قاسم أمين رجل اغضب الرجال واسعد النساء

قاسم أمين رجل اغضب الرجال واسعد النساء
قاسم أمين رجل اغضب الرجال واسعد النساء

ولد قاسم أمين في بلدة طرّة بمصر في 1 ديسمبر 1863م من أب تركي وأم مصرية من صعيد مصر وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة طارق بن زياد التي كانت تضم أبناء الطبقة الارستقراطية لكن هنالك بعض المصادر الأخرى تقول أنه ولد  بالإسكندرية والتحق بمدرسة رأس التين الابتدائية بالإسكندرية وكانت تقع بحي رأس التين إلى جوار السرايا الملكية  ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة وأقام في حي الحلمية الأرستقراطي .

وبعض المصادر الأخرى تقول أن والده كردي وليس تركي وهو ( محمد بك أمين ) حيث أن بعض أفراد أسرة " محمد بك أمين " قد ولي "السليمانية" من أعمال العراق وبقيت الأسرة ردحاً من الزمن تقوم بهذه الولاية حتى ظن أنها كردية وممن صحح هذا "أحمد خاكي" في كتابه "قاسم أمين"

 كان أبوه ( محمد بك أمين ) قد أخذ رهينة في الاستانة على أثر خلاف وقع بين الدولة العلية والأكراد ثم جاء إلى مصر في عهد إسماعيل باشا وانتظم في الجيش المصري ورقي إلى رتبة أميرالاي وتزوج بكريمة "أحمد بك خطاب" شقيق "إبراهيم باشا خطاب" فولدت له أولاداً أكبرهم " قاسم "

 

حصل قاسم أمين على الثانوية العامة فالتحق بمدرسة الحقوق والإدارة ومنها حصل على الليسانس عام 1881، وقد كان أول متخرج حيث التحق بمكتب صديق والده التركي "مصطفى فهمي" المحامي  وانضم للكوكبة التي كانت تحيط بجمال الدين الأفغاني حيث التقى بمحمد عبده وسعد زغلول ومحمد فتحي زغلول وعبد الله النديم وأديب إسحاق وغيرهم ثم سافر في بعثة دراسية إلى فرنسا وانضم لجامعة ( مونبلييه ) بعد دراسة دامت أربع سنوات، أنهى دراسته القانونية بتفوق عام 1885، وأثناء دراسته بفرنسا جدد صلاته مع جمال الدين الأفغاني ومدرسته حيث كان المترجم الخاص بالإمام محمد عبده في باريس , لكنه أثناء تواجده في باريس تأثرت شخصيته كثيراً حيث كان له آراء صادمة في ذلك العهد حينما عبر أن من أسباب تخلف الأمة المصرية تأخرها في الفنون الجميلة التمثيل والتصوير والموسيقى وأن مصر ليست أم الدنيا بل خادمة الدنيا وربما ذلك نتيجة تأثير صديقته الفرنسية " سلافا " التي كانت بوابته إلى المجتمعات الفرنسية والحفلات والتعرف إلى الكثير من المجتمعات الثقافية والتأثر بها مثل الحركة النسائية الفرنسية التي كانت تقابلها حركات نسائية متحررة في لندن وأمريكا بينما كان يقرأ في مصر مقدمة ابن خلدون وإحياء علوم الدين للغزالي والأغاني لكن اختلف الأمر في فرنسا حيث كان يقرأ مع صديقته حكم لارشفوكو وشعر لامارتين وفلسفة فنلون ورينان وأعمال فولتير وروسو وسبنسر وغيرهم

السرايا الصفراء " .. جزء من تاريخ مصر

من المحطات الهامة في حياة قاسم أمين والتي أثرت به تأثير بالغ حينما اطلع علي كتاب ( داركير ) عن المصريين فتألم أشد الألم حتى قيل إنه مرض عشرة أيام بعد قراءته لشدة تأثره فحاول أن يدافع عن المصريين والإسلام وألف رداً بالفرنسية حاول فيه تفنيد اتهاماته لمصر والمصريين وبين فيه فضائل الإسلام على المرأة المصرية ورفع من شأن الحجاب وعده دليلاً على كمال المرأة وحاول شرح الحكمة الإيجابية في قوانين الشرع الإسلامي وكتب أيضاً في جريدة المؤيد 19 مقالا عن العلل الاجتماعية في مصر ورد على الدوق( داركير ) الذي كتب عن المصريين وجرح كرامتهم والقومية العربية وطعن بالدين الإسلامي في كتاب ألفه عام 1894 بعنوان "المصريون"

 في كتابه ( المصريون ) استنكر قاسم أمين أفعال بعض السيدات المصريات اللائي يتشبهن بالأوربيات فاقتنص بعض خصومه الفرصة ووشوا به إلى الأميرة نازلي بأن قاسماً إنما يعنيها هي بهذا التعريض بذم المصريات اللائي يقلدن الإفرنجيات ويسرن سيرتهن لأنه لم يكن في نساء مصر آنذاك من يتشبه بالنساء الأوربيات غيرها فقد كانت الوحيدة التي تختلط بالرجال وتجالسهم في صالونها الذي افتتحته آنذاك ليكون مركزاً تبث منه الدعوة إلى التغريب عامة وإلى "تحرير المرأة" خاصة .

غضبت الأميرة مما فعله قاسم أمين وقالت للشيخ ( محمد عبده ) قولاً شديداً بعد أن هددت وتوعدت وقد أشير إلى جريدة ( المقطم ) لسان حال الإنكليز في مصر في ذلك الوقت أن تكتب ست مقالات تتعقب آراء قاسم أمين في كتابه ( المصريون ) وتفند أخطاءه في دفاعه عن الحجاب واستنكاره الاختلاط بين الجنسين ولكن لم تلبث هذه الحملة أن ألغيت بعد أن اقتنع قاسم أمين بضرورة تصحيح خطئه .

بعد صدور كتابه ( المصريون ) نضج فكر قاسم أمين وشعر أن لديه رسالة تنويريه تجاه المرأة الشرقية حيث عمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجوما كبيرا فاتهمه مهاجموه بالدعوة للانحلال وأنه يؤيد أفكار الدوق  ( داركير ) وأفكار كتاب ( المرأة في الشرق )

اهتم قاسم أمين منذ شبابه بالإصلاح الاجتماعي فأصدر سنة 1898 كتاب أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ وتبعه بكتاب "تحرير المرأة" الذي ام بنشره عام 1899 والذي احدث دوياً في المجتمع المصري المحافظ  بدعم من الشيخ محمد عبده، وسعد زغلول وأحمد لطفي السيد، وقد ترجمه الإنجليز  أثناء الاحتلال  إلى الإنجليزية ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية في شرق وجنوب أسيا .

تحدث أمين في الكتاب عن الحجاب، فرأى أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة إلى التحرر ليست خروجاً عن الدين. وتحدث أيضا عن تعدد الزوجات والطلاق، وقال إن العزلة بين المرأة والرجل لم تكن أساسا من أسس الشريعة، وأن لتعدد الزوجات والطلاق حدودا يجب أن يتقيد بها الرجل، ثم دعا إلى تحرير المرأة لتخرج للمجتمع وتلم بشؤون الحياة. بهذا الكتاب زلزلت مصر وأثيرت ضجة وعاصفة من الاحتجاجات والنقد ورد على قاسم في السنة نفسها زعيم الحزب الوطني آنذاك مصطفى كامل حيث هاجمه وربط أفكاره بالاستعمار الإنجليزي، ورد عليه أيضا الاقتصادي المصري طلعت حرب بكتاب "فصل الخطاب في المرأة والحجاب" ومما قاله: "إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا"، ومحمد فريد وجدي بكتاب "المرأة المسلمة"،

لكن قاسم لم يتزعزع أمام النقاد فواصل يدرس الكتب والمقالات لمدة سنتين ويرد عليهما بكتابه "المرأة الجديدة" عام 1901 الذي يتضمن أفكار الكتاب الأول نفسها ويستدل على أقواله بأقوال الغربيين. فطالب بإقامة تشريع يكفل للمرأة حقوقها الاجتماعية والسياسية وأهداه لصديقه الزعيم سعد زغلول.

فارق قاسم أمين الحياة في منزله بالقاهرة 23 أبريل عام 1908م وهو في الخامسة والأربعين عاما، ورثاه عدد من الشعراء مثل حافظ إبراهيم وخليل مطران وعلي الجارم، وندبه الزعيمان سعد زغلول باشا وفتحي زغلول.

كان قاسم يهتم بالأسلوب والفعل، لا يهتم بالمظهر، كما أشار في كتابات متعددة عن المرأة بأنه ليس من المهم أن تكون محجبة المهم الإيمان بالعقيدة وتطبيقها بطريقة صحيحة .




 

قصة حب إسبانية في رحاب الحضارة المصرية.. "ليه مجتش مصر"

( الكلمات المفتاحية )

قاسم أمين رجل اغضب الرجال واسعد النساء كيف مات قاسم أمين زينب هانم زوجة قاسم أمين ندم قاسم أمين تحرير المرأة قاسم أمين زوجة قاسم أمين ملخص كتاب تحرير المرأة مقالات قاسم أمين حقيقة قاسم أمين

Post a Comment

أحدث أقدم