حكايات معركة "نزلة الشوبك" ضد الإحتلال الإنجليزي |
نزلة الشوبك هي قرية سطرت بدماء أهلها
صفحات منيرة في التاريخ عن الكرامة والرجولة والإقدام رغم كل شيء حيث هب رجالها للتصدي
للاحتلال الإنجليزي وجنوده بـدون سلاح مجرد فؤوسهم التي يحرثون بها الأرض الطيبة سجل
التاريخ تلك الومضة من العزة عيداً قومياً لمحافظة الجيزة
تاريخ مصر مليء بصفحات النضال
والبطولات الحقيقية والتي لا يهتم به الأحفاد الآن , حكايات تروي لنا شجاعة من ضحوا
بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة من أجل مصر وحرية واستقلالها أصبحوا الآن في طي النسيان
ولم يعد يذكرهم أحد.
تحتفل محافظة الجيزة بعيدها القومي
يوم 31 مارس حيث يوافق مرحلة هامة في تاريخ مصر
وجولة من مقاومة الاحتلال من خلال أبناء مصر الطيبين البسطاء والذين تربوا على
الكرامة والدفاع عن الشرف والأرض مثل هؤلاء الأبطال من قرية ( نزلة الشوبك ).
تبدأ الحكاية في قلب تلك القرية مثل باقي
الحكايات التي صاحبت ثورة 1919 من زخم وعنفوان الشباب , الثورة مشتعلة ضد قوات الاحتلال
الإنجليزي في مصر كلها من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، بسبب نفي سعد زغلول باشا
ورفاقه من مصر إلى مالطا، وفي يوم 30 مارس 1919 هب أهالي قرية ( نزلة الشوبك) التابعة لمركز البدرشين بمحافظة الجيزة بقطع قضبان
السكك الحديدية وخلعها وإلقائها بترعة الإبراهيمية وذلك بعد معرفتهم بأن قطارا محملاً
بالجنود الإنجليز والعتاد والذخيرة لإخماد ثورة أهالي المنيا الثائرين ضد الإنجليز
واستعمارهم للبلاد وأن هذا القطار سوف يخترق قريتهم متجهاً نحو الجنوب نحو أهالي
المنيا لإخماد ثورتهم .
وبالفعل اقترب القطار من محطة القرية لكنه
توقف قبل دخول المحطة بعد أن علم قائد القطار بقطع الطريق، وهجم الأهالي بالفؤوس والعصي
والبلط وكل ما طالته أيديهم على الجنود الإنجليز بالقطار، فقتلوا منهم الكثيرين، يقال
إن قتلى الإنجليز بلغ عددهم حوالي 56 جندياً وكانت النتيجة أن هجمت قوات الاحتلال الإنجليزي
الغاشم على القرية، أمطروا الأهالي بوابل من النيران الغاشمة ، ولم يكتف جنود الاحتلال
بذلك واستباحوا القرية نهباً وسلباً وحرقاً المنازل والحقول وحظائر المواشي ومخازن
الغلال والمحاصيل الزراعية، واعتقلوا العشرات من شباب قرية ( نزلة الشوبك ) الذين كانوا
يتصدون للقوات الإنجليزية بالفؤوس والعصي ، بينما كانت سيدات القرية تطلق خلايا النحل
تجاه قوات الإنجليز دفاعاً عن أنفسهم.
استمر هجوم جنود الاحتلال الغاشم على القرية
اليوم التالي الذي يوافق 31 مارس 1919 حيث قام الإنجليز بالقبض علي بعضا من أهالي القرية
ونزعوا عنهم ملابسهم وأطلقوا عليهم النيران،
كما قتلوا العديد من نساء وأطفال القرية التي ضربت أعظم الأمثلة في الجهاد والكفاح
ضد المستعمر الغاصب، ووسط هجوم الإنجليز واستباحتها منازل الأهالي البسطاء العزل تجلت
أروع صور الفداء والبطولة من نساء القرية اللاتي فضلن الموت برصاص الإنجليز على أن
يدنس الأعداء شرفهن .
Post a Comment