هل ينجذب ويشتهي الرجل جميع النساء من حوله؟ |
هل ينجذب ويشتهي الرجل جميع النساء من حوله؟ أنا كامرأة لا أنجذب جنسياً إلّا لرجل واحد فقط وهو الذي أُحب وسأتزوج به مهما تحدثت وتعاملت مع كثير رجال من حولي، هل ينطبق هذا على الرجل؟
بالطبع هذا لا ينطبق على الرجال
في العموم وبالطبع لكل قاعدة شواذ فالرجل بطبيعة الحال ينظر ويشتهي المرأة في
العموم ولكن هذا يختلف من رجل لآخر ومن فترة زمنية إلى أخرى في حياة الرجل كذلك
الجانب الديني وطبيعة عمله في الحياة وكذلك الحالة الصحية التي صارت لها دور مهم
في طريقة حياتنا اليومية والتأثيرات عليها مثل الضغط والإرهاق والتوتر و مستوى الاكتئاب
النفسي فكلها عوامل تؤدي إلي انخفاض مستوي الشهوة لدى الرجل, كذلك هنالك مستويات
في مدى تطلع الرجل إلى امرأة حسب مواصفات يظنها أنها مقياس جمال نموذجية بالنسبة
له والرجل بطبيعة الحال خائن بطبعه علي حسب معتقدات النساء لأن الرجل تبدأ مراحل
الانجذاب بنظرة عابرة وينتهي عند هذا الحد أو يتطور الأمر بعلاقة مشروعة أو غير
مشروعة وأظن أن المرحلة الفارقة في عمر الرجل هو العقد الخامس أو تخطي عُمر
الأربعين لأن من المفترض أن تهدأ الشهوة ويختلف التفكير الذكوري لديه نحو النازع
الديني والتعفف عن تلك الأشياء التي تغضب الله منا, ويمكن أن يحدث العكس يصاب
بأعراض المراهقة المتأخرة ويجد نفسه في مستنقع من الخطايا اليومية ظناً انه مازال
شاب ترغب فيه النساء أو يتورط في علاقة جديدة تحت مسمى الزواج الثاني والذي يجب أن
يكون تحت شروط محددة واقعية وليس من أجل نزوة عابرة يندم عليها بعد ذلك لذلك على
المرأة أن يكون لها دور إيجابي في كل مراحل الرجل ولا تهمل معاملته حتي لا يبحث عن
امرأة أخرى تملأ ذلك الفراغ الداخلي
هل يوجد حقاً حب لا يرى فيه الرجل إلا زوجته ولا يجد لذة القرب إلا معها ولا يرغب في غيرها وإن حلّت له كل نساء الأرض أم أنها أوهام المسلسلات؟ وهل كل حب يُنسى ويُتجاوز أم من الحب ما لا يفارق صاحبه حتى يموت، لا يفتر بِقُرب ولا يزول بِبُعد؟
بالطبع هنالك حب من هذا النوع
الرومانسي الرائع الجميل الذي يتمناه كل رجل وامرأة لكن لكي يحدث هذا الأمر هنالك
مقدمات وعوامل كثيرة تدفع العلاقة الرومانسية نحو هذا الهدف والتي يعمل كلا
الطرفان على تقوية ذلك الأمر بحب وإخلاص وتفان وتضحية وليس طرف واحد فقط فالحب في
حقيقة الأمر تفاهمات مشتركة ومسؤوليات وتجارب حياتية تكشف معدن كل طرف من أطراف
العلاقة على حقيقتها والتي تزيد صلابة تلك العلاقة المميزة بينهما, المرأة عليها
أن تكون ذلك الحضن الدافئ لزوجها طوال الوقت والبلسم الذي يخفف من آلامه وأحزانه
وهمومه وأن تكون حضن الأم قبل أن تكون حضن الزوجة وأن تكون مثل نسيم الربيع يحمل
بين طياته روائح الأزهار الفواحة حتى يشتاق إليها في كل لحظة, الرجل يجب أن يكون
ذلك الحصن العتيد من الأمان والحب والكلمات الدافئة والنظرات الصادقة التي تعبر عن
امتنانه لوجودها في حياته وأن يكون عنوان تلك العلاقة التضحية والاهتمام بالتفاصيل
الصغيرة التي تعكس اهتمامه بها لأن عنوان تلك العلاقة يتخطى حدود الأجساد والشهوات
والنزوات وكل المشاعر التي تبرز الجزء الحيواني من أنفسنا, تلك العلاقة في واقع
الأمر تقترب من السماء كأنها علاقة مباركة ملائكية مفعمة بالأحاسيس والذكريات
المتراكمة وهذا يذكرني بوفاء زوج لزوجته حينما اغتالها المرض اللعين في ريعان
شبابها حيث كان يجلس بجوار قبرها يحدثها بالساعات عما حدث له, أحياناً كنا نراه
يبكي وأحياناً كنا نراه يضحك كأنه ينصت إلي ضحكاتها, يحمل لها الأزهار التي كانت
تحبها يخبرها بنجاح أطفالهم ينتظر اليوم الذي يجمعهما سوياً من جديد .. هكذا هو
الحب يا سادة .
لماذا زوجي لا يغازلني؟ يعني أنا أهتم بنفسي وأحاول جذب انتباهه لكن حتى إذا انتبه لا يغازلني، مثلاً عندما أرتدي فستان جديد يقول لي مبروك الفستان ولا أسمع منه كلمة حلوة كما أسمع من الناس الغرباء.
المشكلة الأزلية في العلاقة
الزوجية أن كلا الطرفان يلوم الآخر لأنه لا يفهم ماذا يحب أو كيف يتعامل معه
وينتظر أن يقوم الطرف الآخر بذلك الأمر بمجهود فردي و بقدرات خارقة لكي يدرك ما
بداخل الطرف الآخر لذلك فالعلاقة الزوجية في أبسط تعبير هيا جسر يمضي قدماً كلا
الطرفان حتى يلتقيان في منتصف الجسر تماماً وليس علي أحد طرفي الجسر لذلك برود
العلاقة قد يتطور من امرأة إلي أخري بطريقة دراماتيكية بمعنى أن هنالك من النساء
يرغبن في تطبيق ما يحدث من تفاصيل لا تمت إلي حياتنا ولا أخلاق ديننا ومجتمعاتنا
المحافظة وتبرر لنفسها ترك باب الفتنة مشرع لمن يلقي عليها المديح حتى تهوي في
مستنقع من الخطايا لا رجعة فيه لذلك فالخطأ هنا علي الطرفين وليس على طرف واحد
لذلك عنوان العلاقة الزوجية الصحيحة هي المشاركة في كل شيء مثال على ذلك شاركي
زوجك عند شراء ثيابك وعطورك وكل مستلزماتك حتى التسوق مع أخذ رأيه في كل شيء ولا
تستبدي رأيك بل كوني عقلانية فربما يختار لك ثياب أجمل ومتناسبة معك وهذا مجرد
مثال ينطبق علي كل تفاصيل الحياة بينك وبينه لأن الرجل يفرح حينما يسمع كلمات
الإطراء والثناء على روعة ذوق في اختيار الأشياء والتي كانت في واقع الأمر اختيار
مشترك .. علينا إرساء مبدأ التنازل وعدم العناد والمكابرة في الآراء واتخاذ مبدأ
المشاورة في كل تفاصيل الحياة .
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق