كيف تحافظ على الصلاة في وقتها؟ |
كما أن الصلاة عماد الدين وهي الفارقة بين الكفر والإيمان ، كما
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " بين الرجل وبين الكفر - أو الشرك - ترك
الصلاة ". أخرجه مسلم ، وأبو داود ، والترمذي وصححه ، والنسائي ، وابن ماجه ،
وابن حبان، والحاكم وصححه ، وابن أبي شيبة .
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " لا حظ في الإسلام لمن ترك
الصلاة " وقال عبد الله بن شقيق : كان أصحاب رسول الله لا يرون من الأعمال
شيئاً تركه كفر إلا الصلاة .
هذا الحكم بالنسبة لمن يتركها ولا يؤديها ، أما من يؤديها لكن يتكاسل
في أدائها ويؤخرها عن وقتها ، فقد توعده الله بالويل فقال: ( فويل للمصلين الذين
هم عن صلاتهم ساهون) . [ الماعون : 5]. والويل هو واد في جهنم ، نسأل الله العافية .
وكيف لا يحافظ المسلم على أداء الصلاة ، وقد أمرنا الله بذلك فقال
: ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين). [ البقرة: 238] ، وقال
الرسول صلى الله عليه وسلم : " خمس صلوات كتبهن الله على العباد ، فمن جاء
بهن ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ،
ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد ، إن شاء عذبه ، وإن شاء أدخل الجنة ".
رواه أبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه وغيرهم .
فمن حافظ على الصلاة كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة ، ومن لم
يحافظ عليها ليس له عند الله عهد ، فأي مصيبة أعظم من عدم المحافظة على الصلاة !!
،ثم يقال للأخ أو الأخت السائلة : لم لا تصلين؟ ألا تخافين من الله ؟ ألا تخشين
الموت ؟ أما تعلمين أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة كما قال الرسول
صلى الله عليه وسلم: " أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة ، فإن صلحت فقد أفلح
وأنجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر". رواه الترمذي وحسنه ، والنسائي ، وأبو داود
. وماذا يكون جوابك لربك حين يسألك عن الصلاة؟ ألا تعرفين أن النبي صلى الله عليه
وسلم يعرف أمته يوم القيامة بالغرة والتحجيل من أثر الوضوء ، فقد قال صلى الله
عليه وسلم: "إن أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء ".
رواه البخاري ومسلم ، و الغرة بياض الوجه ، والتحجيل : بياض في اليدين والرجلين .
كيف بالمرء حينما يأتي يوم القيامة وليس عنده هذه العلامة وهي من خصائص الأمة
المحمدية ، بل لقد وصف الله أتباع النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم : (سيماهم في
وجوههم من أثر السجود).[ الفتح:29].
بل إن الصلاة راحة وطمأنينة للنفس والقلب ، وقد قال فيها الرسول
صلى الله عليه وسلم لبلال: " أرحنا بها يا بلال " ، وقد أرشدنا النبي
صلى الله عليه وسلم عندما تحدق بنا المصائب ، وتدلهم بنا الخطوب والأحزان أن نفزع
إلى الصلاة "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة
". رواه أحمد وأبو داود ، حزَبه أي: أهمه ، وقد أمرنا الله بالاستعانة
بالصلاة ، فكيف يتركها بعض الناس ، وقد قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا
بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ). [ البقرة : 153].
نصيحتنا لسائل و للسائلة : أن تتقي الله وأن تخاف منه حق الخوف ، وأن تراجع
نفسها حيث إنها تقول :إني أحب ديني وأقرأ كثيراً عن كتب الدين . فإذا كنت حقاً
تحبين دينك ، فعليك بطاعة الله والمحافظة على الصلوات في أوقاتها ، لأن المحبة
ليست مجرد دعوى ، بل لابد من الامتثال : لو كان حبك صادقاً لأطعته ، إن المحب لمن
يحب مطيع ، فلا تستقيم دعوى المحبة مع عدم الامتثال ، ثم إن المحافظة على الصلاة
نور يتزود به المرء في طريقه ، وكيف يرضى المرء أن يكون الناس لهم زاد وهو بغير
زاد .
وكما هو معلوم ، لأن الصلاة من أركان الإسلام الخمسة : " بني
الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة
، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً". رواه
البخاري ومسلم .
فعليك أيها السائل أو السائلة : أن تتخلصي من عادة ترك الصلاة ،
والتوبة الصادقة النصوح ، وأن لا تيأسي من رحمة الله ، و أن ترافقي الصالحات لكي
يعينك على الخير ، ويبعدك عن الشر ، وعليك بحضور دروس العلم والمواعظ في بيوت الله
حتى يخشع قلبك ، وستجدين السعادة الحقيقية - إن شاء الله - في أداء الصلاة
بطمأنينة وخشوع في أوقاتها ، لتكوني من الذين قال الله فيهم : ( قد أفلح المؤمنون
* الذين هم في صلاتهم خاشعون ). [ المؤمنون :2].
كيف أحافظ على الصلاة في وقتها هو استفهام ينبغي أن
يجري على لسان كل مسلم، خاصة بعدما تسارعت مجريات العصر وأحداثه وتداعياته، فصعب
معه الالتزام بالصلوات في وقتها، بما جعل من مسألة كيف أحافظ على الصلاة في
وقتها أمرًا في غاية الأهمية والضرورة، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام،
كما أنها من العبادات التي ينبغي الحذر من التهاون بها أو فيها، لذا ينبغي علينا
جميعًا معرفة كيف
أحافظ على الصلاة في وقتها وكيف تتعود على الصلاة ، و كيف احبب نفسي في الصلاة
وأسهل طريقة للمداومة على الصلاة وكل ما يتعلق بمطلب كيف أحافظ على الصلاة في
وقتها ، وذلك امتثالًا لأمر الله تعالى واغتنام فضل المحافظة على الصلاة في وقتها
كما أوصانا رسول الله –صلى الله
عليه وسلم-، وليكن مطلب كيف أحافظ على الصلاة في وقتها مطلبًا عامًا وينبغي أن يتصدر
ما يشغل أذهاننا.
الصلاة
الصلاة هي عماد الدين، وهي اتصالنا الدائم
بربّنا سبحانه وتعالى، والصلاة على وقتها هي أحب الأعمال إلى الله كما ورد في
أحاديث عدّة في الصحيحين، ورغم المشقّة التي ترافق التدرّب على الالتزام بها في
أوقاتها، إلا أن أداء الصلاة في الوقت الصحيح يصبح ديدنًا بعد فترة من المحافظة
عليه، وعلى أية حال، فإن "أحب الأعمال إلى الله" يستحق منك الصبر
والمتابعة، لإرضائه سبحانه وتعالى وكسب الثواب العظيم .
كيف أحافظ على الصلاة في وقتها
كيف أحافظ على الصلاة في وقتها وعد الله -تعالى- من
حافظ على الصلاة بالفوز والفلاح، ووعد من ضيعها بالخزي والعار ونار جهنّم وبئس القرار،
فقد دعا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الناس إلى عبادة الله والمحافظة على
الصلاة، فمن تقوى الله امتثال ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، كيف أحافظ على الصلاة في
وقتها فمن الأمور التي عظّمها الله الصلاة، ومن عظّمها فقد عظّم الله، كما حذّر من
تأخيرها والتكاسل عنها، فمن تركها عامدًا فقد كفر، ومن أخّرها عن وقتها دلّ ذلك
على نفاقه، كيف
أحافظ على الصلاة في
وقتها فعنها قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنَّ العهدَ
الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر»، ووصف
المنافقين بأنّهم لا يأتون الصلاة إلّا وهم كُسالى، وأنّ مصيرهم الدرك الأسفل من النار،
فمن حفظها في وقتها فقد حفظ دينه، ومن ضيّعها كان تضييعه لما سواها سهلًا يسيرًا.
كيف أحافظ على الصلاة في
وقتها ينبغي معرفة أنها أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن كانت صلاته
صالحةً فقد نجا وأفلح، وإن كانت فاسدةً فقد خاب وخسر، وقد أمر الله نبيه بإقامة
الصلاة جماعةً حتى وهو في قتال العدو في الحرب، وعلّمه كيفيتها في مثل هذه الحالة،
فالأولى في غير حالات القتال أداء الصلاة على وقتها، كيف أحافظ على الصلاة في
وقتها فعنها قد رُوي عن عبد الله بن مسعود، أنّه قال: «من سرَّه
أن يلقى الله غدًا مسلمًا فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس، حيث ينادى بهن فإن
الله -تعالى- شرع لنبيكم سنن الهُدى وأنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم
كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد
رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النّفاق أو مريض، ولقد كان يؤتى بالرجل
يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف».
كيفية المحافظة على الصلاة
راقب أوقات الصلاة:
استخدم رزنامة توضّح أوقات الصلاة أو ساعة خاصة بذلك أو تطبيقًا على الجوال، أو أي
طريقة أخرى لتبقى مراقبًا لأوقات الصلاة أولًا بأول.
انتظر الصلاة إلى الصلاة: إن
السبب الأساسي لتأخير الصلاة هو الغفلة عن مواعيدها، والالتهاء أوقات الصلوات،
والحل المباشر لهذه المشكلة هو تعويد نفسك على انتظار الصلوات، هذا لا يعني
بالتأكيد أن تبقى جالسًا على السجادة بعد كل صلاة تنتظر الصلاة التالية، بل يعني
أن تبقى متنبهًا طوال الوقت إلى كم من الوقت تبقى للأذان التالي، وأن تبقى
متيقّظًا في كل لحظة إلى موقعك من اليوم ومن أوقات الصلوات الأخرى، حتى إذا اقترب
وقت الأذان كنتَ على استعداد للصلاة قبل أن يؤذن.
استعد قبل الأذان: تسمع الأذان، ثم تدّعي أنك
تريد فقط إكمال ما بدأت به من أعمال، ثم تنسى الصلاة، ويستمر ذلك لساعات قبل أن
تتذكر الصلاة مرة أخرى، هل هذا أمر مألوف بالنسبة لك! إنه يتكرر كثيرًا معنا
جميعًا، لذلك وجب أن تتجنّب ذلك عن طريق الاستعداد "قبل الأذان"، بما
أنك صرت تعرف أوقات الأذان، وتنتظر الصلاة إلى الصلاة، فأنت تعرف متى يكون وقت
الأذان القادم، عندما يتبقى 5 دقائق لهذا الأذان، اترك كل ما في يديك واذهب لتهيّئ
نفسك للصلاة، توضّأ، ثم افرش سجادة الصلاة واجلس عليها لتستغفر أو تسبح أو تقرأ
بعض الآيات لمدة دقيقتين فقط قبل الأذان، هذه الدقائق الخمس رغم قصرها، إلا أنهما
تعدّك للصلاة وتجبرك على أدائها في وقتها، كما أنها تساعد في تصفية ذهنك لتكون
أكثر خشعًا في الصلاة.
اذهب للمسجد: الخطوة السابقة تفيد جدًا،
لكن إذا كنت رجلًا فما رأيك بأدائها في المسجد بدلًا من مكان العمل أو البيت؟
الصلاة في المسجد تعين على الالتزام، كما أنها تضاعف الأجر، وتجمع المسلمين على ما
يوحّدهم ويذكّرهم بخالقهم، حاول أن تُلزم نفسك بصلاتين على الأقل في المسجد كل يوم.
وتعاونوا على البر والتقوى:
مشكلة تأخير الصلاة هي مشكلة شائعة بين الناس، والجميع يطمح إلى تجاوزها، تعاون مع
صديق لك، أو أخ، أو زوج للتخلص منها، ذكروا بعضكم بالصلوات، أو أعدّوا جدولًا
للتقييم وتنافسوا بينكم، أيقظوا بعضكم على صلاة الفجر، وابتكروا طرقًا خاصة بكم
لتتحدوا بها هذه المشكلة.
الدعاء بأن يعينك الله: مهما
بذلت من الجهود للمحافظة على الصلاة على وقتها، تذكر أن هذا توفيق من الله، يوفّق
لهُ من يُخلصُ نيّته ويُحسن التوجّه إليه، فادعُ الله دائمًا بأن يعينك على أداء
الصلوات في أوقاتها، وأن يقبلها منك.
طرق المحافظة على الصلوات في وقتها
ــ التذكّر الدائم بأنّ تارك الصلاة بدون
عُذر يدخل في دوائر كثيرة يصفها العلماء تارة بالكُفر وتارة بالفسوق الشديد، فكيف
تضع نفسكَ أخي المُسلم موضع الاجتهاد بين كافر وبين فاسق، عدا عن أنّ ترك الصلاة
لهُ حساب في الآخرة غير كُلّ حساب، وترك الصلاة هوَ من الكبائر العظيمة، فبمجرّد
استحضار هذهِ الأمور ينبغي لنا أن نرعوي ونتفكّر مليًّا في مصيرنا وهذا ممّا
يُعيننا على الأوبة وإحسان التوبة والالتزام بالصلاة دون ترك أو تقصير.
ــ أن
نستشعر الخوف من أنّ تارك الصلاة له عذاب شديد عند الله، ونستشعر حبًا داخليًا
للصلاة وعزيمة مهما كانت الظروف؛ لأنّ الصلاة الفرض الوحيد الذي لا يسقط.
ــ تحميل برامج الأذان والصلاة على الهاتف؛ حيث يؤذن لكل صلاة مع
تنبيهات للتذكير بأنّ وقت الصلاة قد حان.
