المرأة العجوز والحنان المفقود |
إنها سيدة في أواسط العقد الثامن من العمر لديها من الابناء ثلاثة وابنة واحدة
تمكث معها طوال الوقت لرعايتها الإعتناء بها مما دفعها أن تري أنها لابد أن تكافيء
تلك الابنة علي ماتقوم به تجاها
البعض من أبنائها لم يحاول أن يلومها علانية
ولكن الابن الأكبر غضب لذلك الأمر بشدة وقرر أن يخوض حرب ضروس لإرغامها علي
التراجع عن ذلك القرار
الأحداث تبدو قديمة مثل تلك التجاعيد
التي ترتسم علي وجهها الشاحب الحزين والدمعة التي لاتفارق مقلتيها بسبب ذلك الابن
الذي تسيطر عليه زوجته وتحاول دائماً أن تزرع الكره والبغض في فؤاد زوجها تجاه أمه
وأخوته
الأنانية والسباب هما دائماً عنوان الحوار بينهما رغم أنها دائماً تحاول
البحث عن الحنان المفقود بين كلماته لكنها تفتقده بشدة , الزوجة تفعل أعمال السحر
دائماً حتي تستقر الكراهية في قلبه فيقسوا عليها بشدة كأنه يراها شيطان رجيم أمام
عينيه
هكذا روي لها الشيوخ أنها تزيد من أعمال الشر والأحزان والبكاء المستمر
والخراب لها وباقي أبنائها حتي يشفي غليلها من تلك السيدة العجوز , الابن يهاجمها
يريد أن يأخذ نصيبه من المنزل التي قامت بتشيده بيديها في أيام لم تجد ما يسد
جوعها , زوجة الابن تريد أن تهدم ذلك المنزل أمام أعين المرأة العجوزة ولتذهب إلي
الجحيم المهم النصر لها في نهاية الأمر
حاولت العجوز أن تدافع عن منزلها الذي
يوفر لها الستر بعيداً عن أعين المارة ولكن الابن يسبها ويتهجم عليها بالضرب
والصراخ في وجهها , يهددها طوال الوقت بأنه سوف يتهمها بالجنون ويثاضيها في
المحاكم
يغيب عنها بالأشهر لكنها تشتاق إلي رؤيته وسماع صوته رغم معارضة الجميع
, ربما لأنها أم وهذا هو أول من رأيت عينيها فلاتستطيع أن تقبل فكرة أنه يفعل بها
كل ذلك
المرض قد فرض سطوته عليها بشدة فإشتاقت إليه وعندما
هاتفته بما صار لها لكي يأتي لزيارتها , أتي كعادته متأخراً يكيل لها السباب
والشتائم لها ولباقي إخوته وأنه سوف يهدم المنزل لكي ينال نصيبه بالرغم أنها
مازالت علي قيد الحياة
الجميع غاضب ويرفع لواء الحرب تجاه بل ومنعه من رؤيتها أو
دخول المنزل ثانية وإذا أرادت رؤيتها تذهب هي إليه لكي يكيل لها المزيد من السباب
والشتائم لها أمام أعين زوجته وأولاده , تجد نفسها عاجزة حزينة تشعر بالأسي وعدم
الرغبة في الحياة
لاتملك شيء من المقدرة لتستعيد ذلك الحنان المفقود من ولدها
البكر , في الواقع شعرت بالحزن تجاها والعجز في تغيير أطماع البشر ولم أجد حل
واقعي لتلك المشكلة ... إذا رغبت في كتابة رأي أو حل لتلك المشكلة فلا تتردد في
ذلك لعلها تقرأه أو يقرأه ذلك الابن القاسي فيجد منبع الحنان قد
عاد يروي ظمأ تلك الأم العجوز
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبد التواب
( الكلمات المفتاحية )
Post a Comment