 |
| هذا ما يفعله خطيبي |
أنا فتاة ابلغ
من العُمر حوالي اثنان وعشرون عام في حين أن خطيبي يبلغ من العمر حوالي الثلاثين عاماً
ولقد مضي علي خطوبتنا تلك حوالي عامان حيث ما زلت ادرس في الجامعة في حين أن خطيبي
حاصل علي دبلوم فقط , لم يكن بحياتي قبل خطيبي هذا أي شخص وكنت دوماً انتظر فارس أحلامي
الذي يشاركني كل تلك المشاعر المختزنة بداخلي , مما دفعني ذلك بأن سوف يأتي يوم اشعر
بكل تلك الأحاسيس التي ترغب بأن تشعر بها أي فتاة مع شخص تحبه حيث يكلل هذا الحب بالزواج
والسعادة في نهاية الأمر كما أظن أنا .
في العام الأول
من الخطوبة كان لديه محل يعمل به لكنه شاءت الأقدار أن يغلقه نتيجة الديون التي تراكمت
عليه , لم يجد خطيبي هذا فرصة أخري غير أن يتجه إلي أن يعمل في شركة ما وهذا لم يغير
في الأمر شيء معي , اخبرني بأنني لن أعمل عندما يتزوج بي حيث أنني بالفعل أعمل بجانب
دراستي منذ أن كان عُمري لم يتجاوز الخامسة عشر عاماً , في واقع الأمر لم أخالفه الرأي
في هذا , ربما رغبة مني بالراحة بعد الزواج حيث بدأت أشعر معه بالطمأنينة والراحة
, عندما مضت فترة وجيزة عن خطوبتنا صار أكثر جرأة بالتقرب مني حيث صار يطلب ويلح في
أشياء لا تحدث إلا بين المتزوجين فقط , لا
أكذب عليك لقد منحته بالفعل القليل مما يشتهي بحجة أنه سوف يكون زوجي فيما بعد .
كان يحاول جاهداً
أن يفعل أشياء بسيطة لإسعادي في بداية الأمر , لكن بعد فترة وجيزة من خطوبتنا تلك بدأ
يبث همومه التي تثقل كاهله بسبب تراكم الديون عليه وأنه دائماً في حيرة بسبب ذلك مما
دفعني بأن اعرض عليه بعض المبالغ الذي كنت قمت بادخارها سابقاً لمستلزمات الزواج ,
في البداية كان يرفض هذا الأمر بشدة ويغضب وأن هذا يمس كرامته كرجل , لكنه كان يقبل
في نهاية الأمر , هكذا صارت الأمور وصار يطلب مني المزيد بكل جرأة أن امنحه كلاً من
المشاعر الملتهبة التي صار لا يفكر سوي كيف يقتنص منها المزيد والمزيد من الأموال لسداد
دين ما , في كثير من الأحيان كنت أخبره بأنني لا أملك هذا المال , كان يغضب ويثور وينفعل
علي كأن هذا حق مكتسب له , تتغير طريقته في التعامل معي ما بين خصام وجفاء وبرودة في
المشاعر ولا يعود إلي طبيعته إلا عندما يحصل علي هذا المال مني وللأسف والدي لا يعرف
شيء عن هذه الأموال التي يقترضها مني ولا يسددها ثانية وأنا في حيرة من أمري في هذا
الشأن.
في الآونة الأخيرة
شعرت أنه يماطل في زواجنا هذا حيث لم يفعل شيء في منزلنا منذ عامين وصار يكذب كثيراً
ويتهرب من تحديد ميعاد مع والدي علي الزواج ولا يبغي مني شيء سوي المال وما يشتهيه
الرجل من المرأة , في ليلة ما قررت أن اهاتفه وأبلغه أنني لن استطيع الارتباط به وعلينا
الانفصال في هدوء مما جعله يحاول بكل الطرق أن اعدل عن قراري هذا مما جعلني في حيرة
من أمري هذا , قلبي يرغب في منحه فرصة ثانية وعقلي يرفض هذا الأمر.. ماذا تفعل لو كنت
مكاني ؟!!
سؤال جيد وإجابتي
قاطعة الانفصال بدون أي تردد لأن هذه الزيجة تمتلك كل مقومات الفشل بل الخسارة الفادحة
والتي تظهر في الأفق منذ اللحظة الأولي وهذا خطأ الكثير من الفتيات حينما يستسلموا
لتلك القرارات العاطفية التي تنقش بحروف لا يمحيها الزمن قصة فشل تدوم وتحطم كل شيء
جميل في حياتك , الزواج شراكة مبنية علي التكافؤ والمصارحة ومعرفة دور طرف .
في الكثير من المواقف
التي تتعلق بمصيرنا علينا أن نفكر بروية ومن باب المنطق وليس من باب العاطفة وعلينا
خلق سيناريوهات متوقعة لنتائج قراراتنا تلك والمترتب عليها الكثير من الأمور وتأثيرها
علي من حولنا وبخاصة قرار الارتباط والزواج , فالانفصال في حالتك تلك أمر واجب وليس
اختياري لأن هذا الشخص لا يملك مقومات الرجل الذي يعتمد عليه , المرأة ترغب دائماً
في الاستقرار والأمان والرجولة بمعناها الحقيقي من تحمل المسؤولية بكل أشكالها بجانب
الحب والمشاعر .
هذا الشخص يستحل
له حق ليس مسموح له من أفعال بينكم والخطأ هنا بلا أدني شك خطأك أنت من حيث قبولك التمادي
في هذا الأمر الذي يبدأ بلمسة وينتهي بكارثة بحجة أنه خطيبك وهذا لا يصح مما جعل نظرته
إليك أنك فتاة رخيصة ساذجة تمنحه أشياء بدون وجه حق وبدون اعتراض, الأموال التي يقترضها
منك بدون أن يسددها تجعلني أقولها بكل ثقة أنه ليس جدير بتحمل مسؤولية وأنك سوف تتحملين
تبعات ما يحدث بعد الزواج من انفاق عليه وعلي أطفال ليس لهم ذنب سوي أب فاشل تتراكم
عليه الديون وأم لا حول لها ولا قوة .
علينا أن نختار
شريك الحياة بكل واقعية وليس بشعارات الحب لأنني أؤمن بأن الحب الذي يأتي بعد الزواج
أقوي أنواع الحب لأنه مشاركة من طرفين في تحمل المسؤولية والحفاظ علي عش الزوجية وأطفال
تتفتح في بستان هذا الحب بكل براءة وسعادة ... تصحيح الخطأ أفضل من المضي قدماً في
الخطأ .
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
إرسال تعليق