ــ الاجتماع مع أهل البيت للصلاة جماعة؛ فعندما يحين موعد الصلاة
يترك كل من في البيت أشغاله ويصلون جماعة، فهذا يبعث في النفس شوقًا للصلاة، ويعود
العائلة على الاجتماع للخير.
ــ الإكثار من الدعاء لله تعالى
أن يثبتنا على الصلاة وأن نكثر من دروس الدين، ومن قراءة القرآن الكريم،
والتسبيح، والاستغفار؛ وذكر الله تعالى يقوي الصلة بين المرء وربه ولا ننسى بأن
الصاحب التقي المحافظ على صلاته يكون لنا عونًا في الالتزام بالصلاة.
ــ استشعار أنّ أول ما يحاسب
الله عليه الإنسان يوم القيامة الصلاة لأنها عمود الدين، وهي من فرائض الله سبحانه
وتعالى وهي ثاني أركان الإسلام، فإذا صلحت صلاة المرء صلحت أعماله ذلك؛ لأنّ
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهي الناهية المانعة للمعاصي وهي الضمير الذي
يسيرنا إلى كل خير وكلّ عمل صالح يقربنا إلى الله.
ــ الخشوع التام في الصلاة وتدبر
القرآن الكريم، فعند تدبر آيات القرآن الكريم يهيج داخل صدر المؤمن الخشوع
والتأنّي في الصلاة وصدق حبه للتواصل مع خالقه سبحانه وتعالى.
ــ الإيمان بأن الله فرض علينا خمس صلوات في اليوم إن صليت في
وقتها تنجينا من عذاب وغضب الله علينا، وتمحو كل ذنوبنا في الحياة، فصدق رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حديثه (أرأيتم لو أنَّ نهرًا ببابِ أحدِكم يغتسلُ منهُ كل
يومٍ خمسَ مراتٍ . هل يَبقى من درنِه شيٌء ؟ قالوا : لا يَبقى من درنِه شيٌء. قال
فذلك مثلُ الصلواتِ الخمسِ. يمحو اللهُ بهنَّ الخطايا)[صحيح مسلم]. زراعة حبّ
الصلاة منذ الصغر في أبنائنا، وتعريفهم معانيها، وآثارها، وأهميتها، وطريقتها
لتكبر معهم وتكون سببًا لتوفيقهم في الحياة الدنيا والآخرة.
ــ الصلاة مجلبة للرزق ودافعة للفقر عن صاحبها، فقد قال الله عزّ
وجلّ عنها في القرآن الكريم: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن
نرزقك والعاقبة للتقوى)، فطالما في الصلاة هذا الخير في الدُّنيا والآخرة فما الذي
يُبعدك عنها ولا يجعلكَ مُقيمًا عليها وعلى أدائها.
ــ للالتزام
بالصلاة والمحافظة عليها يجب أن تجاهد نفسك بداية الأمر على الالتزام بها، وأن
تُجبر نفسك على المواظبة عليها؛ لأنَّ النفس تتروّض وتدرب فإذا ما ذاقت حلاوة
الإيمان وجمال طعم الصلاة الحقيقية فإنّك بلا شكَّ ستستمر عليها دون انقطاع.
ــ للمحافظة على الصلاة تذكّر أنّها لا تكون سهلة إلا على الخاشعين
قال الله تعالى عنها: (وإنّها لكبيرةٌ إلاّ على الخاشعين)، وفي الصلاة عون كبير
على هُموم الدنيا ومصائبها فأنت عندما تُقبل على الله سُبحانهُ وتعالى فإنّك تضع
جميع الدُّنيا خلفك والله جلّ جلاله سيتكفّل لكَ بحلّ كُلّ مُصاب ودفعِ كُلِّ
بلوى، أبعد هذا الخير كُلّه يُفرّط أحد بالصلاة ولا يُحافظ عليها.
فضل المحافظة على الصلاة في وقتها
فضل المحافظة على الصلاة في
وقتها ، إنّ للصلاة فضلًا عظيمًا، فهي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين، ومن أعظم
شعائر الدين، وأفضلها الصلاة على وقتها مصداقًا لما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله
عنه- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن أيّ الأعمال أحبّ إلى الله تعالى،
فقال: «الصلاة على وقتها، قال: ثمّ أي؟
قال: ثم بر الوالدين، قال: ثمّ أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله»، فضل المحافظة
على الصلاة في
وقتها ، وقد دلّ الحديث على أنّ الصلاة على وقتها أفضل الأعمال البدنيّة، ويشترط
أداء الصلاة في أوّل وقتها؛ لتكون أحبّ الأعمال إلى الله تعالى؛ ولذلك فإنّ أداء
الصلاة في أوّل الوقت أفضل من التراخي في أدائها، ويجدر بيان أنّ الله -تعالى- جعل
لأداء الصلاة فضلٌ عظيمٌ، ولا سيّما إن كان على وقتها، ومن هذه الفضائل ما يأتي:
ــ نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته
الدنيا.
ــ محو الخطايا وتطهير النفس من
الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ ففي الصلاة يغفر الله تعالى ذنوب عبده بينها وبين
الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب.
ــ أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول
الله.
ــ يرفع الله تعالى بالصلاة
درجات عبده.
ــ تُدخل الصلاة المسلم الجنّة،
برفقة الرسول صلّى الله عليه وسلّم. عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار
الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى.
ــ عدّ رسول الله -صلّى الله
عليه وسلّم- أجر من خرج إلى الصلاة بأجر الحاجّ المُحرم.
ــ أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.
ــ يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى
يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها.
ــ يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما
دامت الصلاة تحبسه.
ــ تبقى الملائكة تُصلّي عليه
حتى يفرغ من مُصلّاه.
اسهل طريقة للمداومة على الصلاة
اسهل طريقة للمداومة على الصلاة هو
مسعى يبتغيه الكثير من الناس الذين يعانون من مشكلة عدم الانتظام في الصلاة، وعدم
المداومة عليها، وتركها لفترات، ثم الرجوع إليها، وهكذا...، هذه ليست بالمشكلة
البسيطة، لأنه لا أحد يعرف متى ينتهي عمره، لذا ينبغي المسارعة في معرفة اسهل
طريقة للمداومة على الصلاة ومنها:
ــ الصلاة على وقتها: إنّ أداء
الصلاة على وقتها من أهم الأسباب التي تساعدنا في الحفاظ على صلاتنا، أي بمجرّد
سماع الشخص للأذان يجب عليه أن يتأهب لأداء الصلاة، ولا يؤجل ذلك، لأنه قد ينسى،
أو يتكاسل، إذًا عند سماع الشخص للأذان لا بدّ له من التلبية مباشرة.
ــ الراحة عند أداء الفريضة:
عندما يؤدي المسلم الفريضة المكتوبة عليه فإنّ ذلك يُشعره بالراحة، والطمأنينة،
لأنه قد أدى واجبه أمام الله عز وجل، وعليه يجب أن يُعمّق الإنسان هذه المشاعر
داخله، ويربطها ارتباطًا قويًا مع حياته اليومية، فمتى ما شعر بعدم الراحة
والطمأنينة وهو مؤخر لصلاته، فليقم مباشرةً لتأديتها، عندها سيستعيد تلك المشاعر
فورًا.
ــ متابعة البرامج الدينية: إنّ متابعة البرامج الدينية التي تحض
على الصلاة، وتبين حكم تاركها، وفضل الصلاة على وقتها، وغيرها من الأحكام، تساعد
الشخص في الثبات على الصلاة، لأنّه مشحون دائمًا بهذا الأمر، ويستمع لمن هم أعلم
منه، وبالتالي فإنّه سيُعزّز الأمر داخله بشكل متواصل، حتى يصبح الأمر جزء لا
يتجزّأ من حياته اليومية.
ــ دور الأهل: لا بُدّ من تربية الأبناء منذ صغرهم على الصلاة، حتى
ينشأوا وقد تعوّدوا عليها، و تلازمهم طيلة حياتهم؛ فالمرء على ما يتعوّد، وعلى ما
ينشأ، ومتى ما تعوّد الابن على الصلاة، فيعمل هو على تذكير والديه بالصلاة، إن
وجد أيًا منهم لم يقم بأدائها، وبالتالي فإنّ الأبناء ثمرة ستعود بالصلاح على
أنفسهم، وعلى ذويهم أيضًا.
ــ الأصحاب: لينظر الإنسان إلى
أصحابه، فإن وجدهم من تاركي الصلاة، سيعلم سبب تركه لها، أو عدم انتظامه عليها؛
فالإنسان يتأثر بأصدقائه، والأشخاص الذين حوله، حتى وإن لم يقصد؛ لأنّ الصاحب
الصالح يدلك على الخير، ويذكّرك بصلاتك، أما صاحب السوء فلن يذكرك، لأنه لم يُذكّر
نفسه أصلًا.
( الكلمات المفتاحية )
Post a Comment