هل فعل الجن هذا بذقن جدي؟

هل فعل الجن هذا بذقن جدي؟
 هل فعل الجن هذا بذقن جدي؟

في أحد زياراتي لبيت جدي وجدتي كنت سعيداً للغاية لأنني سوف أعود إلي أشياء افتقدها منذ الزيارة السابقة وخاصةً تلك الشجرة الضخمة التي تقع في منتصف المنزل وهي شجرة التوت حيث كنا نصعد إلي سطح المنزل لكي نجمع حبات التوت من تلك الشجرة أنا وأبناء خالتي أثناء وجودنا في الأجازة الصيفية, كانت تلك الشجرة في منتصف باحة المنزل حيث أجد تلك الصفائح التي تجاور الدرج إلي سطح المنزل حيث يقبع بداخلها أزواج الحمام حيث أسترق السمع لهدير ذلك الحمام الذي كان يمنحني شعور غريب بأن ذلك الحمام قد يحمل بين أجنحته غموض هذا المنزل الذي يتناثر في جوانبه الكثير من الأسرار التي مازلت لا أعلمها حتى تلك اللحظة


 كان بجوار منزل جدي هذا منزلاً قديم مهجور منذ أمد بعيد لكنه ليس من الطوب اللبن لكنه مبني من الطوب الأحمر ونوافذه المتهالكة وأعمدة الحديد التي تغطي تلك النوافذ, كنت أراقب هذا المنزل فوق سطح منزل جدتي ربما اجد به شيء ما ولكنني لم أكن أجد سوى تلك الفئران التي تعبث في المكان وتلك الثعابين التي تترقبها لكي تنقض عليها وتلتهمها بدون أي رحمة.

إقتحمت غرفة جدي لكي أخبره أنني سوف أقضي معه بعض الوقت لكي يمنحني بعض الحلوى من ذلك الدولاب الصغير ذات اللون الأزرق ولكن الغرفة كانت مظلمة وجدي نائم ولم يشعر بوجودي, إقتربت من جدي لكي أقبل جبينه وأقبل يديه وهو نائم وعندما إقتربت من وجهه في الظلام فوجدت شيء غريب في ذقن جدي حيث كانت إلي حداً ما مضيئة بعض الشيء كأنها تصدر ضوءاً ما لونه ناصع مثل حجر كريم يضيء في الظلام ليمنحك شيء من الروحانيات.


تعجبت لهذا المنظر وتسألت لماذا ذقن جدي تشع القليل من هذا الضوء وما

السبب الذي جعل تلك الذقن هكذا؟

ذهبت إلي جدتي مهرولاً ومسرعاً كأنني قد إكتشفت شيء للتو و يبدو على ملامحي علامات الاندهاش والتعجب مما رأيته قائلاً :

ــ جدتي هنالك شيء غريب في وجه جدي لا أعرفه ... إنه شيء عجيب بالفعل

ــ وماهذا الشيء الذي رأيته في وجه جدك ؟!!

ــ إنها ذقن جدي تسطع بتوهج غريب لم أشاهده من قبل .. كيف هذا جدتي ؟!!

حينئذاً إبتسمت جدتي حيث أطلقت ضحكتها الرائعة وهي تتأمل ملامحي وأنا أخبرها بذلك كأنني قد إكتشفت شيء خطير للتو ربما يشبه ما قرأته في حكايات ألف ليلة وليلة.

ــ ألم تشاهد هذا من قبل ؟!!

ــ بلا جدتي فهي المّرة الأولي التي أشاهد ذقن جدي هكذا ... أخبريني لماذا ذقن جدي هذا تبدو مثل المصباح الصغير المتوهج هكذا ؟!!

ــ سوف أخبرك صغيري ولكنه سر بيني وبينك فقط ... عندما كان يعمل جدك في البوليس كان عائداً في أحد الليالي في الشتاء والجو شديد البرودة قارص والطريق خالي من المارة مٌظلم لا يكاد جدك يري شيء في ذلك الطريق لكن فجأة ظهر شخص ما أمامه حيث صافح جدك كأنه يعرفه معرفة جيدة قائلاً :

ــ طاب مساؤك يا عبد الفتاح

ـــ طاب مساءك أيها الرجل .... كيف حالك ؟!!

ــ أسير في الطريق لأنني أحب ليالي الشتاء المُظلمة


ثم رحل الرجل دون أن ينبس بأي كلمة أخرى حتى تعجب جدك من هذا فهو لا يعلم من هذا الشخص الذي ظهر له فجأة في قلب الظلام ثم غادر فجأة أيضاً حتي أن جدك من كثرة التعجب قد أمسك بذقنه تلك بنفس اليد التي صافح بها الرجل قائلاً :

ــ ياتري من هذا الشخص ؟!! .... أنا لا أعرفه أين إختفى تحت جنح الظلام

منذ تلك اللحظة ونحن نري ذقن جدك هكذا تشع ضوءاً في الظلام ولا نعلم سبب

هذا ولا نعلم من كان هذا الرجل وهل كان إنسياً أم من الجن, في ذلك الوقت كان الظلام يغلف كل شيء من حولنا ولا يدع لنا فرصة أن نفهم ماذا يدور من حولنا فالظلام كان عالم مٌختلف يضم الكثير من الأشياء التي بدأت تختفي مع انتشار الكهرباء في المنازل والطرقات.

كنت أتعجب كيف يحدث كل ذلك لجدي وماهي قدرته علي تحمل كل هذا ؟!! وهل بالفعل كل تلك الأحداث قد منحته تلك القسوة والصلابة في أفعاله ؟!! ربما هذا صحيح وربما لا

بقلم الكاتب الدكتور

محمد عبدالتواب


 

حقيقة أسطورة الرصد في مقابر مصر القديمة

Post a Comment

Previous Post Next Post