حارس المقبرة الفرعونية ما بين الواقع والخيال |
ومن
أمثلة تلك الأشياء التي يطلبها الساحر دماء فتاة عذراء أو بخور مغربي ذات تكلفة
عالية من أجل الإستيلاء علي أموال هؤلاء السذج وبغرض تطويع حارس المقبرة من الجان
لمعرفة مكان المقبرة بدقة , وهذا ليس صحيح وإن صدق البعض بالمصادفة وهنالك أدلة
كثيرة علي زيف تلك المعتقدات سوف نروي بعضها ونروي أيضاً حكايات من يؤمنون بقدرة
الساحر ووجود حارس من الجان لكل مقبرة فرعونية من باب الحيادية لا أكثر.
في عام 1973 ذكرت وكالة الأنباء الألمانية خبر بصفة صحفية أن هنالك إطلاق نار في جبل أبوصير حيث أبلغ عامل في صناعة القطن قسم الشرطة بذلك , كان الوقت أصبح مُظلماً عندما توجهت الدورية إلي تلك البقعة حيث لاحظت أنوار بعيدة بين الصخور وسمعت أصوات طلقات نارية ولكن حالما إقتربت سيارة الشرطة توقف إطلاق النار وإنطفأت الأنوار وقد اظهرت الأنوار الكاشفة موقع بناء فخم علي طرف الصحراء ولم يسمع أي جواب عندما صرخ الشرطي في الظلام لكن برز سلم من ثقب في الأرض وعندما وجه الشرطي ضوء الكشاف نحو الحفرة رأي ثلاثة رجال في أسفل الحفرة بعمق عشرون متر يرتجفون فزعاً
في قسم الشرطة بدأوا
يرون القصة بأن ذلك الرجل قد إكتشف مقبرة في تلك المنطقة وبعد عدة أيام إكتشف
مقبرة أخري ثم مجموعة من المقابر مما دعاه إلي طلب العون من أصدقائه لنهب هذا
الكنز , في بداية الأمر كان العمل يجري ليلاً في السر ولكن العمل يحتاج الكثير من
العمال فأصبح العمل ليس سراً بل مُتاح للجميع وبدأت علامات الثراء والثروة تظهر
علي الجميع ولكن في يوم ما إكتشف إثنان مقبرة ملك بما تحتويه من كنوز فصار الشجار
بين الجميع مما سبب في كشف عمليات نهب تلك المقابر الفرعونية في جبل أبو صير .
أيضاً التاريخ الفرعوني مزدحم بحوادث مُشابه جرت من نهب وسرقة لتلك المقابر الملكية ولقد قام بها بعض الملوك مثلما فعل "حور محب" والذي نهب العديد من المقابر ماعدا مقبرة توت عنخ أمون .
وهنالك قصة أخري تدعم فكرة عدم وجود مايدعي بحارس المقبرة من الجان إلي تلك القضية التي سُجلت في سجلات الأسرة العشرون بعد وفاة توت عنخ أمون بمائتين وخمسون عاماً أن هرم ومقبرة الملك "سمكساف" وزوجته الملكة "تشاسنوب" قد تعرض للسرقة علي يد ثمانية من البنائين وبعض خدم معبد أمون وتم القبض عليهم وأدلوا بإعترافاتهم قائلين ( لقد اقتحمنا الهرم وحطمنا نواويسهما ومزقنا الأكفان وكان عنق الملك مطوقة بصف طويل من التمائم الذهبية والمجوهرات وكانت الجثة مُحاطة بالذهب وكانت التوابيت تحتوي علي ذهب وفضة وماس وقد نزعنا جميع الذهب من مومياء الملك وأخذنا التمائم وحرقنا مواد التحنيط ثم قسمنا الغنيمة إلي ثماني أقسام )
كذلك ماحدث في نهايات عصر الدولة الحديثة في الحضارة المصرية القديمة من إنتهاكات للعديد من المقابر الملكية حتي الهرم الأكبر لم يسلم من ذلك فلو كان هنالك حارس مقبرة من الجان لما حدث كل هذا من نهب وسرقة طوال حقبات التاريخ منذ عهد الدولة القديمة حتي وقتنا هذا .
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبد التواب
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق