحميمية تختلف من امرأة إلى أخرى وهذا يرجع إلي الكثير من
العوامل النفسية والبيولوجية والتربية أيضاً , هناك بعض النساء يرغبن في تلك
العلاقة ربما أكثر من مرة في اليوم الواحد وذلك نتيجة رغبة نفسية أو بيولوجية
نتيجة تهيج البظر دائماً لديها فتخلق لها إثارة دائمة , وهنالك نسوة لا تكتفي برجل
واحد وهذا يحدث في الدول الغربية , وهناك نسوة لا تفكر في ذلك الأمر وتعتبر أن
الجماع مرة واحدة في الشهر أو في الأسبوع كافي جداً , ولكي نفهم رغبة المرأة فهم
صحيح علينا أن ندرك أن المرأة تفعل ذلك من نطاق الحب لزوجها , الحب والقبول أساس
إتيانها الجماع أو العلاقة الحميمية , الكثير من النساء يدركن أن مستوى العلاقة
الحميمية مع الزوج ليس كافي لها لكنه تقبل ذلك لأنها تحبه وتحب عشرته لها وهذا سبب
كافي لتقبل الأمر .
ما رأيك بالقتل غسلاً للعار ؟؟؟ هل من حق الرجل التحكم بحياة المرأة ؟؟؟
القتل من أجل العار هذا مبدأ
قبلي همجي لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال لأننا لسنا مخولين بإزهاق
الأرواح وهذا يجعلنا نعود إلي القواعد الدينية في ذلك الأمر من رحمة ومغفرة وإيجاد
طريقة لتصليح الأمر والذي يبدو واقعياً صعباً ويحتاج رجال أنعم الله عليهم
بالرجاحة والرحمة في قلوبهم وتصويب من أخطأ لأننا في نهاية الأمر بشر ولسنا ملائكة
وهنا نجد أن لكل حالة طريقة حل تخصها مثال على ذلك لو اكتشف زوج خيانة زوجته
بالطلاق خير حل بدون أن يبوح إحداهما بسبب الطلاق رحمةً بأطفالهم ومستقبلهم وكل
منهما يمضي في طريق جديد لأن القتل هنا سوف تكون النتيجة الحتمية تشرد الأطفال في
الشوارع وضياع مستقبلهم والعار الذي يلازمهم طوال حياتهم ودعنا نختم حديثنا أن
الله هو صاحب الحساب والعقاب ولسنا نحن البشر .
كيف أختبر فتاة إذا كانت تحبني أو ترفضني؟ وكيف أعرف إن كنت أحبها أم يتعلق بها؟
ليس هناك أفكار أو حيل لكي تدرك
منها أن تلك الفتاة تحبك أم لا لأن العيون تفضح من يحبك , هناك علامات أو إشارات
ندرك منها أن الطرف الآخر يحمل لنا مشاعر الحب مثل نظرات الأعين الدافئة والمتابعة
لك فكلما نظرت إليها تجدها تنظر إليك بابتسامة رقيقة دافئة تشعرك أنها ترسل لك
كلمات غزل في نظراتها الحالمة , تجدها غيورة حينما تجدك مع فتاة أخري أو تتحدث عن
فتاة أخري بإعجاب تجدها متوترة وجهها يكاد ينفجر من الحُمرة والغضب و تأتي بحركات
عصبية لا إرادية , تهتم بك كثيراً وتفكر فيك كثيراً وتبحث عنك كثيراً وتحتاج أن
تتواصل معك كثيراً وتجدها رقيقة الروح جميلة الحديث صوتها خافت رومانسي كأنها تهمس
بين شفتيك مقلتيها تلمع والفرحة تكسو تقاسيم وجهها يا صديقي.
لماذا أخاف من المستقبل؟
من منا لا يخاف المستقبل ويشعر بالقلق والخوف وتصيبه أحياناً نوبات من الهلع والخوف كلما فكر في المستقبل والمجهول وهو لا يحمل بين طياته تقدير الذات والقدرة علي مواجهة الحياة ,كل هذا طبيعي لأننا بطبيعتنا البشرية نخشى المجهول والقادم و لكن مستوى الخوف هذا يختلف
من شخص إلي آخر , لأن فكرة الخوف الشديد يخلق بداخلك فكرة الرهبة والسلبية وعدم
الشغف بتحقيق أهدافك في تلك الحياة وتلك هي المأساة في حد ذاتها وعلينا التخلص من
تلك المشاعر السلبية , وعليك إدراك قاعدة مهمة في حياتك أن المستقبل سوف يأتي معه
الخير والشر وأن الحياة مجرد جولات من الصراع حتى نهاية أجلنا , نكسب جولة نخسر
جولات لكن نبقي صامدين حتي نهاية الأمر , وتعاليم ديننا هي خير وسيلة لخلق درع
واقي حولك يمنحك السكينة والطمأنينة والراحة من مشاعر الخوف من المستقبل ودعني
اذكر قول الله عز وجل في كتابه الكريم ( ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ ٱللَّهِ
ۗ أَلَا
بِذِكْرِ ٱللَّهِ
تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ
) وأيضاً ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ
لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) , التحصن بتعاليم ديننا وخلق أهداف
واضحة في حياتنا تغلق الباب أمام وساوس الشيطان في ذلك الأمر لأن المستقبل بيدي
الله وليس بأيدينا وإذا كنت تخشى شيء فردد هذا الدعاء ( اللهم لا نسألك رد القضاء
ولكن نسألك اللطف فيه )
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق