حكايات العم محمود السعدني و الصول شاهين وحكايات أخري |
أصدر وترأس تحرير مجلة 23 يوليو في منفاه في لندن، عاد إلى مصر من منفاه الاختياري سنة 1982 بعد اغتيال السادات واستقبله الرئيس مبارك، كانت له علاقات بعدد من الحكام العرب مثل معمر القذافي وصدام حسين، اعتزل العمل الصحفي والحياة العامة سنة 2006 بسبب المرض.
أستاذنا العظيم محمود السعدني كان يمتاز بروح فكاهة لن يتكرر حتي في أشد الأزمات بالنسبة له وهذا يظهر جلياً في كتاباته في جريدة الجمهورية ثم الأهرام وسوف نقوم بإعادة نشر تلك الحكايات حتي يقرأها الجيل الجديد ليعلم قيمة أستاذنا في كتابة الأدب الساخر
الصول شاهين
ورغم كثرة الحكايات، إلا أن "واقعة الصول شاهين" تُعَدّ أبرز ما يرويه حسين عن عالم "الولد الشقي" الذي بدأ حياته الصحافية في مجلة الكشكول
"الصول شاهين" هو أحد عناصر الأمن الذين كانوا مكلفين بمراقبة الشيوعيين داخل معتقل القلعة
ويقول نائب رئيس حزب التجمع:
"كان دائم الضرب فينا حتى وجدناه ذات يوم يتحدث مع محمود السعدني وأثار الأمر فضول الكثيرين، فالصول لم يكن يتكلم إلا بالعصا
وبعد أيام عرفنا أن السعدني كان يحكي للرجل عن البلاد التي زارها ويخترع أسماء دول يتحدث عن نسائها العرايا وأحوالهم، ما ولّد ألفة بينهما، واستطاع بتلك الحكايات أن يحصل على امتيازات مثل زيادة وقت راحته والحصول على سجائر بطرق غير شرعية"
ولكن الحيلة انكشفت لاحقاً كما يروي عبد الرازق
قال: "سألني الصول شاهين ‘هل صحيح أن يأجوج ومأجوج مبيقبلوش شيوعيين’، ولم أفهم قصده فأخبرني أنه سأل السعدني لماذا لم يسافر إلى بلاد يأجوج ومأجوج حتى يروي له عنها، وأجابه بأنه قدّم طلب فيزا لكنهم لا يقبلون شيوعيين كفرة، وحين أخبرته أن ذلك غير صحيح جاءني السعدني بعد أن تلقى ضربة من الصول الشاهين قائلاً ‘ضيعت المصلحة’
وحتى بعد انتهاء فترة الحبس كان كلما التقيته يقول ضاحكاً ‘أنت توقف المراكب السايرة’"
اعتقاله كان نكتة
تلك الواقعة هي قطرة من بحر محمود السعدني الذي أيّد ثورة يوليو وبزغ نجمه بعدها. فاعتقاله أصلاً كان نكتة، يرويها هو في كتابه "الطريق إلى زمش"
يقول: "في عام 1958، قمت بجولة في سوريا مع فؤاد جلال، أول وزير إرشاد لثورة يوليو، ومن خلال تلك الجولة ظن زعماء الحزب الشيوعي العراقي الفارين في ذلك الوقت من بطش نوري السعيد أني وثيق الصلة بجمال عبد الناصر، ودعوني إلى جلسة وحملوني جواباً خاصاً لـ’ناصر’
وحين قلت لا أعرفه ضحكوا ظناً منهم أني أنكر، فضحكت وحملت الجواب، وما هي إلا أيام حتى تم استدعائي إلى القاهرة، وكما ظن أعضاء الحزب الشيوعي العراقي أني قريب من عبد الناصر ظنت السلطات المصرية أني قيادي شيوعي وإلا لماذا حملوني جواباً شخصياً؟ وحين بدأت حملة الاعتقالات تم القبض عليّ في 27 مارس 1959 وقال لي الضابط ‘5 دقائق’ فاستمرت 4 سنوات"
كنت أظن أنها 5 دقائق، يقول السعدني في كتابه، و"بعد مرور أول يوم في المعتقل، شاهدت لويس عوض وهو يتمشى في ساحة السجن فسألته ‘متى سنخرج؟’ فقال غداً أو بعد غد، فسألته ‘متأكد؟’ فقال ‘طبعاً هابيوس كوربوس بيقول كده’". ويتابع القصة: "عدت إلى الزنزانة وكلي فرح ولكني أردت أن أعرف من أي مكان سنخرج فذهبت للويس مرة أخرى وسألته ‘قريبك اللي في المباحث ميعرفش هنخرج منين’، فرد علي بعصبية ‘قريبي مين؟’، قلتله هابيوس كوربوس، فرد ‘ده قانون روماني قديم بيقول إن محدش يتحبس أكتر من 3 أيام بدون سبب، واحنا مش عارفين حاجة فهنخرج بعد يومين’، فرددت عليه ‘نعم، دي هابيوس بتاعك لو جيه هنا يتحبس سنة’ ورجعت بخيبة طويلة"
( الكلمات المفتاحية )
Post a Comment