علاج فقدان الشغف بالحياة

علاج فقدان الشغف بالحياة
علاج فقدان الشغف بالحياة


 
فقدان الشغف من المواضيع الهامة التي يعاني منها المراهقين والشباب في بداية حياتهم حيث يفقد الشغف سريعاً بما يفعله أو يقوم به لذلك نجد الكثير يبحث ع أسباب فقدان الشغف وأعراضه والفارق بين فقدان الشغف والاكتئاب وكيفية علاج فقدان الشغف في الحياة عموماً وهذا ما سوف نسلط الضوء عليه في تلك المقالة.
هل سبق لك أن تذكّرت أمرًا ما كنت مهتمًا به بشدة في مرحلة ما من حياتك؟ وربما مررت ببضعة أيام لم تشعر فيها بالحماس تجاه هذا الأمر الذي أحببته من قبل، وربما تحوّلت تلك الفترة القليلة إلى أسبوعين، وحتى شهرين، ومع مرور الوقت، بدأ الاحساس بالذّنب يراودك لزوال اهتمامك بهذا الأمر، بل ربما أُصبت بالإحباط والشكوك بخصوص ما قد جرى، وتساءلت عمّا إذا كان ذلك أمرًا طبيعيًّا؟

لو مررت بهذه التجربة فإليك الجواب: هذه الظاهرة تُعرف بفقدان الشغف؛ وهو موقف أو عدة مواقف لا يعود يشعر فيها شخص ما بنفس مستوى الحماس أو الإثارة حيال أمر اعتاد أن يكون شغوفًا به، والشغف هو من أسماء الحبّ في اللغة العربيّة، ومن جملة معانيه شدّة التعلّق، ويمكن أن تحدث هذه الظاهرة في أي وجه من أوجه الحياة، سواء على الصعيد المهني، أو فيما يتعلق بالأنشطة المفضّلة والهوايات أو على الصعيد الاجتماعيّ أو الشخصيّ.

عندما يعاني شخص ما من فقدان الشغف تجاه أمر أو نشاط ما، فقد يشعر بالملل منه أو بالفتور أثناء ممارسته، وقد يصل به الأمر إلى التوقف عن محاولة تحقيقه أو قد ينفصل عنه تماما بمحض إرادته، وعادة ما يجد المصابون بفقدان الشغف صعوبة في العثور على الدّافع أو الإلهام للانخراط في هذه الأنشطة من جديد، ويكفون عن متابعة اهتماماتهم التي كانت ذات يوم جزءا لا يتجزّأ من شخصيّاتهم.

يمكن أن تكون أسباب فقدان الشغف متنوّعة ومختلفة من شخص إلى آخر، وقد يكون ذلك ناتجا عن الإرهاق أو الإجهاد أو تغيرات في نسق الحياة، وقد تولّد عنها بطبيعة الحال تغيّرات في الأولويّات أو في الظروف، ويمكن أن ينتج فقدان الشغف أيضًا عن نقص في روح التحدّي أو غياب للنموّ على مستوى معيّن، أو بكل بساطة عن تحوّل في المصالح أو القيم.

إن الشغف هو الرغبة القوية لعمل شيء تحبه والعزم على تحقيقه فهو الدافع الذي يملئك طاقة وحماس ويدفعك للعمل والإنجاز مع يقين بالنجاح والوصول إلى الهدف، وقد يكون هذا الشغف بهواية معينة كالرسم والعزف أو إحدى الرياضات أو قد يكون بالسفر حول العالم أو التفوق الدراسي، ولكن قد تطرأ على الشخص ظروف صعبة تجعله يفقد هذه الطاقة وهذا الحماس وهو ما يعرف بمرحلة فقدان الشغف.

مرحلة فقدان الشغف Passion Loss هي مرحلة صعبة تشعر بها أنك مرهق ومتعب وبأنك غير قادر على إكمال الطريق والعمل على تحقيق حلمك فتبدأ حالة الفتور والملل وعدم القدرة على إعادة الحماس والاندفاع نحو الهدف وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تشكل مصدر سعادة لك، هذا الإحساس يمر به كل شخص مرة على الأقل في حياته وهي مرحلة صعبة وخطيرة وتفاصيلها كثيرة وتسمى في علم النفس نقصان الدافعية.

علامات فقدان الشغف

تختلف علامات فقدان الشغف من شخص لآخر، وإليك بعض العلامات الشائعة التي تشير إلى أنك قد تعاني من هذه المشكلة:

  • قلّة الحماس: قد تشعر بفتور في حماسك أو ضعف في دوافعك تجاه ممارسة أو الوصول إلى الأمور التي كانت تثير اهتمامك، وتجد صعوبة في الاهتمام بالفرص أو التجارب الجديدة التي قد تعترض سبيلك.
  • الملل: قد تشعر بالملل أو اللامبالاة، حتى عند الانخراط في أنشطة كانت ممتعة ومثيرة لاهتمامك في السابق.
  • التّسويف: قد تجد نفسك تؤجّل المهام أو المشاريع التي كانت تشعرك قبل ذلك بالسّعادة، أو تشعر بأنك تجاهد للانتهاء منها.
  • العصبية أو الإحباط: قد تشعر بالانزعاج أو اليأس بسهولة، أو تبتدئ في التّضايق من أشياء لم تكن تزعجك من قبل.
  • الشعور بغياب الإنجاز: قد تشعر بالفراغ داخلك أو بعدم الرّضا عن ذاتك، أو كأنّ شيئًا بالغ الأهمية ينقصك.
  • عدم التركيز: قد تشعر بعدم اليقين مما تريده أو إلى أين تتّجه، وتجد نفسك تحاول جاهدا لإيجاد إحساس بالهدف أو المعنى الكامن في بعض الأنشطة.
  • الانطواء: قد تفضل الانسحاب من الأنشطة الاجتماعيّة أو العلاقات التي كانت مهمّة بالنسبة لك، وتميل أكثر لقضاء المزيد من الوقت بمفردك.

لكن تجدر الإشارة إلى أن هذه العلامات يمكن أن تكون أيضًا أعراضًا لمشاكل نفسيّة أو جسديّة أخرى، مثل الاحتراق النفسي أو الاكتئاب، لذلك يجب عدم الاستهتار بها، وإذا استمرت و/ أو أصبحت تشكّل عائقا أو مصدرا للقلق، استشر مختصًا لتحديد ما إذا كانت فعلا علامات دالة على فقدان الشغف أو على اضطراب أكثر خطورة.

أسباب فقدان الشغف

عند الحديث عن مرحلة فقدان الشغف لا يمكن حصر أسبابه بعامل أو مسبب محدد وواضح، فهو نتيجة لأسباب متراكمة تتجمع مع الوقت وتجعل الشخص غير مهتم بكل ما يحيط به ولا يوجد لديه أي دافع للاستمرار، فما الذي يحول الشخص من شحنة طاقة وعمل وإنجاز إلى شخص فاقد شغفه وغير قادر على الاستمرار في محاولاته؟

الإجهاد

يمكن أن يؤدي التعب المزمن إلى الشعور بالإجهاد الجسديّ والعاطفيّ، مما يجعل من الصعب عليك أن تحس بالمتعة خلال ممارستك لأنشطتك المفضّلة.

اليأس والإحباط

ينتج الإحباط عادة عن تكرار المحاولات الفاشلة والتي تقلل من ثقة الشخص بنفسه وتجعله يشعر بأنه إنسان فاشل لن يحقق شغفه مهما حاول أو قد ينتج عن ارتفاع سقف التوقعات حيث تكون التوقعات غير واقعية ومنطقية مما يسبب الشعور بالإحباط وفقدان الشغف.

التغييرات الحياتيّة

يمكن أن ينتج عن بعض الأحداث الصعبة التي قد تؤثّر على مجرى الحياة، مثل الانفصال عن الشريك أو البطالة أو الانتقال إلى مكان غير مألوف، تغيّر في الأولويات أو الاهتمامات، مما قد يؤدي إلى فقدان الشغف بالأشياء التي كانت مهمة لك في السابق.

الرغبة بالوصول السريع

قد يكون الهدف المراد الوصول إليه يحتاج إلى وقت طويل ونتائجه بعيدة، فمثلاً إذا كان شغفك احتراف العزف على آلة موسيقية فذلك يأخذ وقت طويل نسبياً وتمرين متواصل على الآلة مما يجعل بعض الأشخاص يشعرون بالملل سريعاً ويفقدون الرغبة في الاستمرار.

الروتين الممل

يعتبر الروتين اليومي أحد الأسباب التي تؤدي إلى قتل الشغف فالقيام بنفس الأعمال يومياً ورؤية نفس الأشخاص يؤدي إلى الشعور بالملل والسأم وفقدان الحماس والدافع.

عدم وجود هدف محدد وواضح

قد تكون المشكلة في الهدف نفسه فإذا كان الهدف غير واضح فيؤدي ذلك إلى عدم قدرة الشخص على تتبع انجازاته والتقدم الذي يقوم به مما يصيبه بالإحباط وفقدان الشغف.

فقدان المحفز الرئيسي

المحفز هو الشيء الذي يدفعنا للاندفاع لتحقيق شغفنا وبدونه تصبح هذه الأهداف مجرد أحلام نتمنى أن تتحقق، عندما نفقد هذا الحافز نفقد الرغبة والشغف في الاستمرار فمثلاً يتسبب وفاة شخص عزيز في فقدان الشغف، حيث يمكن أن تكون الرغبة في إسعاده هو الحافز للعمل والوصول إلى الأهداف وغياب هذا المحفز الرئيسي يؤدي للشعور بعدم الفائدة من الاستمرار.

المقارنة بشخص آخر

من الممكن أن يتسبب مقارنة الشخص نفسه بالآخرين في شعوره بالفشل وبأنهم يصلون إلى تحقيق شغفهم وهو لم يصل بعد مما يقلل من ثقته بنفسه ويشعره بالإحباط، قد تساهم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في الشعور بالإحباط خاصة وأنها تظهر الجانب الإيجابي وغالباً غير الواقعي من حياة بعض الأشخاص مما يسبب الشعور باليأس وفقدان الشغف.

الشعور بالإرهاق

قد يتعرض الشخص خلال محاولته الوصول إلى شغفه للعديد من الظروف الصعبة سواء الأسرية أو المهنية أو الدراسية أو الصحية أو العاطفية والتي تستهلك طاقته وترهقه وتقلل من حماسه وتقتل شغفه.

مهما بلغ اهتمامك بأمر ما، عندما تعمل بجهد كبير أو لفترة طويلة جدًا أو دون دعم كافٍ، فقد ينقلب شعورك إلى الضدّ، ويؤدّي كل ذلك إلى الشّعور بالإرهاق والإحباط وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها.

إدراك أن الشيء الذي تسعى إليه لم يعد شغفك

قد تصل إلى مرحلة تدرك فيها أنك أخطأت في تحديد شغفك وأنك ترغب في الوصول إلى هدف آخر وهذا الشيء طبيعي فالنفس البشرية متقلبة، ولكن تقع المشكلة عندما تقطع مسافة طويلة في رحلتك الأولى وتفاجئ بأنه ليس هذا ما تبحث عنه الأمر الذي قد يتسبب في انطفاء رغبتك وشغفك في كل شيء.

الاضطرابات الصحية

يمكن أن تؤثر مشاكل الصّحة البدنيّة أو العقليّة على مستويات الطّاقة والمزاج والرغبة في الممارسة، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الشغف.

التجارب السلبيّة

إذا حصلت على نتائج أقل من توقعاتك أو مررت بأحداث غير سارّة تتعلّق بنشاط كنت تستمتع به، فقد يتسبّب ذلك بطريقة غير مباشرة في فقدان الشغف.

التغير في القناعات

بينما تنمو شخصيّاتنا وتتطوّر، ونكتسب قيما ومعتقدات جديدة، قد تتغير معها أولويّاتنا، مما يؤدّي إلى فقدان الشغف بالأشياء التي كانت مهمّة بالنسبة لنا في السابق.

لكن مع ذلك، من الضروري أن تتذكّر أن فقدان الشغف هو حالة عاديّة وشائعة بين الناس، بما معناه أنها قد تحدث لأيّ شخص، ولا يعني فقدان الشغف بالضرورة أن هناك أي مشكلة تستدعي القلق، ولا يتطلّب منك البحث عن علاج إلا إذا كانت حالة مرضية كالاكتئاب.

الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب

على الرغم من اشتراك فقدان الشغف والاكتئاب في بعض أوجه التّشابه التي يمكن أن تثير قلق الشخص غير المختصّ، إلا أن كليهما هو تجربة مختلفة عن الأخرى لأسباب وأعراض متنوعة.

يوصف فقدان الشغف بأنه فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها، ويمكن أن تشمل هذه الأنشطة الهوايات، وتناول الطّعام، وأداء الوظيفة، ومقابلة الأصدقاء، وما إلى ذلك، حيث تنعدم القدرة على الشعور بالسعادة عند ممارسة أو الحصول على الأمور التي كانت مصدر بهجة في وقت سابق.

هناك نوعان رئيسيان لفقدان الشغف: النوع الأول هو فقدان الشغف الاجتماعي، أي عندما تشعر أنك لا تريد الاختلاط بالآخرين بعد الآن وقضاء الوقت معهم، ولا يجب إساءة فهم ذلك على أنه الرهاب الاجتماع، والنوع الثاني هو فقدان الشغف الجسدي، وهو عندما لا تعود تستمتع بالأحاسيس الجسدية، مثل العناق على سبيل المثال، أو تناول وجبة لذيذة أو الاستماع إلى أغنيتك المفضلة، وأحيانًا قد يصبح من الصعب التعامل مع شخص يعاني من فقدان الشغف في العلاقات، حيث سيثقل كاهله قضاء بعض الوقت مع الآخرين، وحتى أنه قد يرفض الدعوات إلى الحفلات والاجتماعات.

يعد فقدان الشغف أيضًا أحد الأعراض الرئيسية لاضطراب الاكتئاب الشديد، ولكن لا داعي لربطه بالإصابة بالاكتئاب أو الشعور بالحزن الشديد، ويمكن أن يؤثّر أيضًا على من يعانون من أمراض نفسية أخرى مثل الاضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن يظهر حتى في الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية غير ذات صلة مثل مرض السكري.

ويعتقد الخبراء أن لفقدان الشغف أحيانا علاقة بتأثير الاكتئاب على الواصلات المسؤولة عن المتعة في الدماغ، وقد يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الشغف من مشكلة في الطريقة التي ينتج بها دماغهم أو يستجيب لهرمون الدوبامين، وهو مادة كيميائية مزاجية ترتبط بما نعبر عنه بـ "الشعور بالرضا".

من ناحية أخرى، يوصف الاكتئاب بكونه اضطرابا مزاجيا يسبب الشعور المستمر بالحزن وفقدان الشغف، ويُعرف أيضًا باسم الاكتئاب السريري، وهو يؤثر على شعورك وتفكيرك وطريقة تصرفك ويمكن أن يؤدي إلى العديد من الاضطرابات العاطفية والجسدية، وقد تواجه مشكلة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وقد تشعر أحيانًا كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.

قد تشمل الأعراض الأخرى للاكتئاب تغيرات في نمط الأكل أو النوم، وانخفاضا في مستويات الطاقة، وصعوبة في التركيز، والشعور بانعدام القيمة أو تأنيب الضمير.

كونه أكثر من مجرد نوبة من الكآبة، ليس الاكتئاب ضعفًا أو أمرا عارضا ولا يمكنك ببساطة تجاوزه، على عكس فقدان الشغف، بل قد يتطلب علاجًا طويل الأمد ودعما على المدى الطويل، ويمكن أن يحدث الاكتئاب بسبب عوامل مختلفة، مثل العوامل الوراثية، أو الصدمات العاطفية، أو الاختلالات الكيميائية في الدماغ.

من حيث الأسباب، قد يكون فقدان الشغف ناتجًا عن عوامل مثل الإرهاق أو الإجهاد أو نقص التحدي أو النمو، لكن من ناحية أخرى، قد يحدث الاكتئاب بسبب مجموعة من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية، وبالرغم من كون فقدان الشغف من ضمن قائمة أعراض الاكتئاب، إلا أنه ليس معيارًا تشخيصيًا في حد ذاته، ويمكن فصله عن الاضطراب النفسي المذكور أعلاه.

باختصار، لئن انطوى كل من فقدان الشغف والاكتئاب على العزوف عن الأنشطة والأشياء التي كانت تستمتع بها سابقًا، فإن الاختلافات الرئيسية تكمن في أسبابها وأعراضها ومدتها و إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب الأخرى، إضافة إلى فقدان الشغف، وإذا كانت الأعراض مستمرة، يمكنك أن تعلن حالة الطوارئ وأن تطلب المشورة من أخصائي في الصحة العقليّة.

هل فقدان الشغف مرض عقلي؟

كما ذكر أعلاه، ليس فقدان الشغف بحدّ ذاته مرضًا عقليًا أو اضطرابًا قائما بنفسه، ولو ارتبط بجملة من الاضطرابات العقليّة الأخرى.

بدلاً من ذلك، هو تجربة إنسانيّة مشتركة يمكن أن تحدث لأيّ كان، وذلك نتيجة عوامل مختلفة وشائعة بين الأفراد، مثل الإرهاق أو الإجهاد أو تغيير في الأولويات والاهتمامات.

ومع ذلك، لا يجب تجاهل أن فقدان الشّغف هو أحد أعراض بعض حالات الصحة العقليّة، مثل الاكتئاب.

فإذا كان شخص ما يعاني من نقص مستمرّ في الاهتمام أو عجز عن الاستمتاع بالأنشطة التي كان يتمتع بها من قبل، إلى جانب أعراض أخرى مثل الشعور بالحزن أو اليأس أو اضطرابات في الشهية أو النوم، فقد يكون ذلك علامة على الاكتئاب مثلا.

لكن الشعور بفقدان الشغف هو جزء طبيعي من الحياة ويمكن أن يحدث لأي شخص، وكذلك يمكن أن يمر بسهولة ولا يستلزم نفس مستوى الإحاطة والعلاج الذي قد تحتاجهما في حالة إصابتك بمرض نفسي.

الرضا عن النفس

 

 

علامات فقدان الشغف بالحياة

 

لفقدان الشغف علامات تظهر على الشخص وتدل عليه وهي تشبه إلى حد ما أعراض الاكتئاب، ومن أبرز العلامات التي تدل على الدخول في هذه المرحلة:

التفكير بشكل تشاؤمي

التفكير التشاؤمي أحد علامات فقدان الشغف حيث يصبح الشخص غير متأكد من قدرته على الوصول لشغفه وبأنه لا فائدة من الاستمرار ولن يتغير شيء حتى بعد وصوله وأن الحياة سيئة لا تستحق أن تحارب من أجلها.

القلق المستمر

القلق المستمر من أعراض فقدان الشغف حيث ينتج هذا القلق عن الشعور بالإحباط وعدم الثقة بالنفس والشعور بأنه شخص فاشل لن يستطيع الوصول لشغفه.

عدم الرغبة بالقيام بشيء

في بعض الحالات عندما تفقد شغفك تشعر بعدم الرغبة في القيام بشيء حتى أنك تشعر بعدم الرغبة في مغادرة سريرك، لا ترغب بالعمل ولا الدراسة، لا ترغب بالتحدث مع الآخرين أو التواصل مع أي أحد.

