المراهقة وزوج الأخت

المراهقة وزوج الأخت
المراهقة وزوج الأخت

أرسلت لي فتاة في منتصف العقد الثاني من عمرها رسالة تشعر من بين كلماتها بالخجل والحيرة من أمرها حيث لم تذكر لي اسمها بل ختمت رسالتها بحرف م . س 


تخبرني تلك الفتاة أنها يتيمة الأب ولم يكن لها في الحياة سوي والدتها وأختها الكبري وزوجها فقط , لاتتذكر من ذكرياتها مع والدها إلا القليل ولكنه كان طيب القلب وعندما رحل لم يبقي لها سوي بعض الصور القليلة له , ترعرت علي الخوف من تلك الحياة خارج جدران منزلها بين كنف والدتها التي لم تستطع مواجهة الحياة بقسوتها فهرعت تختبيء داخل جدران منزلها مكتفية بالجنيهات القليلة التي كانت تأتي إليها من معاش زوجها الراحل 


كيف فعلت زوجتي هذا الأمر 
 

كانت تخشي علي نفسها وبنتيها من الذئاب التي تحوم حول المنزل في كل لحظة حتي صارت تلك الجدران هي الملاذ والسجن في آن واحد , تلاشت كل العلاقات الإنسانية مع مضي الوقت حتي صارت الوحدة هي رفيقة تلك المراهقة تخشي أن يكون لها أصدقاء حتي في الدراسة تجلس بمفردها صامتة تراقب باقي الفتيات وهن يمرحن ويضحكن دون أن تحاول أن تشاركهن نفس تلك الأفعال , تخشي من قول الناس كما غرست والدتها تلك المشاعر تجاه الآخريين , تمضي الأيام ولايطرق بابهم سوي أختها الكبري وزوجها الذي يعينهم علي متطلبات الحياة 

كانت تشعر أن زوج الأخت هو والدها الفعلي فهو يقوم علي شأنها , كانت تجد الحنان والطيبة في إبتسامته الرقيقة , تسعد حينما يقوم بزيارتهم ويتحدث إليها ليطمئن عن أحوالها , تمضي الأيام وتكبر الطفلة لتصبح مراهقة وتشعر أن شيطان أنوثتها يبدو أنه قد سكن جسدها , يراودها بأحاسيس عجيبة مثيرة لاتدري من أين اتت . تقف أمام المرآة تتأمل جسدها الممشوق تتلمسه برفق تشعر أن هنالك شيء ينبض بشدة يحاول أن يفجر أنوثتها أمام الجميع , لكن كيف هذا وهي تلك الفتاة الخجولة الوحيدة قليلة الكلام تجد نفسها هكذا , أثناء الليل تسكن الهواجس والشياطين فراشها تصارع من أجل عدم التفكير في تلك الأفكار الشيطانية العبثية لتعيد إلي نفسها خجلها الرقيق ولكن دون جدوي فهي تبحث بين جنبات فراشها عن رجل يحتضن هذا البركان الثائر بداخلها ... لكن من هذا الرجل ؟!!


شعرت بترددها وهي تكتب ذلك الجزء من رسالتها حينما أخبرتني أن هذا الرجل ليس سوي زوج أختها والذي صار عشيقها الوهمي في تلك الليالي المثيرة تتخيله في أحضانها كما تتوهم ذلك كثيراً , تروي لي أن نظرتها إلي زوج أختها قد تغيرت كثيراً فهي تتطلع إليه بنظرات فتاة لعوب وأحياناً بنظرات الفتاة التي أعتني بها بعد وفاة والدها , تشعر لالإزدواجية وإنفصام الشخصية وأن هنالك شيطان بداخلها يفعل ذلك , يدفعها دفعاً لإظهار هذا اللوع لزوج الأخت وأنها صارت فتاة مثيرة تحاول أن تبرز مفاتنها أمامه كلما تطلع إليها لكي تثير إنتباهه , لكن في نفس الوقت تخجل كثيراً وأحياناً تبكي ندماً علي ماتفعله ولاتستطيع أن تسيطر علي تلك المشاعر المتضاربة وهي تعلم أن ليس جزاء أختها ولا زوجها أن تفعل ذلك .

دموع الليل من القصص الواقعية

من المشاكل المألوفة في مجتمعنا العربي أننا نخجل أن نتحدث إلي أطفالنا في مرحلة المراهقة وأن نكون لهم أصدقاء نمنحهم الأمان في الحديث عما يجول بخاطرهم بدون خوف , علينا أن نتحدث ونعلمهم ماهي المراهقة وماهي التطورات الجسدية والنفسية المقبل عليها كل فتي وفتاة حتي لا يلجأ إلي مصدر آخر لكي يدرك ما يحدث له , من المعروف طبياً أن الهرمونات التي تبدأ عملها تثير أشياء كثيرة يتعرف عليها المراهق ويبحث لها عن تفسير فربما يلجأ لأصدقاء السوء أو عالم الإنترنت وينجرف نحو مشاهدة الأفلام الإباحية التي تغذي تلك المشاعر وتحثه أن يبحث عن رفيق يمارس معه ذلك حتي ولو كانت مجرد تخيلات لا أكثر , ربما كان خير علاج لتلك المشكلة هي التقرب إلي الله والتحصن بما أمرنا الله ورسوله لكي نتجنب كل تلك المشكلات , علينا أن نصادق أطفالنا ونحثهم علي القراءة وممارسة الهوايات حتي لا يجد الوقت في التفكير في ذلك الأمر .


أختي العزيزة إنها مجرد أوهام وشياطين تجدك ضعيفة لتدفعك نحو الرزيلة وعليك أن تتقربي إلي الله أكثر وتحاولي أن تتحدثي إلي والدتك وتهتمين بحياتك كفتاة تبحث عن مستقبل أفضل , الوقت سوف يمضي وتتجاوزين تلك المحنة بسلام .

بقلم الكاتب الدكتور

محمد عبدالتواب

Post a Comment

Previous Post Next Post