أبو الهول حقائق وغرائب

حقائق وغرائب حول تمثال أبو الهول
حقائق وغرائب حول تمثال أبو الهول
أبو الهول ليس مجرد تمثال ضخم يتكون من جسم أسد ورأس إنسان، وإذا حاولنا البحث عن المزيد من التماثيل من هذا القبيل لن تجد إلا بعض التماثيل الصغيرة القليلة المنتشرة بجوار بعض المعابد وكذلك بالقرب من الأهرامات , لم يحاول المصريون القدماء في عصر الدولة الحديثة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، أن يهتموا بأصل «أبو الهول»‏؛ حيث كان لديهم اليقين بارتباطه بالشمس، وفي أحيان أخرى كان هو نفسه «رع»؛ إله الشمس عندهم


 وكان أول من نعرف أنه جاء لزيارة «أبو الهول» الأمير أمنحوتب الثاني ابن الملك الشهير تحتمس الثالث المعروف باسم «نابليون العصر القديم»‏؛ ولدينا العديد من الحكايات والأساطير حول أبو الهول هذا التمثال الضخم الأسطوري فهنالك روايتان عن تسميته بأبو الهول وإن كان أصل أبو الهول مازال عليه أقوال كثيرة 

 الرواية الأولي

تخبرنا أنه عندما أتي الكنعانيون إلي مصر وشاهدوا أبو الهول وجدوا أن هنالك شبة كبير بينه وبين إله خاص بهم يسمي ( هورون ) ثم تم بعد ذلك تحريف اللفظ إلي ( حورونا ) ثم تم تحريفه مرة أخري إلي ( هونا ) وكلمة ( أبو) اتت من كلمة فرعونية حيث كلمة ( بو ) بمعني مكان الشيء

 الرواية الثانية 

عندما اتت الحملة الفرنسية إلي مصر عام 1798 كان التمثال يسمي آنذاك ( بوحول ) ولأن الفرنسية لا يوجد بها حرف الحاء تغير الاسم إلي ( بوهول ) ومن هنا تم تحريف الكلمة حتي صارت أبو الهول .
التمثال كان مهملاً منذ نهاية الدولة الحديثة حتي قدوم الحملة الفرنسية والتي يظهر من خلال الرسومات التي رُسمت أثناء الحملة الفرنسية نكتشف أن التمثال بالفعل كان مغطي بالرمال ماعدا رأسه فقام الفرنسيون بإزاحة جزء كبير من الرمال من حولة ولم يكتمل ذلك إلا في عام ألف وتسعمائة وخمسة


 التمثال من الواضح أنه كان له شأن عظيم في الماضي والبعض يظن أنه من قبل طوفان نوح وأنه منحوت من هضبة حيث نجد تأثير المياه والأملاح علي قاعدة التمثال ولقد وجدت أثار ألوان خلف أذنه مما يعني أنه كان ملون في عصور الفراعنة والكثير من الفراعنة كانوا يزورونه ويقدسونه مثل رمسيس الثاني وتوت عنخ أمون وكذلك أخناتون 
 ومن المؤرخين العرب القدامى أمثال عبد اللطيف البغدادي ‏,‏ واعتقد أن جثمان «أبو الهول» مدفون أسفل التمثال أما بالنسبة للأنف والتي نجدها محطمة قد ذكرت حولها الكثير من الحكايات حيث ذكر المقريزي أن من قام بتحطيمها المتصوف ( صائم الدهر ) وذلك عندما وجد أن المصريون مازالوا يبجلون التمثال ويقدسونه فأراد أن يثبت لهم أنه مجرد تمثال لا أكثر من ذلك
 مازال آراء المؤرخين حتى الآن مختلفة بنظريات متباينة حول من بني أبو الهول فالبعض يقول خفرع نتيجة التشابه بين وجه التمثال ووجهة خفرع ولكن حتي الآن لا يعرفون من الذي بنى هذا التمثال ولكن يعتقد أن الملك خوفو قد بناه لحماية الهرم الأكبر من الشر وتحدث بعض المؤرخون عن أبو الهول أنه كان معبد للإله الشمس


 أيضاً هنالك قصة قديمة عن لوحة للملك تحتمس حيث كانت في الأساس عبارة عن حلم راوده عندما كان شاباْ إذا استطاع إزالة الرمال حول أبو الهول فسوف يكون الملك وفعلاْ حدث ذلك وانه كتب هذا الحلم على لوحة ضخمة كبيرة وضعت هذه اللوحة بين ساقي أبو الهول , وتعود تلك القصة إلي أن الأمير أمنحوتب الثاني لوحة داخل معبده شمال شرقي «أبو الهول» تشير إلى أنه كان مغرماً بركوب الخيل وهو شاب صغير السن، ووشى به مدربو الخيول لخوفهم على الأمير الصغير، وأخبروا أباه الملك بما يفعله الأمير‏؛‏ ولكن تحتمس الثالث كان فخوراً بابنه الذي سيتولى الحكم من بعده، وقدرته على القيام بألعاب على الخيول؛ وأمر الملك أن يذهب أمنحوتب في رحلة بالخيول إلى الأهرام و«أبو الهول»، وتبعه الأمير تحتمس الرابع قبل أن يصبح ملكاً ونام بجوار التمثال الذي قيل إنه ناداه في الحلم، وأمره بأن يزيل الرمال التي تخنق جسده، ووعده إذا ما فعل ذلك بأنه - أي «أبو الهول» - سوف يجعله ملكاً على مصر‏


