المس الشيطاني في الإسلام |
- ضعف الإيمان والبعد عن الدين وانتشار المعاصي
- كثرة المشعوذين والسحرة والعرافين
ومما لاشك فيه أن وجود الجن حقيقة ثابتة مسلّم بها ومن عقيدة المؤمنين الموحدين أهل
السن والجماعة الإيمان بها ، وهم من عالم الغيب الذي غاب عن حواسنا ولكن وجودهم وذكرهم
وخلق ورد في كتاب الله كما دلّ على وجودهم سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهم خلق
غيبي .
، آتاهم
الله قدرةً على التشكل والتنقل والقيام ببعض الأمور التي يعجز عنها البشر . والأدلة
على وجود الجن من القرآن الكريم كثيرة نذكر منها : " قل أوحي إلى أنه استمع نفر
من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجباً "
والشيطان
: كل مارد متجبر متسلط خبيث من الجن وله صفات .عرف العلماء الجن والشياطين بأنهم أجسام
هوائية وهبها الله قدرة. على التشكل بأشكال وأحجام مختلفة ، فهم يظهرون في شكل وصور.
فلما
أصبحنا إذ جاء من قبل حراء فقلنا يا رسول الله : فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر
ليلة بات بها قوم فقال - صلى الله عليه وسلم - : أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم
القرآن قال ابن مسعود : فانطلق بنا - صلى الله عليه وسلم - فأرانا آثارهم و آثار نارهم
. وسألوه عن الزاد فقال : لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون
لحماً وكل بعرة علف لدوابكم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فلا تستنتجوا
بهما فإنهما طعام إخوانكم.
أصناف الجن وأحوالهم
في صحيح
الجامع عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- " الجن ثلاثة أصناف : صنف له أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وعقارب ، وصنف
يحلون ويظعنون"
من أنواعهم
:
- العفاريت : قال تعالى : " قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين "
- المردة : وفي ذلك يقول المولى عز وجل : " إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً "
واعلم
أن الجن عالم غير عالم الإنس وعالم الملائكة ، بينهم وبين الإنسان قدر مشترك مثل صفة
الإدراك
والعقل والقدرة على اختيار طريق الخير والشر، والجن مخلوقة من النار . لقوله تعالى
: " والجان خلقناه من قبل من نار السموم "
كما
سبق خلقهما خلق الإنسان لقوله تعالى : " ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون
والجان خلقناه من قبل من نار السموم " أماكن الجن ومساكنهم
الجن
يسكنون في الخراب والخلوات ومواضع النجاسات مثل الحمامات والمزابل والمقابر كما يكثرون
في الأسواق ، والشياطين تبيت في البيوت وتطردها التسمية وقراءة القرآن خاصة سورة البقرة
وآية الكرسي.
وقد
أخبرنا النبي – صلى الله عليه وسلم - أن الشياطين تنتشر بحلول الظلام فأمرنا أن نكف
صبياننا عن الانتشار في الشوارع في هذه الفترة والشياطين تقرب من الآذان بل لا تطيق
سماع صوته وفي رمضان تقيّد بالأصفاد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله
– صلى الله عليه وسلم - : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة ، وغلقت أبواب النار
، وصفدت الشياطين " وعنه رضي الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال :
" إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن " كما تحب الشياطين
الجلوس بين الظل والشمس ولذا فى الرسول - صلى الله عليه وسلم – عن الجلوس بينهما.
صورة الشياطين
الشيطان
قبيح الشكل كما هو المستقر في الأذهان وقد شبه الله شجرة الزقوم التي تنبت في أصل الجحيم
برؤوس الشياطين .
فقال
تعالى : " إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين "
والشيطان
له قرنان ففي صحيح مسلم عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا
تؤخروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان"
قدرة
الشياطين قال لنبي الله سليمان فيما يذكره لنا القرآن الكريم : " قال عفريت من
الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين " ولكن اعلم أنهم
لا سلطان لهم على عباد الله الصالحين خاصة أولئك الذين يذكرون الله في كل حين .
" إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون " ألم ترى أن أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم
أزاً "
تفوق
قدراتهم قدرة الإنسان بكثير من حيث السرعة والحركة والانتقال ومثال ذلك الجني الذي
" إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً " وإن للشيطان قدرة وقوة
على الذين يرضخون للأوامره ويطيعونه فيما يغضب الله وعلى أهل الفساد والشهوات المحرمة
وعلى الفجرة الكفرة بصفة عامة.
أما
عباد الله المخلصين فليس للشيطان عليهم سلطان بل يخاف منهم ويهرب . فمن حديث سعد بن
أبي وقاص قال - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب : " إيها يا بن الخطاب والذي
نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك " .
قال
الحافظ : فيه فضيلة عظيمة لعمر تقتضي أن الشيطان لا سبيل له عليه لا أن ذلك يقتضي وجود
العصمة إذ ليس فيه إلا فرار الشيطان منه أي يشاركه في طريق يسلكها ولا يمنع من ذلك
من وسوسته بحسب ما تصل إليه قدرته فإن قيل عدم تسليطه عليه بالوسوسة يؤخذ بطريق مفهوم
الموافقة لأنه إذا منع من السلوك في طريقه فأولى ألا يلابسه بحيث يتمكن من وسوسته له
فيمكن أن يكون حفظ من الشيطان .
قال
: ووقع في حديث حفصة عند الطبراني في الأوسط بلفظ " إن الشيطان لا يلقى عمر .
منذ أن أسلم إلا خرّ لوجهه " . وقال - صلى الله عليه وسلم - : " إن الشيطان
يجري من ابن آدم مجرى الدم " وفي رواية أخرى من حديث صفية زوج النبي - صلى الله
عليه وسلم - : " إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم "
قال
الحافظ : " قيل هو على ظاهره وأن الله تعالى أقدره على ذلك وقيل هو على سبيل الاستعارة
من كثرة إغوائه .
وقال
ابن العباس " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها وغفل وسوس فإذا ذكر الله
خنس " . ... ومن هنا يبين لنا أن الشيطان يستطيع أن ينفذ في جسم الإنسان ولذلك
يختار القلب مكانه لأنه هو القائد والأعضاء جنوده فإذا سيطر الشيطان على القلب خضعت
له الجوارح ، ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم – من حديث النعمان بن بشير " ألا
وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب
" النبي
ولكن
هناك قلوب تحيط بها أسوار الإيمان وحصون التقوى عليها حراس الذكر فلا يستطيع الشيطان
أن يدخلها إلا خلسة فإذا دخلها قام حراس الذكر فطردوه مذموماً مدحوراً .
تعريف السحر
السحر
لغة : عبارة عما خفى ونطف سببه ولهذا جاء الحديث
:" إن من البيان لسحراً " وسمي السحر سحراً لأنه يقع خفياً آخر الليل .
قال
أبو محمد المقدسي في الكافي : السحر عزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض
ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه وهو ثابت بنص القرآن الكريم وسنة رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - .
تعريف
السحر : فن مذموم خفي سببه يستطيع صاحبه بالهمة ، أو
الدربة ، أو الاستعانة بالكواكب وخصائص الأرقام ، أو القربة من الشيطان ، التلبيس على
الناس ، أو إضرارهم فمن أدلة القرآن الكريم
: قال تعالى : " وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل
على الملكين ببابل هاروت وماروت "
ومن
أدلة السنة المطهرة : سحره عليه الصلاة والسلام على يد الملعون لبيد بن الأعصم اليهودي
حليف بني زريق
فعن
عائشة رضي الله عنها قالت : ( سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – رجل من بني زريق
يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه كان
يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال
: يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند
رأسي والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب قال : من
طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة
ذكر . قال : وأين هو ؟ قال : في بئر
ذروان ، فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ناس من أصحابه فجاء فقال : " يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء ، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين " قلت : يا رسول الله أفلا استخرجته قال : قد عافاني الله فكرهت أن أثير على الناس فيه شراً ، فأمر بها فدفنت " . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " اجتنبوا السبع الموبقات قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم و التولى يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات "
حكم الساحر
ذهب
طائفة من السلف بالقول على أنه يكفر وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد رحمهم الله
- عند الشافعي : لا يكفر بسحره . فإن قتل بسحره وقال : سحري يقتل مثله وتعمدت ذلك ،
قتل
فوراً . وإن قال : قد يقتل ، ويخطئ ، لم يقتل وفيه الدية .
وقال
إنما يقتل الساحر إذا كان يعمل في سحره ما يبلغ الكفر ، فإن عمل عملاً دون الكفر ،
فلم تر عليه قتلاً.
- وقال النووي في شرح مسلم : " عمل السحر حرام ، وهو من الكبائر بالإجماع ، وقد يكون كفراً وقد لا يكون كفراً ، بل معصية كبيرة . فإن كان فيه قول أو فعل يقتضي الكفر كفر ، وإلا فلا . وأما تعلمه وتعليمه فحرام .....
- وعند مالك : المسلم إذا تولى عمل السحر قتل لا يستتاب بل يتحتم قتله ، لأن المسلم إذا ارتد باطناً لم تعرف توبته بإظهاره الإسلام . فأما ساحر أهل الكتاب فإنه لا يقتل عند مالك إلا أن يضر المسلمين فيقتل .
- وعند أحمد : يكفر بسحره ، يقتل أو لم يقتل
- وقال أبو حنيفة : " الساحر يقتل إذا علم أنه ساحر ولا يستتاب ولا يقبل قوله إني أترك السحر وأتوب منه . فإذا أقر أنه ساحر فقد حل دمه . وكذلك العبد المسلم والحر الذمي من أقر منهم أنه الأول : لا يستتاب ، وهو ظاهر ما نقل عن الصحابة ، فإن لم ينقل عن أحد منهم استتاب ساحراً . الثاني : يستتاب ، فإن تاب قبلت توبته ، لأنه ليس بأعظم من الشرك ، والمشرك يستتاب . ومعرفة السحر لا تمنع قبول توبته ، فإن الله قبل توبة سحرة فرعون وجعلهم من أوليائه .. " إلى أن يقول : " فإن الله تعالى لم يسد باب التوبة عن أحد من خلقه ، ومن تاب إلى الله قبل توبته ، لا تعلم في ذلك خلافاً . ساحر فقد حل دمه "
- وقال ابن قدامة في حديث عمر : " إذا ثبت هذا - أي السحر - فإن تعلم السحر وتعليمه حرام، لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم " . قال أصحابنا : ويكفر الساحر بتعلمه وفعله سواء اعتقد تحريمه أو إباحته
وقال
ابن قدامة : " وهل يستتاب الساحر ؟ هنالك رأيان :
- ويقول ابن تيمية : " فجميع ما يختص بالسحرة والكهان هو مناقض للنبوة ".
- ويقول القرطبي : " اختلف الفقهاء في حكم الساحر المسلم والذمي ، فذهب مالك إلى : أن المسلم إذا سحر بنفسه بكلام يكون كفراً يقتل ولا يستتاب ولا تقبل توبته ؛ لأنه أمر يسر به كالزنديق والزاني ؛ ولأن الله تعالى سمى السحر كفراً بقوله : " ... وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ... وهو قول أحمد ابن حنبل وأب ثور وإسحاق والشافعي وأبي حنيفة .
واحتج
أصحاب مالك بأنه لا تقبل توبته ؛ لأن السحر باطن لا يظهره صاحبه ، فر تعرف توبته كالزنديق
، وإنما يستتاب من أظهر الكفر مرتداً " وأما الساحر غير المسلم ( أي الذمّي )
فقيل بقتله ، وقال مالك : "لا يقتل إلا أن يقتل بسحره ، أو جاء منه ما لم يعاهد
عليه . ولا يرث الساحر ورثته لأنه كافر إلا أن يكون سحره لا يسمى كفراً
".....
عقوبة الساحر
عن بجالة أن عمر بن الخطاب كتب إليهم : " أن اقتلوا كل ساحر وساحرة وفي رواية
فقتلنا ثلاث سواحر .
علامات يعرف بها الساحر
قبل
البدء في ذكر هذه العلامات، أنوه هنا إذا وجدت علامة واحدة من هذه العلامات في هذا
الشخص فهو ساحر بلا أدنى ريب وهذه العلامات هي :-
- يسأل المريض عن اسمه واسم أمه .
- يأخذ أثراً من آثار المريض ( ثوب - قلنسوة - منديل - فانيله ... ) .
- أحياناً يطلب حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه وربما لطخ بدمه أماكن الألم من المريض أو يرمي به في مكان خرب .
- كتابة الطلاسم .
- تلاوة العزائم والطلاسم غير المفهومة .
- إعطاء المريض ( حجاباً ) يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام.
- يأمر المريض بأن يعتزل الناس فترة معينة في غرفة لا تدخلها الشمس ويسميها العامة ( الحجبة )
- أحياناً يطلب من المريض الا يمس ماءً لمدة معينة غالباً تكون أربعين يومان وهذه العلامة تدل على أن الجني الذي يخدم هذا الساحر نصراني .
- يعطي للمريض أشياء يدفنها في الأرض .
- يعطي للمريض أوراقاً يحرقها ويتبخر بها .
- يتمتم بكلام غير مفهوم .
- أحياناً يخبر الساحر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته التي جاء من أجلها .
- يكتب للمريض حروفاً مقطعة في ورقة ((حجاب) أو في طبق من الخزف الأبيض ويأمر المريض بإذابته وشربه .
- قبول الساحر لأي حالة وعدم رفضه .
- وضع اليد على جسد المرأة ) صدرها أو بطنها وأحياناً فرجها ( معللاً ذلك أن الجني تحت يده
فإن
علمت أن الرجل ساحر فإياك والذهاب إليه وإلا ينطبق عليك قول النبي - صلى الله عليه
وسلم
- : " من أتى كاهناً أو عرّافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد – صلى
الله عليه
وسلم
- " .
أعراض يعرف بها السحر
السحر
والمس والعين أعراضها متشابهة لدرجة كبيرة جداً وربما يتميز عنها السحر بالآتي :-
- ضيق شديد عند دخول المنزل وفي غيره لا يحصل هذا
- بكاء دون سبب وهو لا إرادي ، أو ضحك .
- مغص شديد وآلام في البطن غير عضوية ويحصل أحياناً التقيؤ
- كراهية الذكر والعبادة .
- كراهية شديدة للزوج دون سبب .
- رؤية أحد الزوجين للآخر على شكل قبيح خلاف الواقع .
- محبة شديدة للزوجة من قبل الزوج حتى يصبح هو نتيجة لذلك كالأداة في يدها.
- التأثر من آيات السحر أكثر من غيرها وبصورة واضحة .
إثبات المس وصرع الجن للإنسان
قال
الإمام ابن القيم رحمه الله : الصرع صرعان ، صرع من الأرواح الخبيثة وصرع من الأخلاط
الرديئة والنوع الثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه .
الأدلة
على إثبات المس وصرع الجان للإنسان :
القرآن
الكريم :-
قال
تعالى : " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من
المس " قال الإمام الطبري رحمه الله في
تفسير هذه الآية : " حدثني بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة أن
ربا الجاهلية : يباع إلى أجل مسمى فإذا وصل الأجل ولم يكن عند صاحبه قضاء زاده وآخر
عنه . فقال جل ثناؤه للذين يربون الربا الذي وصفنا صفته في الدنيا ، لا يقومون في الآخرة
من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس يعني بذلك يتخبله الشيطان في الدنيا
الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس " .
وقال
الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله : " الذين يأكلون الربا " الآية لا يقومون
من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم
قياماً منكراً . وقال الإمام الألوسي : إن الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا قياماً
كقيام المتخبط المصروع في الدنيا والتخيط تفعل بمعنى فعل وأصله ضرب متوال على أنحاء
مختلفة ... وقوله تعالى : " من المس " أي الجنون ، يقال مس الرجل فهو ممسوس
إذا جن وأصله اللمس باليد وسمي به لأن الشيطان قد يمس الرجل وأخلاطه مستعدة للفساد
فتفسد ويحدث الجنون " .
يقول
الشهيد سيد قطب في كتابه ( في ظلال القرآن ( : عند تفسيره لقوله تعالى : " الذين
يأكلون الربا لا يقومون الأكما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " [ البقرة
275 ] وما كان أي تهديد معنوي ليبلغ إلى الحس ما تبلغه هذه الصورة المجسمة الحية المتحركة
صورة الممسوس المصروع وهي صورة معروفة معهودة للناس . قال الإمام البغوي رحمه الله : ( إلأ كما يقوم
الذي يتخبطه ) أي يصرعه الشيطان ، أصل الخيط الضرب والوطء وهو ضرب على غير استواء ،
يقال : ناقة خبوط للتي تطأ الناس وتضرب الأرض بقوائمها ، وفي تفسيره ) من المس ( قال
: أي الجنون ، يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً.
السنة
المطهرة :-
صبي
عن يعلى بن مرة قال : رأيت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثاً ، ما رآها أحد
قبلي ولا يراها أحد بعدي : لقد خرجت في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة
، معها صبي لها ، فقالت : يا رسول الله هذا أصابه بلاء ، وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ في
اليوم ما أدري كم مرة قال : ناولينيه ، فرفعته إليه ، فجعلته بينه وبين واسطة الرحل
، ثم قعر فاه ، فنفث فيه ثلاثاً ، وقال الله أنا عبد الله ، اخسأ عدو الله ، ثم ناولها
إياه فقال : ألقينا في الرجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل : قال : فذهبنا ورجعنا
، فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال : ما فعل صبيك ؟ فقالت : والذي بعثك
بالحق ما حسسنا منه شيئاً حتى الساعة واجتزر هذه الغنم قال: انزل خذ منها بسم واحدة
ورد البقية ".
عن عطاء
بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس : " ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلا
، قال : هذه المرأة السوداء أنت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : إني أصرع وإني
أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟
فقالت : أصبر ، فقالت : إنبي اتكشف فأدعو الله لي أن لا أتكشف فدعا لها
" ، وهذه المرأة اسمها أم زفر كما ذلك
البخاري في صحيحه عن عطاء، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن
روي
عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل في
الصلاة يقول : " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه قال
: فهمزه الموته ، ونفثه : الشعر ، ونفخه : الكبرياء " .
والموتة
: جنس من الجنون والصرع يعتري الإنسان ، فإذا أفاق عاد إليه عقله كالنائم والسكران
قال
ابن كثير : فهمزه : الموتة وهو الخنق الذي هو الصرع . عن أبي اليسر رضى الله عنه أن رسول الله – صلى
الله عليه وسلم - كان يدعو " اللهم إني أعوذ بك من الهرم ، والتردي ، والغم والحريق
والغرق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأن أقتل في سبيلك مديراً ، وأعوذ
بك أن أموت لديغاً " . وقوله – صلى الله
عليه وسلم - وأعوذ بك أن يتخبطني ( قد فسره الخطابي بأن يستولي عليه عند مفارقة الدنيا
فيضله ويحول بينه وبين التوبة .
عن عثمان
بن أبي العاص رضى الله عنه قال : لما استعملني رسول الله - صلى الله عليه وسلم – على
الطائف
جعل يعرض لي شئ في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - فقال : " ابن أبي العاص " قلت : نعم يا رسول الله . قال
: " ما جاء بك " قلت : يا رسول الله عرض لي شئ في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي
قال : " ذاك الشيطان . ادنه " فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال : فضرب
صدري بيده وتفل في فمي وقال : " اخرج الله " ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال
: " الحق بعملك " قال : فقال عثمان " فلعمري ما عدو احسبه خالطني بعد
" .
- أن الشيطان قد يصرع الإنسان حتى يصير مجنوناً .
- أن هذا الصرع يمكن أن يعالج بالضرب مع شروط الضرب الصحيحة ، غير المبرح وليس على الوجه .
- أن الشيطان يدخل في الإنسي ويلبسه ويتضح ذلك من قوله " اخرج عدو الله " والخروج لا بد وان يسبقه دخول .
موقف أئمة المسلمين من حالات المس
قال أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
وذلك في جواب عن سؤال حول هذا الموضوع " الحمد لله وجود الجن ثابت في كتاب الله
وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني
في بدن الإنسي ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة.
ويمكن
أن نستدل مما ذكر من الأحاديث عدة أمور :-
موقف
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
يقول
شيخ الإسلام ابن تيمية " ليس بأئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع
وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية
ما ينفي ذلك
موقف
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الشيطان
يجري من ابن آدم مجرى الدم وقال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه لأبيه
: " إن قوماً يزعمون : أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي ؟ ! فقال الإمام أحمد رحمه
الله : " يا بني يكذبون ، هو ذا يتكلم على لسانه " قصة الإمام أحمد بن حنبل
مع الجارية يدعو
قال
القاضي أبو الحسين بن القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي في كتاب طبقات أصحاب الإمام
أحمد سمعت أحمد بن عبيد الله قال : سمعت أبا الحسين علي بن أحمد بن علي العكبري قدم
علينا من عكبرا في ذي القعدة سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة، قال : حدثني أبي عن جدي قال
: كنت في مسجد أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، فأنفذ إليه المتوكل صاحباً له يعلمه أن
له جارية بها صرع ، ويسأله أن الله لها بالعافية ، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من
خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له ثم قال له : تمضي إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس
هذه الجارية وتقول له : – يعني الجني - قال لك أحمد أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية
أو تصفع بهذا النعل سبعين ، فمضى إليه وقال له مثل ما قال الإمام أحمد ، فقال له المارد
على لسان الجارية : السمع والطاعة ، لو أمرنا أحمد الاً نقيم بالعراق ما أقمنا به.
إنه أطاع الله ومن أطاع الله أطاعه كل شئ ، وخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولاداً ،
فلما مات الإمام أحمد عاودها المارد فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروزي وعرفه
الحال فأخذ المروزي النعل ومضى إلى الجارية فكلمه العفريت على لسانها : لا أخرج من
هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك ، أحمد بن حنبل أطاع الله فأمرنا بطاعته .
نستنتج
من هذه القصة الآتي :
- التقرب إلى الله تعالى سبب أساسي في العلاج .
- تقرب المعالج وحده الله تعالى لا يحقق الشفاء الكامل ، وإنما يتطلب ذلك اتصال المريض بالله تعالى باعتباره مقدمة أساسية لشفائه ....
- إن الله عز وجل لا يجعل للشياطين سلطاناً على عباده المؤمنين الصالحين ، بل يجعل لهم سلطاناً على الشياطين يأمرونهم فيطيعون ويطردونهم فيخرجون .
- هذا دليل واضح ومباشر على حقيقة دخول الجني جسد الإنسي.
- الضرب يؤثر في الجني ويؤذيه ، كما أن للتهديد دوره في ذلك .
6-
على المريض ألا يركن بعد خروج الجني من جسده ويعتقد أنه لن يعود ، فليحذر وليكن يقظ
وعليه المحافظة على جميع الإجراءات الوقائية (التحصينات) لا سيما أنها وسيلته في التقرب
إلى الله سبحانه وتعالى .
روي
أن رجلاً جاء إلى الإمام أحمد بن حنبل وشكا له أن أخاه تنتابه حالة ويشكو مما يأتي
:
يفقد
وعيه و يمزق ملابسه و يهاجم من حوله و
يريد أن يفتك بأقرب الناس إليه وقد عرضه على الأطباء حتى ينسوا منه ولا يدرون ماذا
يفعلون ... وكان الإمام أحمد بالمسجد فقال للرجل أحضر أخاك وهو في هذا الحال فلما أحضره
أمره أن يرقده ثم أخذ الإمام يقرأ حتى سمع الجميع صوتاً منبعثاً من جسم الرجل المريض
يستغيث بالإمام ويقول له : حسبك وسأفعل ما تريد . فقال له الإمام : دع هذا الرجل واخرج
من إصبع قدمه . قال الصوت : سمعاً وطاعة ، وخرج من إصبع قدم الرجل وإذا بالمريض يستيقظ
كأنما حل من عقال، وكان لم يكن مصاباً من قبل " .
يروى
أن رجلاً اشتكى للبنا أمر زوجته قائلاً: إني قد ضقت ذرعاً في الحياة وسدت أمامي الطرق
وأحاط بي اليأس من كل جانب ، إن زوجتي امرأة صالحة مطيعة ولي منها أبناء صغار وقد اعتراها
منذ عام مرض ينتابها بين الحين والحين ، تفقد فيه رشدها وتتحول إلى وحش كاسر ، إذا
استطاعت الوصول إلى أي منا حاولت قتله ، وتحطم كل شي أمامها ... وقد عرضتها على الأطباء
هنا في القاهرة حتى ينسوا فاصطحب الرجل الإمام البنا معه إلى بيته حيث كانت المرأة
في غرفة مغلقة ، فأمر البنا زوج المرأة أن يغطيها تماماً ثم دخل عليها الحجرة ، ووقف
بجانب السرير واغمض عينيه وأخذ يقرأ القرآن وظل يقرأ حتى سمع صوتاً منبعثاً من جسم
المرأة ولكنه صوت رجل يقول : كيف تكون يا بنا إماماً للناس وتنظر إلى عورات النساء
ففتح البنا عينه فرأى جزءاً من ساقي المرأة قد انكشف نتيجة ما ينتابها من حركات عنيفة
فأمر زوجها فغطاها ثم واصل قراءة القرآن حتى سمع صوت الرجل المنبعث من جسم المرأة يقول
في نغمة استعطاف : إنك إمام المسلمين و أنا مسلم وتريد أن تحرقني .
قال
الأستاذ فقلت له : إن كنت مسلماً لما آذيت مسلمة ... فقال بعد قليل استحلفك بالله إلا
أمسكت عن القراءة حتى لا أحترق وسأخرج ... فقال البنا : إن كنت خارجاً فاخرج من إصبع
قدمها . فأراد أن يساوم فواصل البنا القراءة فصرخ الجني على لسان المرأة مستغيثاً وخرج
من إصبع قدمها فقامت المرأة كأنما حلت من عقال وكان لم تكن أصيبت من قبل.
"
قال ابن القيم : الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الردينة
، والثاني هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه ، وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم
يعترفون به ولا يدفعونه . ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية
لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع آثارها وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك
أبقراط في بعض كتبه فذكر بعض علاج الصرع ، وقال : هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه
الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج .. وأمّا
جهلة الأطباء وسقطهم ومن يعتقد بالزندقة فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها
تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل ، وإحالتهم ذلك على غلبة الأخلاط هو صادق
في بعض أقسامه لا في كلها . إلى أ، قال : وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع
الأخلاط وحده ، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .
قال
ابن حزم : وصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسأ كما جاء في القرآن
، يثير به من طبائعه السوداء ، والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ كما يخبر به عن نفسه
كل مصروع ، بلا خلاف منهم ، فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده ،
وهذا هو نص القرآن
قال
فتحي يكن : وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم – واتفاق الأمة
على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك
بغير علم ولا هدى ؟ بل تقليداً لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة ، فالله
المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وقد
عالج الشيخ / فتحي يكن ابنته بالقرآن الكريم بعد إصابتها بالسحر بعد أن منّ الله عليها
بالشفاء . يقول الشيخ بن باز رحمه الله : وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع
أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي يتبين للقراء بطلان قول
من أنكر ذلك.
يقول
الشيخ أحمد القطان : في إحدى محاضراته بدولة الكويت حول مشاهداته عن عالم الجن يقول
الشيخ : " ومن التجارب الشخصية لي في هذا المجال من ناحية الحديث والرؤية والمشاهدة
، فقد اشتکی صاحب بيت بأنه لما نزل في بيته الجديد أصبح هناك من ينغص عليهم الحياة
فيه ، حيث إنهم كلما وضعوا طعامهم وجدوا حفنة من طين أو تراب فجأة تظهر وسط طبق الطعام
، ولا يرون من يضعها ذلك يتكرر كل يوم ثلاث مرات عند الإفطار وعند الغداء وعند العشاء
. فلما أصبحت بهذا الوضوح والتكرار أصبح الأولاد عندما يضعون السفرة في خوف ورعب وعندما
يضعون الإناء ينظرون إليه جميعاً ، وفجأة تظهر حفنة التراب فيفرون ، هذا إلى غرفته
، وهذا إلى المطبخ، يصرخون ويبكون ، مما جعل صاحب الدار يأخذ زوجته وأولاده ويذهب بهم
إلى بيت أهل الزوجة ، ومكث هو وأمه وعمته في البيت ... فكان كلما جلست أمه أو عمته
تجد من يحثو على رأسها التراب ، فلما أخبرني بذلك ذهبت أنا ورجال أفاضل منهم مستشار
في القضاء ، ومنهم إمام مسجد ، ومنهم إمام وخطيب ، وأخذنا نقرأ بعد أن توضأنا سورة
البقرة وأذكر أنها في ليلة الأربعاء بعد العشاء ، وهو اليوم الذي يشتد عليهم فيه ،
فلما وصلنا عند آية الكرسي وكانت العجوز تجلس في فناء الدار في فصل الصيف ، فنادانا
ولدها وقال : تعالوا وانظروا ، فتركنا أخاً يقرأ وخرجنا تنظر ، إذا المرأة تلبس عباءتها
وهي جالسة في الفناء والتراب ينزل من رأسها وكأنه يخرج من الرأس وينزل على عباءتها
إلى الأرض ، ولما أنهينا سورة البقرة انتهى التراب واختفى ولم يعد مرة أخرى .
يقول
الشيخ أبو بكر الجزائري : المدرس بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة : وأذكر حادثة
تمت في بيتنا وعشنا آلامها وعانينا آثارها السيئة. إنه كان لي أخت أكبر مني تدعى
" سعدية " وكنا يوماً ونحن صغار ، نطلع عراجين التمر من أسفل البيت إلى سطحه
بواسطة حبل يربط به القنو ( العرجون ) ونسحبه إلى السطح ونحن فوقه .. فحصل أن أختي
سعدية جرت الحبل ، فضعفت عنه ، فعليها فوقعت على الأرض على أحد الجنون ، فكأنها بوقوعها
عليه آذته أذى شديداً ، فانتقم منها. فكان يأتيها عند نومها في كل أسبوع مرتين أو ثلاثاً
، أو أكثر فيخنقها ، فترفس المسكينة برجليها ، وتضطرب كالشاة المذبوحة ولا يتركها إلا
بعد أن تصبح أشبه بميتة . ونطق مرة على لسانها مصرحاً بأنه يفعل بها هذا لأنها آذته
يوم كذا في مكان كذا ، وما زال يأتيها ويعذبها عند النوم فقط حتى قتلها بعد نحو عشر
سنوات من العذاب الذي لا يطاق ، فصرعها ليلة على عادته فما زالت ترفس برجلها وتضطرب
حتى ماتت ، غفر الله لها ورحمها. هذا الحادثة عشتها وبعيني رأيتها ، وما رأى ليس كمن
سمع .
نستنج
مما سبق ما يأتي :- أن المعالج لابد وأن يتصف بصفات وهي :
· أن يكون معتقداً أن لكلام الله تأثيراً على الجن
والشياطين.
· أن يكون عالماً بمداخل الشيطان فانظر إلى شيخ الإسلام
ابن تيمية عندما قال له الجني : أنا أخرج كرامة لك قال : لا ولكن طاعة الله ورسوله
فلولا أن شيخ الإسلام عالم بمداخل الشيطان ما قال ذلك
· يأن يكون موالياً بالطاعات التي يرغم : الشيطان
أن يكون ملازماً لذكر الله العظيم الذي هو الحصن الحصين من الشيطان الرجيم ولا يتحقق
ذلك إلا بمعرفة الأذكار النبوية اليومية وتطبيقها
· مستحب للمعالج أن يكون متزوجاً .
· أن يكون مجتنباً للمحرمات التي بها يستطيل الشيطان
على الإنسان .
· أن يخلص النية في المعالجة الله رب العالمين .
إذا
كانت المريضة أنثى لا تبدأ في علاجها حتى تتحشم وتشد عليها ملابسها حتى لا تتكشف أثناء
العلاج تسأل الله أن يعينك على إخراج هذا الجني وينصرك عليه يكون عنده إلمام ببعض الأمور
الطبية والنفسية والاجتماعية الإرشاد المرضى وتوجيههم إلى المختصين و لا تعالج امرأة
إلا في وجود أحد محارمها و لا تدخل معك أحداً من غير محارم المرأة
عدم
قبوله لأي حالة مرضية إلا بعد مراجعتها الطبيب المختص. أن يكون له مستشارين من أخوة
متخصصين في الطب البشري والنفسي والتربوي والتخصص الشرعي ، وأن يقبل منهم النصيحة ،
" فالدين النصيحة " .
أن يعالج
بنية الطرد والإبعاد وليس بنية الجلب والإحضار تمشياً مع السنة المطهرة ، قال عليه
الصلاة والسلام : " لا تتمنوا لقاء العدو " وقوله تبارك وتعالى : "
إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ...
أسباب دخول الجني في الإنس
قال
شيخ الإسلام رحمه الله : " وصرعهم للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق وقد يكون التلبس
كثيراً أو الأكثر عن بغض ومجازاة مثل : أن يؤذيهم بعض الإنس أو يظنوا أنهم تعمدوا أذاهم
إما
ببول على بعضهم وإما بصب ماء حار وإما بقتل بعضهم وإن كان الإنس لا يعرف ذلك وفي الجن
جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه ، وقد يكون دخولهم في أجساد الإنسان بلا سبب من
الإنس وإنما يفعله الجن شراً وإيذاءً كما يؤذي سفهاء الإنس غيرهم من الإنس ومن أسباب
المس كذلك الخوف الشديد والغفلة والغضب الشديد والانكباب على الشهوات والحزن الشديد
فينبغي للمؤمن أن يتجلد ويصبر عند المصيبة حتى لا تتناوشه الشياطين
أعراض الصرع " مس الجن "
تنقسم
الأعراض إلى قسمين : -
- أعراض في المنام
- أعراض في اليقظة . وقد تتوفر الأعراض المذكورة في الشخص كاملة أو بعضها
الأعراض
التي في المنام
- الأرق : وهو أن لا يستطيع الإنسان أن ينام إلا بعد مدة طويلة من الاسترخاء .
- القلق
: وهو كثرة الاستيقاظ في الليل.
- الأحلام
المزعجة أو المخيفة : وهي ما يعرف بالكوابيس وهي
إما أن يرى الإنسان أشياء تضايقه ويريد أن يستغيث فلا يستطيع
- رؤية
الحيوانات في المنام : كالقط والكلب والبعير والثعبان
والأسد والثعلب والفأر .
- العض على الأسنان في المنام .
- التأوه في المنام
- أن يقوم ويمشي وهو نائم دون أن يشعر .
- أن يرى في منامه أنه سيسقط من مكان عال .
- أن يرى نفسه في مقبرة أو مزبلة أو طريق موحش
- أن يرى أناساً بصفات غريبة كأن يلاحظ عليهم طولاً مفرطاً أو قصراً مفرطاً أو يرى أناساً سوداً .
- أن يرى أشباحاً في منامه أي أشكالاً مخيفة .
- الصراخ أو الضحك أو البكاء وهو نائم .
الأعراض
التي في اليقظة
- الصداع الدائم بشرط ألا يكون سببه مرضاً في العينين أو الأذنين أو الأنف أو الأسنان أو
- الحنجرة أو غيرها من الأعضاء .
- الصدود : وهو الصدود عن ذكر الله وعن الصلاة وعن الطاعات كلها
- الشرود : ويقصد به الشرود الذهني .
- الحمول والكسل والفتور
- الصرع : وهو ما يسمى بالتشنجات العصبية
- الم في عضو من الأعضاء عجز الأطباء عن تشخيصه والتعامل معه .
- النفور من المنزل أو الزوج أو الزوجة أو الأهل أو الولد .
- حالات الغضب الشديد وكأنه فعل لا إرادي .
- تخبط في النظرات أو في الأقوال أو الأفعال أو كل ذلك
- كثرة النسيان بطريقة غير عادية .
- تنتابه هواجس معينة وقد تأمره هذه الهواجس بإخراجه من الصلاة .
أنواع المس
قال
تعالى :
"
واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب "
"
يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا
قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين
" .
- مس كلي : وهو أن يمس الجني الجسد كله كمن تحدث له تشنجات عصبية .
- مس جزئي : وهو أن يمس عضواً واحداً كالذراع أو الرجل أو اللسان .
- مس دائم : وهو أن يستمر الجني في جسده مدة طويلة
- مس طائف : وهو لا يستغرق أكثر من دقائق كالأحلام التي من الشيطان و التي تعرف بالكوابيس المفزعة .
طرق الوقاية من مس الجن
المداومة
على ذكر الله والتقرب إليه بالطاعات والإكثار من الاستغفار فإن الإنسان كلما ازداد
من الله قرباً ازداد من الشيطان بعداً .
البسملة
على كل شئ وخاصة :-
- عندما تقفز من مكان عالي
- عندما تلقي شيئاً على الأرض كماء ساخن أو شي ثقيل .
- عند دخولك الأماكن الموحشة أو المظلمة أو الخالية .
- ذكر الله المحدد بأوقات مثل أذكار الصباح والمساء وعند الطعام وما شابه ذلك وتلك الأذكار موجودة
- في الكتب المتعلقة بالأذكار ومنها الأذكار للنووي وحصن المسلم للقحطاني وغيرها .
- عدم قتل الحيات التي في البيوت إلا بعد إيذانها بالله أن تخرج ثلاث مرات.
- عدم الاستماع إلى مزامير الشيطان وبريد الزنا أي الغداء والمعازف
- عدم الخلوة بالنساء الأجنبيات أو الدخول عليهن بدون محرم ويجب على النساء ارتداء الحجاب وعدم التبرج .
- المداومة والمحافظة على الصلاة وأداء أركان الإسلام كاملة على الوجه الشرعي السليم .
- النهي عن السكن أو المأوى إلى الأماكن الخربة والحمامات والمقابر والأماكن الخالية .
- النهي عن الصلاة عند شروق أو غروب الشمس
- لزوم الجماعة وعدم الوحدة .
- النهي عن البول في جحر أو الاستنجاء أو الاستجمار بعظمة أو روت .
- يستحب الوضوء قبل النوم وقراءة آية الكرسي قبل النوم والذكر والدعاء .
- تجنب إيذاء الحيوانات كالكلب والقطة .
- من تجنب المعاصي كافة لأنها تبعدك عن الله وتقربك من الشيطان .
- الإكثار من الدعاء " آمنت بالله العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم " فعن وهيب بن الورد رضي الله عنه قال : خرج رجل إلى الجبانة بعد ساعة من الليل قال : فسمعت حساً وأصواتاً شديدة وجيء بسرير حتى وضع ، وجاء شئ حتى جلس عليه . قال : واجتمعت إليه جنوده ، ثم صرخ فقال : من لي بعروة بن الزبير ، فلم يجبه أحد حتى قال : ما شاء الله من الأصوات ؟ فقال واحد أنا أكفيكه قال فتوجه نحو المدينة ، وأنا أنظر إليه ، فمكث ما شاء الله ، ثم أوشك الرجعة فقال : لا سبيل لي إلى عروة . قال : ويلك لم ؟ قال : وجدته يقول كلمات إذا أصبح وإذا أمسى فلا يخلص إليه معهن . قال الرجل : فلما أصبحت قلت لأهلي جهزوني ، ، فأتيت المدينة دللت عليه، فإذا هو شيخ كبير ، فقلت شيئًا تقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت . فأبى أن يخبرني ، فأخبرته بما رأيت وما سمعت ، فقال : ما أدري غير أني أقول : إذا أصبحت وإذا أمسيت : آمنت بالله العظيم ، وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ، إذا أصبحت ثلاث مراتٍ ، وإذا أمسيت ثلاث مرات . رواه ابن أبي فسألت عنه حتى الدنيا في مكايد الشيطان آيات الرقية
روى
الإمام أحمد من حديث جابر قال : كان خالي يرقي من العقرب ، فلما نهى رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - عن الرقى أتاه فقال : يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى ، وإني أرقي
من العقرب فقال : " من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل " ،
وفي
لفظ عند أحمد أيضاً : " من استطاع أن ينفع أخاه بشيء فليفعل والقرآن كله شفاء
للمؤمنين وهو كلام الله ، وكله رقية ، ومن خلال التجربة العملية لمعالجة من ابتلاهم
الله بتلبس الجن في أبدانهم ، بدا لي أن آيات بعينها هي أكثر شدة وعذاباً للجن الكافرين
، وخاصة أن هذه الآيات التي اعتاد المعالجون بتسميتها " آيات الرقية " فيها
من الآيات ما نزل في شأنها وفضلها وأثرها على الشياطين ، كالفاتحة وآية الكرسي ، وآيات
من سورة البقرة، وكذلك الآيات التي فيها تحديد ووعيد للجن الكافرين ، أو فيها مدح للجن
المؤمنين وآيات الرقية هي : فاتحة الكتاب وأربع آيات من أول البقرة 1 - (4) وآيتين
من وسط البقرة هما " وإلهكم إله واحد " (163 - 164) وآية الكرسي (البقرة
255 ) وثلاث آيات من آخر البقرة (284-286) وآية من سورة آل عمران " شهد الله أنه
لا إله إلا هو " ( آل عمران (18) وآية من الأعراف " إن ربكم الله "
(الأعراف 54 ) وآية من سورة المؤمنون .
"
فتعالى الله الملك الحق " ( المؤمنون 116) وآية من سورة الجن " وإنه تعالى
جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا " ( الجن 3 ) وعشر آيات من أول الصافات
(1-10) وثلاث آيات من آخر الحشر ( 21 - 24 ) وقل هو الله أحد والمعوذتين .
تضع
يدك على رأس المريض وأنت طاهر من الحدث الأكبر ومتوضئ ، وتقرأ هذه الرقية في أذنه
بترتيل
:-
الفاتحة
.
سورة
البقرة من ( 1 - 5 ) .
سورة
البقرة ( 102 ) .
سورة
البقرة ( 163 - 164 ) .
آية
الكرسي
سورة
البقرة ( آخر آيتين منها ) .
سورة
آل عمران ( 18 – 19 ) .
سورة
الأعراف ( 54 - 56 ) .
سورة
الأعراف ( 117 - 122 ) .
سورة
يونس ( 81 - 82 ) .
سورة
طه ( 69 ) .
سورة
المؤمنون ( 115 - 118 ) .
سورة
الصافات ( 1 - 10 ) .
سورة
الأحقاف ( 29 - 32 ) .
سورة
الرحمن ( 33 - 36 ) .
سورة
الحشر ( 21 - 24 ) . -
سورة
الجن ( 1 - 9 ) .
سورة
الإخلاص .
سورة
الفلق
سورة
الناس
ملحوظة
:
إذا
لم ينطق الجني أو تظهر علامة تدل عليه يراعى تكرار الرقية مرة ثانية فإن استمر الحال
كما هو يقرأها مرة ثالثة وعندها لابد أن ينطق الجني بمشيئة الله تعالى فيأمره المعالج
بالخروج فإن لم يستجب يقرأ المعالج عليه آيات العذاب
آيات
العذاب
تقرأ
آيات العذاب على الجني المعاند الذي يرفض الخروج من الجسد على طهارة وفي خشوع والقرآن
الكريم كله دعاء وبركة ورحمة وشفاء إلا أن هذه الآيات تزلزل الشيطان ومهما تظاهر بتحمله
إلا أن صموده لن يطول فهو ماكر يتألم ويظهر أنه قوي حتى إذا خارت قواه انهزم وأعلن
ذله وصغاره
آية
الكرسي ( البقرة - 255 ) .
سورة
النساء ( 167 - 173 ) .
المائدة
( 33 - 34 ) .
الأنفال
( 12 ) .
الحجر
( 16 - 18 ) .
الإسراء
( 110 - 111 ) .
الأنبياء
( 70 ) .
الحج
( 19 -22 ) .
النور
( 39 ) .
الفرقان
( 23 ) .
الصافات
( 98 )
غافر
( 78 ) .
فصلت
( 44 ) .
الدخان
( 43 - 50 ) .
الجاثية
( 7 - 8 ) .
الأحقاف
( 29 - 34 )
الرحمن
( 33 - 36 ) .
العين
العين
حق ولها تأثير يظهر على المعيون فتمرضه أحياناً وربما أوصلته إلى القبر وثبوتها بالكتاب
والسنة .
فمن
الكتاب :
قال
تعالى : " وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه
لمجنون "
فمن
السنة : فالأدلة كثيرة ومنها :
عن ابن
عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - * العين حق ولو كان شئ سابق القدر
السبقته
العين " .
وروی
مسلم كذلك عن أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – رخص في الرقية من الحمى
والعين والنملة " والنملة قروح تخرج في الجنب روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال - صلى الله عليه وسلم – " العين حق
ورويا
كذلك عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرني النبي - صلى الله عليه وسلم – أو أمر أن
نسترقي من العين "
" قال ابن القيم في زاد المعاد " العين
هي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعيون تصيبه تارة وتخطأه تارة فإن
صادفته مكشوفاً لا وقاية عليه أثرت فيه ولا بد " . أنواع العين روى البخاري ومسلم
عن أم سلمة رضي الله عنها النبي - صلى الله عليه وسلم – رأى في بيتها جارية في وجهها
سفعة فقال : استرقوا لها فإن بها النظرة " . قال الحسين بن مسعود الفراء أحد علماء
اللغة العربية ، وقوله " بعة " أي نظرة من الجن يقول بها عين أصابتها من
الجن أنفذ من أسنة الرماح" .
العين
نوعان :
- عين إنسية.
- عين جنية
أعين
الإنس : فما سبق من الأدلة يثبتها .
أما
أعين الجن : فالأدلة عليها ما يأتي :-
عن أبي
سعيد رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "كان يتعوذ من الجان وعين
الإنسان
علاج العين
- إن عرف العائن :
ففي
هذه الحال يؤمر بالاغتسال فيؤخذ ويصب على رأس المعيون مرة واحدة فيقوم بمشيئة الله
بين الناس صحيحاً كان ما به لمم ودليله ما رواه مالك عن ابن شهاب عن أبي لمامة بن سهل
بن حنيف قال : رأى عامر ابن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل فقال : والله ما رأيتك اليوم ولا
جلد مخبأ فقال : فليط سهل فأتى رسول الله صلى عليه وسلم عامراً فتغيظ عليه وقال : علام
يقتل أحدكم أخاه ألا بركت اغتسل له فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف
رجليه وداخلة أزاره في قدح ثم صب عليه فراح مع الناس " .
- إن لم يعرف العائن :-
توضع
اليد على رأس المعيون أو مكان الألم بشرط أن يكون صاحب اليد زوج أو محرم إن كان
المصاب
امرأة وتقرأ سورة الفاتحة ثم :
"
يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا ولو شاء الله
لذهب
بسمعهم
وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير "
آية
الكرسي .
"
وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو
إلا ذكر
للعالمين
" .
سورة
الكافرون .
سورة
الإخلاص والمعوذتين
ثم ينفث
على رأس المريض أو على مكان الألم إن أمكن.
تقرأ
هذه الآيات كلها على ماء مع قراءة الأدعية الآتية :-
باسم
الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك ومن كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسم
الله
أرقيك
" ( 3 مرات ) .
اللهم
رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً
"
( 3
مرات)
ثم يصب
الماء على رأس المعيون مرة واحدة فيذهب ما به من بأس بمشيئة الله تعالى . ولا بأس بتكرار
العلاج عند الحاجة .
كيفية الوقاية من العين
العين
قد تكون من إنسان صالح كما حدث من الصحابي عامر بن ربيعة رضي الله عنه كما أن الإنسان
يعين ماله وولده وربّما نفسه بخلاف الحاسد فإنه لا يحسد نفسه ولا ماله ولا يكون الحسد
إلا من رجل خيثت نفسه وللوقاية من العين اتبع الآتي : على الإنسان إذا رأت عيناه ما
يسره ويعجبه عند غيره أن يقول : " اللهم بارك عليه ، اللهم بارك فيه " للحديث
المتقدم حيث قال صلى الله عليه وسلم لعامر " ألا بركت" أما إذا أعجبه نفسه
أو ماله أو ولده فليقل ( ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) فلا يرى فيها سوءاً والدليل
على ذلك قصة صاحب الجنتين المذكورة في سورة الكهف -:
قال
تعالى : " واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل
وجعلنا بينهما زرعاً ، كلتا الجنتين أنت أكلها ولم تظلم منه . شيئاً وفجرنا خلالهما
نهراً ، وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً ، ودخل
جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت
إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً ، قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب
ثم من نطفة ثم سواك رجلاً ، لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً ، ولولا إذ دخلت
جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً
" . المحافظة على أذكار الصباح والمساء
والتحصن بالأذكار النبوية مثل:- " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
" وكما ورد : " أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة
"
فضل آية الكرسي
وردت أحاديث كثيرة تدل على أنها أعظم آية في
القرآن وأن لها لساناً وشفتين تسبح بهما الله تعالى ، فعن عبد الله بن رباح الأنصاري
عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا المنذر
أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم ؟ " قال : قلت : الله لا إله إلا هو الحي
القيوم قال : فضرب على صدري وقال : ليهنك العلم أبا المنذر والذي نفسي بيده أن لها
لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش "
. أنها تجير قارنها من الجن صباحاً إلى المساء ومساء إلى الصباح.
فعن
أبي بن كعب رضي / الله عنه أنه كان له جرين فيه تمر وكان يتعاهده ، فوجده ينقص فحرسه
ذات ليلة فإذا هو بداية شبيه العلام المحتلم ، قال : فسلمت ، فرد السلام ، فقلت : ما
أنت ؟ جني أم إنسي ؟ قال جني : قلت : ناولني يدك ، فناولني يده يد كلب ، وشعره شعر
كلب فقلت : هكذا
من خلقت
الجن ؟! قال : لقد علمت الجن أن ما فيهم أشد . قال : فما حملك على ما صنعت ؟ قال :
بلغني أنك رجل تحب الصدقة ، فأحببنا أن نصي طعامك ، فقال له أبي : فما الذي يجيرنا
منكم ؟ قال : " آية الكرسي " التي في سورة البقرة " من قالها حين يمسي
أجير منا حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير حتى يمسي ، فلما أصبح أتى النبي - صلى الله
عليه وسلم - فأخبره فقال : صدق الحبيث وهو كذوب " ومن فضائلها أن من يقرأها عند
دخول منزله خرج منه الشيطان فهي سيدة أيات القرآن ، تحفظ قارئها في ذاته وداره وماله
، ودويرات جيرانه وهي أعظم آية في القرآن وكنز من كنوز الرحمن ، لم تجير قارتها من
الجن صباحاً إلى المساء والعكس صحيح .
يعطها
نبي قبل نبينا ومن يقرأها وآخر البقرة لم يلج الشيطان منزله ولم يقربه جن ولا لص .
لقد اشتملت الآية على فوائد جليلة كبيرة منها :-
أنها
أعظم آية في القرآن .
أنها
سيدة أي القرآن
أنها
من كنز تحت العرش .
تعدل
ربع القرآن .
من قرأها
خلف الصلاة المكتوبة حفظ إلى الصلاة الأخرى ولا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد
ولم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت فيدخلها .
ما قرأت
على طعام أو إدام إلا ونما .
أعظم
من السموات والأرض والجنة والنار .
من قرأها
عند دخوله منزله خرج منه الشيطان .
من قرأها
يحفظ في ذاته وذريته وداره وماله ودويرات جيرانه.
فضل سورة الإخلاص والمعوذتين
القرآن
الكريم كنز ثمين أودعت فيه الأسرار من رب العالمين وكلما مضى الزمان تكشفت لنا بعض
الدرر ، المعجزة اللافتة ، ويظل القرآن الكريم يزود البشرية بالطاقات الإيمانية والإرشادات
المعرفية إلى يوم الدين . وسورة " الإخلاص " تعلمنا أن يكون أساس النجاح
مبنياً على الإخلاص ، فالعقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق تقاس بإخلاص العبد ،
وعلى قدر الإخلاص يثاب العبد أو يعاقب من رب العباد ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك
مرات . عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذات فأخذ بها وترك ما سواها " . وهكذا يعلمنا رسول رب العالمين إلى الثقلين أن
نقتبس من أنوار التنزيل ما به تشفى الصدور وما برحمته تنزل علينا السكينة فسبحان من
خلق الناس وعلمهم كيف يقابلون الداء بالدواء . كيف تدفع كثرة النسيان والتعوذ برب الفلق
يعني الاعتراف بالقدرة الإلهية والتسليم لإرادة الله والرضا بقضاء الله إليه الملجأ
ونعم النصير فمن أعظم ما يتحصن به المسلم من كل شئ ما روي عن عائشة رضي الله عنها أن
النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ونفث
فيهما فقرأ : قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ على رأسه
كل إنسان
معرض للنسيان وهو أمر طبيعي في البشر ... ولكنه إذا زاد عن حده الطبيعي فهو أمر مرضي
والأفضل أن يعرض في البداية على الأطباء لعل بالجسم مرض يضعف الذاكرة . فإن لم يكن
هناك مرض فالذكر خير وسيلة لعلاجه ... والأفضل حتى في حالة اكتشاف الطبيب للمرض الذي
يساعد على النسيان أن يتسلح الإنسان بالذكر أيضاً فهو خير معين لدفع الشيطان
الذي
يتسبب في كثرة النسيان . وما أنساينه إلا الشيطان أن أذكره ... " . رشداً " . تذهب أنت واثنان معك إلى هذا البيت وتقول :
"أناشدكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان أن تخرجوا وترحلوا من هذا البيت أناشدكم
الله أن تخرجوا ولا تؤذوا أحداً " تكرر هذه ثلاث مرات . إذا استشعرت بعد ذلك بشيء
في البيت تحضر ماءً في إناء وتضع إصبعك فيه وتقرب فالك منه وتقول : باسم الله أمسينا
بالله الذي ليس منه شئ ممتنع وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام وسلطان الله المنيع
المحتجب وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ومن شر شياطين الإنس والجن ومن شر كل
معلن أو مسر ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ويكمن بالليل ويخرج بالنهار وشر ما
خلق وذرأ وبرأ ومن شر إبليس وجنوده ومن شر كل دابة أنت آخذ بنا صيتها إن ربي على صراط
مستقيم أعوذ بما استعاذ به إبراهيم وموسى وعيسى ومن شر ما خلق وذراً وبرأ ومن شر إبليس
وجنوده ومن شر ما يبغي .
وفي
قصة موسى عليه السلام والخضر كان سبب النسيان دفع من الشيطان يقول تعالي : " استحوذ
عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ". ويقول أيضاً : " ولا تقولن شئ أن فاعل
ذلك غداً إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا
كيف يطرد المعالج الجن من البيت
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم : بسم الله الرحمن الرحيم " والصافات صفاً ..... إلى قوله سبحانه فأتبعه شهاب ثاقب " الصافات . ثم تتبع بهذا الحديث الماء جوانب الدار فتضع منه في كل جانب من جوانبها ما عدا الأماكن النجسة كالحمامات والمراحيض والمغاسل ... إلخ ، فيخرجون بإذن الله تعالى "
القرين
أخرج
الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خرج من عندها
ليلاً ، قالت فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال مالك يا عائشة أغرت؟ فقالت : ومالي
لا يغار مثلي على مثلك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقد جاءك شيطانك ؟ فقالت
يا رسول الله أو معي شيطان ؟ قال نعم : قلت : ومع كل إنسان ؟ قال نعم قلت : ومعك يا
رسول الله ؟ قال نعم ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم .
وأخرج
مسلم أيضاً عن ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " ما منكم
من أحد إلا وكل به قرين من الجن قالوا وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي إلا أن الله
أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير . والقرين
: قرينان قرين أصلي دائم وهو الذي يكون مع كل إنسان من يوم أن يولد ، وقرين طارق عارض
ليس بأصلي وهو الذي يسلط عليه بسبب السحر واللبس أو غيره مما تقدم وهذا النوع الثاني
هو محور الحديث وهو الذي يدخل البدن ويصرع الجسد والدليل على القرين الدائم هو الحديثان
السابقان المتقدمان. أما الدليل على النوع الثاني وأنه غير الأول قول الله تعالى :
ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين "
ومعنى
القرين أي الملازم لصاحبه وقد ورد في الأثر في دعاء طرد العمار ومن شر كل طارق إلا
طارقاً يطرق بخير يا رحمن.
نصائح حول العلاج من السحر والمس والعين
خلال
تجربتي العملية والبسيطة في هذا المجال أرى ما يأتي :
أرى
أن كل من يأخذ أجراً من قراءته الرقية بالقرآن أن يحاسب نفسه قبل أن يقدم على الأجرة
. أرى أن كل من يعالج خاصة النساء ويضع يده على أي جزء منها فهو مشكوك في علاجه وليحاسب
نفسه وأذكر هؤلاء بما ورد عن معقل بن يسار أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في الحديث الشريف . " لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن
يمس امرأة لا تحل له ".
أنصح
المعالج الذي يقول : أن الضرب من السنة . ( وهو صادق في قوله لا شك ) ، ولكن أنصحه
أن يجعل الضرب كوسيلة علاج أخيرة، وأن يراجع شروط الضرب غير المبرح ، وليس على الوجه
والرأس ، والأماكن الحساسة . لا ينبغي للمعالج أن يستقبل امرأة فيخلو بما للعلاج بدون
زوج أو محرم وإلا كان آثماً وإياها وكيف يبارك الله في علاج يقوم على معصية منذ بدايته
؟ !
يجب
على المعالجين أن يفرقوا بين المرض العضوي أو المرض النفسي من ناحية والمرض الروحاني
من ناحية أخرى فليس كل من يشكو من صداع في رأسه فهو ممسوس . يجب على المعالجين ( الذين
يشكون الأعراض ( ألا يلصقوا بأنفسهم الإصابة بالمس أو السحر إلا بعد التأكد من ذلك
أنصح كافة المعالجين رجالاً ونساءً أن يقدموا النصيحة أولاً لمن يأتيهم للعلاج وأن
لا يضحموا الأمر فقد تتحول الحالة من وضع روحاني إلى وضع نفسي دون قصد كالدب الذي قتل
ابنه وهو يحتضنه حياً فيه
ينبغي
على المعالجين أن يعالجوا بنية الطرد والإبعاد وليس بنية الجلب والإحضار تمشياً مع
السنة المطهرة فقد قال عليه الصلاة والسلام " لا تتمنوا لقاء العدو وقوله تبارك
وتعالى : " إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ... " . ولكن إن حضر من تلقاء نفسه ينبغي وعظه وتخويفه
من عذاب الله وتمديده بقراءة آيات العذاب عليه إن لم يخرج وإجراء اللازم لطرده .
أنصح كل من يعالج بالقرآن الكريم ولا يعرف علاجاً
بسواه أن يدعو علماءنا سواء من أصول الدين أو الشريعة أو أصحاب الفتوى لزيارته وقت
العلاج وأن يقبل النصيحة منهم حتى يكون علاجه شرعياً بإذن الله ، فقد زارني عملياً
ما يزيد عن عشرة علماء أفاضل من كليتي الشريعة وأصول الدين
كما
وأنصح كل من يعالج في هذا الأمر أن يدعوا الطب البشري أو الطب النفسي لزيارته وقت العلاج
وأن يقبل منهم النصيحة ، " فالدين النصيحة".
أحذر
كل من يذهب إلى السحرة والمشعوذين وإلا ينطبق عليهم قوله - صلى الله عليه وسلم - .
من أتى كاهناً أو عرّافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه
وسلم - " . ... فيا من تتوجه لغير الله في قضاء حوائجك وتقر لسواه في نفعك وترجو
الخير على سوء عملك ولا تؤمن أن الله تعالى هو الذي يعطيك ويمنعك ، وتنسى أنه إلى الله
مرجعك . ... يا من لم تدع باب حجاب إلا طرقته ، يا من نطقت ... بكلمة الشرك حين قلت
: لولا الحجاب ما شفي ولدي .
يا من
جربت السحرة والمشعوذين مرة فخذلوك، وجربت الكهان والعرافين مرة فأضلوك ، وجربت الحجابين
وأصحاب التمائم مرة فسلبوك اهرع إلى الله ... واعلم أنه قال في كتابه الشريف
:" وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ، وإن يردك بخير فلا راد لفضله ، يصيب
به من يشاء
من عباده
وهو الغفور الرحيم " .
حالات نوعية تم شفاؤها
إن ارتباط
أي مجال من مجالات العلوم بالواقع له نتيجة مزدوجة فتتحقق له درجة وضوح عالية من ناحية
، ثم تظهر للقارئ قيمة وأهمية هذا العلم، بين يدي هذا الحديث أقدم لك أخي القارئ بعضاً
من الحالات
التي من الله عليها بالشفاء
الحالة
الأولى :-
جاء
موظف مع أهله وقد أرهقه المرض بسبب معاناته من زيادة كهرباء في المخ وذلك عبر رسم للمخ
كهربائياً E.EG Electro encephalo gram ) . وكانوا يعتقدون أن به ممتاً أو سحراً فنصحتهم أولاً أن يتوجهوا
إلى الطبيب الاختصاصي ثم يأخذوا منه النصيحة حتي يوقفوا الدواء عنه فقد كان يأخذ دواء
يجعله كالجلة الهامدة وأرشدتهم إلى نصائح منها : أن لا يقدموا له طعاماً أو شراباً
إلا بعد القراءة عليه بآيات من القرآن كآية الكرسي مثلاً سبع مرات ويشترط في
القارئ
ما يأتي :-
- أن يقرأ بنية الشفاء
- أن يكون ممن يحافظون على الصلاة .
- أن يكون طاهراً من الحدث الأكبر والأصغر وعلى وضوء وقت القراءة .
- أن يتجه إلى القبلة وقت القراءة .
- الا يكون مدخناً
وبعد
أن أخذ ذلك الرجل ما يقرب من سبع جلسات تم فيها قراءة الرقية الشرعية بالقرآن الكريم
والأدعية المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وبالتعاون مع أهله ومواصلتهم
على تطبيق النصائح نطقت عليه جنية في الجلسة الأخيرة متلبسة في الجسد وأسلمت وخرجت
بعد أن أخذت العهد على نفسها بعدم العودة أو الإيذاء مطلقاً ، وبعد أن فحصه الطبيب
الاختصاصي مرة أخرى تبين عدم وجود أي أثر للمرض في آل (EEG) وهذا يعني أن الجنية كانت هي ال المسبية
لهذا
الرجل ما يشكو منه ويؤكد ذلك عودته إلى وظيفته معافى تماماً والفضل الله وحده .
... ولابد هنا من الإشارة إلى أنه ليس شرطاً أن يكون السبب في زيادة الكهرباء في المخ
يعود إلى وجود جني في كل الحالات
الحالة
الثانية :
جاءني
أربعة رجال وحدثوني عن ابن لهم كان يثور ويكسر كل ما يجده في وجهه من أثاث البيت وأدواته
فذهبت معهم إلى البيت وليتني ما رأيت الذي رأيته ، رأيت الرجل وهو مكبل بالجنازير لو
ربط بها جمل لاختنق ومات ، فأخذت أسأل فأخبروني أنه أخذ إبرة شهرية من طبيب اختصاصي
نفسي فأخذت أقرأ عليه بعضاً من آيات الرقية وقدمت لهم النصيحة تلو النصيحة وأوقفوا
عنه الدواء وذلك باستشارة الطبيب المختص ثم قرأت عليه والفضل لله وحده رفع القيد عنه
وعاد إلى طبيعته كالمعداد وكأن لم يكن به شي .
الحالة الثالثة :
امرأة
كانت فاقدة لحاسة التذوق تماماً حيث أخذها أهلها إلى كثير من الدول منها : مصر – تركيا
- الأردن - غزة - بالإضافة إلى بعض المستشفيات الإسرائيلية . وقد كتب الأطباء اليهود
لها في التقرير " لا يوجد بها مرض عضوي على الإطلاق ولا مرض خبيث ولكن شفاء هذه
المريضة بحاسة الذوق يترك الله الذي خلقها " ومن العجيب أن الفتاة لو شربت ماءً
مقطراً أو ماء بحر لا تفرق الأول من الثاني لفقدها حاسة الذوق وبالفعل ولله الفضل والمنة
قرأت على هذه الفتاة فخرج ما فيها وعادت إليها حاسة الذوق تماماً حتى إن زوجها لم يصدق
في البداية أنها شفيت .
الحالة الرابعة :
امرأة
من مصر وتسكن القاهرة قدر الله أن التقي بما مع أهلها هناك حيث أن لها بنتين إحداهن
دكتورة أستاذة مساعدة في كلية الطب قصر العيني تخصص قلب والأخرى أستاذة في التحاليل
الطبية جامعة عين شمس وكانت الثانية " متبرجة " أما الأم فقد كانت فاقدة
للذاكرة ما يقرب من خمس سنوات وكانت تعالج عند أستاذ في الطب النفسي في مصر وبمشيئة
الله وبعد قراءتي الرقية على هذه المرأة أخذت تنطق وفوجئ الزوج والبنات بذلك حتى كادوا
لا يصدقون ما يشاهدون فأخذت بنتها الأستاذة الدكتورة على نفسها عهداً بأن ترتدي الزي
الإسلامي ولا تتركه مطلقاً حيث قالت : "
بالرغم
من أنه سيكلفني الكثير . .... " والفضل لله وحده ، كان ذلك في شهر يوليو لعام
1997م في مصر
الحالة
الخامسة :
امرأة
كانت إذا حملت ، لا يمكث حملها أكثر من الشهر السابع ثم يسقط حملها ميتاً ، هذا ما
حدثني به زوجها ووالدها فلما جاءوني بما وقرأت عليها رقية القرآن الكريم وأخذت أنصحهم
بأدعية ومأثورات واستمرت تسع جلسات ونطق على لسانها جني واعترف بأنه السبب في الإسقاط
لأنه يعمل مع ساحر هو موكل بذلك وقد بينت له حرمة الاعتداء على الآخرين وبينت له عاقبة
الظلم وأهله فاقتنع بذلك وأسلم وأخذت العهد عليه بعدم العودة أو الإيذاء أو التعرض
لهذا الجسد والفضل الله وحده، حملت هذه المرأة ورزقها الله طفلاً أسمته " محمداً
" تبركاً باسم محمد - صلى الله عليه وسلم - ويبلغ الآن عمره ما يقرب من ثلاثة
شهور حتى كتابة هذا البحث نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل وأن يجعل عملنا هذا
خالصاً لوجهه الكريم وأن يتقبله وقد وهبت ثوابه تروح والدي ، إنه نعم المولى ونعم النصير
الحالة
السادسة :
حدثني
أحد الأخوة المعالجين والذين يعالجون ويطلبون الأجر من الله على علاجهم أن أذهب معه
وذلك لوجود عدد كبير عنده فلم أتردد ومن ضمن الحالات كانت هناك :
عجوز
ساحرة تريد أن تتوب إلى الله وتترك سحرها الذي كانت تعمله للشيطان وجنوده ، فنصحت أخي
المعالج أن نعطي هذه العجوز موعظة ونصائح وتقوم بتطبيق هذه النصائح لمدة معينة ثم تأتي
القراءة الرقية والمهم أن أخي لم يوافقني الرأي وأصر على قراءة الرقية عليها ، فلما
نظرت إلي ونطقت بصوت غير صوتها وأخذت تنظر إلى جميع الاتجاهات ففهمت الأمر ، لأن نظراتها
كانت غير نظرات المرأة الإنسية العجوز التي رأيتها في البداية ثم قالت : " أنت
تعالج بالقرآن ... وكان موتي سيأتي على وانفلتت من داخل الغرفة التي تجلس بما فبدأت
أردد على الفور الآية القرآنية " . يديك ... إن
كيد
الشيطان كان ضعيفاً " فوقفت المرأة ولم تحرك ساكناً فأذن أذان المغرب فانطلقنا
إلى الصلاة فخرجت العجوز ولم تتحمل الاستماع ولم تعد كما كانت تزعم كأنها تريد التوبة
، وهنا يصدق حكم الإسلام في مثل هؤلاء السحرة وأن لا توبة لهم وحكمهم بالإجماع القتل
، والله نسأل أن يعافينا في ديننا ودنيانا إنه سميع مجيب الدعاء
الحالة
السابعة :
امرأة
متزوجة من رجل اختصاصي تحاليل طبية وبعد أن ولدت هذه المرأة مولودها البكر وطلب منها
أهلها أن ترضعه رفضت قائلة : إن لبني مسموم وطلب أهلها منها أن تأكل الطعام فقالت
: أنا لست مجوعانة حتى أكل . إن طعامكم مسموم " هذا ما حدثني به زوجها وشقيقها
وبعد هذا كله ربط لسانها فلم تنطق بحرف وبقيت على هذا الحال ما يقرب من ثلاثة أيام
بعد الولادة فقرأت عليها رقية القرآن والأدعية المأثورة عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - والفضل الله وحده أخذت تتكلم وسألت عن مولودها وانطلقوا مسرورين ونسأل الله
الرضا والقبول .
الحالة
الثامنة :
جاءني
أهل امرأة " زوجها وعمها وأبوها " وحدثوني عن ابنتهم وما تشكو منه من أعراض
تتمثل كراهية شديدة لزوجها ويزداد وضعها سوء عند دخول زوجها البيت مع صداع مستمر لا
يزول بالرغم من تناول المسكنات بأنواعها كما تعاني من ضيق في الصدر واختناق عند الذكر
والصلاة وقلق بالليل وأحلام مزعجة في المنام فذهبت إلى بيتهم وذلك بصحبة عمها .
... وقرأت على المرأة رقية القرآن والأدعية المأثورة والدعاء وفي الجلسة الرابعة من
زيارتي لها نطق على لسانها جني واعترف بكل الأعراض السابقة الذكر وأنه هو السبب فيها
وأن غرضه من ذلك كان التفريق بين الزوجين وأثناء الحوار ، أخذ يصرخ ويتوعد وطلبت منه
أن يسلم فرفض ، ثم وافق ثم رفض ثم اشترط شرطاً للخروج وهو أن يدخل في بعد خروجه منها
! ... فقلت له : لا مانع لدي إن استطعت وما هي إلا لحظات حتى أخذ يصرخ ويبكي فاقسمت
عليه
بالذي
خلقه وصوره ما الذي يبكيك ؟ فقال : حاولت الاقتراب منك فلم أستطع فنصحته وأرشدته إن
أصبحت من المسلمين تصبح على تحصين أكثر من ذلك فلم يوافق وبقي على كفره ثم أخذ العهد
وخرج والفضل الله وحده وعادت المرأة إلى طبيعتها وكأنها نشطت ولا يفوتني أن اليه على
ما يأتي :- من عقال
فضالة
رضي ... أن الجن تخاف الإنس والعكس صحيح فإن كان الرجل صاحب عقيدة سليمة ومحصن بصلاته
وبأدعية الصباح والمساء تخافه الجن والعكس إن لم يكن محصناً ، لذلك تحضري قصة الصحابي
الجليل الله عنه عندما سمع ملك الجن وهو ينادي : يا أيها الجن : من يأتيني بعروة بن
الزبير بن العوام فقال أحد الجن : أنا آتيك به يا سيدي قبل أن تقوم من مقامك وما هي
إلا لحظات فعاد الجني الصغير خائباً وهو يقول : سيدي حاولت الاقتراب منه فلم أستطع
ولو اقتربت منه لاحترقت ، كأنه كان يدعو دعاء في الصباح، فانطلق إليه فضالة وهو يحدثه
بما سمع فقال له عروة بن الزبير بن انفصام لها والله سميع عليم
العوام
: والله ما دعوت إلا ما علمني به أبي الزبير بن العوام وما علمه إياه رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: " آمنت بالله العظيم وكفرت بالجبت والطاغوت واستمسكت بالعروة
الوثقى لا
الحالة
التاسعة :
شاء
الله لي أن اجتمع مع أحد المعالجين في السعودية وأن أقرأ على بعض الحالات واتذكر ضمن
الحالات التي قرأت عليها هناك امرأة كانت ترى في المنام كوابيس مفزعة وقلقاً وصداعاً
مستمراً لا يتوقف بأخذ المسكنات وضيقاً في الصدر. ...... فلما قرأت عليها رقية القرآن
الكريم بوجود محارمها نطق جني عليها والفضل لله وحده اعترف بأنه المسبب لها هذه الأعراض
وقد أعاننا الله عليه وأسلم وأخذ العهد بعدم العودة أو الرجوع إلى الجسد أو التعرض
له وخرج وقامت المرأة كأنها نشطت من عقال والفضل الله وحده
الحالة
العاشرة :
أنه
... فتي لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره كان يشكو من الخفاض في كمية السكر حسب التقارير
الطبية تؤدي إلى دخوله في حالة غيبوبة ( إغماء ) وتبين أن عنده سحر ونطق عليه الجني
بعد قراءة آيات الرقية والأدعية المأثورة عن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم – وقد
اعترف الجني مكلف بهذا الأمر فعرضت عليه الإسلام وأسلم الجني وكانت اللهجة التي يتحدث
بما لهجة سودانية بحتة وعندما أسلم طلبت منه أن يثبت لنا صدق ادعائه فوافق فقلت له
من باب الاطمئنان القلبي للمشاهدين نريد أن نقيس ضغط الفتي بدون تدخلك ثم نقيسه بتدخلك
ونرى الفرق فوافق فقام الدكتور / أحمد دعسان عوض الله الطبيب الاختصاصي " باطنة
وقلب " بقياس الضغط فكان بدون تدخل الجني هو 110/ 70 وما هي إلا برهة من الزمن
حتى أن تدخل الجني وتم قياس الضغط ثانية وكان 140 / 110 فاقسمت عليه بالفور أن يترك
القلب وشرايينه وكان ذلك أمام ( 25 ) خمسة وعشرين شاهداً منهم الدكتور / خليل الحية
أستاذ في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية ، الأستاذ / سعد المغاري " مدير
مدرسة وكالة " ، د. محمد عسقول أستاذ في كلية التربية بالجامعة الإسلامية والسيد
/ جمال محمد الرنتيسي موظف بالجامعة . ثم أخذت العهد على الجني بعدم العودة إلى الجسد
أو التعرض له وخرج والفضل لله وحده ، ثم بعد ذلك قام الدكتور بقياس الضغط للفتى فوجده
كالسابق 110 / 70
ويعود
الفتي إلى مدرسته كالمعتاد وبعد السؤال تبين أن الفتى من الموهوبين في دراسته ولم يصل
السودان قط، حدثت هذه القصة في 25 / 10 / 1997
الحالة
الحادية عشرة :
فتاة
تبلغ من العمر (17) سبعة عشر عاماً تعاني من تبوّل لا إرادي والجزء السفلي من جسمها
شبه مشلول لا تستطيع الوقوف وحدها وخضعت للعلاج عند أحد المعالجين لمدة ستة شهور ولكن
دون جدوى ، فأرشدهم إلى معالج آخر مؤكداً " أنه متخصص في الحالات المستعصية .
فذهبت
الفتاة ومحارمها إليه وتبين أنه ساحر فنطق الجني على لسان الفتاة مشترطاً خروج الجني
ومعافاتها مما تشكو منه زواجها من الساحر فأبدى الساحر عدم الممانعة وأعطي الجني مهلة
لهم لمدة أيام قلائل وإلا ستتعرض للشلل الكامل فجاءني أحد محارمها وبلغني بالقصة فوجهته
لكيفية علاجها حيث تتوفر فيه صفات المعالج فطبق التعليمات على أكمل وجه وعندما شعر
الجني بالضيق قال : "
سأخرج
ولن أعود على الإطلاق " وقامت الفتاة معافاة تماماً مما تشكو منه ودخل الساحر
في حالة إحراج لم يتردد على إثرها في توجيه الشكر لهذا المعالج وأبدى أنه كان مخدوعاً
بهذا الجني الذي كان
يعمل
معه ومن الواجب علي أن أنوه إلى عدة مسائل :- مسألة تسخير الجني المسلم : الجني المسلم
يأبى التسخير وشروط التسخير معروفة وهي القيام بأعمال قال تعالى : " وننزل من
القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً " .
الشرك
والكفر فالمسلم سواء كان جنياً أو إنسياً يرفض ذلك .
هذا
حال الجني المسلم كما يدعون فكيف بحال غيره ؟ .
الخاتمة
ما من
الله على وألهمني الكثير منه ، أحببت أن أضعه بين يدي القارئ ، لعل الله ينفعنا والمسلمين
به ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة إن شاء
الله . ... وقبل أن أنهي هذا الكلام معك أخي القارئ أذكرك أن هذا العلم لا يقوم به
إلا من توفرت فيه الشروط التي ذكرتها في هذا الكتاب ، ولا يجوز أن يتجرأ عليه من ليس
بأهله . ... وهنا اذكر أخي المعالج الذي يعالج ابتغاء مرضات الله ورضوانه بعدة أمور
: متطلبات العمل معرفة اسم المريض . ...2- تدبر معنى القرآن دائماً وليس أثناء الجلسة
فحسب .
- تدوين ملاحظات عن كل حالة ما أمكن دون اللجوء إلى الاسم أو معرفته مطلقاً ، فليس من
- عدم التكبر أو الغرور .
- أن الفتح من عند الله وبفضله وكذلك الشفاء .
- عدم الخوف إلا من الله جل وعلا .
- عدم الرعونة والاستعجال لأنه لا يكلف الله نفساً إلا وسعها .
- شكر الله قبل وبعد الشفاء . مع الشفاء وهو الالتزام الكامل بیان سیب المعالج والمريض بأحكام الإسلام وشريعة خير الأنام محمد - صلى الله عليه وسلم
- . أن تسجد أخي المعالج سجدة شكر أنت ومن معك بعد أن من الله عليك بالفتح اعترافاً
بالفضل
لله وحده . ... ... هذا ينتهي الكتاب الأول من سلسلة العلاج بالقرآن وأحمد الله سبحانه
وتعالى أن وفقني إلى انجازه ، والله أسأل أن ينتفع به كل مسلم ومسلمة وإلى لقاء في
كتاب آخر بإذن الله تعالى وتوفيقه . وأرجو أن أكون قد وفقت في تحقيق العرض المنشود
من هذا الكتاب ، فإن كان كذلك فمن الله وإن كان هناك تقصير فمن نفسي ومن الشيطان وهذه
هي سمة العمل الإنساني القاصر عن البلوغ والكمال ، فالكمال لله وحده . وأسأل الله عز
وجل التوفيق والإعانة والسداد والهداية فإنه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
وأحذر
الذين يذهبون إلى من يدعون أنهم أهل للعلاج وماهم بأهله ، اسألوا عن المعالج قبل أن
تذهبوا إليه ، وعن دينه وخلقه ، واحترسوا من المشعوذين والسحرة والكهان ، فالساحر لا
يقر عن نفسه أنه ساحر ، ولكن يعتبر نفسه أنه هو المعالج الوحيد.
إرسال تعليق