الملل

من علامات فقدان الشغف الشعور الدائم بالملل تصبح جميع الأعمال التي كانت تشكل جزءً من شغفك مملة حتى أنها غير مثيرة بالنسبة لك وتفقد اهتمامك بها وحماسك تجاهها.

الندم

الشعور الدائم بالندم على أنك بدأت هذا الطريق ولم تختر طريق آخر وبأنك أضعت بعض الفرص الذهبية في حياتك من أجل شغفك هو أحد علامات فقدان الشغف.

الخلافات مع المحيط

الشعور الدائم بالقلق والملل وعدم الرغبة بالقيام بأي عمل يمكن أن يؤدي إلى التصادم مع المحيط وكثرة الخلافات مع الأشخاص المقربين وخاصة الشريك والوالدين وذلك يمكن أن يكون علامة على فقدان الشغف.

الأرق

قد يسبب القلق ومشاعر الندم والضياع والتفكير الزائد بالأسباب التي أدت إلى عدم القدرة على تحقيق الهدف مشاكل في النوم وبالتالي من الممكن أن يكون الأرق أحد علامات فقدان الشغف.

 

الآثار النفسية لفقدان الشغف

 

قد يتسبب فقدان الشغف في العديد من الآثار النفسية على الشخص وقد يجمع بين واحد أو أكثر منها

  • العصبيةيمكن أن يؤدي فقدان الشغف والشعور بالفشل إلى انفعال الشخص وجعله شخصاً عصبياً يتأثر بأي شيء وذو ردود أفعال حادة وغير متوقعة.
  • الحقد: عندما يفقد الشخص الشغف من الممكن أن يصبح حقوداً حيث يتمنى أن يفشل الجميع من حوله لكي يشعر بأنه ليس الفاشل الوحيد.
  • لا مبالي: من الممكن أن يتسبب فقدان الشغف في الشعور باللامبالاة تجاه أي شيء فلا يشعر بالسعادة أو الحزن أو الحماس أو الندم على أي شيء ويصبح مجرداً من المشاعر.
  • عدم القدرة على اتخاذ قرار: الشخص الذي فقد شغفه قد يجد صعوبة في اتخاذ القرارات في حياته وذلك لعدم ثقته بهذه القرارات إذا ما كانت صحيحة أم لا.
  • الرغبة بالعزلةقد يصل الشخص الذي فقد شغفه إلى مرحلة يرغب فيها باعتزال العالم من حوله خوفاً من نظرة المجتمع له بأنه إنسان فاشل عجز عن تحقيق هدفه.
  • التفكير بالانتحار: عندما يكون فقدان الشغف ناتج عن الاكتئاب وعند تطور الحالة دون القيام بعلاجها فقد يؤدي ذلك أن يشعر الشخص في الرغبة بإنهاء حياته والتفكير بالانتحار وهو أخطر آثار فقدان الشغف الناتج عن الاكتئاب.

كيفية علاج فقدان الشغف

حدد شغفك بشكل واضح

حاول أن تعرف ما هو شغفك الحقيقي فالسعادة مثلاً بحد ذاتها لا يمكن أن تحدد كهدف ولا يمكن أن تترجم كخطوات عملية يمكن إنجازها لذلك حاول أن يكون شغفك عملي يمكن تحقيقه.

يمكن أن يكون لتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها دور في توليد دوافع جديدة في ذاتك وإعطائك إحساسًا بالتحدّي والتحفيز، وبالطبع عليك التأكد من توافق أهدافك مع قيمك واهتماماتك.

اتخاذ خطوات صغيرة

يمكن أن يكون الهدف الذي تسعى الوصول إليه صعب ويحتاج إلى وقت طويل لتحقيقه مما يسبب لك الشعور بالبرود والفتور وفقدان الشغف، ولكن يمكن علاج هذه المشكلة من خلال تقسيم الهدف إلى خطوات يتم العمل عليها بشكل يومي فذلك يقلل من الشعور بصعوبة الهدف ويساعدك في الخروج من حالة فقدان الشغف والعودة للإنجاز من جديد.

قم بإعداد قائمة في ذهنك أو على الورق، بقناعاتك الأساسيّة وما هو مهمّ بالنسبة لك وما سبب أهمّية هذه الأمور، ويمكن أن يساعدك هذا التمرين على تحديد وتغيير الأنشطة بما يتوافق مع قيمك وبذلك تعيد إحياء شغفك من جديد.

القراءة في كتب تطوير الذات

يمكن أن تساعد كتب تطوير الذات في الخروج من مرحلة فقدان الشغف واستعادة الثقة بالنفس كما أن لبعض الروايات أثر كبير في الدفع نحو السعي لتحقيق أحلامك، وخاصة ما يعطي التفاؤل منها.

جرب أشياء جديدة

خلال فترة ابتعادك عن أنشطتك المعتادة، قم بالاطلاع على الأنشطة أو الهوايات التي أجّلتها أو ربما نسيتها، لكن لطالما كنت مهتمًا بها ولم يكن لديك الوقت أو الفرصة لتجربتها، ويمكن أن يساعدك هذا التمرين في اكتشاف اهتمامات ومصادر سعادة جديدة، ولم لا ربطها بالقديمة.

استخدام الأجندات

يمكن أن يساعد استخدام البلانر في استعادة الحماس للاستمرار والتخطيط من جديد والانطلاق نحو شغفك، حيث يساهم البلانر في تنظيم يومك وحياتك وهدفك بصورة أفضل.

الحصول على قسط كافي من الراحة

يحتاج الجسم والعقل كل فترة لأخذ استراحة وذلك لاستعادة نشاطه وحماسه، خذ إجازة من عملك واقض بعض الوقت في الاسترخاء، يمكن لجلسات التدليك أن يكون لها تأثير إيجابي وأن تساعد في تصفية الذهن والعودة لتحقيق أهدافك بشغف.

في بعض الأحيان، كل ما تحتاجه هو بعض الوقت بعيدًا عن نمط حياتك المعتاد، لإعادة شحن طاقتك واسترجاع تركيزك، وخذ في عين الاعتبار الابتعاد لمدّة معينة عن أنشطتك المعتادة واستكشاف هوايات أو اهتمامات جديدة أو قم ببساطة بالاسترخاء وإعادة التواصل مع ذاتك.

تنظيم مواعيد النوم

إذا نظمت مواعيد نومك فقد قطعت شوطاً كبيراً في تنظيم يومك وحياتك ومعرفة أكثر الساعات التي تكون فيها نشيطاً وقادراً على الإنجاز والساعات التي تشعر فيها بالفتور فتقوم باستغلالها للترويح عن نفسك واستعادة نشاطك.

البحث عن الأشخاص الإيجابين

إحاطة الفرد نفسه بأشخاص إيجابين وطموحين يساعد في تحفيزه على الاستمرار وعدم الاستسلام وتخطي الظروف الصعبة واستعادة الشغف من جديد.

كسر الروتين

يمكن استعادة شغفك من خلال كسر الروتين اليومي الممل، حاول القيام بأشياء جديدة ومسلية والقيام ببعض المغامرات مع أشخاص مقربين ومرحين يمكن لذلك أن يعيد لك نشاطك وطاقتك لاستئناف رحلتك نحو أهدافك.

تصالح مع نفسك

إن توقفك عن الإنجاز وارتكابك بعض الأخطاء لا يعني أنك فاشل فتوقف عن لوم نفسك وحاول أن تتصالح معها وحارب من جديد للوصول إلى شغفك.

ممارسة الرياضة

تساعد ممارسة الرياضة في استعادة النشاط الجسدي والصفاء الذهني وخاصة اليوغا فهي تخلص من الطاقة السلبية وتعيد الحماس والشغف لحياتك.

