أشباح التوهج الأحمر |
نعود مّرة
أخري إلي ذلك المنزل بالقرب من قضبان السكة الحديدية آنذاك, كان هذا المنزل مكون من
مدخل مُظلم وفناء خلفي وطابق علوي فقط, كان هذا المنزل إلي حداً ما في منطقة منعزلة
لايوجد بها الكثير من المنازل أو السكان لذلك في المساء لا تجد الكثير من المارة
يمرون بذلك المكان, كانت خالاتي بلاشك يخشون النزول في الليل حتي ولو لفتح باب المنزل
لشخص ما قادم إليهن أثناء الليل .
كانت والدتي
كما هي أخبرتني الجريئة بينهن حيث كانت تحمل القنديل لكي تهبط إلي
الدور الأول
المظلم لكي تفتح الباب للضيف.
من عجائب هذا
المنزل أنهن أي والدتي وأخوتها كانوا يقفون خلف الشرفات ليراقبوا تلك القضبان الحديدية
حيث أنهن كانوا يشاهدون أضواء حمراء بلون الدم تقفز من الأرض من فوق القضبان ثم تندفع
بسرعة كأنها قطار يسير علي تلك القضبان ثم تختفي في الأرض مرة أخري.
أحياناً كان هذا الضوء في بعض الليالي يكون ضوء واحد فقط
و أحياناً أخري يكون أكثر من ذلك, كانت المّرة الأولي التي أسمع عن تلك الأضواء
المتوهجة فأنا أعلم جيداً أن بجوار تلك القضبان في أي مكان تٌروي العديد من
الحكايات عن أشياء غريبة تحدث بالقرب منها نتيجة من يلقوا مصرعهم أسفل عجلات
القطارات ولكن لم يكن بهذا الشكل من قبل.
كان لايستطيع
أحد أن يذهب بالقرب من تلك القضبان في الليل منفرداً خوفاً من تلك الأضواء التي
كانت تلهو طوال الليل المُظلم في تلك الأنحاء لكن مع مرور الوقت وظهور الكهرباء في
كل مكان بدأت تختفي تلك الظاهرة مع الوقت.
في ذلك
الوقت كان من عاصر تلك الفترات من عدم وجود كهرباء وإنتشار الظلام في كل مكان أن
هنالك الكثير من الأشخاص يصابون بشيء من الجنون بدون وجود سبب لذلك وآنذاك كان
التفسير المتاح لما يحدث لهؤلاء بأنهم قد شاهدوا شيئاً ما أو تحدثوا مع شيء ما
أثناء الظلام, بالطبع لا يوجد دليل علي كل ذلك فهي مٌجرد حكايات وأقاويل تناقلتها
الأجيال ليس أكثر.
تلك الأضواء
في رأي هي عبارة عن تجسيد لتلك الأرواح أو أقرانها من الجن لأشخاص ما قد ماتوا في حوادث
خاصة بالقطارات في تلك المنطقة مثل إصطدام القطار بهم أو أنهم سقطوا أسفل القطار أثناء
سيرة.
وهنالك الكثير
من القصص والحكايات المشابهة لتلك الحكاية قد حدثت في أماكن كثيرة ومختلفة و في أزمنة
مختلفة أيضاً ولكن هذه القصص كانت اكثر إنتشاراً في الماضي البعيد نتيجة لعدم إنتشار
الكهرباء في ذلك الوقت.
تمت
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق