حزام الصمت وظواهر غريبة لم يفسرها العلم حتى الآن |
منذ أكثر من قرنين من الزمان قد بدأت نظريات الظواهر الغريبة التي تسجيلها
تخلق عالم من الغموض وحماسة البعض في تتبعها وربطها سوياً لفرض جدلية ما مثل
الكائنات الفضائية و قارة أطلنتس وعلاقتها بالحضارة المصرية القديمة , هكذا صارت
النظريات تتشكل حول بقعة الظواهر الغريبة مثل العلاقة بين مثلث برمودا والذي
يقع على خط عرض واحد مع العديد من أماكن الظواهر الغريبة مثل تلك البقعة
العجيبة التي يطلق عليها حزام الصمت .
حزام الصمت :
تقع تلك المنطقة الغامضة في صحراء (مابيمي) في شمال المكسيك حيث تم
تحديد هذه المنطقة بين مدينة ( سان خوسيه ) ومدينة (موهانو) وذلك على خط طول
27 , وأول من لاحظ هذه الظاهرة الغريبة هو الطيار "فرانشيسكو سرابيا" الذي
كان يطير فوق هذه المنطقة سنة 1930 حيث تفاجأ بأن معدات الاتصال قد تعطلت
داخل تلك الحدود , هنالك تجد ظواهر غريبة وعجيبة لا يمكن تفسيرها مثل أن يفقد
النمل اتجاهه وتضل الطيور طريقها في السماء وتدور الكلاب حول نفسها بلا عواء
في حالة تشبه الهستيريا , أيضاً من المشاهدات العجيبة أن تلك البقعة لا تظهر
في الصور الجوية والفضائية من خلال الأقمار الصناعية .
هي منطقة بيضاوية شاسعة يطلق عليها العلماء "حزام الصمت" حيث لا تسمع
فيها صوتاً للريح أو عواصف الغبار أو صهيل الخيل أو حتى إنسان يصرخ على بعد
مترين فقط . تلك البقعة العجيبة قريبة من قاعدة عسكرية أمريكية حيث تخترق
الطائرات العسكرية جدار الصوت على ارتفاع منخفض ولكن دون ضجيج يذكر, كذلك من
الظواهر العجيبة لتلك المنطقة عدم القدرة على الاتصال بأي وسيلة داخل
حدودها الواضحة , فلا يوجد أي إشارات لاسلكية ولا يمكن التحدث بالهاتف أو
التقاط إشارة راديو أو إشارة تلفزيون, أيضاً لا يمكنك استخدام الجي بي إس ولا
تستطيع الأقمار الصناعية اختراقها ورؤيتها بوضوح.
إنها منطقة منعزلة تمامًا عن العالم الخارجي الإلكتروني الحديث ولا يعيش بها
أي إنسان أو حيوان, إنها مجرد فراغ يسكنه الصمت لذلك سُميت “حزام”، لأنها تقع على نفس خط العرض مع مثلث برمودا والذي يقع على نفس خط العرض
لمصر مخترقة منطقة الجيزة مما يرسم بأذهاننا علامات استفهام كثيرة, إنها
بالفعل منطقة خطرة مما جعل الحكومة المكسيكية تضع على حدودها لافتة كبيرة
بالإسبانية تحذر المقبلين على الدخول إلي داخل تلك البقعة الشيطانية (Zone del silencio )
بداية الظواهر الغريبة :
لقد بدأت تلك الظواهر الغريبة حينما أتى إليها بعض المهاجرين من أجل
الاستيطان فيها حيث لاحظوا عدة ظواهر غريبة وملفتة للأنظار مثل كثرة الشهب في
الليل واختفاء الحشرات تماماً والانقطاع الدائم للكهرباء وعدم وصول الإرسال
التلفزيوني إلي تلك البقعة , أيضاً كثرة الكرات الحديدية والمغناطيسية
المتناثرة والمتبقية من الشهب والنيازك المتساقطة منذ آلاف السنين .
يعتقد بعض العلماء أن الظواهر الغريبة التي تم ملاحظتها في حزام الصمت ليست
إلا نتيجة طبيعية لرسوبيات مغناطيسية أتت مع الشهب والنيازك أو جيولوجية
تتركز تحت الرمال ورغم أن هذا التفسير يناسب اختفاء البث التلفزيوني
والراديو في تلك المنطقة ( وهي ظاهرة عرفت في أماكن كثيرة حول العالم ) إلا
أنه لا يفسر اختفاء الصوت على بعد مترين فقط !!
بداية أبحاث العلماء :
حاول العديد من العلماء و المتخصصين و المستكشفين القيام بكشف سر أو لغز
تلك المنطقة و كنتيجة لذلك فقد لاحظوا بعضاً من أنواع الظواهر الغير
مفسرة أو الغربية فيها ، من ضمن أبرز تلك الظواهر الغريبة أو الشاذة التي
تنفرد بها هذه المنطقة من العالم هي الموت المفاجئ والجماعي للحيوانات في تلك
البقعة بالتحديد ، و ذلك بالطبع دون أدنى سبب واضح أو ملموس لهذا الموت
الجماعي , فمن يضل طريقه من الحيوانات البرية ويدخل إلى حزام الصمت بالخطأ
تكون نهايته الموت المحقق.
قد لاحظ الباحثين أيضاً أن الحيوانات النافقة تتشكل في مجموعات كبيرة في
أجزاء من المنطقة سواء في جماعات أو فرادى , لكن العجيب في الأمر عدم وجود
سبب ظاهري أو اكلينيكي ظاهرة الموت الجماعي مما أثار دهشة الباحثين فلا توجد
أي آثار بشرية تدل على عملية الصيد , كذلك لا توجد فرائس لتقتل تلك الحيوانات
بدافع الشعور بالجوع أو الصيد ، لأن ببساطة تلك الحيوانات قد فارقت الحياة
وهي سليمة تمامًا ولا يوجد عليها أي آثار تدل على موتها ,
الأشد غرابة من ذلك حتى بعد نفوق تلك الحيوانات لا تجد من يتغذى على جيفتها
أيا من أنواع الحيوانات المعروفة الأكلة للجيف مثل السباع أو النسور و ما إلى
غير ذلك .
كما قد لاحظ الباحثين أيضاً بعضاً من أنواع الظواهر الشاذة الأخرى ، و ذلك
فيما هو متعلق بالحيوانات الأليفة , ففي إحدى البعثات المستكشفة لتلك البقعة
قد خيمت في هذه المنطقة لدراستها وكان هناك كلب مرافق لبعض أعضاء
البعثة ، ظهرت على الكلب بعض التصرفات الغريبة مثل التفافه حول ذيله أو
النباح بدون مبرر و ظهور علامات الخوف والفزع وفي صبيحة اليوم التالي
لم يعثر أعضاء البعثة على هذا الكلب ، و الذي ربما قد ترك المنطقة أو ربما قد
نفق في مكان ما.
ومن المشاهدات أيضاً الغريبة للباحثين حينما قاموا بوضع سلحفاة داخل
حزام الصمت فلم تتصرف بعقلانية أو على طبيعتها أبدًا, بل وجدوها تنقلب على
ظهر صدفتها الضخمة، وظلت خارج صدفتها تنظر وتحدق نحو الشمس الحارقة ولم يجد
أحد تفسير واضح لهذا الجنون المريب .
من طبيعة الطيور أنها تمتلك أفضل بوصلة طبيعية بين جميع الكائنات، بل إنها
أفضل من أجهزة الإنسان نفسه. وهي لا تضل طريقها الطويل أبدًا عند القيام
بالهجرة لمسافات كبيرة, وهي بطبيعتها تعتمد بالأساس على الأقطاب
المغناطيسية للأرض لتحديد وجهتها على الرغم من ذلك، لاحظ العلماء حيرة الطيور
التي تعبر فوق منطقة حزام الصمت, فبعض الطيور تبدأ في الطيران في الاتجاه
الخاطئ، ولا يرجع لها اتزانها سوى بعد الخروج من المنطقة، إن خرجت, والبعض
الأخر يبدأ في التصادم والتساقط .
في عام 1985، قررت مجموعة من المستكشفين الشجعان إلى الذهاب في رحلة طويلة
إلى المنطقة المريبة. وكان من المقرر المكوث نحو عشرة أيام. إلا إنهم فروا
هاربين بعد ثلاثة أيام فقط. بعد أن شعروا بالإعياء والمرض فجأة وقد عانى
البعض منهم من الهلوسة و ظهور عدداً من سحب الدخان فوقهم مباشرة حتي أن أحدهم
د صرح قائلاً “ظهرت علينا علامات التعب والإرهاق الشديد بسرعة، كما عانى الكثير منا أنواع
من الهلوسة القوية وشعرنا كما لو أن أحدًا يدفعنا للجنون والخروج سريعاً من
تلك البقعة المريبة, أنا أثق بأن الشيطان وعرشه موجودان هناك بلا أدني شك ”.
حكايات السكان المحليين :
خارج حزام الصمت، يعيش بعض السكان المحليون على مقربة وهم يعلمون خطر تلك
المنطقة، ويهابون منها منذ الصغر وقد شاهدوا بعض الظواهر الغير طبيعية تحوم
فوق سماء حزام الصمت وحسب روايتهم فبعضهم قد شاهد أجسام دائرية غريبة تحلق
فوق المنطقة تشبه الأطباق الطائرة الحديثة جدًا, واحياناً أخري قد شاهدوا سحب
كثيفة من الدخان يكسوها العديد من الألوان وأكثرهم اللون الأخضر وهذا ما يشبه
الألعاب النارية أو المفرقعات بألوانها وأشكالها تحوم فوق المنطقة , كما ظهرت
بعض الأجرام السماوية الغير متعارف عليها بوضوح فوق المنطقة.
إنها قصص تبدو أقرب إلى الخيال، ويؤكد جميع من شاهدها بأنها مرعبة لشدة هول
المنظر العجيب في السماء, في رواية أخرى للسكان القريبين تم مشاهدة كرات
نارية تتشكل في السماء بشكل سريع ثم تختفي فجأة , كذلك أكد البعض مشاهدته
للأشباح المرعبة التي تتحرك وحدها وسط هذا الخلاء.
أيضاً من ملاحظات السكان المحليين وجود بعض العلامات والرسومات الغريبة
الموزعة على أطراف الصحراء القاحلة كما لو أنها نقوش تعود إلى زمن بعيد رغم
التأكد من عدم قيام أي حضارة بتلك المنطقة, البعض منها عبارة عن أشكال على
الأرض من الصخور الصغيرة، يشكلون منظر كبير غير مفهوم مثل عدة دوائر متداخلة
أو ما يشبه الحروف القديمة وكأنها علامات تشير إلى شيئًا ما, ويُعتقد أنها
مزحة سخيفة من بعض السياح ولكن بسبب قلة السياح الذين يمتلكون الجرأة الكافية
للدخول إلى المنطقة لا يمكن الاعتماد على هذا التفسير.
ويتابع بعض السكان المحليين حديثهم عن تلك المنطقة الغريبة أن بالرغم هذه
المنطقة الطريق المثالي في حزام الصمت لمهربي المخدرات والمجرمين، فهم لا
يجرؤون على استخدامه فلن يمكن اكتشاف أي عملية تهريب أو جريمة تحدث بتلك
المنطقة لانعدام وسائل الاتصال فيها ولن يتمكن حرس الحدود من القبض على
المجرمين حتى وإن اكتشفوهم, بالفعل إنها منطقة مثالية بجدارة ليحتمي بها رجال
العصابات ورغم ذلك لم تسجل أي محاولة لتهريب المخدرات أو تواجد رجال العصابات
داخل تلك المنطقة.