استشارة طبيب نفسي

إذا شعرت بأعراض خطيرة كالرغبة في الانتحار وإنهاء حياتك أو عزل نفسك أو أصبحت أكثر عصبية فهذه لا تعتبر من أعراض فقدان الشغف بل من أعراض الاكتئاب لذا ينصح باستشارة أخصائي نفسي لعلاج هذه الأعراض قبل أن تتفاقم.

مارس الرعاية الذاتية

قد يساعدك الاهتمام بصحتك الجسديّة والعاطفيّة على الشعور بمزيد من النّشاط والحماس، ويمكن أن يشمل ذلك أمورا قد تتطوّر لتصبح هوايات بحدّ ذاتها، مثل ممارسة الرياضة وإعداد الأكل الصحي وتأدية طقوس التأمّل.

ابتعد عن السلبيّة

في بيئة عمل أو أسرة أو حتى مجتمع لا يقدر جهودك وتضحياتك، ربما كان السبب وراء فقدانك لشغفك هو رد الفعل والتجاوب السلبي، وربما انعكس ذلك على نفسيتك فأصبحت تتبنى هذه الأفكار، وحاول النظر إلى اهتماماتك من منظور جديد، وربما من وجهة نظر مختص.

لكن في جميع الحالات، مهم جدًّا تذكّر أن استعادة شغفك هي رحلة طويلة وقد تستغرق بعض الوقت وتتطلب مقدارا من العزيمة والإصرار.

لذلك، عليك التحلي بالصبر والتعاطف مع نفسك، وألا تخجل من طلب المساعدة المهنيّة إذا أحسست أنك في حاجة إليها، ومع الوقت والجهد، يمكنك إعادة إحياء شغفك.

غالبًا ما يفسّر الناس هواياتهم واهتماماتهم على أنها أمر ممتع للقيام به في أوقات فراغهم؛ بل ويعتبر البعض هوايته كمصدر ثانوي للمال، بمعنى أنها قد تصبح مهنة ثانوية.

يمكن أن تكون الهواية أيضًا نوعا من الهروب من الواقع، وإلهاءً عن بعض المشاكل، وحتى تنفيسًا عن الطاقة المكبوتة للبعض الآخر.

ولكن الأهم من ذلك، أن الهواية هي مسعى إبداعي بالأساس، ومنفذ للشخص كي يعبر عن نفسه ويستكشف ذاته، فببساطة، يمكن الجزم بأن ممارسة هواية يعني الاستمتاع بأشياء معينة، والاحساس بالشغف تجاهها، وربما إذا صح القول، يمكنك أيضًا أن تقع في حب شغفك.

وفي بعض الأحيان، وبسبب، أو لعل بفضل الظروف والتطورات، قد تموت الأحلام كما تموت العواطف، وكما قال أحد المشاهير: "ذلك الشيء الذي ملأني بالإثارة والشغف قد أصبح عبئًا علي، لقد حان الوقت لإيجاد حلم جديد."

ورغم ذلك، ليس الافتقار إلى الحافز بالضرورة علامة على ضياع الحلم، أو على نقص في العزيمة والوفاء، فلا تقلق، فإن فقدان الشغف بأمر كنت قد حلمت به هو في الواقع أكثر شيوعًا مما تعتقد، وربما هو دافع لإيجاد حلم جديد، ربما كان هذا قدرك طيلة هذا الوقت.

فلا تيأس، ولا تهوّل الأمور، واعتبر فقدان الشغف فرصة لتجديد جوانب من شخصيتك قد أصبحت غير لائقة بمن أنت عليه الآن، ولاختبار متعة جديدة في الحياة.

العلاقات السامة في حياتنا

( الكلمات المفتاحية )

علاج فقدان الشغف بالحياة تجربتي مع فقدان الشغف دعاء فقدان الشغف اختبار فقدان الشغف فقدان الشغف تجاه شخص الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب فقدان الشغف تجاه كل شيء هل فقدان الشغف مرض نفسي فقدان الشغف اقتباسات

Post a Comment

Previous Post Next Post