تعدد الزوجات في الإسلام

تعدد الزوجات في الإسلام
تعدد الزوجات في الإسلام

الزواج هو عقد شرعي أباحه الإسلام لتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة، وقد شرع الإسلام الزواج لحكمٍ مختلفة منها حفظ المرأة والرجل من الوقوع في المحرمات والفواحش وحماية المجتمع من الفساد الأخلاقي ومحاربة الرذيلة، كما يسهم الزواج في تقوية المجتمع وتعزيزه من خلال بناء العلاقات القائمة على المودة والحب بين العائلات والقبائل المختلفة، وقد حث الإسلام على الزواج من ذوات الخلق والدين والفكر بالإضافةً إلى الجمال الظاهري، فجمال المرأة يكتمل كلما زادت خلقًا ودينًا، وللزواج في الإسلام الكثير من الأحكام والضوابط التي تنظم هذا العلاقة الهامة والتي تعتبر أساس تكوين الأسرة الصالحة وبالتالي المجتمع الصالح.

جعل الله -سبحانه وتعالى- الإنسان خليفةً له في الأرض؛ ليعمرها بالبناء والتكاثر، فخلق منه الذكر والأنثى لتعمر البسيطة بالإنجاب، وانطلاقاً من ذلك فقد جاء الإسلام حاثاً على الزواج، واعتبره سنّة من سنن الأنبياء، هذا وقد ورد ذكر الزواج في عدّة مواضع في القرآن الكريم، ومنها: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآَيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ). ووضع الإسلام أُسساً وشروطاً ليكون الزواج صحيحاً، فحللّ للرجل النساء ما لم يجمع بينهما أي سبب يدعو للتحريم المؤقت أو المؤبد؛ كالأخوة، أو الأبوة، أو غيرها، كما اشتَرَط الإسلام ضرورة الإيجاب والقبول بين الطرفين، كما وضع الإسلام عقداً يحفظ للمرأة حقها الشرعي كالمهر والنفقة الشرعية وغيرها.


مفهوم تعدد الزوجات

قال -تعالى- في كتابه الحكيم: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا). أحّل الله -سبحانه وتعالى- للرّجل تعددّ الزوجات ضمن شروط وأحكام مُعيّنة، ويكون ذلك بالزواج من أكثر من امرأة في الوقت نفسه، وقد سمح الإسلام للرجل بتعدد الزوجات بشرط ألا يتجاوز عدد النساء أربعة نساء، وإذا تم تعدد الزوجات وفق الشروط والضوابط الشرعية التي وضعها الشارع الحكيم؛ لم يترتب عليه اضطراب في البيوت.

أباح الإسلام تعدد الزوجات، ولم يوجبه على كل رجل متزوج، والواقع العمليّ يشهد بذلك؛ إذ إنّ غالبية المتزوجين لا يأخذون بهذه الرخصة، كما اشترط الإسلام على من يرغب بالأخذ بهذه الرخصة عدّة شروط -أشرنا لها سابقاً-، فإن لم يستطع الالتزام بها لم يكن التعدد في حقه جائزاً. ثم إنّ تعدّد الزوجات يكون حلاً لكثيرٍ من المشكلات الحاصلة في المجتمع الإسلامي؛ حيث يلجأ إليه الرجل عند الحاجة إليه، ولم توجبه الشريعة على أحد، وإنّما أباحته بشروط خاصّة، ولأسباب معيّنة.

الحكمة من اختلاف المرأة عن الرجل

إن الرجل مستعد للإخصاب في كل وقت، وبتزوجه بعدة زوجات يكثر النسل . فجاز له أن يعدد الزوجات، لكن المرأة إذا حملت أو كانت في فترات الدم أو الرضاع لا تكون مستعدة للحمل مهما كثر اللقاء الجنسي بينها وبين زوجها الواحد، فما هي الفائدة من كثرة اللقاء بينها وبين أكثر من رجل ؟ إنها ستكون للمتعة فقط، تتداول كما تتداول السلعة، وفوق أن هذا إهانة لكرامة المرأة : فيه اختلاط للأنساب وتنازع على المولود من أي هؤلاء الرجال يكون، وتلك هي الفوضى الجنسية والاجتماعية التي تضيع بها الحقوق، ولا يتحقق السكن بالزواج.
إن تعدد الأزواج للمرأة الواحدة صورة من صور النكاح في الجاهلية التي أبطلها الإسلام، كما ثبت في صحيح البخاري . فقد كان عندهم نكاح أخبرت عنه السيدة عائشة بأن الرهط ما دون العشرة من الرجال يدخلون على المرأة كلهم يصيبونها، فإذا حملت ووضعت ومرت ليال بعد أن تضع أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع، حتى يجتمعوا عندها فتقول لهم: قد عرفتم الذى كان من أمركم، وقد ولدت فهو ابنك يا فلان - تلحقه بمن أحبت - فلا يستطيع أن يمتنع.

أباحت الشريعة الإسلامية تعدد الزوجات في حق الرجل، بينما حرّمت أن يكون ذلك في حق المرأة؛ بأن يكون لها عدة أزواج في وقت واحد؛ وتظهر الحكمة جليّة من هذا الأمر بما يأتي:

  •  أنّ المرأة لا تستطيع الحمل إلا مرّة واحدة في السنة، بينما يستطيع الرجل أن ينجب عدّة أولاد في فترة قصيرة بتعدد زوجاته.
  • أنّ تعدد أزواج المرأة يُؤدي إلى ضياع نسب ولدها؛ مما يتسب في اختلاط الأنساب، وحصول الفوضى في كثير من المسائل، بينما هذا الأمر غير وارد في حق الرجل.
  • أنّ تعدد أزواج المرأة سبب في كثرة أمراض المرأة النفسية قبل الجسدية؛ فهذا مما لا تطيقه المرأة.
  • أنّ تعدد أزواج المرأة يستدعي أن تكون المرأة هي صاحبة القوامة؛ وصاحبة الإنفاق والمسؤولية، وهذا مما يصعب عليها تحمله.
  • أنّ مسألة تعدد الأزواج في حق المرأة؛ مما تنفر منه الطباع السليمة، والعقول المعتدلة.

الحكمة من تعدد الزوجات للرجل

  • الرحمة بالمرأة التي قد يفوتها قطار الزواج لعدة أسباب، أو أن تكون أرملة أو مطلقة، والحفاظُ على عفتها في ظل المغريات، ولأن عدد النساء في المجتمع يفوق عدد الرجال
  • سدّ رمق وحاجة الرجل مِن الذرية عند عقم الزوجة الأولى أو مرضها، أو امتناعها عن الإنجاب، لأن الرجل يحتاج إلى الذرية بحكم فطرته، فالزواج بامرأة أخرى خيرٌ من طلاق الزوجة الأولى وتشردها، وتلك وغيرها من أهم فوائد تعدد الزوجات. تقوية تلاحم المجتمع وتماسك بنيانه، وزيادة من ذرية الأمَّة المسلمة
  • ضمانٌ اجتماعي للنساء؛ خاصة المطلقات والارامل اللواتي يفقدن من ينفق ويشفق عليهن، فيجدن بالزواج من سدا للحاجة، وابتعادًا عن تكفُّف الناس
  • الأمن من الجرائم الأخلاقية، واستعاضة الرجل عن الفسق والبغاء تعد من أهم فوائد تعدد الزوجات.
  • عند مرض الزوجة بمرض لا شفاء منه فلابد من الزواج من زوجة أخرى لرعاية الأطفال
  • كما يعمل تعدد الزوجات على تقوية الروابط الاجتماعية بين الجميع
  • صون النساء وللإنفاق عليها. في حالة زيادة الشهوة لدى الرجل لا تكفيه امرأة واحدة.
  •  أيضًا يساعد التعدد على تجنب الفحشاء والمعاصي. كذلك حماية الشخص من الرذيلة.
  • مراعاة كثرة أسفار الزَّوج: إنّ طبيعة عمل بعض الرجال بحاجة إلى كثرة السفر والتنقّل، وقد يبقى في سفره مدةً طويلةً قد تمتد لعدة شهور، أو عدة سنوات، ويَصعُب عليه أن يعيش في سفره وحيداً دون زوجة، وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يأخذ زوجته وأبناءه معه كلما سافر، ومع كثرة الفتن في هذا الزمان كان الزواج بأخرى هو الحل لكي يُحصِّن نفسه ويعفّها
  • صلة الرَّحم وكفالة الأيتام: قد يلجأ الرجل إلى التعدد رغبةً منه في صلة الرَّحم، وحل مشكلة اجتماعية بالزواج من امرأة تُوفِّي عنها زوجها وهي قريبة له، وعندها أطفالٌ أيتام يحتاجون إلى الرعاية والحماية، أو قد تكون امرأة عانس، أو امرأة ليس لها من يعولها


رأي شيخ الأزهر في تعدد الزوجات

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إن رخصة تعدد الزوجات لم تأت في آية منفصلة أو حكم مطلق دون تقييد، وإنما وردت في سياق آية قرآنية تدافع عن اليتيمات من الظلم الذي قد يتعرضن له من قبل بعض الأولياء عليهن، وهو ما يجعلنا نستحضر الظلم الذي قد تتعرض له الزوجة الأولى بسبب التعدد، إذا لم يتم الالتزام بالشرط المتعلق به وهو العدل.

ولفت خلال برنامجه على القناة الفضائية المصرية، إلى أن هذا المنظور في التعامل مع رخصة التعدد ليس بالجديد، فهو موجود في تراثنا وقرره علماؤنا، لكن أهيل التراب على هذا التراث، وساد فهم آخر أدى إلى هذه المآسي التي نعاني منها، والتي دفعت البعض لاتهام الإسلام بأنه هو الذي فتح باب التعدد، مع أن التعدد كان موجوداً في المجتمع العربي قبل الإسلام، وجاء الإسلام ليضع حدا لفوضى التعدد التي كانت سائدة، ويضع سقفا للتعدد، بعدما كان مطلقا.

وحول لماذا لم يحرم الإسلام التعدد بشكل مطلق؟، قال إن هذا المنع كان سيوجد حرجا لدى البعض، فالتعدد في بعض الحالات هو حق طبيعي للرجل، فمثلاً إذا كانت الزوجة لا تنجب والزوج يريد أن تكون له ذرية، فمن حقه أن يتزوج بأخرى، فهذه غريزة وليس من حق أحد أن يقوله له: "عش هكذا بدون ذرية"، لكن عليه ألا يظلم زوجته الأولى، وأن يحرص على أن تنال نفس الاحترام الذي كانت تلقاه قبل أن يتزوج عليها، كما أن لهذه الزوجة أن تطلب الطلاق للضرر إذا لم تقبل العيش مع زوجة أخرى، ولا يجوز للزوج أن يحبسها.

واستشهد شيخ الأزهر بما ذكره الإمام محمد عبده حول التعدد، من أن "إباحة تعدد الزوجات في الإسلام أمر مضيق فيه أشد التضييق كأنه ضرورة من الضرورات التي تٌباح لمحتاجها بشرط الثقة بإقامة العدل"، كما يضيف الإمام محمد عبده: "وإذا تأمل المتأمل، مع هذا التضييق، ما يترتب على بعض صور التعدد في هذا الزمان من المفاسد جزم بأنه لا يمكن لأحد أن يربي أمة فشي فيها فوضى التعدد، ولو شئت تفصيل الرزايا والمصائب المتولدة من فوضى تعدد الزوجات العاري من العدل؛ لأتيت بما تقشعر منه جلود المؤمنين فمنها السرقة والزنا والكذب".

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن العدل بين الزوجات يكون في كل شيء حتى في بشاشة الوجه، وليس في الأمور المادية فقط والمعاشرة والمبيت، فهذا فهم خاطئ وقاصر ولا ينجي الزوج من العذاب يوم القيامة إذا مال ولم يعدل، مشددًا على أن الزوج الذي يقصد من الزواج بأخرى قهر الزوجة الأولى وإلحاق الضرر بها، عذابه عند الله شديد، وينطبق عليه قوله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ".

شروط تعدد الزوجات

أباحت الشريعة الإسلامية تعدد الزوجات، ووضعت ثلاثة شروط للسماح للرجل بتعدد الزوجات، وسنذكر هذه الشروط فيما يأتي:

  •  ألا يزيد عدد الزوجات عن أربع زوجات أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز للرجل الزواج من أكثر من أربع نساء؛ قال -تعالى-: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ)، وهذا دليل صريح على عدم جواز الزواج من أكثر من أربع نساء.
  • القدرة على الإنفاق على الزوجات أجمع أهل العلم على وجوب نفقة الزوج على زوجته، ويجب أن يملك الاستطاعة في الإنفاق على جميع زوجاته، قال -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، وثبت عن الرسول الكريم أنه قال: (اتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف).
  • أن يكون الزوج قادراً على الإنفاق على جميع زوجاته، فلا يجوز في الشريعة الإسلامية للرجل أن يُقدِم على الزواج إلا إذا كانت لديه القدرة المادّيّة التي تمكّنه من الإنفاق على زوجته وإتمام تكاليف الزواج، مع استمرار الزوج بأداء النفقة الواجبة لزوجته طيلة فترة الزواج، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يا معشَرَ الشَّبابِ، مَنِ استطاع منكم البَاءَةَ فلْيتزوَّجْ).
  •  العدل يعتبر العدل بين الزوجات شرطاً أساسياً لا بد من توفرّه؛ ليكون تعدد الزوجات مباحاً، وجاء ذلك بالآية الثالثة من سورة النساء بقوله -تعالى-: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَة)؛ إذ لا يجوز ظُلم زوجة بأيّ شكل من الأشكال، وتبينّ الآية الكريمة مدى وجوب توفر شرط العدل بين الزوجات في كافة مناحي الحياة؛ كالمأكل، والمشرب، والمبيت، والمال.
  • أن يكون الزوج قادراً على العدل بين زوجاته؛ ويكون العدل بالتسوية بينهم بالإنفاق والمبيت وحسن المعاشرة؛ فإن لم يستطع الرجل العدل؛ اقتصر على زوجةٍ واحدة، لقول الله -تعالى-: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا)، وليس مقصوداً بالعدل التسوية بالعاطفة والمحبّة والميل القلبي؛ فهذه أمور فطرية قلبية لا يستطيع أيّ شخص التحكّم بها؛ والله -تعالى- لا يكلّف عباده بما لا يطيقونه ولا يقدرون عليه
  • ويشترط للتعدد أن يعدل الرجل بين زوجاته وأن يساوي بينهم في جميع الأمور المادية مثل النفقة والكسوة والمبيت وغيرها، ولا يجوز للرجل التعدد إن لم يكن قادرًا على العدل بين زوجاته حيث قال تعالى: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا)، ولا يجوز التعدد لمن لا يستطيع العدل بين زوجاته، ولا يشمل العدل الجوانب العاطفية مثل الحب فقد قال تعالى في ذلك: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ)، كما يشترط في تعدد الزوجات قدرة الرجل على الإنفاق، وفي ذلك قال تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ) فقد أمر الله من يمتلك القدرة على النكاح ولكنه لا يمتلك المهر أو لا يستطيع تحمل نفقات الزواج أن يستعفف.
  • لكن مع ذلك حذّر الإسلام من الميل الشديد إلى إحدى الزوجات والذي ربّما يصل إلى درجة الإهمال بالزوجة الأخرى فيتركها كالمعلّقة؛ فلا هي زوجة تتمتّع بحقوقها الزوجية، ولا هي مطلّقة؛ قال الله -تعالى-: (وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا).

الطريق إلي التوبة


  • عدم الجمع بين المرأة وأختها أو عمتها وخالتها عندما أباحت الشريعة الإسلاميّة تعدّد الزوجات؛ نهت أن يكون ذلك بين الأقارب الذين تجمعهم صلة نسب قريبة جدّاً، كالجمع بين الأختين، أو بين المرأة وخالتها أو عمّتها؛ لما ينتج عنه من قطيعة الرحم، وإشعال نار العداوة والكراهية والبغضاء بين الأقارب؛ قال -تعالى-: (أَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ). وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: (لا يُجْمَعُ بَيْنَ المَرْأةِ وَعَمَّتِهَا، وَلا بَيْنَ المَرْأةِ وَخَالَتِهَا).
  • أن يكون الزوج قادراً على حماية نفسه من الانشغال والافتتان بالزّوجات عن أمور الدين، مما يجعله مقصّراً بعيداً عن حقوق الله -تعالى-.

أسباب تعدد الزوجات

أباح الله -عز وجل- التعدّد رحمة بالعباد، وتحقيقاً للمصالح العظمى التي تعود على الزوجين والأمّة بالخير والنفع، ومن أهمّ أسباب تعدّد الزوجات ما يأتي:

 أسباب التعدد العامة

  • معالجة حالة قلّة الرجال وكثرة النساء، وصيانة للنساء من الانحراف والابتذال.
  • تكثير النسل الذي فيه خير للأمّة، فيكثر من يعبد الله وحده، وتقوى به الأمّة.

أسباب التعدد الخاصة

  •  زيادة القدرة الجنسيّة عند بعض الرجال، فلا تكفيهم زوجة واحدة لأسباب عدَّة، أهمّها: كبر السن، أو كراهيتها للجمال، أو طول مدّة حيضها.
  • معاناة المرأة من العقم، أو سوء الأخلاق، فقد تكون عقيمة لا تلد، ولا تُلبّي احتياجات زوجها ورغباته في الإنجاب، أو سيّئة الخلق لا تمكِّن زوجها من نفسها.
  • كره الزوج زوجته بسبب نزاع بينه وبينها، أو بينه وبين أهلها، فيشتدّ الأمر بينهما، ويتعصّب كلّ منهما لرأيه ووجهة نظره، ويستعصي عليهما حل مشاكلهما.
  • معاناة الزوجة من عيب ينفّر الزوج، بحيث لا يستطيع الحصول على مقصود النكاح: كالجنون، وقروح سيالة، وعيوب في الفرج، وما إلى ذلك.

هل الإسلام جاء بالحد من تعدد الزوجات؟

أوضحت دار الإفتاء، أنه من المعلوم أن الإسلام لم يأت بتعدد الزوجات، بل جاء بالحدَّ منه؛ حيث كان شائعًا في الجاهلية تزوج الرجل بما شاء من النساء دون تقيُّد بعدد معين، ومن المعلوم أنه لم يرد في القرآن، أو السنة ما يدل على أنه يجب على من تزوج واحدة أن يتزوج بأخرى، وإنَّما أُبيح للرجل الزواج مرة أخرى على خلاف الأصل عند الحاجة؛ لما فيه من المنافع.

وأشارت دار الإفتاء، إلى أن تعدد الزوجات ليس مقصودًا لذاته؛ ولذلك نص الجمهور على استحباب الاقتصار على زوجة واحدة عند خوف الجور في الزيادة استنادًا؛ لقول الله تعالى: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً﴾ [النساء: 3]، وكذلك في خصوص الزوجة التي أنجب الرجل منها الذرية؛ لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. فالأصل في الشريعة الإسلامية الزواج بواحدة وليس التعدد.

وفي فتوى أخرى على نفس التطبيق، بينت دار الإفتاء حكم ملامسة الكلب للإنسان والثياب ونحو ذلك، موضحة أن ملامسة الكلب لا تنجس الشيء الملموس، ولا يجب غَسْل شيء من ذلك، عملًا بمذهب المالكية.

وبينت أنه من المتفق عليه فقهًا أنه يجب تطهير الآنية إذا ولغ فيها الكلب؛ لأمر النبي : بأن نغسل ما شرب منه الكلب من الآنية سبع مرات؛ قال النبي : «إذا شَرِبَ الكلبُ في إناء أحدِكم فلْيَغسِلْه سبعَ مرَّات» (متفق عليه)، أمَّا إذا ولغ الكلب في غير الآنية، كالثوب أو غيره، فإنه لا يجب غسله من ولوغ الكلب فيه، عملًا بمذهب المالكية، مع العلم أن الجمهور أوجبوا ذلك.

