الوحدة القاتلة

الوحدة القاتلة
الوحدة القاتلة
أرسل لي صديق في منتصف العقد الخامس يروي لي مابداخله بدون أن يبوح لي من هو ولكني في واقع الأمر عندما قرأت كلماته شعرت أنه يتحدث عما يجول بخاطري من مشاعر متضاربة نحو مايدور بداخلي أيضاً , أحاسيس تتشابك مع بعضها البعض تتلامس مع نمط حياتنا اليومية التي تصير باهتة يميل لونها تجاه الألوان القاتمة التي لا تبعث بداخلنا روح السعادة ولا نسمات الإقبال علي الحياة , هكذا تمضي الحياة بدون كلمات الوداع أو الفراق مع من يشاركنا درب الحياة فقط مجرد 
لحظات عابرة مع نظرات تائة تعمق مشاعر الوحدة بداخلنا فقط


يروي لي هذا الرجل أنه يشعر بأنه علي وشك الإنهيار والإستسلام  ورفع الراية البيضاء في نزاله أمام الحياة الذي أنهكه كثيراً حتي صار لايقوي علي المزيد من الضربات الموجعة المتسارعة والمتتالية دون أن يلتقط أنفاسه 

 الشعور بالوحدة والإغتراب بداخله يزداد يوماً بعد يوماً حتي صارت جدران ضخمة شاهقة تضيق كل يوم من كل جانب وتزداد الظلمة من حوله كأنها جدران سجن تعصر ما تبقي من أمل بداخله

 

 إنه لايدرك ما ألم به ولماذا وأين فرت السعادة بدون عودة إلي فؤاده الذي يئن من فيضان الأحزان ومشاعر الغربة التي تنمو بداخله مثل الغابات الكثيفة المتعانقة الرطبة التي تتصارع نباتاتها المتوحشة لكي تصل إلي بصيص من الضوء 

 العمر يمضي مهرولاً نحو الغروب وتختفي أضواء السعادة وذكريات الطفولة المبهجة بما تحمله من مشاعر حب نقي وحنان دافيء لايجده في وجوه من حوله 

 حتي من كان يظنهم أصدقاء رحلوا ومضوا في دروب الحياة بدون وداع أو دموع فراق ولم يبقي منهم سوي القليل من الذكريات , يشعر بالعجز في التعامل مع البشر كأنه كائن آخر أو شخص غريب الأطوار لايمكن أن يكون هنالك شخص يحمل القليل من الإنسانية كما يظن هوا
الحياة والمرأة: هذا ما يفعله خطيبي : قصص واقعية


 بداخله مشاعر أن علي كتفه جبال من الهم والحزن الذي يئن أسفله وأن عليه أن يطيع من حوله حتي يعيش في سلام وأن يفعل مثل باقي البشر حتي يمنحوه بعض الرضا وهذا يدفعه بشدة نحو الإكتئاب المزمن وعدم القدرة علي إقتناص القليل من السعادة بل يدرك أنه مجرد عابر سبيل لن يهتم أحد بغيابه أو فراقه حتي صار يفكر كثيراً في إيجاد أرض جديدة نحو السماء بدون ألم أو أحزان أو فراق أو يلومه البعض 

 إنه يريد السلام بداخله ولكنه لايعلم كيف يدرك الدرب نحو السماء وقد سأم الحزن والوحدة والغربة التي تلقي بظلالها علي كلماته الحزينة وقد اتي إلي مهرولاً يظن أنني تاجر السعادة ولايعلم أنني رفيق درب لا أكثر
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب 

( الكلمات المفتاحية )

مشاكل أسرية مشاكل اجتماعية الخيانة الزوجية العلاقة الزوجية قصص زوجية مشاكل زوجية محرجة العلاقه الحميمة علاقة زوجية صحيحة قصص واقعية حقيقية حزينة

Post a Comment

Previous Post Next Post