أعراض وأسباب ربو الأطفال |
نظرة عامة
في
حالة الربو في فترة الطفولة، تتهيج الرئتان والمجرى الهوائي بسهولة عند التعرض
لمحفِّزات محدَّدة، مثل استنشاق حبوب اللقاح أو الإصابة بنزلات البرد أو التهابات
الجهاز التنفسي الأخرى. يمكن أن يسبِّب الربوُ في فترة الطفولة بعض الأعراض
اليومية المرهِقة التي تعيق اللعب والرياضة والذهاب للمدرسة والنوم. يمكن أن
يسبِّب عدم علاج الربو تعرُّضَ بعض الأطفال لنوبات ربو خطيرة.
لا
يختلف الربو في فترة الطفولة عن الربو لدى البالغين، إلا أن الأطفال يواجهون
تحديات مختلفة. هذه الحالة المرضية هي أحد الأسباب المؤدية إلى زيارة قسم الطوارئ والاحتجاز
في المستشفى والتغيب عن المدرسة.
للأسف، لا يمكن علاج الربو في فترة الطفولة، وقد تستمر الأعراض حتى مرحلة البلوغ. ولكن مع العلاج الصحيح، يمكنك أنت وطفلك السيطرة على الأعراض ومنع حدوث تلف للرئتين أثناء نموهما.
الأعراض
تَشتمل
العلامات والأعراض الشائعة للربو عند الأطفال على:
- السُّعال
المتكرِّر الذي يزداد سوءًا مع العدوى الفيروسية، والذي يَحدُث أثناء النوم،
ويزداد عند ممارسة التمارين الرياضية أو عند التعرُّض للهواء البارد.
- صوت
صفير أو أزيز يُسْمَع عند الزفير.
- ضيق
التنفس
- احتقان
أو ضيق في الصدر.
ويمكن
أن يُسبِّب الربو عند الأطفال:
- اضطراب
النوم بسبب ضيق التنفُّس أو السعال أو الأزيز.
- نوبات
من السعال أو الأزيز التي تزداد سوءًا مع البرد أو الإنفلونزا.
- تأخُّر
الشفاء أو التهاب الشعب الهوائية بعد عدوى الجهاز التنفُّسي.
- صعوبة
في التنفُّس قد تُحِدُّ من اللعب أو ممارسة الرياضة.
- الإعياء،
الذي يُمْكِن أن يكون ناجمًا عن قلة النوم.
تختلف
علامات وأعراض الربو من طفل لآخر، وقد تزداد سوءًا أو تتحسَّن بمرور الوقت. قد
يصاب طفلكَ بعَرَض واحد فقط، مثل السُّعال المستمرِّ أو احتقان الصدر.
قد
يكون من الصعب معرفة ما إذا كانت أعراض طفلكَ ناجمةً عن الربو أو عن أي شيء آخر.
فقد يكون الأزيز الدوري أو المستمر وغيرهما من الأعراض المشابهة للربو ناجمين عن
التهاب الشُّعَب الهوائية أو مرض آخر بالجهاز التنفُّسي.
متى تزور الطبيب؟
خُذي
طفلكِ لرؤية الطبيب إذا كنتِ تشُكِّين بإصابة طفلكِ أو طفلتكِ بالرَّبو. حيث يساعد
العلاج المبكر في السيطرة على الأعراض، وربما منع نَوبات الربو.
حدِّدي
موعدًا مع طبيب طفلكِ في الحالات التالية:
- السُّعَال
المستمر، أو المُتقطِّع أو الذي يبدو مُرتبطًا بالنشاط البدني
- وجود
صوت أزيز أو صَفيرٍ مصاحِب للزفير عند طفلكِ
- ضيق
في النفس أو سرعة في التنفس
- وجود
شكوى من ألم الصدر
- حدوث
نوبات متكررة من التهاب القصبات الهوائية أو الاشتباه في التهاب رئوي
إذا
كان طفلكِ مُصابًا بالربو، فقد يقول أو تقول أشياء مثل، «أشعر بمرضٍ في صدري» أو
مثل «أنا أسعل دائمًا». استمعي لسعال طفلكِ، والذي قد لا يوقظه، عند نومه أو
نومها. كما قد يُثير البكاء والضحك، والصُراخ، أو ردود الفعل العاطفية القوية
والإجهاد السعال أو الأزيز.
يمكن
أن تساعدكِ عمل خطة للربو، إذا شُخِّصَ طفلكِ بالإصابة بالربو، ومُقدِّمي الرعاية
الأخرين في مراقبة الأعراض ومعرفة ما يجب القيام به في حال حدوث نوبة الربو.
متى تطلب رعاية طارئة
في
الحالات الشديدة، قد تشاهد صدر طفلك وجوانبه تتجه إلى الداخل بينما هو أو هي تكافح
من أجل التنفس. قد يشعر طفلك بدقات قلب وتعرق وألم في الصدر. اطلب الطوارئ إذا كان
طفلك:
- يجب
أن يتوقف في منتصف الطريق لالتقاط أنفاسه
- يستخدم
عضلات البطن للتنفس
- اتسعت
أنفه عند التنفس
- يحاول
التنفس بقوة بحيث تدخل البطن تحت ضلوع القفص الصدري عندما يتنفس
حتى
لو لم يتم تشخيص إصابة طفلك بالربو، فاطلب الرعاية الطبية على الفور إذا كان لديه
مشكلة في التنفس. على الرغم من أن نوبات الربو تختلف في شدتها، فإن نوبات الربو
يمكن أن تبدأ مع السعال، الذي يتطور إلى الصفير وصعوبة في التنفس.
الأسباب
ولا
تزال أسباب الربو في فترة الطفولة غير مفهومة بالكامل حتى الآن. ومن بين العوامل
التي يُعتقد أنها تُسهِم في الإصابة ما يلي:
- الميل
الوراثي للإصابة بالحساسية
- إصابة
الوالدين بالربو
- بعض
أنواع عدوى المجاري الهوائية في عمر صغير
- التعرض
لعوامل بيئية مثل تدخين السجائر أو أشكال تلوُّث الهواء الأخرى
تسبِّب
زيادة حساسية الجهاز المناعي حدوث تورُّم الرئتين والمجاري الهوائية وإنتاج المخاط
عند التعرض لمهيِّجات محدَّدة. وقد يتأخر ظهور رد الفعل على المحفِّز؛ مما يزيد
صعوبة تحديد العامل المحفِّز. تتباين المحفِّزات من طفلٍ إلى آخَر وقد تشمل ما
يلي:
- العدوى
الفيروسية مثل نزلات البرد
- التعرض
لملوِّثات الهواء مثل تدخين التبغ
- الحساسية
من عُثَّة الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة أو حبوب اللقاح أو العفن
- الأنشطة
البدنية
- تغيُّرات
الطقس أو الهواء البارد
أحيانًا
تحدُث أعراض الربو الشُّعبي دون محفِّزات واضحة.
عوامل الخطر
تتضمَّن
العوامل التي تَزيد من احتمالية إصابة طفلكَ الربو ما يلي:
- التعرُّض
لتدخين التبغ بما في ذلك قبل الولادة
- تتضمَّن
التفاعلات التحسُّسية السابقة، تفاعلات الجلد أو حساسية الطعام، أو حُمَّى
الكلأ (حساسية الأنف)
- تاريخ
العائلة المرضي من الربو والحساسيات
- العيش
في مِنطقة ذات تلوُّث عالي.
- السِّمنة
- حالات
الجهاز التنفُّسي، مثل سَيَلان الأنف أو الزُّكام المزمن (حساسية الأنف)، أو
التهاب الجيوب الأنفية (التهاب الجيوب الأنفية)، أو الالتهاب الرئوي
- حُرقة
الفؤاد (مرض ارتجاع حامض المعدة أو داء الجزر المعدي المَرِيئي)
- كونكَ
ذكرًا
- كونكَ
أسود أو بورتوريكو
المضاعفات
يمكن
أن يسبب الربو في حدوث عدد من المضاعفات وتشمل ما يلي:
- نوبات
الربو الشديدة التي تستلزم علاجًا طارئًا أو رعاية المستشفى
- قصور
دائم في وظيفة الرئة
- التغيب
عن المدرسة أو التأخُّر الدراسي
- جودة
النوم السيئة والإرهاق
- أعراض
تتداخل مع لعب الرياضة أو النشاطات الأخرى
الوقاية
التخطيط
الواعي تجنب محفزات الربو هما أفضل طريقتين للوقاية من نوباته.
- قلص
من التعرض لمحفزات الربو. ساعد
طفلك على تجنب المواد المسببة للحساسية والمهيجات التي تحفز أعراض الربو.
- لا
تسمح بالتدخين بجوار طفلك. فالتعرض
لدخان التبغ في السن الصغير هو عامل خطورة قوي للإصابة بربو الطفولة، بالإضافة
إلى أنه محفز شائع لنوبات الربو.
- شجع
طفلك على أن يكون نشيطًا. إذا
كان الربو عند طفلك في نطاق السيطرة الجيدة، فيمكن للنشاط البدني المنتظم مساعدة
الرئتين على العمل بصورة أكثر فعالية.
- زُر
الطبيب عند الضرورة. افحص
طفلك بانتظام. ولا تتجاهل العلامات التي تشير إلى أن ربو طفلك قد لا يكون تحت
السيطرة، مثل الحاجة إلى استخدام جهاز الاستنشاق للراحة السريعة أكثر من
اللازم.
تتغير
حالة الربو بمرور الوقت. ويمكن أن تساعدك استشارة طبيب طفلك في إجراء تعديلات
العلاج الضرورية لإبقاء الأعراض تحت السيطرة.
- ساعد
طفلك على الحفاظ على وزن صحي. قد
تؤدي زيادة الوزن إلى زيادة تفاقم أعراض الربو وتعريض طفلك لخطر مشاكل صحية أخرى.
- سيطر
على حرقة المعدة. قد
يؤدي الارتجاع الحمضي أو حرقة المعدة الشديدة (داء الارتجاع المعدي المريئي) إلى
تفاقم أعراض ربو طفلك. وقد يحتاج الطفل إلى أدوية دون وصفة طبية أو بوصفة
طبية للسيطرة على الارتجاع الحمضي.
التشخيص
قد
يكون من الصعب تشخيص الربو. ولكن سيفحص الطبيب الأعراض ومدى تكررها والتاريخ الطبي
للطفل. وقد تستدعي الحالة خضوع الطفل لبعض الفحوصات لاستبعاد الحالات المشتبهة
الأخرى، وتحديد السبب الأقرب لحدوث الأعراض.
يُمكِن
أن تتشابه أعراض عدد من الحالات المرضية التي تصيب الأطفال مع تلك الناتجة عن
الربو. وما يُعقد الأمر أكثر أن هذه الحالات يشيع حدوثها أيضًا بشكل مشترك مع
الربو. لذلك يتعين على طبيب الطفل تحديد ما إذا كانت أعراضه ناتجة عن الربو، أم عن
حالة أخرى غيره، أم عن تزامن الربو مع حالة أخرى.
من
الحالات التي يمكن أن تُسبب أعراضًا مماثلة للربو ما يلي:
- التهاب
الأنف
- التهاب
الجيوب الأنفية
- الارتجاع
الحمضي أو داء الارتجاع المعدي المَرِيئي
- تشوهات
مجرى الهواء
- اضطرابات
التنفس
- التهابات
الجهاز التنفسي، مثل التهاب القصيبات والفيروس المخلوي التنفسي
من
الفحوصات اللازمة للطفل ما يلي:
- فحوصات
وظائف الرئة (قياس التنفس). يُشخص
الأطباء الربو عند الأطفال باستخدام الفحوصات نفسها المستخدَمة للكشف عن المرض
عند البالغين. حيث يكشف قياس التنفس عن مقدار زفير الطفل وسرعته. وقد يتطلب الأمر
خضوع الطفل لفحوصات وظائف الرئة أثناء الراحة وبعد التمرين وعقب تناوُل دواء
الربو.
ثمة
فحص آخر لوظائف الرئة يُسمى الاستثارة القصبية. ويَقيس هذا الفحص -باستخدام قياس
التنفس- مدى تجاوب الرئتين لبعض عوامل الاستثارة، مثل ممارسة الرياضة أو التعرض
للهواء البارد.
- فحص
أكسيد النيتريك في الزفِير. إذا
كان تشخيص الربو غير مُؤَكد بعد إجراء فحوصات وظائف الرئة، فقد يطلب الطبيب قياس
مستوى أكسيد النيتريك في عينة زفير من أنفاس الطفل، إذ قد يعمل فحص أكسيد النيتريك
أيضًا على تحديد ما إذا كانت الأدوية الستيرويدية مفيدة لحالة الربو عند
الطفل أم لا.
جديرٌ
بالذكر أن فحوصات الربو المستخدَمة غير دقيقة في الأعوام الخمسة الأولى من العمر.
فبالنسبة للأطفال الصغار، يعتمد الطبيب على المعلومات المقدمة من الوالد والطفل عن
الأعراض. وفي بعض الأحيان، لا يمكن إجراء التشخيص إلا في وقت لاحق، أي بعد شهور أو
حتى سنوات من متابعة الأعراض.
يعتمد
العلاج الأولي على شدة الربو لدى طفلك. ويهدف علاج الربو إلى إبقاء الأعراض تحت
السيطرة، وهذا يعني:
- أعراض
قليلة أو منعدِمة
- نوبات
ربو قليلة أو منعدِمة
- عدم
تقييد الأنشطة البدنية أو التمارين الرياضية
- الاستخدام
المحدود لأجهزة الاستنشاق للتهدئة السريعة (الإنقاذ) مثل ألبوتيرول (ProAir HFA وVentolin
HFA وغيرهما)
- أعراض
جانبية قليلة أو معدومة للأدوية
ويشمل
علاج الربو منع الأعراض وعلاج نوبة الربو الحالية. ويعتمد العلاج المناسب لطفلك
على عدد من العوامل، منها السن والأعراض، ومحفزات الربو، وما يبدو أنه يحقق نجاحًا
أفضل في إبقاء الربو تحت السيطرة.
وقد
يلجأ الطبيب إلى نهج التريث والملاحظة مع الأطفال الذين لم يبلغوا الثالثة من
عمرهم بعد وتكون أعراض الربو لديهم خفيفة. وهذا لأن الآثار طويلة المدى لأدوية
الربو على الرضع والأطفال الصغار ليست واضحة.
لكن
إذا كان الرضيع أو الطفل يتعرض لنوبات أزيز متكرِّرة أو شديدة، فقد يصف له الطبيب
دواء لمعرفة هل تتحسن الأعراض أم لا.
أدوية السيطرة على المرض طويلة الأمد
تعمل الأدوية
الوقائية والفعَّالة لفترات طويلة على تقليل الالتهاب في مسارات الهواء لدى طفلك
والذي يؤدي إلى ظهور الأعراض. في معظم الحالات، قد تستلزم الحالة تناوُل هذه
الأدوية يوميًّا.
وتشمل أنواع أدوية
السيطرة على الربو طويلة الأمد ما يلي:
- الكورتيكوستيرويدات
المُستنشقة. تشمل هذه الأدوية فلوتيكازون (Flovent
Diskus، وFlovent HFA)، وبيوديسونيد (Pulmicort
Flexhaler)، وموميتازون (Asmanex HFA)، وسيكليسونيد (Alvesco)، وبيكلوميثازون (Qvar
Redihaler) وغيرها. ربما يحتاج طفلك إلى تناوُل هذه الأدوية لعدة أيام
وحتى أسابيع قبل الحصول على الاستفادة الكاملة.
ولقد اقترن الاستخدام
طويل الأمد لهذه الأدوية بإبطاء نمو الأطفال إلى حدٍّ ما، لكن تبين أن تأثير هذا
الأمر طفيف. في معظم الحالات، تفُوق مزايا الأدوية الفعالة للسيطرة على الربو
مخاطر الأعراض الجانبية المحتملة.
- مُعَدِّلات الليكوترينات. تشمل هذه الأدوية التي تؤخَذ عن
طريق الفم مونتيلوكاست (Singulair)، وزافيرلوكاست (Accolate) وزيلوتون (Zyflo). وقد تساعد هذه الأدوية على الوقاية
من أعراض الربو لمدة أقصاها 24 ساعةً.
- المِنشَقات التوليفية. تحتوي هذه الأدوية على الكورتيكوستيرويدات
المستنشقة بالإضافة إلى ناهضات بيتا طويلة المفعول (LABA). تشمل فلوتيكازون وسالميتيرول (Advair
Diskus، وAdvair HFA)، وبيوديسونيد وفورموتيرول (Symbicort)، وفلوتيكازون وفيلانتيرول (Breo
Ellipta)، وموميتازون وفورموتيرول (Dulera).
وفي بعض الأحوال،
تبين ارتباط ناهضات بيتا طويلة المفعول بنوبات الربو الحادة. ولهذا السبب، ينبغي
دائمًا أن تُعطَى أدوية ناهضات بيتا طويلة المفعول للأطفال من خلال جهاز
استنشاق يحتوي أيضًا على كورتيكوستيرويد. ينبغي أن تُستخدَم أجهزة الاستنشاق المركبة
هذه فقط مع حالات الربو التي لا تستطيع الأدوية الأخرى السيطرة عليها جيدًا.
- الثيوفيللين. قرص يؤخَذ يوميًّا يساعد على استمرار
فتح مسارات الهواء. يعمل ثيوفيلين (Theo-24) على إرخاء العضلات حول مسارات الهواء
لتسهيل عملية التنفُّس. ويُستخدم كثيرًا مع الستيرويدات القابلة للاستنشاق.
وإذا تناولت هذا الدواء، ستحتاج إلى فحص دمك بانتظام.
- عوامل التعديل المناعي. ميبوليزوماب (Nucala)، ودوبيلوماب (Dupixent) وبنراليزوماب (Fasenra) قد تكون مناسبة للأطفال ممن تجاوزت
أعمارهم 12 عامًا والمصابين بالربو اليوزيني الحاد. يمكن استخدام أوماليزوماب
(Xolair) مع الأطفال في عمر 6 أعوام فأكثر
والمصابين بربو تحسسي متوسط إلى حاد.
الأدوية سريعة المفعول
تفتح
أدوية الإغاثة السريعة مجرى الهواء بسرعة. أدوية الإغاثة السريعة والتي يُطلق
عليها أيضًا اسم أدوية الإنقاذ، تُستخدَّم حسب الحاجة لتخفيف الأعراض بشكل سريع
وعلى مدًى قصير أثناء نوبة الربو - أو قبل التمرين إذا أوصى طبيب طفلك بذلك.
تتضمن
أدوية الإغاثة السريعة الأنواع التالية:
- مضادات
بيتا قصيرة المفعول. يمكن
أن تخفِّف أدوية الاستنشاق الموسعة للشُّعَب الهوائية الأعراضَ بسرعة أثناء نوبة
الربو. ومن بين هذه الأدوية ألبيوتيرول (ProAir HFA ،Ventolin
HFA، وغيرهما) وليفالبيوتيرول (Xopenex HFA). يبدأ مفعول هذه الأدوية خلال دقائق ويستمر لعدة ساعات.
- الكورتيكوستيرويدات
الفموية والوريدية. تخفِّف
هذه الأدوية من التهاب مجرى الهواء الناتج عن الربو الحاد. ومن أمثلتها البريدنيزون
والميثيل بريدنيزولون. ويمكن أن تسبِّب هذه الأدوية آثارًا جانبية خطيرة عند الاستخدام
لفترة طويلة، لذلك لا تُستخدَم إلا في علاج أعراض الربو الشُّعبي الحاد لفترة
قصيرة.
علاج الربو التحسسي
إذا
كان الربو المصاب به طفلك ينتج عن الحساسية أو يزداد سوءًا بسببها، فقد يستفيد
طفلك من علاج الحساسية، مثل ما يلي:
- أوماليزوماب
(زولير). يُوصف هذا
الدواء للمرضى المصابين بالحساسية والربو الشديد. فهو يعمل على تقليل تفاعل
الجهاز المناعي تجاه المواد المسببة للحساسية، مثل حبوب اللقاح، وعثة الغبار،
ووبر الحيوانات الأليفة. يُعطى دواء زولير عن طريق الحقن كل أسبوعين إلى
أربعة أسابيع.
- أدوية
الحساسية. تشمل أدوية
الحساسية على بخاخ مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان الفموي والأنفي، فضلاً
عن بخاخات الكورتيكوستيرويد، والكرومولين، والإبراتروبيوم الأنفي.
- حقن
الحساسية (العلاج المناعي). عادةً
ما تُعطى حقن العلاج المناعي مرة واحدة أسبوعيًا لبضعة أشهر، ومن ثمَّ مرة واحدة
شهريًا لمدة ثلاث إلى خمس سنوات. وتؤدي هذه الحقن بمرور الوقت إلى تقليل
تفاعل الجهاز المناعي لطفلك تجاه مسببات الحساسية المحددة تدريجيًا.
لا تعتمد على أدوية المعالجة السريعة فقط
إن
أدوية السيطرة على الربو طويلة الأمد كالكورتيكوسترويدات المستنشقة هي حجر الأساس
في علاج الربو. فهذه الأدوية تتحكم في الربو وتخفض احتمالية تعرض طفلك لنوبة ربو.
إذا
تعرض طفلك لنوبة ربو شُعبي، فيمكن لأدوية الاستنشاق سريعة المفعول (المنقذة) أن
تخفف الأعراض فورًا. ولكن إذا كانت أدوية السيطرة طويلة الأمد تعمل بشكل جيد، فلا
يجب أن يحتاج طفلك لاستخدام مستنشق سريع المفعول بشكل متكرر.
دون
عدد البخات التي يستخدمها طفلك كل أسبوع. إذا احتاج طفلك أو طفلتك إلى استخدام
مستنشق سريع المفعول بشكل متكرر، فاصطحبه/ها لرؤية الطبيب. من المحتمل أن تكون
محتاجًا لتعديل أدوية التحكم على المدى الطويل.
أجهزة
أدوية الاستنشاق
تُستخدم
أدوية السيطرة الطويلة والقصيرة الأمد عن طريق استنشاق جرعة محددة من الدواء.
- الأطفال
الأكبر سنًّا والمراهقون قد
يستخدمون جهازًا صغيرًا يُحمل باليد يُدعى جهاز الاستنشاق بالجرعات المقننة، وجهاز
الاستنشاق الذي ينبعث منه مسحوق ناعم.
- الرُّضع
ومن هم في سن الحبو بحاجة
إلى استخدام قناع للوجه مُتصل بجهاز استنشاق بالجرعات المقننة أو رذاذ لإعطائه
الجرعة الصحيحة من الدواء.
- المواليد بحاجة
إلى استخدام جهاز يحوِّل الدواء السائل إلى قطرات ناعمة (رذاذ). يرتدي الرضيع
القناع الوجهي ويتنفس بطريقة طبيعية أثناء انبعاث الرذاذ المحتوي على جرعة
صحيحة من الدواء.
خطة عمل لعلاج مرض الربو
تَعاوَنْ
مع طبيب طفلكَ لوَضْع خُطَّة عمل مكتوبة للربو. قد يكون هذا جزءًا مهمًّا من
العلاج، خاصة إذا كان طفلكَ مصابًا بالربو الشديد. يُمكِن لخطة عمل الربو مساعدتكَ
أنت وطفلكَ في:
·
معرفة متى تحتاج
إلى تعديل جرعة أدوية السيطرة على الربو طويلة المفعول
·
تحديد مدى
نجاح العلاج
·
تحديد علامات
نوبة الربو، ومعرفة ما يجب القيام به حال حدوثها
·
معرفة الوقت
المناسب للاتصال بالطبيب أو طلب المساعدة الطارئة
قد
يَستخدِم الأطفال الذين لديهم قدر كافٍ من التناسق الحركي والإدراك جهازًا يدويًّا
لقياس مدى قدرتهم على التنفُّس (مقياس ذروة الجريان). يُمكِن أن تُساعدكَ خُطَّة
عمل الربو المكتوبة أنت وطفلكَ على تذكُّر ما يجب القيام به عندما تَصِل قياسات
ذروة الجريان إلى مستوى مُعَيَّن.
قد
تَستخدِم خُطَّة العمل قياسات وأعراض ذروة الجريان لتصنيف الربو لدى طفلكَ إلى
مناطق، مثل المنطقة الخضراء والمنطقة الصفراء والمنطقة الحمراء. تتوافَقَ هذه
المناطق مع الأعراض التي يتمُّ التحكُّم فيها جيدًا، والأعراض التي يتمُّ التحكُّم
فيها إلى حدٍّ ما، والأعراض التي يتمُّ التحكُّم فيها بشكل سيئ. هذا يجعل متابعة
حالة الربو لدى طفلكَ أسهل.
من
المرجَّح أن تتغيَّر أعراض ومثيرات الربو لدى طفلكَ مع مرور الوقت. ستحتاج إلى
ملاحظة الأعراض، والعمل مع الطبيب لتعديل الأدوية حسب الحاجة.
إذا
تمَّ التحكُّم الكامل في أعراض طفلكَ لفترة، فقد يُوصِي طبيب طفلكَ بتخفيض الجرعات
أو إيقاف أدوية الربو (العلاج بتقليل الجرعة). إذا لم يكن الربو لدى طفلكَ خاضعًا
لسيطرة جيدة، فقد يرغب الطبيب في زيادة جرعة الأدوية أو تغييرها أو إضافة أدوية
أخرى (العلاج التصاعدي).
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
إن
اتخاذ خطوات للحد من تعرُّض طفلك لمحفِّزات الربو، من شأنه تقليل احتمالية التعرض
لنوبات الربو. وتتنوع الخطوات المساعدة على تجنُّب محفِّزات الربو بناء على نوع
تلك محفِّزات لدى طفلك. إليك بعض الأمور التي قد تساعدك:
·
اجعل مستوى
الرطوبة منخفضًا في المنزل. في
حالة العيش في مناخ رطبٍ، فتَحدَّث مع طبيب طفلك عن استخدام جهاز للحفاظ على الهواء
أكثر جفافًا (مزيل الرطوبة).
·
حافِظ على
الهواء في الأماكن المغلقة نقيًّا. استدعِ
تقني تدفئة وتكييف الهواء للتحقق من نظام تكييف الهواء كل عام. احرص على تغيير المرشحات
في المدفأة ومكيف الهواء وفقًا لتعليمات الجهة المُصنِّعة. واحرص أيضًا على تركيب مرشح
للجزيئات الدقيقة في نظام التهوية.
·
تجنَّب وبر الحيوانات
الأليفة. في حالة تحسُّس
طفلك من الوبر المتساقط من الحيوانات الأليفة، فمن الأفضل تجنُّب تربيتها، وخاصة ذات
الفرو أو الريش منها. إذا كانت لديك حيوانات أليفة، فإن الحرص على غسلها أو تنظيفها
بانتظام قد يساعد على تقليل كمية الوبر المتساقط منها. احرص على وضع الحيوانات
الأليفة خارج غرفة الطفل.
·
استخدام مكيف
الهواء. يساعد مكيف الهواء
على تقليل كمية حبوب اللقاح من الأشجار، والأعشاب، والحشائش التي تصل إلى داخل المنزل.
كما يعمل مكيف الهواء على تقليل الرطوبة الداخلية، ويمكن أن يحد من تعرض طفلك لعثة
الغبار. وإذا لم يكن لديك مكيِّف هواء، فحاول إبقاء النوافذ مغلقة خلال موسم
انتشار حبوب اللقاح.
·
خفض كمية
الغبار إلى أقل حدٍ ممكن. قلل
من انتشار الغبار الذي يمكن أن يفاقم الأعراض المسائية، من خلال استبدال بعض
الأشياء الموجودة في غرفة نومك. فعلى سبيل المثال، يمكن تغطية الوسائد والمراتب
وأُطر السرير بأغطية مضادة للأتربة. أزِل السجاد وتَجنَّب الأرضيات الصلبة المثبتة
خاصةً في غرفة نوم طفلك. استخدم ستائر ومعتمات قابلة للغسل.
·
احرص على
التنظيف بانتظام. نظِّف منزلك مرة
واحدة على الأقل أسبوعيًّا للتخلص من الأتربة ومسببات الحساسية.
·
قلِّل من
تعرُّض طفلك للهواء البارد. في
حالة تفاقُم حالة الربو لدى طفلك عند تعرُّضه للبرد أو الهواء الجاف، فقد يساعد
ارتداء كمامات الوجه أثناء الوجود خارج المنزل.
الطب
البديل
ورغم
استخدام بعض العلاجات البديلة لعلاج الربو، في معظم الحالات ينبغي أن تُجرى المزيد
من الأبحاث لمعرفة مدى كفاءتها وتحديد الأعراض الجانبية المحتملة. وتشمل العلاجات
البديلة ما يلي:
- تقنيات
التنفس. تشمل
هذه التقنيات برامج تنفس منظمة، مثل تقنية التنفس بوتيكو، وطريقة بابوورث،
وتمارين اليوجا الخاصة بالتنفس (براناياما).
- أساليب
الاسترخاء. تقنيات
مثل التأمل، والارتجاع البيولوجي، والتنويم المغناطيسي، والإرخاء التدريجي
للعضلات، قد تساعد في معالجة الربو من خلال تقليل التوتر والضغط.
- العلاجات
العشبية والمكمِّلات الغذائية. جُرِّب
استخدام بعض العلاجات العشبية لعلاج الربو، ومنها الحبة السوداء، وزيت السمك
والمغنسيوم. ومع ذلك، ينبغي أن يُجرَى المزيد من الدراسات لتقييم فوائدها
وسلامتها.
فقد تكون للأعشاب والمكمِّلات الغذائية أعراضًا جانبية، وقد تتفاعل مع أدوية أخرى يتناولها طفلك. تحدَّث إلى الطبيب قبل تناول طفلك أي أعشاب أو مكمِّلات.
التأقلم والدعم
يمكن أن تكون مساعدة
طفلك على التحكم في الربو أمرًا مرهقًا. ولهذا ينبغي أخذ هذه النصائح في الحسبان
دائمًا لجعل الحياة تمضى بشكل طبيعي قدر الإمكان:
- اجعل العلاج
جزءًا روتينيًا من الحياة. إذا كان طفلك مضطرًا لتناول دواء
يومي فلا تبالغ في الأمر، بل يجب أن يصبح الأمر روتينيًا مثل الإفطار أو
تنظيف الأسنان.
- استخدم خطة
مكتوبة لمواجهة الربو. اعمل مع طبيب طفلك على وضع خطة
مواجهة له، وأعطِ نسخة لكل من يعتنون بطفلك، مثل مقدمي رعاية الطفل والمدرسين
والمدربين وآباء أصدقاء طفلك.
حيث يمكن لاتباع خطة
مكتوبة مساعدتك أنت وطفلك على التعرف على الأعراض مبكرًا، مما يوفر معلومات مهمة
عن كيفية معالجة ربو طفلك من يوم لآخر وكيفية التعامل مع نوبة الربو.
- كن مشجعًا. ركز
انتباهك على ما يمكن لطفلك فعله وليس على ما يمتنع عنه. واطلب من المعلمين وممرضات
المدرسة والمدربين والأقارب والأصدقاء المشاركة في مساعدة طفلك على التحكم في
الربو.
شجعه على اللعب
وممارسة الأنشطة الطبيعية. ولا تقيّد أنشطته بسبب الخوف من نوبات الربو، بل اعمل
مع طبيب طفلك للتحكم في الأعراض الناتجة عن التمرين.
- كن هادئًا
ومتحكمًا. لا تفقد أعصابك إذا تفاقمت أعراض
الربو. وركز على خطة مواجهة الربو لطفلك واجعله يشترك في كل خطوة حتى يفهم ما
الذي يحدث.
- تحدث مع
آباء الأطفال الآخرين المصابين بالربو. يمكن
لغرف المحادثة ومنصات الرسائل على الإنترنت أو مجموعات الدعم المحلية توصيلك بآباء
يواجهون تحديات مماثلة.
- ساعد طفلك
على التواصل مع غيره من المصابين بالربو. أرسل
طفلك إلى "معسكر للربو" أو ابحث عن أنشطة منظمة أخرى لطفلك المصاب بالربو.
فيمكن لذلك مساعدة طفلك على الإحساس بعزلة أقل والحصول على فهم أفضل للربو وعلاجه.
إرسال تعليق