العشيق والزوج المسافر قصص واقعية |
من تلك العوامل التي أظهرت تلك النوعية من المشاكل عدم وجود واعظ ديني وعدم وجود التزام الديني فعلي يمنع كل تلك الأمواج الهوجاء من الأفكار الشيطانية التي اقتحمت حياتنا ومنحتها البركة لتدمر كل شيء في حياتنا مثل فكرة فقدان الزوج والوشائج والمشاعر الحميمية والحب والاهتمام الزائد والمسلسلات الشيطانية التي تروج لفكرة أن للمرأة حق في أن يكون لها حبيب أو صديق طالما أن الزوج لا يمنحها تلك المشاعر أو هنالك مشاكل بينهما أو ربما القطيعة في الحقوق الزوجية وغيرها من الأفكار الهدامة التي تنخر في جسد المجتمع .
أيضاً من العوامل التي تساعد علي تفشي ظاهرة الخيانة باسم فقدان مشاعر الطرف الثاني وهذا ينطبق علي الرجل مثل المرأة , مواقع التواصل الاجتماعي والتي صارت منصة لكل من يبحث عن كل تلك الموبقات والتعرف علي غرباء بحجة الصداقة والحديث الذي يفقد تاج الحياء للمرأة لتسير الأمور علي حين غُرة نحو بئر الخيانة والسقوط في الخطيئة باسم الحب والمشاعر الصادقة وذلك دلالة تيهانها الأبدي داخل أغوار نفسها , للأسف نحن من يخلق تلك المبررات لنسير في طريق الخطيئة ونضرب بعرض الحائط كل الثوابت المجتمعية والدينية ظناً منا أنها تلك هي الحرية الشخصية
بين الفينة والأخرى نجد البعض يظن أننا يجب علينا أن نواكب الأمور مثل الغرب وأن ثوابتنا المجتمعية والدينية هي شكل من التخلف والراديكالية الحضارية مع العلم أن الغرب ربما يسمح بفكرة العلاقات خارج المؤسسة الزوجية لكن فكرة الخيانة بعد الزواج غير مقبول بها علي الإطلاق لأنهم يعتقدون أن الزواج شيء مقدس يأتي بعد فترة من المعايشة واليقين برغبة كل طرف بأن يكون مُخلص المشاعر في زواجه نتيجة أحاسيس حقيقية بين الطرفين والطلاق هو الوسيلة الأفضل في حالة فشل تلك الزيجة .
السيدة التي أرسلت تلك المشكلة تروي لي أن لديها صديقة مُقربة في العمل وزوجها يعمل في دولة عربية مثل الكثير من الأزواج يبحث عن توفير حياة كريمة لأسرته , التضحية في الغُربة عنوان حديثها الدائم لإسعادها هي وأطفالها , هكذا حال زوج صديقتها والتي لا تنكر صديقتها فضله عليها , زوجها رجل دمث الأخلاق ويعمل بكد من أجلهم , آنذاك انتفي من نفسها تلك المشاعر الزوجية الدافئة بينهما .
فلا غرو أن تجدها دائمة الحديث عنه بشاعرية آخاذة , لكن الصدفة قد لعبت دورها حينما طلبت من صديقتها أن تستخدم هاتفها لإجراء مكالمة من خلاله وهنا كانت الصدمة حينما استرعي انتباهها رسالة مُرسلة من شخص آخر غير زوجها تحمل كلمات حب وعشق لها جعلتها مبعثرة الذهن اقحمتها في لحظة قصيرة محتشدة بالانفعالات والاسئلة والأخيلة.
كعادة النساء فالفضول كاد يقتلها , تحاول أن تفهم ما يحدث بين صديقتها وبين هذا الرجل الغريب , تابعت قراءة باقي الرسائل المتبادلة بينهما مما جعلها تُصاب بالذهول والجزع والخوف , ترتجف من هول ما قرأته من أحاديث خادشه للحياء , تنم عن حديث مُفعم والمُعبق بالود و الأريحية وأن العلاقة بينهما قد أزاح عنها غطاء الحياء , ربما تطورت تلك العلاقة إلي أقصي حد بينهما في حين أن الزوج المخدوع يرسل لها الأموال لتعيش في مستوي جيد بينما صديقتها قد غرقت في بحر الخطيئة بينما تفوح عنها رائحة عنفوانها المفرط في الإثارة مع ذلك الشخص
المشكلة هنا من وجه نظرها أنها حائرة في كيفية التصرف في ذلك الأمر لأن لو غضضت الطرف عنها فصمتها يعني بالنسبة لها أنها شيطان أخرس , أيضاً مصارحتها لصديقتها يعني أن صديقتها سوف تتهمها بأنها تحاول أن تدمر حياتها وأن ليس هنالك شيء من ذلك الأمر , تشعر أنها عاجزة عن اتخاذ القرار الصحيح تجاه صديقتي وأرسلت لي تقول ... ماذا تفعل لو كنت مكاني ؟!!
الشيطان دائماً يزين لنا الأمور ويتوجها بأفكار المباركة والحرية وأن طالما هنالك فقدان لشيء ما من مشاعرنا واحتياجاتنا العاطفية علينا أن نفتح أبواب الخطيئة والمعصية علي مصرعيها , والإنسان بطبعه يرفض دوماً النصيحة المباشرة وخاصةً من يظن أنه علي ثواب وأن مبرر ما يفعله خطأ الطرف الآخر واللوم كله يقع عليه أما هي فهي مجرد ضحية لا أكثر من ذلك , لذلك الكثير ممن يقع في براثن تلك الأفكار وصار في موكبها مُنتشياً باسم الثغر فقد أضاع نعمة الضمير الذي هو في حقيقة الأمر البوصلة التي تحدد لنا الاتجاه الصحيح للقيم والثوابت الدينية والانسانية والمجتمعية , الضمير كائن حي يضعف ويصير هزيل رث حينما يئن تحت وطأة أفعالنا السيئة والتي تتراكم طالما صرنا خلف شهواتنا الجسدية والنفسية حتي تلك اللحظة التي نفقده تماماً ونحن بين قمم الرزيلة والخيانة والخطيئة الأبدية .
الحل في وجه نظري هي النصيحة الغير مباشرة بمعني دائماً نروي لها قصص واقعية عن الخيانة والكوارث التي تحدث نتيجة ذلك من تدمير أسر بكاملها وتشريد أطفال لا ذنب لهم سوي سفالة الأب أو الأب وكم من أطفال عانت ولم يجدوا من يرعاهم بسبب ما نسمعه كل يوم عن زوج تل زوجته بسبب الخيانة أو زوجه طلبت الانفصال بسبب خيانة الزوج , علينا أن نحثها بطريقة غير مباشرة بالعودة إلي طريق الحق والدين والاهتمام بثوابت ديننا والمحافظة علي الصلاة وعقاب من يرتكب الكبائر والمعاصي من خلال الحديث معها .
أنها تحتاج من يرشدها إلي الطريق الصحيح وربما يكون هذا دورك كصديقة فالخير في قلوبنا رغم كل شيء وأبواب الرحمة والتوبة والمغفرة دائماً مفتوحة علي مصرعيها للجميع , القصص والعبر كثيرة والحديث في محبة الله والتوبة والتطهر من الذنوب تحفه الملائكة ويطرد شياطين الأنس , ربما أرسلك الله لتكوني صاحبة فضل علي تلك المرأة وحماية أسرتها من الضياع
بقلم الكاتب الدكتور
محمد عبدالتواب
.
( الكلمات المفتاحية )
إرسال تعليق