حوادث غريبة :
من غير الطبيعي أن يغير الصاروخ مساره المفترض ليصطدم منطقة حزام الصمت
ولكن ذلك ما حدث بالفعل في يوليو 1970 حين أراد الجيش الأمريكي اختبار صاروخ
يدعى “أثينا”، يحتوي على عنصر الكوبالت وهو عنصر صلب يدخل في تصنيع بعض أنواع الصواريخ
الحربية وكان على الصاروخ المرور بسلام بجانب المنطقة متجهًا نحو هدفه
المفترض ولكن بدلًا من ذلك اتجه الصاروخ نحو حزام الصمت مباشرة وانفجر بها
عند تلك النقطة قرر فريق من العلماء استكشاف المنطقة، لكي يعثروا على بقايا
صاروخ محطم آخر يدعى “ساترون”.
تفسيرات ونظريات حول حزام الصمت :
يحيط الأرض مجال كهرومغناطيسي يحميها من أشعة الشمس الضارة وله فوائد أخرى
عديدة وكثيرة ومن ضمن تلك التفسيرات والنظريات هو وجود شذوذ طبيعي يحوم
فوق المنطقة وهذه النظرية قد تفسر اضطرابات الحيوانات التي تستشعر
المجالات المغناطيسية الخفية خاصة الطيور لأنها تستعين بها في الطيران وقد
تتمكن أيضًا من تفسير الظواهر الغامضة لسماء حزام الصمت، وانعدام كافة وسائل
الاتصالات الحديثة تمامًا كمثلث برمودا ولكنها بالتأكيد لا تفسر موت
الحيوانات الجماعي، ولا تفسر النقوش القديمة.
نظرية وجود حياة خارج كوكب الأرض تزداد شعبيتها كل يوم، وطالما اقترنت هذه
النظرية بتفسير غموض حزام الصمت يعتقد البعض أن الكائنات الفضائية
لديهم ممر سري داخل حدود المنطقة وهو ممر عميق للغاية يسمح لهم بالتنقل
داخل وخارج الكوكب في صمت وقد عملوا على تشويه صورة المنطقة لكي يرعبوا الإنسان
ويمنعه من الاقتراب والتحقيق فيها.
البعض يدلل على هذه النظرية قرب المنطقة من أثار حضارة المايا، التي
طالما اعتبرها البعض تقدم غير معقول للقدماء في التكنولوجيا وعلم الهندسة،
مما يدل على تدخل خارجي يسمح لهم بامتلاك تلك القدرة خاصة عند اكتشاف حفريات
ومنحوتات تشبه أفلام الخيال العلمي والظواهر الغريبة للسفن الفضائية في يومنا
هذا, أي إن الكائنات الفضائية ربما قامت بزيارة كوكبنا منذ ألاف السنين من
خلال حزام الصمت هذا .
يرجح البعض نظرية تتهم الحكومة الأمريكية بإهمالها في التحكم بصواريخها
النووية. فكما سقط صاروخ “أثينا”، قد يسقط صاروخ غيره. فتقول النظرية أن صاروخ سقط في منطقة حزام الصمت من
قاعدة أمريكية قريبة، ولم يتم تسجيله. وكان يحمل مواد مشعة خطيرة جدًا، تسبب
الموت لجميع الحيوانات حتى تلك اللحظة. كما أنه أثر على الحقول المغناطيسية،
مكونًا حقول مغناطيسية شديدة القوة تتسبب في اضطراب الحيوانات ووسائل
الاتصال. وسبب تعطل أنظمة الأقمار الصناعية فوق المنطقة، هو من عمل الحكومة
التي لا تريد للعالم أن يكتشف ما بداخلها.
في نهاية الأمر كلها تفسيرات لظواهر غريبة لا يمكن تفسيرها ويبقى الجدل قائماً بعلاقة تلك الأماكن بالكائنات الفضائية غامضاً .
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
Post a Comment