حكاية المثل الشعبي رجعت ريما لعادتها القديمة

حكاية المثل الشعبي رجعت ريما لعادتها القديمة
حكاية المثل الشعبي رجعت ريما لعادتها القديمة 
هو أشهر الأمثال الشعبية التي تعبر عن انقلاب الحال، والعودة للسيرة الأولى لصاحبها، فعندما يسلك فرد سلوكًا يغاير نهجه فترة ثم يرتد إلى سابق عهده، تغضب النساء منه فيقولون ويطلقن المثل الأشهر «رجعت ريما لعادتها القديمة»
 وللمثل عند العرب قصة، ويرجع أصله إلى قصة قديمة وهي قصة «حليمة» زوجة حاتم الطائي، فالمثل الصحيح هو «رجعت حليمة» وليست ريما، ولكن المثل انتشر بهذا المسمى، و حليمة هي زوجة الطائي الرجل الذي اشتهر بالكرم والجود على كل المحيطين به، وكانت زوجته تتصف بالبخل بين جيرانها .

حكاية المثل الشعبي "ما إحنا دافنينه سوا"


 لكن علينا أن نلقي بعض الضوء علي حاتم الطائي وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن آل فاضل بن امرئ القيس ويكنى أبا سفانة وأبا عدي وهو من قبيلة طيء ،وأمه عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم، وكانت ذات يسر وسخاء، حجر عليها أخوتها ومنعوها مالها خوفا من التبذير، نشأ ابنها حاتم على غرارها بالجود والكرم. ويعتبر أشهر العرب بالكرم والشهامة، ويعد مضرب المثل في الجود والكرم
 زار الشام فتزوج ماوية بنت حجر الغسانية، وهو من أشهر الشعراء في عصر الجاهلية , وقد سكن حاتم وقومه في بلاد الجبلين (أجا وسلمى) التي تسمى الآن منطقة حائل شمال السعودية
 
توجد بقايا أطلال قصره وقبره وموقدته الشهيرة في بلدة توارن في حائل , وقد ولد حاتم الطائي في فترة ما قبل الإسلام وكان مسيحيًا , كان حاتم من شعراء العرب وكان جواداً يشبه شعره جوده ويصدق قوله فعله وكان حيثما نزل عرف منزله مظفر وإذا قاتل غلب وإذا 
غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب بالقداح فاز وإذا سابق سبق وإذا أسر أطلق وكان يقسم بالله ألا يقتل أحدا في الشهر الأصم (رجب)

حكاية المثل الشعبي "عند أم ترتر – عند أم ياني"

 
 اقترن الكرم والجود والسخاء بحاتم الطائي، ونرى ذلك عند نقاشه مع والده عندما قدم لضيوفه كل الإبل التي كان يرعاها وهو يجهل هويتهم وعندما عرفهم كانوا شعراء ثلاثة عبيد بن الأبرص وبشر بن أبي خازم والنابغة الذبياني وكانت وجهتهم النعمان فسألوه القرى (أي الطعام الذي يقدم للضيف) فنحر لهم ثلاثة من الإبل فقال عبيد: إنما أردنا بالقرى اللبن وكانت تكفينا بكرة، إذ كنت لابد متكلفا لنا شيئا، فقال حاتم:
 قد عرفت ولكني رأيت وجوها مختلفة وألوانا متفرقة فظننت أن البلدان غير واحدة فأردت أن يذكر كل واحد منكم ما رأى إذا أتى قومه، فقالوا فيه أشعارا امتدحوه بها وذكروا فضله، فقال حاتم:
 أردت أن أحسن إليكم فصار لكم الفضل علي وأنا أعاهد أن أضرب عراقيب إبلى عن آخرها أو تقوموا إليها فتقسموها 
ففعلوا فأصاب الرجل تسعة وثلاثين ومضوا إلى النعمان، وإن أبا حاتم سمع بما فعل فأتاه فقال له:
 أين الإبل؟ فقال حاتم: يا أبت طوقتك بها طوق الحمامة مجد الدهر وكرما، لا يزال الرجل يحمل بيت شعر أثنى به علينا عوضا من إبلك فلما سمع أبوه ذلك قال:
 أبإبلي فعلت ذلك؟ 
قال: نعم 
قال: 
والله لا أساكنك أبدا فخرج أبوه بأهله وترك حاتم ومعه جاريته وفرسه وفلوها.
يحكى أنها كانت تقتصد في استعمالها لكل شيء، حتى أنها كانت تضع السمن عند الطهى بأصغر ملعقة لديها، وذات يوم أراد زوجها أن يعلمها الكرم فروى لها قصة من الأثر أن الأقدمين قالوا كلما قامت المرأة بوضع ملعقة سمن زائدة بالإناء عند الطهي كلما زاد الله بعمرها يوماً، فأخذت حليمة تستخدم السمن بسخاء عند الطهى حتى تعودت على ذلك وأصبح طعامها طيباً
 وفى يوم أصابها مصيبة عندما توفى ابنها الوحيد والذى كانت تحبه كثيراً، حزنت عليه بشدة حتى وصل بها الأمر أنها تمنت الموت، لذا عادت تقلل السمن فى الطبخ حتى ينقص عمرها وتموت، فقال الناس "رجعت حليمة لعادتها القديمة" وانتشر المثل بسبب تلك القصة


 

Post a Comment

Previous Post Next Post