ولقد ذكر مفتي الديار المصرية السابق الشيخ علي جمعة من المسائل الشائكة المتعلقة بمكانة المرأة في حضارة الإسلام قضية تعدد الزوجات وما يتبعها من فهم خاطئ أو ادعاءات مضلة تتنافى تماماً مع ماهية هذا الأمر في شرعنا الحنيف، ومن باب تصحيح المفاهيم وإرساء الحقائق يجب علينا أن نعلم أن الإسلام جاء بالحد من تعدد الزوجات، ولم يأت بالدعوة أصالة إلى تعدد الزوجات كما يظن غير المتخصصين، فعن سالم، عن أبيه؛ أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: «اختر منهن أربعاً» (أخرجه أحمد في مسنده). من هذا الحديث يظهر لنا أن الإسلام نص على الحد من كثرة عدد الزوجات، وفى المقابل لم يرد أمر لمن تزوج واحدة بأن يتزوج أخرى، وذلك لأن تعدد الزوجات ليس مقصوداً لذاته، وإنما يكون تزوج الرجل مرة أخرى لأسباب ومصالح عامة".

وتابع قائلا: "فلم يرد تعدد الزوجات في القرآن الكريم بمعزل عن أسبابه، قال الله عز وجل: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا» (النساء: 3)، فالذين فسروا الآية الكريمة، أو درسوها كنظام إنساني اجتماعي فسروها بمعزل عن السبب الرئيس الذي أُنْزِلتَ لأجله، وهو وجود اليتامى والأرامل، إذ إن التعدد ورد مقرونا باليتامى؛ حيث قاموا بانتزاع قوله تعالى: «فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ» دون القول السابق، الذي صيغ بأسلوب الشرط «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى» وكذلك دون القول اللاحق، والذي يقيد تلك الإباحة بالعدل، حيث قال: «فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَة»ً."

وأضاف: "فمن يذهب إلى القرآن الكريم لا يجد دعوة مفتوحة صريحة للتعدد دون تلك القيود التي أشرنا إليها، ومن ذهب إلى السنة فسيجد أن الإسلام نهى عن التعدد بأكثر من أربع نساء، وشتان بين أن يكون الإسلام أمر بالتعدد حتى أربع نساء، وأن يكون نهى عن الجمع بين أكثر من أربع نساء".

واستطرد: "إنّ نظام تعدّد الزوجات كان شائعاً قبل الإسلام بين العرب، وكذلك بين اليهود والفرس، والتاريخ يحدّثنا عن الملوك والسلاطين بأنّهم كانوا يبنون بيوتاً كبيرة تسع أحياناً أكثر من ألف شخص، لسكن نسائهم من الجواري، وفى بعض الأحيان يقومون بتقديمهن كهدايا إلى ملوك آخرين، ويأتون بنساء جديدات، والغريب أن الذين يحاربون نظام الإسلام في السماح للرجل بالزواج مرة أخرى في ظروف معينة يعانون من تفكك أسرى، وانتشار الفاحشة، وإباحة تعدد الخليلات «العشيقات» بلا عدد ولا حد، فالخليلة لا تتمتع بحقوق الزوجة، إضافة إلى ما يترتب على الأمر من خيانة الزوجة، وإسقاط حقوقها، ناهيك عن عدم الاعتراف بتلك الخليلة وبأولادها. فهي وحدها التي تتحمل ثمن أجرة الإجهاض، أو تعيش غير متزوجة «الأم العازبة»، لترعى طفلها غير الشرعي!".

حكم الزواج بأخرى دون إعلام الزوجة الأولى

الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى مسجلة عبر موقع دار الإفتاء المصرية، أنه إذا تزوج الرجل مرة أخرى دون إعلام الزوجة الأولى فيكون الزواج صحيحا.

وأضاف عبد السميع، قائلًا: إن الزواج صحيح وإن كان عقد الزواج الشرعي يشترط عليه ان يكتب عنوان زوجته الاولى حتى يرسل اليه القاضي أو جهة توثيق الزواج ليعملوا زوجته الأولى بأنه تزوج بامرأة أخرى حتى يكون لها حرية الإختيار فى أن تبقي معه أو تكمل حياتها معه فلتفعل ما تحب، فالزواج صحيح ولا شيء فى ذلك .

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن زواج الرجل من امرأة ثانية أمرٌ أباحه الشرع، واشترط العدل والمساواة بين الزوجات، كما ورد في قوله تعالى: «فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً» (سورة النساء:3).

وأكد «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن الزواج من امرأة أخرى ليس خيانة زوجية بل هو أمر مباح شرعًا، مشيرًا إلى أن هناك مفاهيم غريبة ليست إسلامية سيطرت على عقول النساء بأنهن يفضلن أن يخونهن الرجال ولا يتزوجون عليهن من أخرى، منبًها على أن ثقافتنا وديننا يرفض هذا الكلام، الذي تروج له بعض المسلسلات فتشعل غضب النساء عند الزواج من أخرى.

ونصح المفتي السابق، من تزوج عليها زوجها أن تصبر وترضى بما قدره الله لها، وأن تأخذ بالأسباب وتتعامل معها برقة، وتنافس الزوجة الثانية في جذب زوجها تجاهها، مؤكدًا أنه لا يدعو إلى الزواج من ثانية ولكن يوضح الحكم الشرعي.

من حق الرجل أن يتزوج بأربع نسوة فما دون ذلك بشرط العدل في النفقة والمبيت والكسوة، ولا يشترط أن يأخذ رأيها في ذلك، وليس من حقها طلب الطلاق لمجرد زواجه من امرأة أخرى ولا أن تخرج عن طاعته أو تؤذيه بقول أو فعل.

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإنسان الذي تزوج بأخرى، ينبغي أن يتقي الله وأن يعدل بين الزوجتين في الحقوق التي منها المبيت والإقامة عند كل منهما، وإقامة شرع الله في البيتين.

هل يجوز للزوجة وضع شرط عدم التعدد في عقد القران ؟

في البداية يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن أحق الشروط أن يوفى به ما استحللتم به الفروج».. رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، كما قال صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم» .

يقول ابن قدامة رحمه الله: «إذا اشترط لها أن لا يخرجها من دارها أو بلدها، أو لا يسافر بها، أو لا يتزوج عليها: فهذا يلزمه الوفاء به، فإن لم يفعل فلها فسخ النكاح»، روي هذا عن عمر وسعد بن أبي وقاص وعمرو بن العاص رضي الله عنهم .

وهنا يتضح أن شرط عدم الزواج من أخرى صحيح وجائز كما ذهب إليه المحققون من أهل العلم، وسواء أكان العرف في بلد الزوجين اقتصار الرجل على زوج واحدة، أو كان العرف التعدد، لكنها ليست مستعدة للقبول به أو التكيف معه، وإذا أخل الزوج بهذا الشرط: كان لزوجته الحق في فسخ النكاح، وأخذ حقوقها كاملة .

وقال بعض العلماء: إنه لا يجوز؛ لأنه حجر على الزوج فيما أباح الله له، فهو مخالف للقرآن: (فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ)، ورد بعض العلماء على هذه الفتوى، قائلين: هي لها غرض في عدم زواجه، ولم تعتد على أحد، والزوج هو الذي أسقط حقه، فإذا كان له الحق في أن يتزوج أكثر من واحدة، أسقطه، فما المانع من صحة هذا الشرط ؟!

ولهذا؛ فالصحيح في هذه المسألة ما ذهب إليه الإمام أحمد رحمه الله من أن ذلك الشرط صحيح.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للذي قضى عليه بلزوم ما شرطته عليه زوجته، فقال الرجل: إذاً يطلقننا ؟!

فقال عمر: مقاطع الحقوق عند الشروط.

قال ابن القيم رحمه الله: «يجب الوفاء بهذه الشروط التي هي أحق أن يوفيها، وهو مقتضى الشرع والعقل والقياس الصحيح؛ فإن المرأة لم ترض ببذل بضعها للزوج إلا على هذا الشرط، ولو لم يجب الوفاء به؛ لم يكن العقد عن تراض، وكان إلزاماً بما لم يلزمها الله به ورسوله» .

وينبغي أن يُعلم أن الزوج إذا أخل بهذا الشرط: لم تطلق زوجته بمجرد ذلك، بل يثبت لها الحق في فسخ النكاح، فإما أن تفسخ، وإما أن تتنازل عن الشرط وترضى بما فعل الزوج، وتبقى زوجة له ،وكذا لو شرطت أن لا يفرق بينها وبين أولادها أو أبويها؛ صح هذا الشرط، فإن خالفه؛ فلها الفسخ ،ولو اشترطت زيادة في مهرها، أو كونه من نقد معين؛ صح الشرط، وكان لازما، ويجب عليه الوفاء به، ولها الفسخ بعدمه، وخيارها في ذلك على التراخي، فتفسخ متى شاءت؛ ما لم يوجد منها ما يدل على رضاها، مع علمها بمخالفته لما شرطته عليه؛ فحينئذ يسقط خيارها .

عقوبة عدم العدل بين الزوجات

شرط في جواز التعدد، فإذا كان الشخص لا يعدل بين نسائه فلا يجوز له أن يعدد، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ» وفي رواية: «... وشقه ساقط».

العدل بين الزوجات له حالتان، الأولى: أن الرجل قبل الزواج يعلم جيدًا أنه يستطيع العدل بين أكثر من زوجة فهذا جائز، أما إذا كان لديه شك أنه لا يستطيع العدل بينهن فلا يجوز له التعدد، منوهًا بأن زواج الرجل من امرأة أخرى حتى أربع نساء حكمه في الإسلام الإباحة إن كان قادرًا عليه، ولا يؤثر بالسلب والضرر البالغ على حياته الأخرى.

لذلك فإن المساواة في العاطفة لا يقدر عليها أحد غير الله عز وجل، لافتًا إلى أن الله تعالى سمح للزوج في الآية السابقة ببعض الميل لإحدى الزوجات عن الأخرى في العاطفة.

ولقد كان  الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يحب السيدة عائشة -رضي الله عنها- أكثر من باقي زوجاته -رضي الله عنهن-، مستشهدًا بما روي عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَيَعْدِلُ، وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ هَذِهِ قِسْمَتِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ».

لماذا يبحث الرجل عن الزواج مرة ثانية

بالإضافة إلى التعرف على بعض الأجوبة حول كيف تتزوج زوجة ثانية بدون مشاكل يمكن أن أيضا أن نتعرف على بعض الأسباب والأمور التي يمكن أن يلجأ بسببها الرجل للزواج مرة أخرى والتي تتمثل فيما يلي:

  • يمكن أن يسعى الرجل وراء إثبات ذاته بالإضافة إلى إحساسه بانعدام الثقة.
  • يمكن أن يتجه الرجل لهذه الفكرة نتيجة إهمال الزوجة لزوجها وعدم الاهتمام به وبما يحب.
  • بالإضافة إلى عدم شعور الرجل بالراحة النفسية في البيت مما ينتج عنه بحثه عن راحته النفسية مع امرأة أخرى.
  • كما يمكن أن ينتج الزواج مرة أخرى نتيجة وجود المشاكل التي تزيد من هموم الرجل وتسبب البعدي في العلاقة بينه وبين زوجته.
  • يمكن أن يلجأ الرجل الذي يقيم في الخارج بعيد عن زوجته للزواج من أخرى وذلك لعدم الوقوع في خطأ الخيانة.
  • بالإضافة إلى أن بعض الرجال لا يلجئون للزواج مرة أخرى نتيجة سبب ما ولكن لرغبتهم في التنوع والحصول على أكثر من زوجة.
  • كما يفكر الرجل في الزواج من امرأة أخرى للتغيير من روتين حياته المعتاد واتباع أسلوب حياة جديد.
  • يمكن أن يكون السبب في هذه الفكرة لدى الزوج هو عدم وجود التفاهم بين الزوجين مما يسبب المشكلات المختلفة في حياتهم.
  • بالإضافة إلى أن عدم وجود مشاعر الحب فيما بينهم عامل أساسي لاتخاذ الزوج لأخذ قرار الزواج من امرأة أخرى.
  • بالإضافة إلى أن وجود صديقة في حياة الزوج يمكن أن تسبب الإحساس بالاحتياج للزواج مرة أخرى من صديقة تفهمه وتهتم به.

كيف تتزوج الثانية في هدوء

الخطأ الذي يقع فيه الرجال وتتبدد بحدوثه كثير من الآمال هو خوض هذه التجربة والإقدام عليها دون التزود بالمؤنة التي يتوجب على الزوج اقتناؤها في مثل هذا المعترك، ظنا منه بأن خطوة من هذا النوع هي من السهولة بمكان، رغم أن مجرد الحلم بزوجة ثانية أمام الزوجة الأولى والتفكير فيه بصوت عال هو خطوة لا تحتمل الظنون ولا أنصاف الحلول، فهذه الزوجة لن تفسح المجال لهذه الزيجة دون أن تعكر صفوها أو صفو زوجها المغوار، لا محالة أنها ستتحين الفرص والأوقات المناسبة للانقضاض عليه لتبدد أحلامه التي يدور في فلكها صباح مساء.

ارتكاب مثل هذا الخطأ الفادح من الرجل مكلف جداً، وهو سبب مباشر لخروج كثير من الرجال من هذا المشروع خالي الوفاض ودون أي إنجاز يذكر، ولربما انتهى بهم المطاف بتكبد خسائر فادحة ووقوعهم في مواقف فاضحة، وهي نتيجة متوقعة بلا شك لمن فرط في التأهب والتهيؤ لمثل هذا المشروع.

رفض الزوجة الأولى مشروع اقتران زوجها بأخرى هو أمر فطري، وجبلة جُبلت عليها المرأة التي ترفض أن يشاركها أو ينازعها أحد في زوجها الذي تملكته بموجب ميثاق العقد الغليظ الذي تم بينهما، على أن حجم هذا الاعتراض لا يتواءم ولا يتوافق مع حجم الفعل ولا مع الشرع قبل ذلك.

إن التجارب الميدانية التي لم تفصح عن أسماء أصحابها أثبتت بما لا يدعو مجالاً للشك أن من أهم الأسباب المؤدية إلى رفض الزوجة الأولى اقتران زوجها بزوجه أخرى هو الخوف من معايرة مثيلاتها من النساء بهذا الزواج والانتقاص من قدراتها، وليس كما هو مشاع، إذ تسعى الزوجة الأولى بكل ما أوتيت من نفوذ وقوة كيدها في سبيل ذلك إلى تشوية صورة زوجها المسالم بطبعة والراغب في الارتباط بزوجة ثانية.

هذا الزوج الوديع الودود الواسع التطلعات والأماني القابع في خيالاته الوردية والممني نفسه بحياة رغيدة قادمة لا تشوبها شائبة ولا تعكر صفوها نائبة لم يفطن لما هو كائن له، ولا لما قد يحاك له خلف الكواليس من خلال استغراقه في أحلامه السعيدة واستمتاعه باللحظات، التي يستحضر لذتها كل دقيقة، بما يتمثله من مواقف وسيناريوهات حياته الجديدة، من خلال وضع أمثلة خيالية لما سوف يكون فيه في قادم الأيام، ومن خلال رسم تصورات استثنائية للحظة لقائه الأول بست الحسن والجمال.

ما علينا، المهم في هذا الإطار وجوابا على السؤال المطروح في عنوان المقال لا بد أن تتحلى أيها الرجل وأيها الزوج المقدام بقدر كبير من الهدوء، وأن تولي بجانب ذلك الهدوء قدراً أكبر من السرية والكتمان، ثم تبدأ التحرك للبدء بهذه الخطوة في جنح الظلام الدامس بهجمة مباغتة دون أن تعلن عن موعدها، ودون أن تسر لأحد عن ساعة الصفر التي تنوي فيها عقد قرانك ولو لأقرب الناس إليك.

متى يندم الزوج على الزواج الثاني

بالإضافة إلى التعرف على كيف تتزوج زوجة ثانية بدون مشاكل وأيضا أسباب الزواج للمرة الثانية يمكن أن أيضا أن يندم الزوج على هذه الزيجة الثانية في بعض الأحيان والتي تتمثل فيما يلي:

  • أحد الأمور الشائعة التي يمكن أن تتسبب في ندم الزوج على الزواج مرة أخرى هو وجود مشكلات مع الزوجة الثانية.
  • بالإضافة إلى المشاكل التي يمكن أن تتسبب فيها الزوجة الثانية مع الزوجة الأولى.
  • عدم الشعور بالراحة النفسية بعد الزواج للمرة الثانية.
  • الإحساس بالمسئولية الكبيرة والتي ينتج عنها ضغط نفسي كبير على الرجل نتيجة الالتزام بالعديد من المسئوليات تجاه الزوجة الأولى والثانية.
  • عدم وجود القدرة المالية الكافية.
  • بالإضافة إلى أمكانية إهمال الزوجة الثانية لزوجها وعدم توفير الاهتمام المسبق التي كانت تقدمه في البداية.
  • إحساس الزوج بتدخل الزوجة الثانية في شؤون الزوج المختلفة وشعورة برغبتها في التسلط عليه والتحكم فيه.
  • كما يمكن أن يشعر الزوج بخسارة زوجته الأولى والبعد بين أبنائه التي تتسبب فيه الزوجة الثانية.
  • إلى جانب مقارنة الزوج بين زوجته الأولى وما كانت تقدمه له وزوجته الثانية.
  • بالإضافة إلى حنين الزوج إلى زوجته الأولى أحد الأمور التي يمكن أن تسبب له الشعور بالندم.

كيف تجذب الزوجة الأولى الزوج من جديد

بالإضافة إلى التعرف على كيف تتزوج زوجة ثانية بدون مشاكل وأسباب هذا الشعور تتساءل أيضا بعض الزوجات الأولى عن كيفية جذب زوجها لها من جديد وكيف تزيد من حبه واهتمامه بها وتتمثل هذه الطرق فيما يلي:

 

  • في بداية الأمر يجب أن تعرف الزوجة أسباب بحث الزوج عن الزواج للمرة الثانية وما قد جذبه في هذه المرأة.
  • يجب أيضا أن تهتم المرأة بنفسها والتحسين من ملابسها والعناية بالشعر والبشرة وكل علامات الجمال لدى المرأة.
  • كما أن الاهتمام بالزوج والتقرب منه يزيد من حبه وحنينه إلى زوجته الأولى.
  • يجب تجنب الحديث السيء عن الزوجة الثانية حتى لا يشعر بالاستياء من التواجد معك في مكان واحد.
  • تجنب حدوث المشكلات المختلفة التي يمكن أن تتسبب في زيادة الضيق والمعاناة من الضغط النفسي له.
  • يجب أن تترك الزوجة مساحة شخصية للزوج بالإضافة إلى احترام رغباته وتقديره.
  • كما يمكن التعبير عن مشاعر الحب بالعبارات والرسائل المختلفة حتى يظل عقله مشغول بكِ.

قد قدم الإسلام منهج حياة متكامل ينظم جميع جوانب حياة الإنسان والمجتمع، ويعتبر تعدد الزوجات من الأحكام التي شرعها الإسلام وأباحها للحفاظ على مصلحة الإنسان والمجتمع، فزواج الرجل من أكثر من امرأة يحقق الكثير من المنافع للرجل والمرأة والمجتمع، ومن أهم فوائد تعدد الزوجات أنه يعتبر من أسباب حفظ كرامة المرأة من خلال القضاء على العنوسة وخاصةً أن المرأة تحتاج لوجود رجل في حياتها يلبي احتياجاتها ويرعى شؤونها، كما يسهم التعدد في تحقيق المساواة بين جميع النساء في حقهن بأن يكنَّ أمهات وزوجات وخاصةً في ظل زيادة أعداد النساء على أعداد الرجال حسب ما تشير إليه الإحصاءات، ومن فوائد تعدد الزوجات أنه يعين المرأة على مسؤولياتها الزوجية وخاصةً في حال مرضها أو كونها عقيم فالتعدد يقلل من حالات الطلاق التي تقع لهذه الأسباب، بالإضافة إلى أن تعدد الزوجات يقلل من حالات الطلاق بشكل عام ففي حال وجود خلاف بين الزوجين يمكن للرجل الزواج من امرأة أخرى وإبقاء زوجته لما له من دور في الحفاظ على بيته وأبنائه من الضياع، كما يعتبر تعدد الزوجات من أشكال رعاية النساء وخاصةً من الأقارب، فإن كان من أقارب الرجل امرأة عازبة أو أرملة ولديها أبناء فبزواجه منها يعفها ويكفل أبناءها ويرعاهم.

 

المس الشيطاني في الإسلام

Post a Comment

Previous Post Next Post