 
حيث لم يكن صاحب الحق الشرعي في الحكم، وقيل إنه قتل أخاه الوريث الشرعي ‏,‏ لذلك أراد أن يشير إلى أن «أبو الهول» قد اختاره ملكاً حتى يقبل الشعب بقرار الإله وينسى الجريمة التي اقترفها تحتمس‏ . ويقال أن الفراعنة قد بنوة لحماية مقابر الملوك داخل هذه الأهرامات وأنه كان معبد بمواصفات خاصة مازالت حتي الآن مبهمة بالإضافة إلى بعض المعابد الصغيرة حول أبو الهول وقد جاء بعد ذلك الملك سيتي الأول أبو الملك رمسيس الثاني وترك لوحة في معبد أمنحوتب الثاني، وشرح لنا عالم الآثار الراحل سليم حسن في كتابه عن «أبو الهول» بالإنجليزية والعربية، أن «أبو الهول» كان هو المكان الذي يصلي فيه الناس‏.
 وفي عام ‏500‏ قبل الميلاد‏, أي في عصر الأسرة السادسة والعشرين ,‏ ترك الفراعنة لوحة أطلق عليها «لوحة الإحصاء»‏, أو «لوحة ابنة خوفو»، وأشاروا فيها إلى أن الملك خوفو وجد «أبو الهول» عند هضبة الجيزة، وهذا يعني أن «أبو الهول» يرجع إلى عصر قبل عهد الملك خوفو، ولكن اتضح من تصوير مناظر الآلهة الممثلة على اللوحة والنصوص المصاحبة لها‏ , أنها كتبت في العصر المتأخر‏, وحاول الكهنة أن يشيروا إلى أن إيزيس و«أبو الهول» ترجع عبادتهما إلى ما قبل عهد خوفو، أي في الأسرة الثالثة من عصر الدولة القديمة

 وجاء المؤرخ الروماني بليني في عام ‏23‏ قبل الميلاد،‏ لزيارة «أبو الهول»، ولم تكن لديه أي معلومات عن أصل «أبو الهول»، لذلك فقد أشار إلى أنه قبر للملك أمازيس من ملوك العصر الصاوي‏؛‏ وعدّ أن مكان «أبو الهول» ملتقى للشعراء والمحبين‏؛‏ ويعيش بجواره أهالي قرية بوزيريس , وهي «نزلة السمّان» الحالية‏.
 الكثير من الحكايات السحرية قد ظهرت حول أبو الهول من أساطير كثيرة في العصر الحديث مثل أن أبو الهول بداخله معبد وسراديب وحجرات تحتوي علي كتاب سري أو مجموعة من الكتب يوجد بداخلها الكثير من الأسرار حول الكون وعلوم الفراعنة التي اشتهروا بها كذلك معلومات عن مخلوقات أخرى كذلك نظرية السرداب خفي بين أبو الهول والهرم الأكبر المجهول حتي الآن ، ولا يزال حتي الأن لم يعثر أحد علي هذا السرداب أو اكتشفوا مدخلة حتي الأن
 كذلك نجد العديد من الجماعات في جميع أنحاء العالم لهم معتقدات خاصة بهم مرتبطة بأن الهرم الأكبر وأبو الهول له أسرار وقدرات تفوق التصور العقلي وخارج المفاهيم المنطقية ولذلك يقومون بزيارات معينة في مجموعات في أوقات زمنية محددة بحالة القمر إلي منطقة الهرم الأكبر وأبو الهول. أيضاً هنالك بعض الجماعات و الأشخاص منتشرين في جميع أنحاء العالم يتحدثون عن أحلام محددة أو أحلام مشتركة بينهم تتكرر بطريقة منتظمة بينهم على الرغم من أنهم لا يعرفون بعضهم البعض , هذه الجماعات تأتي إلى مصر لدخول الهرم العظيم للقيام ببعض الطقوس الخاصة المتعلقة بتصوراتهم ومنهم من اختفى في ظروف مجهولة وتركوا رسائل حول ذلك الأمر مازالت غامضة حتي الآن
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب 


تابعونا علي جوجل نيوز

Post a Comment

Previous Post Next Post