تعاويذ الحب في مصر القديمة

تعاويذ الحب في مصر القديمة
 تعاويذ الحب في مصر القديمة
لا يمكن أن نغفل العلاقة بين الحُب والسحر في الحضارة المصرية القديمة كما ذكر المؤرخ الدكتور "سيد كريم" في كتابه "لغز الحضارة المصرية" أن السحرة أدركوا منذ بداية التاريخ الفرعوني أن الحُب قوة خفية مُتقلبة لا يمكن السيطرة عليها وهذا ما كشفته لنا حفريات الدولة القديمة والوسطى ومن أعظم الاكتشافات في ذلك النطاق ما وجده المؤرخ الجليل الدكتور "سليم حسن" من بعض صفحات كتاب "الطريقين إلى العالم الأوزيري" والتي دونت في مقابر الدولة الوسطى ويرجع بعضها إلى عهد الملك "أمنحتب الأول" في الأسرة الثانية عشر.
  
 وتحوي برديات كتاب "الطريقين" الكثير من الوصفات السحرية والتي نُسبت إلي إله المعرفة والسحر "ناحوتي" و إلهة الحب والجمال "حتحور" وقد ذكر أن مُجرد تلاوة صيغة مُعينة وممارسة الطقوس المُرتبطة بها كانت كافية للإيقاع بالمرأة في حُب من يتلو تلك التعاويذ , ومن الطرق المشهورة في تعاويذ الحُب أن يؤخذ بعض قطرات الدم من بنصر العاشق أو العاشقة ويُذاب في إناء السحر بعد أن تقرأ عليه تعاويذ خاصة فيعمل السحر على استمالة قلبه وخضوعه لهذا العاشق أو العاشقة , كما كان يستعمل دم البنصر في الكتابة علي ورق البردي الذي يُذاب في الماء الذي يشربه الطرف الآخر كما كان يستعمل دم البنصر في كتابة الأحجبة التي تدفن أسفل عتبة باب المحبوب أو مكان نومه.
  
 حور اجعل فلانة بنت فلان تتبعني كما يتبع الثور طعامه ويتبع القطيع راعيه وسرب البط قائده ) و هناك تعويذة أخرى تقول ( قم واربط من أهواه ليكون حبيبي .. ليبقي كالقلادة حول عنقي و الأسورة حول معصمي , لا تجعل عين الشر تفصل بيننا أو تبعده عني ) 
 على الجانب الآخر كانت هناك تعاويذ للتفرقة بين المُحبين الأزواج والتي كانت تستخدم الدمى الشمعية والعرائس الورقية وتجري عليها أعمال السحر وتُخطط عليها أعمال السحر والرموز ثم تقطع أطرافها وتُطحن أعضائها بالإبرة السحرية وتُدفن في الأرض . ولقد ورد في برديات "شستريتي" بعض التعاويذ السحرية التي تمكن العاشق من الظهور في أحلام من يحب بصورة خلابة رائعة لا تفارقه حتى يصاب بالهوي أو يشاهد حبيبه أو حبيبته الغائبة في أحلامه ويتابع أخبارها , وفي أعياد آلهة الحب والجمال "حتحور" كان يتجمع الفتيات والفتيان والعاشقين في معابدها مُتمنين أن يحصلوا على تمائم الحُب التي تحمل صورة حتحور ويكتب عليها اسم من يحب.

بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
  
 

Post a Comment

Previous Post Next Post